الرئيسية التسجيل مكتبي  

|| إلى كل أبناء الجنوب الأبطال في مختلف الميادين داخل الوطن وخارجة لا تخافوا ولا تخشوا على ثورة الجنوب التحررية,وطيبوا نفسا فثورة الجنوب اليوم هيا بنيانًا شُيد من جماجم الشهداء وعُجن ترابه بدماء الشهداء والجرحى فهي أشد من الجبال رسوخًا وأعز من النجوم منالًا,وحاشا الكريم الرحمن الرحيم أن تذهب تضحياتكم سدى فلا تلتفتوا إلى المحبطين والمخذلين وليكن ولائكم لله ثم للجنوب الحبيب واعلموا ان ثورة الجنوب ليست متربطة بمصير فرد او مكون بل هي ثورة مرتبطة بشعب حدد هدفة بالتحرير والاستقلال فلا تهنوا ولا تحزنوا فالله معنا وناصرنا إنشاء الله || |

شهداء الإستقلال الثاني للجنوب
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                          

::..منتديات الضالع بوابة الجنوب..::


العودة   منتديات الضالع بوابة الجنوب > الأقــســـام الــعـــامــة > المنتدى الاسلامي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2010-09-28, 02:48 AM   #1
اخو الحرف القاسى
قلـــــم نشيـط جــــداً
 
تاريخ التسجيل: 2010-06-09
المشاركات: 227
افتراضي

رضي الله عن ام المؤمنيين
جزاكم الله خير على هذا العمل الطيب
اخو الحرف القاسى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 2010-09-28, 06:20 PM   #2
سالم علي سويد
قلـــــم جديــد
 
تاريخ التسجيل: 2008-04-12
المشاركات: 1
افتراضي

سالم علي سويد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 2010-09-29, 12:54 AM   #3
صقر المشألي
قلـــــم ماســــي
 
تاريخ التسجيل: 2009-04-26
المشاركات: 5,678
افتراضي

صقر المشألي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 2010-09-29, 07:49 AM   #4
محمدجفش
قلـــــم فعـــّـال
 
تاريخ التسجيل: 2010-06-07
الدولة: الجنوب العربي
المشاركات: 563
افتراضي طعن في الدين و سب الخلفاء الراشدين...

بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


الحمد لله غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب.

عالم الغيب، راحم الشيب، منزل الكتاب.

ساتر العيب، كاشف الريب، مزلل الصعاب.

مغيث الملهوف، دافع الصروف، رب الأرباب.

خالق الخلق، باسط الرزق، مسبب الأسباب.

مالك الملك، مسخر الفلك، مسير السحاب.

رافع السبع الطباق مخيمة على الآفاق تخييم القباب.

ساطح الغبراء، على متن الماء، ممسكة بحكمته عن الاضطراب.

منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم يوم الحشر والمآب.



أحمده وهو المحمود بكل لسان ناطق، وأشكره وهو المشكور في المغارب والمشارق.

واعترف لنبيه محمد(صلي الله عليه وسلم) انه سيد ولد ادم وخاتم الانبياء


صلي الله عليه وعلي ال بيته وازواجه امهات المؤمنين .





وعلي (( ابي بكر )) صاحبه خير الاصحاب

وعلي(( عمر )) الذي اذا ذكر في مجلس طاب

وعلي (( عثمان )) المقتول ظلما وما تعدي الصواب

وعلي (( علي )) البدر يوم البدر والصدر يوم الاحزاب

وعلي (( معاويه بن ابي سفيان)) صاحب النبي كاتب الوحي لايسبه الا منافق فاجر كذاب.



وعلي الصحابه اجمعين .


اللهم يا من زلت له جميع الرقاب
وجرت بامره السحاباللهم احفظنا في الحال والمئاب
والهمنا التزود قبل حلول التراب


ارزقني اللهم والحاضرين عماره القلوب الخراب





ايها الاخوة الفضلاء

لما ازداد الهجوم على الصحابة الكرام وزوجات النبي صلي الله عليه وسلم الاطهار من قبل




ومن خلال القنوات الفضائية الرافضية التي تدعو للمذهب الشيعي أو لدين الشيعة؟










ولما انتشرت المقالات في بعض الصحف للطعن في صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم، وأقيمت المحاضرات في بعض البلاد لسب أمهات المؤمنين فيجب على أهل السنة الدفاع عن هذا الدين؛ لأن من يسب صحابة الرسول الأمين صلى الله عليه وسلم فهو يطعن في أصول الدين، كيف لا؟ وهم حملة الدين، والذين حفظوا لنا مصادر التلقي الأصلية التي يعتمد عليها المنهج الإسلامي، فقد اجتهدوا في المحافظة على كتاب الله تعالى القرآن الكريم، حتى وصل إلينا محفوظا بحفظ الله تعالى له، وقد سخرهم الله عز وجل أيضا لحفظه والدفاع عنه، وسخر العلماء جيلا بعد جيل لهذه المهمة العظيمة، ونقل لنا الصحب الكرام السنة النبوية وحفظوها من كل تغيير أو تحريف فوصلت إلينا طاهرة صحيحة، وسخر الله تعالى العلماء من بعد الصحابة للاستمرار في حفظ هذه الأصلين خصوصا السنة النبوية التي دائما ما كانت تتعرض للطعن من قبل أعداء الدين، وهم يحاولون التشكيك فيها وفي حملتها بعدما فشلوا في التشكيك في كتاب الله تعالى، أو الطعن في الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، فجاءت الخطط الماكرة بعد دراسات وافرة وبحوث كثيرة للطعن في سنة الرسول صلى الله عليه وسلم، والتشكيك في طرق نقلها إلينا والطعن في حملتها من صحابة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم.







فصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم هم حَمَلَةُ الدين وناقلوه إلينا.





قال أبو زرعة الرازي ـ رحمه الله تعالى ـ: «إذا رأيت الرجل ينتقص أحداً من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فاعلم أنه زنديق؛ وذلك أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- عندنا حق، والقرآن حق، وإنما أدى إلينا هذا القرآن والسنن أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وإنما يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة، والجرح أوْلى بهم وهم زنادقة» (انظر الكفاية للخطيب البغدادي (49) ، وتهذيب الكمال (19/96).

ومن أعظم ما يزهِّد الناس في شريعة الله ـ تعالى ـ القدح في نَقَلَتها، وقد رأينا كيف أن أعداء الإسلام من مستشرقين حاقدين، ومنافقين مندسين لا يجترئون على القدح المباشر في الشريعة؛ لئلا يثيروا الناس، ولكيلا ينفِّروا من أقوالهم وطروحاتهم المتزندقة، فيعمدون إلى غمز الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ ولمزهم، وإبراز الروايات المنكرة والموضوعة، واختزال التاريخ الإسلامي كله فيها، ومن ثم تقديمها للناس على أنها خلاصة تاريخ المسلمين، وواقع السابقين من الصحابة والتابعين، والأئمة المهديين، والقادة المجاهدين، على شكل قصص أو روايات، أو دراسات تاريخية، أو ما أشبه ذلك. وكثيراً ما تُقَدَّم هذه الكتابات الطاعنة في الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ في قالب يزعم أصحابه الحيادية والموضوعية التاريخية، ولكن لا خير فيمن يكتب عن رجالات الأمة الفضلاء وهو يعلن عدم انحيازه لهذه الأمة؛ بل يتخذ من أعداء الإسلام الحاقدين والمتشككين من المستشرقين، ومن تربى على موائد الغرب فيجعلهم العلماء والخبراء والأساتذة، ويرفض منهج المحدثين والقدماء.

