نمشي واثقين نحو الهدف المنشود/بقلم عبد العزيز حميد

[ابو فارس الحضرمي]

بقلم : عبد العزيز حميد


إن المتابع لمسيرة النضال السلمي للحراك الجنوبي يرى وبما لا يدع مجالاً للشك إننا نمشي واثقين الخطى نحو الهدف المنشود ألا وهو التحرير والاستقلال واستعادة الدولة .. وها هي بوادر النصر تلوح في الأفق رغم تكالب الأعداء من سلطة ومعارضة واتحادهم وتوحدهم في صف واحد للقضاء على حراكنا السلمي الجنوبي وقضيتنا الوطنية العادلة .. ولكن هيهات لهم ذلك .. فقد قرانا وسمعنا ورأينا بأم أعيننا كيف هي الحرب المسعورة التي يشنها رواد حزب الإصلاح اليمني وعدد من المثقفين والعامة من أبناء العربية اليمنية ومن بني جلدتنا على الحراك السلمي الجنوبي خلال الفترة القليلة الماضية بسبب الغليان الشعبي الجنوبي العارم الرافض لهذه المهزلة الانتخابية .. فبعد أن باءت كل محاولاتهم بالفشل الذريع لإقناع الشارع الجنوبي بفكرهم المتحجر ذات الماركة المسجلة بالهمجية والتخلف والذي لا يعترف أصلاً بالقضية الجنوبية ولا بأبسط الأبجديات في حق الشعب الجنوبي في تقرير مصيره بعيداً عن التوصيات والمزايدات والمغالطات فهم يريدون تمرير الانتخابات وبكل ما أوتوا من قوة لحجب الحقيقة الدامغة التي يعرفها القاصي والداني عن رغبة الشعب الجنوبي الرافض لهذه الوحدة ولهذه المهزلة الانتخابية بكل محتوياتها ودهاليزها الملتوية التي لن تحقق ولو جزء بسيط من العزة والكرامة التي فقدها هذا الشعب بل ستعيده مرة أخرى إلى النفق المظلم نفق الوحدة المزعومة وحدة الأرض والثروة ..

إنني هنا أؤكد بل وأراهن على شعبنا الجنوبي الحر التواق للحرية والاستقلال .. الشعب الذي سطر ويسطر أروع الملاحم البطولية بنضاله السلمي التحرري يوماً بعد يوم .. والذي قل ما نجد له نداً ولا مثيل في جميع أصقاع المعمورة .. فبعد الريادة المطلقة في ثورات الربيع العربي رغم التجاهل الإعلامي المطبق الذي تجاوز كل حدود المهنية الصحفية والإعلامية .. إلا إن الشعب الجنوبي لا يزال ينبض بروح الأمل والتحدي ينبض بالروح الجنوبية الابية .. فالشارع الجنوبي يغلي بثورته السلمية التحررية منذ انطلاقتها في العام 2007م وزاد من غليانه ومنذ الوهلة الأولى لإعلان مهزلة الانتخابات الرئاسية على المرشح التوافقي الوحيد .. الانتخابات التي يراد منها ذر الرماد في العيون لتمرير مشاريعهم الضيقة مشاريع السلب والنهب لتمرير شرعنة الاحتلال لوحدة الأرض والثروة بعيداً عن احترام المشاعر والأحاسيس للشعب الجنوبي بأكمله .. وقد وصلت هذه الهمجية المتعجرفة والمتخلفة إلى أوجها .. وها هو التاريخ يعيد نفسه من جديد فرغم الرفض الشعبي الجنوبي القاطع لهذه الانتخابات الهزلية ورفض إجراءها على الأرض الجنوبية مهما كانت التضحيات .. كانت لفوهات بنادق جيش الاحتلال ومليشيات الإصلاح كلمتها لقمع هذه الاحتجاجات الشعبية الرافضة لهذه المهزلة .. بل وسقط خلالها العديد من الشهداء والجرحى .. لتضاف جرائم أخرى إلى جرائم المحتل الهمجي المتخلف التي لا تعد ولا تحصى .. فقد ابلغوا رسالتهم إلينا واضحة المعاني والبيان .. رسالة مضرجة بدماء شهدائنا وجرحانا .. رسالة مفادها وبالمختصر المفيد الوحدة أو الموت فمثلما فرضناها عليكم بالقوة في العام 1994م سنفرض الانتخابات بقوة السلاح والتهديد في العام 2012م لنمرر الاستفتاء وشرعنة احتلالنا من جديد .. وهنا نقف وقفة تأمل وتفكر في هؤلاء القوم !!!!..

