ايدلوجية القاعدة---الجواب على تساؤلات امريكية

[نبيل العوذلي]

بسم الله الرحمن الرحيم
لايفرق الكثير من الامريكيين بين ايدلوجية القاعدة وبين الجهاد ويظنون ان الجهاد والقاعدة وجهان لعملة واحدة , وهذا غير صحيح كما سيتبين بعون الله
تقوم فكرة ايدلوجية القاعدة على الاتي
كلمة التوحيد لا اله الا الله تتكون من نفي واثبات
نفي____لا اله

اثبات___الا الله
هناك نفي وهناك اثبات اذا
هناك دورة للنفي والاثبات في الحياة المادية --الجبال والبحار والاشجار والاجساد....الخ-
فالبحار تنفي كل مست وتثبت كل حي وجسد الانسان ينفي اشياء ويثبت اشياء وكذلك على مستوى الاشياء العنويات كالحب والكره والرغبة والنفور والاشتهاء والاستحسان والاستقباح, قد تحب اشياء معينه الوان معينة واشكال معينة وتكره الوان واشكال ...وهكذا
النفي لابد له من هدم واقصاء وتجريح ومعاداة وبراءة منه

والاثبات لابد له من بناء واهتمام وتشجيع وموالاة ومناصرة وتأييد

ما تأخذه ايدلوجية القاعدة على الكثير منهم --الحكام --مثلا انها تقول ان التوحيد قائم على نفي بالكفر بالطاغوت واثبات بالايمان بالله وهي تقول ان الحكام قد قام البعض منهم ببعض موجبات الايمان بالله مثل الدين الظاهر ولكنهم لم يقوموا بالنفي الموجب للعداء للكفر --اي الطاغوت--ولكنهم وقعوا في نفس الخطأ الذي يتهمون به الاخرين وهو انهم في الوقت الذي يتهمون به الاخرين بعدم العمل بركن النفي بالكفر بالطاغوت ويكفرون البعض من الحكام والاخرين باتهامهم بعدم العمل بلوازمه وان عملوا ببعض واجباته كالمملكة العربية السعودية التي تعد من احسن الدول الاسلامية التي عملت بموجب الايمان بالله ولكنهم يكفرونها لعدم عملها بلوازم النفي وليس بمراد النفي الواجب وهو عندهم مشاركة السعودية العمل السياسي مع الاخرين كالامم المتحدة ويعتبرون ذلك تحاكم الى الطاغوت وعلاقتها بامريكا ويعتبرون ذلك عدم العمل بموجب ركن النفي وهو من لوازمه فيكفرونها باللوازم بينما نجدهم قد وقعوا هم ايضا في نفس الخطأ الذي يتهمون به المملكة مثلا وهو انهم وان عملوا بموجب ركن النفي بمعاداة الغرب والامم المتحدة والقوانين الوضعيه سوى ان موجب الاثبات ولوزمه من الدعوة في سبيل الله تعالى ومجادلة اهل الكتاب ومحاججتهم والتبيين لهم وتقديم البراهين لهم بدلالاتها العقلية والنقلية تستلزم من اجل تحقيق ذلك وجود اتصال بيننا وبينهم من اجل ان يقوم المسلمون بعبادة الله تعالى بموجب ركن الاثبات من الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة باللتي هي احسن (((وجادلهم باللتي هي احسن)))__(((وقولوا للناس حسنا))) والناس هنا كلهم دون استثناء...وهذا الاتصال كي يتحقق العمل بتلك المقامات التعبدية من المجادلة والمحاججة تستوجب وجود علاقة بيننا وبينهم الامر الذي تجعله ايدلوجية القاعدة محرما وتتهم كل من لديه علاقة مع امريكي او مؤسسة امريكية بأنه اما منافق او عميل او مرتد بينما نجد انهم قد سمحوا لانفسهم بالقيام بهذا الاتصال حينما ارادوا تنفيذ عملية سبتمبر ودرسوا في كليات الطيران فكيف تسمحون لانفسكم بالاتصال والعلاقة ولاتسمحون للاخرين ؟

هم يقولون ان لنا مصلحة وهي ضرب امريكا لاننا في قتال معهم
وهنا نقول لهم هل مصلحتكم هذه موجبة على كل المسلمين اطلاقا؟