ولما كان في علم الله تعالى أن هذا سوف يحدث، فقد مدح الله تعالى صحابته الكرام في كتابه الكريم وعلى لسان نبينا الحبيب صلى الله عليه وسلم لأنهم حملة الدين، ومن انتقص من قدرهم فقد طعن في الدين, ومن بغضهم فقد انتقص الدين لأنهم
علـى دين النبـي صلى الله عليه وسلم؛ فهـم أصحـابه وأخلاؤه، والنبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: «المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل)) رواه أحمد أبو داود والترمذي وحسنه، وحسنه الشيخ شاكر والألباني؛ فدينهم هو دين النبي صلى الله عليه وسلم، وانتقاصهم هو انتقاص للدين.





تعديل الله تعالى لصحابة النبي صلى الله عليه وسلم:



قال الله ـ تعالى ـ: {وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْـمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإحْسَانٍ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}.[التوبة]

قال أبو بكر الطمستاني: "الطريق واضح، والكتاب والسُّنة قائم بين أظهرنا، وفضل الصحابة معلوم؛ لسبقهم إلى الهجرة، ولصحبتهم؛ فمن صحب منا الكتاب والسنة وتغرَّب عن نفسه والخلق وهاجر بقلبه إلى الله فهو الصادق المصيب" (راجع الاعتصام، للشاطبي، (1/131)، تحقيق: سليم الهلالي.





إن جيل الصحابة ـ رضوان الله عليهم ـ كان الأتقى والأورع والأعلم والأعدل بعد النبيين عليهم السلام.







لقد تربَّى هذا الجيل على مائدة النبوة، وعاصر الوحي، وعاش في كنف السنة، فكان هـذا الجيل هو النموذج المضيء الذي صدق العهدَ مع الله ـ تعالى ـ في تبليغ الرسالة وإقامة الحجة؛ فحمل لواء الدين وفتح أرجاء الدنيا.

لقد كان الصحابة ـ رضوان الله عليهم ـ أوفى الناس، وأصبرهم على حق، وأكثرهم بذلاً لله ـ تعالى ـ وجهاداً في سبيله من غير تبديل ولا بغي ولا تحريف، وقد استفاضت شهادة المولى ـ جلَّ ذكره ـ لهم بذلك، قال ـ جل شأنه ـ: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَّنَصَرُوا أُوْلَئِكَ هُمُ الْـمُؤْمِنُونَ حَقًّاً لَّهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ} [الأنفال: 74].

وكان الأنصار أهل الإيمان والهجرة والجهاد، وهم مأوى المصطفى - صلى الله عليه وسلم - وصحبُه وأنصاره وحُماته وجلساؤه ورفقاؤه، وفي سبيل ذلك افتقروا ونأوا عن الأوطان والأهل، واستعذبوا الغربة وضنك العيش. قال ـ تعالى ـ: {لِلْفُقَرَاءِ الْـمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ * وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْـمُفْلِحُونَ} [الحشر: ٨ ـ ٩].

لقد أنقذ الله ـ تعالى ـ البشرية بهؤلاء من وحل الجهالة العمياء، فقادوها إلى أعلى مستوى عرفه التاريخ، وأرقى نمط تمثَّلته الإنسانية بذلك الوجود الإسلامي الحيوي المتألِّق، الذي انتشلها من أغلال العبودية لغير الله ـ تعالى ـ إلى أفق رحب فسيح من عبادة الله وحده وتحكيم شرعه، فأمثال هذه القمم الشامخة محبّتُها دينٌ، والترضِّي عنها واجب، والذود عن أعراضها إيمان، ورَدُّ شانئها إحسان، وبغضها كفر ونفاق وطغيان[انظر: شرح العقيدة الطحاوية، لابن أبي العز الحنفي، ص 331.].


وإذا كانت هناك فرق شاذة تنتسب زوراً إلى الإسلام قد تجرأت على مقام الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ دون اكتراث بالكمِّ الهائل من النصوص الصحـيحة الصريحـة المحـذِّرة من مغبَّة الوقيعة في الصحابة، رضوان الله علـيهم؛ فـقد جـاء في حديث ابن عباس وأنس ـ رضي الله عنهما


ـ أن النبي صلى الله عليه وسلمقال: «من سبَّ أصحابي فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين» رواه الطبراني في المعجم الكبير (12/142)، والملطي في التشبيه والرد ص 81، والخلال في السنة (3/515)، وحسنه الألباني في: السلسلة الصحيحة ح (2340).

قال الإمام مالك ـ رحمه الله تعالى ـ: (من شتم أحداً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: أبا بكر أو عمر أو عثمان أو معاوية أو عمرو بن العاص؛ فإن قال: كانوا على ضلال أو كفر قُتل، وإن شتمهم بغير هذا من مشاتمة الناس نكل نكالاً شديداً)[انظر: الشفا بتعريف حقوق المصطفى، للقاضي عياض، (2/252). وانظر: الصواعق المحرقة، للهيثمي، (1/140).

ألم يعِِ من يسب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أن الطعن فيهم يقتضي تضليل أمة محمد صلى الله عليه وسلموتسفيهها، وعدّها شرَّ الأمم؟!






قال الإمام الذهبي:





(فمن طعن فيهم أو سبَّهم فقد خرج من الدين ومرق من مــلة المسلمـين؛ لأن الطعـن لا يكون إلا عن اعتقاد مساويهم، وإضمار الحقد فيهم، وإنكار ما ذكره الله ـ تعالى ـ في كتابه من ثنائه عليهم، وما لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - من ثنائه عليهم وفضائلهم ومناقبهم وحبهم، ولأنهم أرضى الوسائل من المأثور والوسائط من المنقول، والطعن في الوسائط طعن في الأصل، والازدراء بالناقل ازدراء بالمنقول، وهذا ظاهر لمن تدبَّره وسلم من النفاق ومن الزندقة والإلحاد في عقيدته)[كتاب الكبائر للذهبي، ص 236].

ويكفي الصحابة ـ رضوان الله عليهم ـ فضلاً ومكانة وعلوَّ منزلة قول النبي صلى الله عليه وسلملا تسبّوا أصحابي فو الذي نفسي بيده! لو أنفق أحدكم مثل أُحد ذهباً ما أدرك مُدَّ أحدهم ولا نصيفه»رواه البخاري من حديث أبي سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ في كتاب: فضائل الصحابة،



باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «لو كنت متخذاً خليلاً»، رقم (3673). وأخرجه مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه في كتاب: فضائل الصحابة، باب: تحريم سب الصحابة، الحديث رقم (2541).


رضا الله تعالى عن الصحابة الكرام أبديٌّ لا يكون بعده سخط. وقد قال الإمام ابن كثير عند قوله تعالى: {مُحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ



يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِـحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} [الفتح: 2٩].