ولنتذكر جميعاً معشر الجنوبيين العام 1994م الذي أحلت فيه دماءنا واستبيت فيه أعراضنا ونهبت أموالنا باسم الوحدة المزعومة وتحت نفس الشعار الوحدة أو الموت .. وهي نفس العصابة ونفس الرموز والوجوه الموجودة الآن .. وها نحن نقف أمام مفترق طرق فبالأمس كانت حجتهم إننا كفرة ومرتدين وشيوعيين واليوم لا ندري بأي تهمة سنقابل أهمج آلة عسكرية عرفتها البشرية آلة لا تعترف إلا بلغة القتل والتهديد والإذلال لإسكات الصوت الجنوبي الصداح الذي يطالب بنيل حريته استقلاله ظناً منهم إنهم يستطيعون إسكات صوتنا متناسين قوة وصلابة هذا الشعب الأبي الذي أخرج أعتا إمبراطورية عرفتها البشرية الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس وإنه بإذن الله لقادر على طرد هذا المحتل اليمني الهمجي المتخلف وإخراجه من الأرض الجنوبية عاجلاً أم آجلاً ..

ان يوم الثلاثاء 21 فبراير 2012م .. هو يوم أسود في تاريخ رجال كنا نعدهم خيرة الرجال .. ولكنهم باعوا أنفسهم بأبخس الأثمان بوعود عرقوبية لعصابة صنعاء الفاسدة .. وهم يسطرون أسوء خيانة عرفها التاريخ البشري حين تنازلوا عن دماء إخوانهم الشهداء والجرحى الذين رووا بدمائهم الزكية شجرة الحرية الجنوبية .. وها هي تلك الثلة التي تصر وبكل ما أوتيت من قوة للاصطفاف مع المحتل ضد أخوانهم الجنوبيين بل وصل بهم الحال في بعض المناطق الجنوبية إلى إن يصوبوا فوهات بنادقهم إلى صدور أخوانهم العزل لفرض هذه الانتخابات بقوة السلاح .. متناسين أن التاريخ لا يرحم ويسجل مواقف الرجال وان مزبلته في انتظار كل متخاذل عميل ..

إن يوم 21 فبراير يعتبر يوم تحول للقضية الجنوبية ولو جرت الانتخابات وسيتذكر أولئك القوم الذين يصرون على إجراءها من بني جلدتنا والذين يطبلون لعصابة النهب والسرقة .. والذين يريدون تمرير الانتخابات لتكون كاستفتاء على الوحدة المغدورة .. وهم يرقصون على جثث شهدائنا الابرار وعلى أنات الثكالى والارامل والايتام ليناولوا منصباً فخرياً حسب الوعود العرقوبية .. ولكن لن ينعموا بها وإن مرت تلك الانتخابات بقوة السلاح والتهديد مثلما احتل الجنوب بتلك القوة في العام 1994م .. بالله عليكم هل تستطيع قوتكم أن تخمد الثورة الجنوبية أو أن تقضي على نضال شعب بأكمله .. هل تستطيعوا أن تسكتوا صوت الشعب الجنوبي .. فجنوب اليوم غير جنوب الأمس .. لم تستطع الآلة العسكرية لعلي عبد الله صالح بمختلف أسماءها ومسمياتها وهمجيتها أن تسكت صوتنا على مدى خمس سنوات .. تصدينا للآلة العسكرية بصدورنا العارية .. فأمامنا خياران لا ثلاث لهما .. فإما النصر وإما الشهادة .. ننتصر أو نموت .. فلن يطيب لنا العيش بعد اليوم تحت وطأة القهر والإذلال لهذا المحتل اليمني الهمجي المتخلف .. وشعب الجنوب قد نفض غباره وسيعلم المتآمرون أن قضية الجنوب قضية شعب بأكمله .. قدم لها أعز ما يملك لنيل حريته واستقلاله .. ولن تثنيه عن مواصلة نضاله الوعود العرقوبية لأولئك النفر الذين أذاقوا الجنوب الأمرين على مدى عقدين من الزمن .. وليعلم الجميع أن الحق منتصر ولو بعد حين .. ولن تحجب الحقيقة الدامغة ولو تجاهلتها وسائل الإعلام .. لأننا دعاة حق ولن يضيرنا ذلك .. وإنها لثورة حتى التحرير والاستقلال واستعادة الدولة بإذن الله .. المجد والخلود لشهدائنا الأبرار .. الشفاء العاجل لجرحانا .. الحرية لمعتقلين في زنازين سلطة الاحتلال .. وإنها لثورة حتى النصر بإذن الله ..