هناك من المسلمين الذين تتصل مصلحتهم بالاقتصاد والنجارة والصناعة والدراسة ...فلماذا لم تراعون مصالح الاخرين من المسلمين؟ هل ترون ان الاسلام الذي انتم عليه هو الدرجة الكاملة للمسلمين وامامها تذوب كل مصالح المسلمين الاخرين؟؟من اعطاكم هذه التزكية؟لماذا لاتراعون مصالح بقية المسلمين ؟
هل من حق المسلمين الاخرين عدم مراعاة مصالحكم واستراتيجيتكم مثلما لم تراعون مصالحهم الاخرى بل واضريتموها بعملياتكم ؟
ان حصر ايدلوجية القاعدة مفهوم الجهاد بالقتال فقط هو عين المشكلة ثم حصر مفهوم القتال بنوع معين من القتال الذي لايراعي اخلاقيات الحرب هو لب المشكلة ايضا واساسها
ان الجهاد واجب مقدس عند المسلمين ومنصوص عليه في كتاب الله تعالى والسنه النبوية ولايحدد بالقتال فقط فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم--جاهدوا بانفسكم واموالكم والسنتكم--وقال الله تعالى(((ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الارض)))ليبين نوع من المدافعة الكونية لان كلمة الناس في الاية متعلقة بالمراد الكوني للناس كلهم مؤمنهم وكافرهم روميهم وفرسيهم عربيهم واعجميهم والمدافعة تأخذ لفظيا صور واشكال شتى منها العمل السياسي بالمظاهرات والاعتصامات والعصيان المدني الذي ترى ايدلوجية القاعدة انه من بدع العصر ولكننا رأينا ان ما تحقق بفضل الله تعالى في تونس وان شاء الله في مصر افضل مما حققتموه بعملياتكم وطريقتكم التي حصرتم فهمكم المحدد للنصوص عليها وتصورون ان من يخالفه هو ضد الجهاد وهذا ليس صحيحا

ان عدم مراعاة العمل بلوازم ركن الاثبات من المحاججة والمجادلة بحجة الاية (((اليوم اكملت لكم دينكم...)))ليس سليما لان النبي صلى الله عليه وسلم يقول ايضا--بدأ الاسلام غريبا وسيعود غريبا.._وقول النبي صلى الله عليه وسلم--ان الله يبعث لهذه الامة على رأس كل مائة سنه من يجدد لها امر دينها--يدل على ان هناك فترات يضعف الدين وفترات يقوي وفترات يزيد الايمان وفترات ينقص ولابد من استمرار العمل بمقام الدعوة والمحاججة والمجادلة اللازمة لوجود علاقة اتصال وتعاون بيننا والاخرين مسلمين وكافرينوالاكتمال المقصود به ليس بمحل يجعلنا لانقبل العذر من الاخرين عند ضعف الايمان عندهم ونقصان الدين فنكفرهم ونصر على استحالة المحاولة معهم لادخال كافرهم الى الاسلام

ان المقاومة بالجهاد في سبيل الله تعا لى ذروة سنام الدين ومن لم يحدث نفسه به ففيه شعبة من النفاق ولكنها بالايمان الكامل لكل اجزاءه وليس بالايمان ببعض الكتاب ونسيان العمل بالبعض الاخر كما يفعل الغلاة الذين يحصرون الاسلام فقط في العبادة والزهد دون الامر بالمعروف والنهي عن المنكر او حصر الدين بالقتال فقط دون الجهاد باللسان والمدافعة الاقتصادية والسياسية فهؤلا ء فيهم شبه من شعب بعض الاديان المنحرفة الذين يؤمنون ببعض الكتاب دون البعض الاخر
ان النبي صلى الله عليه وسلم خلال فترة نبوته قد تنوعت عباداته بين دعوة ومجادلة ومحاججة وجهاد باللسان وقتال بالسيف والسنان وبين عبادة وسكون وزهد وبين اعتكاف وخلوة ..وهذه هي منهجية الدين الصحيح اما الذين يحصرون الدين منذ ثلاثين عاما على القتال فقط فهذا ليس من الدين الصحيح بل من الدين البدعي فقد حاور النبي صلى الله عليه وسلم وقاتل وسالم وحارب ودعا ونبذ وعدل وجرح وسامح وعاقب ..وهكذا هو الدين الاسلامي ككل وليس كجزء كما يريد البعض تصويره بالايمان ببعض الكتاب والغفلة عن البعض الاخر
ان منهجية النبي صلى الله عليه وسلم قد اخذت في عين الاعتبار التفاضل في نوع الكفر والشر والتعاطف مع الاخف شرا وضررا ضد الاشد شرا وخطرا (((الم غلبت الروم في ادنى الارض وهم من بعد غلبهم سيغلبون))) ولكن هؤلاء في منهجيتهم وبحجة الكفر ملة واحدة لايعتبرون بالتقديم والتأخير والتعجيل والتأجيل والكتم والافصاح في العداوة والصداقة يقاتلون الكل ويعادون الكل ويصورون ذلك انه من الجهاد في سبيل الله يستثمرون حماسة وعاطفة الشباب ليسقطوهم في مهالك التعنت والتشدد والغلو

اننا مجاهدون ونحب الجهاد في سبيل الله وسنعيش بعون الله على ذلك ولكن ليس بطريقة ايدلوجية القاعدة التكفيرية التفجيرية
نبيل العوذلي
نائب رئيس الهيئة الشرعية للحراك الجنوبي السلمي

[نبيل العوذلي]

جاء رجل إلى الرسول صلى الله عليه وسلم يستأذنه في الجهاد , فقال له : أحي والداك؟ قال نعم . فقال ( ففيهما فجاهد )رواه البخاري


وهذا يدل على ان حصر مفهوم القاعدة الجهاد بالقتال فقط ليس صحيحا

بل ان النبي صلى الله عليه وسلم يبين في هذا الحديث للصحابي رضي الله عنه ان بره لوالديه من الجهاد