قال: "ومن هذه الآية انتزع الإمام مالك رحمة الله عليه في رواية عنه بتكفير الروافض الذين يبغضون الصحابة رضي الله عنهم قال: لأنهم يغيظونهم ومن غاظ الصحابة رضي الله عنهم فهو كافر لهذه الآية" ووافقه طائفة من العلماء رضي الله عنهم على ذلك.
وقال شـيخ الإسلام ابن تيمية معلِّقاً على هـذه الآية: (والرضـا مـن الله صـفة قـديمة، فلا يرضى إلا عن عبدٍ عَلِم أنه يوافيه على موجبات الرضا، ومن رضي الله عنه لم يسخط عليه أبداً، فكل من أخبر الله عنه أنه رضي عنه فإنه من أهل الجنة. وإن كان رضاه عنه بعد إيمانه وعمله الصالح فإنه يذكر ذلك في معرض الثناء عليه والمدح له، فلو علم أنه يتعقب ذلك بما يسخط الرب لم يكن من أهل ذلك)[ الصارم المسلول لشيخ الإسلام ابن تيمية، ص 572 ـ 573، ط. دار الكتب العلمية].

إن الموقف الصحيح المنصف للمسلم تجاه الصحابة ـ رضوان الله عليهم ـينحصر في محبتهم والترضي عنهـم والإعـراض عمـا جـرى بيـنهم، ذلك لمن أراد الدخول في تزكيـة الله ـ تعالى ـ لخلف هذه الأمة. قال الله ـ جل شأنه ـ: {وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إنَّكَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ}. [الحشر: 10]

يقول صاحب الظلال ـ رحمه الله ـ معلِّقاً على هذه الآية: (وتتجلَّى من وراء تلك النصوص طبيعة هذه الأمة المسلمة وصورتها الوضيئة في هذا الوجود، تتجلى الآصرة القوية التي تربط أول هذه الأمة بآخرها، وآخرها بأولها، في تضامن وتكـافـل وتـوادّ وتعاطـف، وشعور بوشيجة القربى العميقة التي تتخـطى الزمان والمكان والجنس والنسب، وتتفرد وحدها في القـلوب، تحرك المشاعر خلال القرون الطويلة، فيذكر المؤمن أخاه المؤمن بعد القرون المتطاولة كما يذكر أخاه الحيّ أو أشد، في إعزاز وكرامة وحب، ويحسب السلف حساب الخلف، ويمضي الخلف على آثار السلف صفاً واحداً، وكتيبة واحـدة على مـدار الزمـان واختلاف الأوطان، تحت رايـة الله ـ تعالى ـ تغذّ السير صعداً إلى الأفق الكريم، متطلعة إلى ربها الواحد الرؤوف الرحيم).

لقد جسد هؤلاء الصحابة ـ رضوان الله عليهم ـ أروع مثال وأرفعه وأكرمه للبشرية يتخيَّله قلب كريم بريء من الغلِّ، طاهر من الحسد.
ومن هنا يُدرك كل عاقل ومنصف ضلال وانحراف من يطعـن فـي الصـحابة ـ رضي الله عنهم ـ بعد تزكية الله ـ تعالى ـ ورسوله الكريم لهم وإجماع الأمة على حبهم.

نسأل الله تعالى أن يرزقنا الإخلاص، وأن يوفقنا لمعرفة الحق، ويرشدنا إليه، ويوفقنا للعمل به.


وكتبه: علي مختار محفوظ




دمتم في رعايه الله وامنه
محمدجفش غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 2010-11-08, 12:30 AM   #5
عاشق السفال
قلـــــم جديــد
 
تاريخ التسجيل: 2010-11-07
المشاركات: 7
افتراضي

الا لعنة الله على من يتطاول على امنا وام المؤمنين عائشة الصديقة بنت الصديق
وهي من مات حبيب الامة رسولنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم على حجرها وقد الانت له اسواك
وقالت كان اخر شي يختلط بريق الرسول صلى الله عليه وسلم ريق عائشة

هي المحبوبة الى نبي الله

يريدون ليطفؤ نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون

عليه غضب الله المجوس العنة احفاد القردة والخنازير

اللهم من تطاول على امهات المؤمنين فأخذه اخذ عزيزاً مقتدر

التعديل الأخير تم بواسطة عاشق السفال ; 2010-11-08 الساعة 12:31 AM سبب آخر: تعديل
عاشق السفال غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 2010-11-13, 12:02 AM   #6
ظفاري
قلـــــم نشيـط
 
تاريخ التسجيل: 2008-04-14
المشاركات: 53
افتراضي

أن غدا لناظره قريب
ظفاري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 2010-09-27, 03:35 PM   #7
ابو صالح الحضرمي
قلـــــم فضـــي
 
تاريخ التسجيل: 2010-04-19
الدولة: الجنوب العربي المحتل
المشاركات: 2,494
افتراضي

عنوان حملة ابناء عائشة رضي الله عنها على الفيس بوك
http://www.facebook.com/pages/hmlt-a...23717311014309
ابو صالح الحضرمي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 2010-09-27, 03:38 PM   #8
قلم رصاص
قلـــــم فضـــي
 
تاريخ التسجيل: 2009-07-23
المشاركات: 2,023
افتراضي

باب فَضْلِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا

قوله‏:‏ ‏(‏باب فضل عائشة رضي الله عنها‏)‏ هي الصديقة بنت الصديق وأمها أم رومان تقدم ذكرها في علامات النبوة، وكان مولدها في الإسلام قبل الهجرة بثمان سنين أو نحوها‏.‏

ومات النبي صلى الله عليه وسلم ولها نحو ثمانية عشر عاما، وقد حفظت عنه شيئا كثيرا وعاشت بعده قريبا من خمسين سنة، فأكثر الناس الأخذ عنها، ونقلوا عنها من الأحكام والآداب شيئا كثيرا حتى قيل إن ربع الأحكام الشرعية منقول عنها رضي الله عنها‏.‏
وكان موتها في خلافة معاوية سنة ثمان وخمسين وقيل‏:‏ في التي بعدها، ولم تلد للنبي صلى الله عليه وسلم شيئا على الصواب، وسألته أن تكتني فقال‏:‏ اكتني بابن أختك فاكتنت أم عبد الله وأخرج ابن حبان في صحيحه من حديث عائشة أنه كناها بذلك لما أحضر إليه ابن الزبير ليحنكه فقال‏:‏ ‏"‏ هو عبد الله وأنت أم عبد الله‏.‏
قالت‏:‏ فلم أزل أكنى بها‏"‏‏.‏

الحديث‏:‏

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنْ يُونُسَ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ أَبُو سَلَمَةَ إِنَّ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا يَا عَائِشَ هَذَا جِبْرِيلُ يُقْرِئُكِ السَّلَامَ فَقُلْتُ وَعَلَيْهِ السَّلَامُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ تَرَى مَا لَا أَرَى تُرِيدُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

الشرح‏:‏

قوله‏:‏ ‏(‏يا عائش‏)‏ بضم الشين ويجوز فتحها، وكذلك يجوز ذلك في كل اسم مرخم‏.‏
قوله‏:‏ ‏(‏ترى ما لا أرى، تريد رسول الله صلى الله عليه وسلم‏)‏ هو من قول عائشة، وقد استنبط بعضهم من هذا الحديث فضل خديجة على عائشة لأن الذي ورد في حق خديجة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها‏:‏ ‏"‏ إن جبريل يقرئك السلام من ربك ‏"‏ وأطلق هنا السلام من جبريل نفسه، وسيأتي تقرير ذلك في مناقب خديجة‏.‏


