يافع والوحي التاريخي للحوثيين على غزوها

[نبيل العواذل]

بسم الله الرحمن الرحيم
يافع والوحي التاريخي للحوثيين على غزوها
ينطلق الحوثيون في حركاتهم وسكناتهم السياسية والعسكرية والايدلوجية من الجذور التاريخية لصراعات الائمة الزيدية رحمهم الله مع القبائل اليمنية ومن هنا تأتي أهمية يافع بالنسبة لهم ....فهؤلاء يتحرك قسم منهم على اساس الاستراتيجية الظاهرية لاجل تحقيق السيطرة على اليمن ولكن هناك قسم آخر يرى ان الحركة يجب ان تكون على اساس استراتيجية مايمكنني ان أسميه بالشبكة الوخزية الغير مرئية منطلقين من حركة صراعاتهم التاريخية تلك التي كان لقبائل يافع الحميرية دورا كبيرا في مواجهتهم ويرونها اليوم بمثابة المصدر الاشعاعي الروحي لثقافة الرفض لهم والكاشفة لاساليبهم الغدارة وبالتالي يرون في كسر شوكة يافع بحسب قراءة هذا القسم المنطلق على اساس الوحي من صراعات الماضي من أهم السبل لوأد وأطفاء مصدر اشعاعات الرفض الثقافية في القبائل والشعب الجنوبي ..فهم يدركون ان قبائل يافع من كسر شوكتهم سابقا في حضرموت حينما استنصر الحضارم بقبائل يافع ليتحرروا من السبأيين ويدركون ان الكثير من القبائل اليمنية الجنوبية ليست سوى قبائل مهاجرة من –سرو حمير-ويدركون ان ثورة علي بن الفضل القرمطي وان كانت قد اتخذت في نهايتها منحى سلبيا وهو الذي جعل قبائل يافع تتوقف عن الاستمرار في مناصرة علي بن الفضل القرمطي لاحقا مما جعله ينهزم سوى ان سبب نجاحها في البداية هو شوكة وقوة وشكيمة قبائل يافع الحميرية التي نصرت هذه الثورة القرمطية ضد الائمة الزيدية ...ويدركون اليوم اهمية هذه القبائل لما يمثله ابناءها من مصدر قبلي وثقافي ومادي –تجاري وسياسي وعسكري –في بعض دول الخليج مؤثر في صياغة الرؤيا السياسية لتلك الدول من بعض الجوانب وهو مايجعلهم يرون في كسر شوكة يافع سببا في تسهيل مهمة احتلال الجنوب ....الامر الذي يجعلنا ادراك اهمية مساندة قبائل يافع في هذه المرحلة وادراك العمق الذي يمثلونه للشعب الجنوبي وهويته التاريخية الممانعة للمد الزيدي الامامي والذي تحول اليوم الى صفوية حوثية ايرانية