الحديث‏:‏

حَدَّثَنَا آدَمُ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ و حَدَّثَنَا عَمْرٌو أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ مُرَّةَ عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَلَ مِنْ الرِّجَالِ كَثِيرٌ وَلَمْ يَكْمُلْ مِنْ النِّسَاءِ إِلَّا مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ وَآسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ وَفَضْلُ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ

الشرح‏:‏

حديث أبي موسى ‏"‏ كمل - بتثليث الميم - من الرجال كثير ‏"‏ وتقدم الكلام عليه في قصة موسى عليه السلام عند الكلام على هذا الحديث في ذكر آسية امرأة فرعون وتقرير أن قوله‏:‏ ‏"‏ وفضل عائشة إلخ ‏"‏ لا يستلزم ثبوت الأفضلية المطلقة، وقد أشار ابن حبان إلى أن أفضليتها التي يدل عليها هذا الحديث وغيره مقيدة بنساء النبي صلى الله عليه وسلم حتى لا يدخل فيها مثل فاطمة عليها السلام جمعا بين هذا الحديث وبين حديث ‏"‏ أفضل نساء أهل الجنة خديجة وفاطمة ‏"‏ الحديث، وقد أخرجه الحاكم بهذا اللفظ من حديث ابن عباس، وسيأتي في مناقب خديجة من حديث علي مرفوعا ‏"‏ خير نسائها خديجة ‏"‏ ويأتي بقية الكلام عليه هناك إن شاء الله تعالى، وقوله‏:‏ ‏"‏ كفضل الثريد ‏"‏ زاد معمر من وجه آخر ‏"‏ مرثد باللحم ‏"‏ وهو اسم الثريد الكامل، وعليه قول الشاعر‏:‏ إذا ما الخبز تأدمه بلحم فذاك أمانة الله الثريد

الحديث‏:‏

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فَضْلُ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ

الشرح‏:‏

حديث أنس ‏"‏ فضل عائشة على النساء كفضل الثريد ‏"‏ وهو طرف من الحديث الذي قبله، وكأن المصنف أخذ منه لفظ الترجمة فقال‏:‏ ‏"‏ فضل عائشة ‏"‏ ولم يقل مناقب ولا ذكر كما قال في غيرها‏.‏

الحديث‏:‏

حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ عَنْ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ
أَنَّ عَائِشَةَ اشْتَكَتْ فَجَاءَ ابْنُ عَبَّاسٍ فَقَالَ يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ تَقْدَمِينَ عَلَى فَرَطِ صِدْقٍ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَى أَبِي بَكْرٍ

الشرح‏:‏

حديث ابن عباس‏.‏
قوله‏:‏ ‏(‏أن عائشة اشتكت‏)‏ أي ضعفت‏.‏
قوله‏:‏ ‏(‏تقدمين‏)‏ بفتح الدال ‏(‏على فرط‏)‏ بفتح الفاء والراء بعدها مهملة وهو المتقدم من كل شيء، قال ابن التين‏:‏ فيه أنه قطع لها بدخول الجنة إذ لا يقول ذلك إلا بتوقيف، وقوله‏:‏ ‏"‏ على رسول الله ‏"‏ بدل بتكرير العامل، وسيأتي بقية الكلام على هذا الحديث في تفسير سورة النور‏.‏

الحديث‏:‏

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ الْحَكَمِ سَمِعْتُ أَبَا وَائِلٍ قَالَ لَمَّا بَعَثَ عَلِيٌّ عَمَّارًا وَالْحَسَنَ إِلَى الْكُوفَةِ لِيَسْتَنْفِرَهُمْ خَطَبَ عَمَّارٌ فَقَالَ إِنِّي لَأَعْلَمُ أَنَّهَا زَوْجَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَكِنَّ اللَّهَ ابْتَلَاكُمْ لِتَتَّبِعُوهُ أَوْ إِيَّاهَا


الشرح‏:‏

حديث عمار ‏(‏إني لأعلم أنها زوجته‏)‏ أي زوجة النبي صلى الله عليه وسلم ‏(‏في الدنيا والآخرة‏)‏ وعند ابن حبان من طريق سعيد بن كثير عن أبيه ‏"‏ حدثتنا عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ قال لها أما ترضين أن تكوني زوجتي في الدنيا والآخرة ‏"‏ فلعل عمارا كان سمع هذا الحديث من النبي صلى الله عليه وسلم وقوله في الحديث‏.‏
‏"‏ لتتبعوه أو إياها ‏"‏ قيل‏:‏ الضمير لعلي لأنه الذي كان عمار يدعو إليه، والذي يظهر أنه الله والمراد باتباع الله اتباع حكمه الشرعي في طاعة الإمام وعدم الخروج عليه، ولعله أشار إلى قوله تعالى‏:‏ ‏(‏وقرن في بيوتكن‏)‏ فإنه أمر حقيقي خوطب به أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، ولهذا كانت أم سلمة تقول‏:‏ لا يحركني ظهر بعير حتى ألقى النبي صلى الله عليه وسلم والعذر في ذلك عن عائشة أنها كانت متأولة هي وطلحة والزبير، وكان مرادهم إيقاع الإصلاح بين الناس وأخذ القصاص من قتلة عثمان رضي الله عنهم أجمعين، وكان رأي علي الاجتماع على الطاعة وطلب أولياء المقتول القصاص ممن يثبت عليه القتل بشروطه‏.‏

الحديث‏:‏

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّهَا اسْتَعَارَتْ مِنْ أَسْمَاءَ قِلَادَةً فَهَلَكَتْ فَأَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَاسًا مِنْ أَصْحَابِهِ فِي طَلَبِهَا فَأَدْرَكَتْهُمْ الصَّلَاةُ فَصَلَّوْا بِغَيْرِ وُضُوءٍ فَلَمَّا أَتَوْا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَكَوْا ذَلِكَ إِلَيْهِ فَنَزَلَتْ آيَةُ التَّيَمُّمِ فَقَالَ أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ جَزَاكِ اللَّهُ خَيْرًا فَوَاللَّهِ مَا نَزَلَ بِكِ أَمْرٌ قَطُّ إِلَّا جَعَلَ اللَّهُ لَكِ مِنْهُ مَخْرَجًا وَجَعَلَ لِلْمُسْلِمِينَ فِيهِ بَرَكَةً

الشرح‏:‏

حديث عائشة في قصة القلادة، وقد تقدم شرحه مستوفى في أول كتاب التيمم، قال ابن التين‏:‏ ليست هذه اللفظة محفوظة، يعني أنهم أتوا بالعقد، أي أن المحفوظ قولها‏:‏ ‏"‏ فأثرنا البعير فوجدنا العقد تحته‏"‏‏.‏

الحديث‏:‏

حَدَّثَنِي عُبَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا كَانَ فِي مَرَضِهِ جَعَلَ يَدُورُ فِي نِسَائِهِ وَيَقُولُ أَيْنَ أَنَا غَدًا أَيْنَ أَنَا غَدًا حِرْصًا عَلَى بَيْتِ عَائِشَةَ قَالَتْ عَائِشَةُ فَلَمَّا كَانَ يَوْمِي سَكَنَ

الشرح‏:‏

قوله‏:‏ ‏(‏عن هشام عن أبيه أن رسوله الله صلى الله عليه وسلم لما كان في مرضه جعل يدور الحديث‏)‏ وهذا صورته مرسل، ولكن تبين أنه موصول عن عائشة في آخر الحديث حيث قال‏:‏ ‏"‏ فقالت عائشة‏:‏ فلما كان يومي سكن ‏"‏ وسيأتي في الوفاة من وجه آخر موصولا كله، ويأتي سائر شرحه هناك إن شاء الله تعالى‏.‏
قال الكرماني‏:‏ قولها ‏"‏ سكن ‏"‏ أي مات أو سكت عن ذلك القول‏.‏
قلت الثاني هو الصحيح، والأول خطأ صريح، قال ابن التين‏:‏ في الرواية الأخرى ‏"‏ إنهن أذن له أن يقيم عند عائشة ‏"‏ فظاهره يخالف هذا، ويجمع باحتمال أن يكن أذن له بعد أن صار إلى يومها، يعني فيتعلق الإذن بالمستقبل، وهو جمع حسن‏.‏

الحديث‏:‏

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ حَدَّثَنَا هِشَامٌ عَنْ أَبِيهِ قَالَ كَانَ النَّاسُ يَتَحَرَّوْنَ بِهَدَايَاهُمْ يَوْمَ عَائِشَةَ قَالَتْ عَائِشَةُ فَا
جْتَمَعَ صَوَاحِبِي إِلَى أُمِّ سَلَمَةَ فَقُلْنَ يَا أُمَّ سَلَمَةَ وَاللَّهِ إِنَّ النَّاسَ يَتَحَرَّوْنَ بِهَدَايَاهُمْ يَوْمَ عَائِشَةَ وَإِنَّا نُرِيدُ الْخَيْرَ كَمَا تُرِيدُهُ عَائِشَةُ فَمُرِي رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَأْمُرَ النَّاسَ أَنْ يُهْدُوا إِلَيْهِ حَيْثُ مَا كَانَ أَوْ حَيْثُ مَا دَارَ قَالَتْ فَذَكَرَتْ ذَلِكَ أُمُّ سَلَمَةَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ فَأَعْرَضَ عَنِّي فَلَمَّا عَادَ إِلَيَّ ذَكَرْتُ لَهُ ذَاكَ فَأَعْرَضَ عَنِّي فَلَمَّا كَانَ فِي الثَّالِثَةِ ذَكَرْتُ لَهُ فَقَالَ يَا أُمَّ سَلَمَةَ لَا تُؤْذِينِي فِي عَائِشَةَ فَإِنَّهُ وَاللَّهِ مَا نَزَلَ عَلَيَّ الْوَحْيُ وَأَنَا فِي لِحَافِ امْرَأَةٍ مِنْكُنَّ غَيْرِهَا

الشرح‏:‏

حديث عائشة في أن الناس كانوا يتحرون بهداياهم يوم عائشة، وفيه ‏"‏ والله ما نزل على الوحي وأنا في لحاف امرأة منكن غيرها ‏"‏ وقد تقدم الكلام عليه مستوفى في كتاب الهبة، وقوله في أوله‏:‏ ‏"‏ حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب ‏"‏ كذا للأكثر، ووقع في رواية القابسي وعبدوس عن أبي زيد المروزي ‏"‏ عبيد الله ‏"‏ بالتصغير والصواب بالتكبير، وقوله في هذه الرواية‏:‏ ‏"‏ فقال يا أم سلمة لا تؤذيني في عائشة فإنه والله ما نزل علي الوحي وأنا في لحاف امرأة منكن غيرها ‏"‏ وقع في الهبة ‏"‏ فإن الوحي لم يأتني وأنا في ثوب امرأة إلا عائشة، فقلت‏:‏ أتوب إلى الله تعالى ‏"‏ وفي هذا الحديث منقبة عظيمة لعائشة، وقد استدل به على فضل عائشة على خديجة، وليس ذلك بلازم لأمرين‏:‏ أحدهما‏:‏ احتمال أن لا يكون أراد إدخال خديجة في هذا، وأن المراد بقوله ‏"‏ منكن ‏"‏ المخاطبة وهي أم سلمة ومن أرسلها أو من كان موجودا حينئذ من النساء، والثاني‏:‏ على تقدير إرادة الدخول فلا يلزم من ثبوت خصوصية شيء من الفضائل ثبوت الفضل المطلق كحديث ‏"‏ أقرؤكم أبي وأفرضكم زيد ‏"‏ ونحو ذلك، ومما يسأل عنه الحكمة في اختصاص عائشة بذلك، فقيل لمكان أبيها، وأنه لم يكن يفارق النبي صلى الله عليه وسلم في أغلب أحواله، فسرى سره لابنته مع ما كان لها من مزيد حبه صلى الله عليه وسلم‏.‏
وقيل‏:‏ إنها كانت تبالغ في تنظيف ثيابها التي تنام فيها مع النبي صلى الله عليه وسلم، والعلم عند الله تعالى، وسيأتي مزيد لها في ترجمة خديجة إن شاء الله تعالى، قال السبكي الكبير‏:‏ الذي ندين الله به أن فاطمة أفضل ثم خديجة ثم عائشة، والخلاف شهير ولكن الحق أحق أن يتبع‏.‏
وقال ابن تيمية‏:‏ جهات الفضل بين خديجة وعائشة متقاربة‏.‏

وكأنه رأى التوقف‏.‏

وقال ابن القيم‏:‏ إن أريد بالتفضيل كثرة الثواب عند الله فذاك أمر لا يطلع عليه، فإن عمل القلوب أفضل من عمل الجوارح، وإن أريد كثرة العلم فعائشة لا محالة، وإن أريد شرف ففاطمة لا محالة، وهي فضيلة لا يشاركها فيها غير أخواتها، وإن أريد شوف السيادة فقد ثبت النص لفاطمة وحدها‏.‏

قلت‏:‏ امتازت فاطمة عن أخواتها بأنهن متن في حياة النبي صلى الله عليه وسلم كما تقدم، وأما ما امتازت به عائشة من فضل العلم فإن لخديجة ما يقابله وهي أنها أول من أجاب إلى الإسلام ودعا إليه وأعان على ثبوته بالنفس والمال والتوجه التام؛ فلها مثل أجر من جاء بعدها، ولا يقدر قدر ذلك إلا الله‏.‏

وقيل‏:‏ انعقد الإجماع على أفضلية فاطمة، وبقي الخلاف بين عائشة وخديجة‏.‏
‏(‏فرع‏)‏ ‏:‏ ذكر الرافعي أن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم أفضل نساء هذه الأمة، فإن استثنيت فاطمة لكونها بضعه فأخواتها شاركنها‏.‏
وقد أخرج الطحاوي والحاكم بسند جيد عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في حق زينب ابنته لما أوذيت عند خروجها من مكة ‏"‏ هي أفضل بناتي، أصيبت في ‏"‏ وقد وقع في حديث خطبة عثمان حفصة زيادة في مسند أبي يعلى ‏"‏ تزوج عثمان خيرا من حفصة، وتزوج حفصة خير من عثمان ‏"‏ والجواب عن قصة زينب تقدم، ويحتمل أن يقدر ‏"‏ من ‏"‏ وأن يقال كان ذلك قبل أن يحصل لفاطمة جهة التفضيل التي امتازت بها عن غيرها من أخواتها كما تقدم، قال ابن التين‏:‏ فيه أن الزوج لا يلزمه التسوية في النفقة بل يفضل من شاء بعد أن يقوم للأخرى بما يلزمه لها، قال‏:‏ ويمكن أن لا يكون فيها دليل لاحتمال أن يكون من خصائصه، كما قيل‏:‏ إن القسم لم يكن واجبا عليه وإنما كان يتبرع




اللهم ارضها وارضى عنها والعن من آذاها وسبهاوانصرها عليه

قلم رصاص غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 2010-09-27, 03:41 PM   #9
بن شجير الحميري
قلـــــم فضـــي
 
تاريخ التسجيل: 2010-01-20
الدولة: حضرموت
المشاركات: 1,395
افتراضي

اللهم يارب الارباب انتقم لسيدتنا عاشة رضوان الله عليها من الروافض اللهم احصهم عددا واقتلهم بددا ولاتغادر منهم احدا اللهم شل اركان كل رافضي خبيث يسب او يلعن ام المؤمنين واصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم , كما نشكر منتدانا العزيز وعلى رأسهم مدير المنتدى الاخ فهمي الضالعي على هذه المبادرة الرائعة في ظل هذه الحملات الخبيثة على ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها .
بن شجير الحميري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 2010-09-27, 04:07 PM   #10
السفير الحميري
قلـــــم ماســــي
 
تاريخ التسجيل: 2009-12-21
المشاركات: 6,292
افتراضي ام المؤمنين عائشه رضي الله عنها ( تعريف مفصل عنها رضي الله عنها )

عائشة بنت أبي بكر - أم المؤمنين



مقدمة
هي عائشة بنت أبي بكر الصديق، وهي أم المؤمنين، زوج النبي صلى الله عليه وسلم، وأشهر نسائه، وأمها أم رومان ابنة عامر الكنانية، التي قال فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أحب أن ينظر إلى امرأة من الحور العين فلينظر إلى أم رومان.

كنيتها أم عبد الله، ولُقِّبت بالصِّدِّيقة، وعُرِفت بأم المؤمنين، وبالحميراء لغلبة البياض على لونها.

ولدت رضي الله عنها سنة تسع قبل الهجرة، ومن إشارة بعض المصادر إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم توفي عنها وعمرها ثماني عشرة سنة يتبين لنا أنها ولدت قبل الهجرة بسبع سنين وليس تسع، قال ابن الأثير في أسد الغابة: ولما توفي النبي صلى الله عليه وسلم كان عمرها ثمان عشرة سنة.


حالها في الجاهلية:

ولدت عائشة رضي الله عنها في الإسلام ولم تدرك الجاهلية، وكانت من المتقدمين في إسلامهم.

إلا أن ابن إسحاق عند سرده أسماء من أسلم قديما من الصحابة رضي الله عنهم قال: ".. وعبيدة بن الحارث، وسعيد بن زيد، وامرأته فاطمة بنت الخطاب، وأسماء بنت أبي بكر، وعائشة بنت أبي بكر وهي صغيرة".

وقد روى البخاري ومسلم عن عروة بن الزبير أن عائشة زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت: لم أعقل أبوي إلا وهما يديننا الدين".







قصة زواجها من النبي صلى الله عليه وسلم
أولا: مرحلة الخطوبة:


{في بيت الصدق والإيمان ولدت، وفي أحضان والدين كريمين من خيرة صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم تربت، وعلى فضائل الدين العظيم وتعاليمه السمحة نشأت وترعرعت..

هذه هي عائشة الصديقة بنت الصديق رضي الله عنها، وحسبها أن تكون ابنة أبي بكر الصديق ليُنزلها رسول الله صلى الله عليه وسلم من قلبه وبيته أعز مكان..

نشأت رضي الله عنها منذ نعومة أظفارها في ظل تعاليم الدين الإسلامي الحنيف، وشهدت في طفولتها أشد المراحل التي مرت بالدعوة الإسلامية وما تعرض له المسلمون من أذى واضطهاد.

ولقد كانت عائشة ـ كغيرها من الأطفال ـ كثيرة اللعب والحركة، لها صويحبات تلعب معهن، كما أن لها أرجوحة تلعب عليها..

وقد تمت خطبتها لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهي بنت سبع سنين وتزوجها وهي بنت تسع.. ونظرًا لحداثة سنها فقد بقيت تلعب بعد زواجها فترة من الزمن..

روي عنها أنها قالت: دخل عليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا ألعب بالبنات، فقال: ما هذا يا عائشة؟ قلت: خيل سليمان، فضحك.

كما روي عنها أنها قالت: تزوجني رسول الله وكنت ألعب بالبنات، وكن جواري يأتينني، فإذا رأين رسول الله عليه الصلاة واللام ينقمعن منه، وكان النبي يسر بهن إل.

ولذا كانت السيدة عائشة تنصح الآباء والأمهات أن يعطوا الأطفال حقهم في اللعب والحركة فتقول: "فاقدروا قدر الجارية الحديثة السن الحريصة على اللهو"، فللطفل حاجات نفسية لا يتم إشباعها إلا باللعب واللهو والمرح، وهذا يساعد على النمو السليم المتكامل.

وقد ذكرت لنا رضي الله عنها كيف تمت هذه الخطوبة المباركة، بل إنها تذكر أدق ما فيها من تفاصيل؛ وما ذاك إلا لأنها تمثل لها أجمل وأحلى ذكرياتها التي تحن إليها، كيف لا وهي ذكريات لقائها بزوجها الحبيب الذي أحبته أعظم الحب، وعاشت معه أسعد السنوات، فإذن لتلك الذكريات في قلبها أعظم مكان وأربحه.

فنستمع إليها وهي تروي لنا هذه الخطبة المباركة فتقول: "لما ماتت خديجة جاءت خولة بنت حكيم فقالت: يا رسول الله، ألا تتزوج؟ قال: ومن؟ قالت: إن شئت بكرًا وإن شئت ثيبًا؟ قال: مَن البكر ومَن الثيب؟ قالت: أما البكر فعائشة بنت أحب خلق الله إليك، وأما الثيب فسودة بنت زمعة، وقد آمنت بك واتبعتك.

فقال: اذكريهما علي، قالت: فأتيت أم رومان فقلت: يا أم رومان، ما أدخل الله عليكم من الخير والبركة؟ قالت: وما ذاك؟ قالت: رسول الله يذكر عائشة، قالت: انتظري فإن أبا بكر آت. فجاء أبو بكر فذكرت ذلك له فقال لها: قولي لرسول الله فليأت فجاء فملكها".

ثم إنها تعرض لنا رضي الله عنها الخطوة الثانية في هذه الخطبة فتقول: "فأتتني أم رومان وأنا على أرجوحة ومعي صواحبي، فصرخت بي فأتيتها وما أدري ما تريد بي، فأخذت بيدي فأوقفتني على الباب، فقلت: هه هه حتى ذهب نفسي، فأدخلتني بيتًا فإذا نسوة من الأنصار فقلن: على الخير والبركة وعلى خير طائر".

وهكذا نلاحظ رواية عائشة لأدق تفاصيل تلك الخطبة الكريمة، خطبتها لرسول الله عليه الصلاة والسلام، حتى إنها لتذكر أنها كانت تلعب قبلها على الأرجوحة، بل إنها تذكر أنها قد لهثت وتتابعت أنفاسها بسبب جريها وسرعتها في تلبية نداء أمها، وإننا لنستشف من ذلك عظم مكانة تلك الذكريات عندها وتقديرها البالغ لأمها ـ رغم حداثة سنها ـ وذلك بترك اللعب مع الصويحبات والاستجابة للنداء.

وهذا ما ينبغي أن تربي الأمهات أطفالهن عليه، فللأم مكانة عظيمة واحترام كبير ينبغي أن يربى الطفل وينشأ عليه منذ نعومة أظفاره لتعظم في نفسه مكانة الأم، ولترسخ في ذهنه حقوقها عليه وواجبه تجاهها.

ولكن هل كان ما روته السيدة عائشة هو أول مراحل هذه الخطبة؟ لقد كان هذا ما تعتقده أم المؤمنين رضي الله عنها حتى حدثها رسول الله أن خطبته لها كانت وحيًا من الله تعالى.

فقد روي أنه عليه الصلاة والسلام قال لعائشة: "أُريتك في المنام ثلاث ليال، فجاءني لك الملك في سرقة من حرير، فيقول: هذه امرأتك، فأكشف عن وجهك فإذا أنت هي، فأقول: إن يكُ هذا من عند الله يُمْضِه".

فلم يتزوج رسول الله بعائشة فور خطبتها؛ ولعل ذلك يرجع إلى صغر سنها، فرسول الله صلى الله عليه وسلم لم يرض أن ينتزع الصبية اللطيفة من ملاهي صباها أو يثقل كاهلها بمسؤوليات الزوج وأعبائه، كما إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان مشغولاً بالمصاعب الجمة التي مرت به.

وقد أحب رسول الله عليه الصلاة والسلام خطيبته الصغيرة كثيرًا، فكان يوصي بها أمها أم رومان قائلاً: "يا أم رومان، استوصي بعائشة خيرًا واحفظيني فيها"، وكان يسعده كثيرًا أن يذهب إليها كلما اشتدت به الخطوب، وينسى همومه في غمرة دعابتها ومرحها.

وقد أحبت السيدة عائشة زيارات رسول الله صلى الله عليه وسلم لها وأسعدها "ألا يخطئ رسول الله أن يأتي بيت أبي بكر أحد طرفي النهار إما بكرة وإما عشية".

ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم هاجر مع رفيقه أبي بكر الصديق إلى المدينة وخلفوا وراءهم في مكة آل النبي عليه الصلاة والسلام وآل أبي بكر، ولما استقر عليه الصلاة والسلام بالمدينة المنورة أرسل من يحضر أهله وأهل أبي بكر.

وقد تعرضت الأسرتان في طريق الهجرة لمصاعب كثيرة وأخطار عديدة أنقذتهم منها العناية الربانية، من ذلك ما روته عائشة رضي الله عنها قالت: "قدمنا مهاجرين فسلكنا في ثنية ضعينة، فنفر جمل كنت عليه نفورًا منكرًا، فوالله ما أنسى قول أمي: يا عُريسة، فركب بي رأسه ـ كناية عن استمرار نفوره ـ فسمعت قائلاً يقول: ألقي خطامه، فألقيته فقام يستدير كأنما إنسان قائم تحته".

وقد صبروا رضي الله عنهم وتحملوا مصاعب تلك الهجرة وأخطارها تاركين خلفهم الأهل والوطن ومرابع الصبا مُضحين بذلك كله في سبيل هذا الدين العظيم، مبتغين أجرهم عند الله، وهذا خير ما ينبغي أن يتربى عليه الجيل المؤمن.

فالمسلم الحق مستعد بكل نفس راضية مطمئنة أن يضحي بكل غالب ونفيس في سبيل ما يعتنقه من دين عظيم ومبادئ سامية، غير مبالٍ بما قد تؤدي إليه هذه التضحية من أخطار أو خسائر مادام قلبه عامرًا بهذا الدين العظيم، ونفسه مطمئنة بتعاليم ربه الكريم.

وصلت العروس المهاجرة إلى المدينة المنورة، وهناك اجتمع الحبيبان، وعمت البهجة أرجاء المدينة المنورة وأهلت الفرحة من كل مكان، فالمسلمون مبتهجون لانتصارهم في غزوة بدر الكبرى، واكتملت فرحتهم بزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم بعائشة.

وقد تم هذا الزواج الميمون في شوال سنة اثنتين للهجرة وانتقلت عروسنا إلى بيت النبوة، ولقد كانت هذا النقلة من أجمل ذكريات عائشة وأغلاها، وكون هذه النقلة في شهر شوال فقد أحبت أم المؤمنين هذا الشهر، واستحبت أن يُبنى بنسائها في شهر شوال، فهو عندها شهر الخير والبركات.

وتروي لنا رضي الله عنها استعدادها للزفاف وتجهيز أمها لها فتقول: "كانت أمي تعالجني للسمنة تريد أن تدخلني على رسول الله، فما استقام لها ذلك حتى أكلت القثاء للرطب فسمنت كأحسن سمنة".

ثم تصف لنا وليمة العرس فتقول: "والله ما نحرت علي من جزور ولا ذبحت من شاة، ولكن جفنة كان يبعث بها سعد بن عبادة إلى رسول الله يجعلها إذ ذاك بين نسائه، فقد علمت أنه بعث بها".

ولقد كانت أسماء بنت يزيد ممن جهزت عائشة وزفتها إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام، وهي تحكي لنا عن تقديمه عليه الصلاة والسلام اللبن إلى ضيوفه وإلى عروسه فتقول أسماء رضي الله عنها: "زينت عائشة لرسول الله ثم جئته فدعوته لجلوتها، فجاء فجلس إلى جنبها، فأتي بلبن فشرب ثم ناوله عائشة، فاستحيت وخفضت رأسها. قالت أسماء: فانتهرتها وقلت لها: خذي من يد النبي، فأخذت وشربت شيئًا، ثم قال النبي عليه الصلاة والسلام: أعطي أترابك".

وتُسأل رضي الله عنها عن مهرها فتقول: "كان صداق رسول الله لأزواجه اثنتي عشرة أوقية ونشًّا ـ النش نصف أوقية ـ فتلك خمسمائة درهم، فهذا صداق رسول الله لأزواجه".

ثم إنها رضي الله عنها تصف جهاز حجرتها فتقول: "إنما كان فراش رسول الله الذي ينام عليه أدمًا حشوه ليف".

ولم يكن في حجرة السيدة العروس مصباح تستضيء به، دل على ذلك حديثها: "كنت أنام بين يدي رسول الله ورجلاي في قبلته، فإذا سجد غمزني فقبضت رجلي فإذا قام بسطتهما قالت: والبيوت يومئذ ليس فيها مصابيح، فسئلت: لماذا لم يكن فيها مصابيح؟ فقالت: لو كان عندنا دهن مصباح لأكلناه".

وبعد فهذا هو وصف العروس المباركة لحفل زواجها ومهرها ومنزلها وجهازها، وبتأملنا لوصفها السابق يتبين لنا بجلاء يسر حفلة زواج رسول الله عليه الصلاة والسلام بعائشة وتواضعها وزهد مهر العروس وقلّته.

مع أن العريس هو نبي الله وخير خلقه وأحبهم إليه، والعروس هي عائشة وأبوها الصديق نسابة قريش وخير مَن وطئت قدمه الثرى بعد الأنبياء، ومع ذلك كله كان التواضع البليغ والبساطة الواضحة هما السمة البارزة على الحفل والمهر، بل وعلى بيت العروسين وجهازهما كذلك.

وهذا على عكس ما يحدث في عصرنا هذا الذي انتشرت فيه المغالاة في المهور، وارتفاع تكاليف الزواج، والبذخ والإسراف البالغ في تأثيث بيت العروسين وجهازهما، وهذا الأمر لا يساعد على النكاح، بل إنه أثر سلبًا في أفراد المجتمع..

تلك المظاهر الجوفاء أثقلت كاهل الغني فضلاً عن الفقير الذي حاول مجاراة الغني نزولاً على التقاليد فركبه الدَيْن، والدين ذل في النهار وهمّ في الليل، إن كان ما زاد على النفقة المشروعة في النكاح فهو ما لا يقره الشرع.

وقد ظهرت ثمرة هذه المغالاة وهذا السرف، وهي إما عزوف الشباب عن النكاح وإما خروج المرأة من سترها الذي فرضه الله عليها لتستطيع الإسهام في تحقيق أوهام النفوس التي لا تمت إلى مقاصد النكاح بصلة من الصلات فيكون الفساد الكبير.

هكذا اجتمع الحبيبان يبعث بعضهما لبعض مشاعر الحب والمودة، ويبنيان بيت الزوجية السعيد.. وقد كانت عائشة رضي الله عنها صغيرة السن لكنها كانت متفهمة للحياة المقبلة عليها، مدركة للمهمة الملقاة على عاتقها، فهي ليست زوجة عادية بل زوجة نبي، وعليها أن تساعده على نشر الرسالة السماوية وبناء أسس الدعوة الإسلامية}. (ا.هـ من موقع مفكرة الإسلام).


وقفة مع هذا الزواج:

يقول إبراهيم علي شعوط في كتابه: أباطيل يجب أن تمحى من التاريخ:

{أطلق المؤرخون لأقلامهم العنان في موضوع زواج الرسول صلى الله عليه وسلم من عائشة فقالوا: إن هذا الزواج انتهاك لحرمة الطفولة، واستجابة للوحشة الجنسية، وعبث واضح من رجل كبير بطفلة صغيرة لا تعرف شيئا من مآرب الرجال.

فذكر ابن الأثير في كتابه "الكامل" أن عائشة يوم زواجها كانت صغيرة بنت ست سنين، ثم قال: رسول الله بنى بعائشة في المدينة وهي ابنة تسع سنين، ومات عنها وهي ابنة ثمان عشرة سنة.

والقصة بهذا العرض تفتح أبواب النقض، وتثير الشبهات عند من يتصيدون مواطن الطعن في رسول الله، وينتهزون الفرص للحط من قدره بما يكتبون ويتحدثون.

إن مجرد ذكر زواج رجل - أي رجل - بطفلة في سن ست سنوات يثيرعاصفة السخط والاشمئزاز من هذا الرجل، لكن إذا ترك أمر السن هذا من غير ذكر وصار الأمر للعرف والعادة، وتقدير مقتضيات البيئة، فمن السهل أن توجد المبررات التي لا تثير لوما، ولا تفتح باب الشكوك والشبهات.

ومن التجني في الأحداث أن يوزن الحدث منفصلا عن زمانه ومكانه وظروف بيئته.

والآن صار لزاما على كل باحث أو قارئ في موضوع زواج النبي (عليه الصلاة والسلام ) من السيدة عائشة أن يعرف الأمور الآتية:

أولا: أن كتب السيرة التي قدرت للسيدة عائشة تلك السن الصغيرة عند زواج النبي بها، روت بجانب هذا التقدير أمرا أجمع الرواة على وقوعه ؛ وهو أن السيدة عائشة كانت مخطوبة قبل خطبتها من رسول الله إلى رجل آخر هو "جبير بن مطعم بن عدي" الذي ظل على دين قومه إلى السنة العاشرة للهجرة.

فمتى خطبها المطعم بن عدي لابنه جبير؟

ليس معقولا أن يكون خطبها وأبو بكر مسلم وآل بيته مسلمون؛ لأن مصاهرة غير المسلمين تمنعها الخصومة الشديدة والصراع العنيف بين المشركين والمسلمين.

فالغالب - بل المحتم - إذن أن تكون هذه الخطبة قبل بعثة الرسول، أي قبل ثلاثة عشر عاما قضاها الرسول في مكة.

فإذا بنى بها الرسول في العام الثاني للهجرة تكون سنها - إذ ذاك - قد جاوزت الرابعة عشرة.

وهذا على فرض أن "المطعم بن عدي" خطبها لابنه في يوم مولدها، وهذا بعيد كل البعد أن خطب البنت في يوم مولدها !!

ثانيا: أن "خولة بنت حكيم" زوج عثمان بن مظعون، التي كانت تحمل هم الرسول وتديم التفكير في شأنه بعد وفاة السيدة خدجة حين ذهبت إلى النبي لتخرجه من شجوه وأحزانه، وتقول له: أفلا تزوجت يا رسول الله لتسلو بعض حزنك وتؤنس وحدتك بعد خديجة؟ وسألها رسول الله: من تريدين يا خولة؟ قالت: "سودة بنت زمعة " أو " عائشة بنت أبي بكر».

والآن يستطيع القارىء أن يفهم: أن خولة حين قدمت عائشة مع سودة لرسول الله كانت تعتقد أن كلتيهما تصلح للزواج من رسول الله، وتسد الفراغ الذي كان يشقى به بعد موت السيدة خديجة. وكانت عائشة بكرا، وسودة ثيبا متقدمة في السن، فبمجرد العرض على رسول الله بهذه الصورة _ عرض زوجتين إحداهما متقدمة في السن وكانت تحت رجل آخر، والثانية كانت بكرا _ مجرد هذا العرض _ يدل على أن خولة بنت حكيم _نفسها _ تشعر بأن كلتيهما صالحة تمامًا، لأن تكون زوجة.

ومعنى ذلك أن عائشة كانت في نمائها ونضوجها، واضحة معالم الأنوثة في نظر خولة على الأقل، وهي العارفة بمآرب الرجال في النساء.

ثالثا: كذلك نجد أن السيدة "أم رومان" والدة عائشة، كان اغتباطها شديدا عندما فسخت خطبة عائشة من "جبير بن المطعم" كما طارت بها الفرحة لما علمت أن رسول الله قبل زواجها، وقالت لأبي بكر: "هذه ابنتك عاثشة قد أذهب الله من طريقها جبيرا وأهل جبير، فادفعها إلى رسول الله، تلق الخير والبركة".

إن الأم حين تطلب لفتاتها الزواج، تكون أعرف الناس بعلامات النضج في ابنتها، وتدرك ثورة الأنوثة في وليدتها، فتبدأ تتشوق إلى يوم ترى فيه ابنتها في زفافها، وفي جلوتها، كعروس إلى زوج تحب أن يكون لابنتها مصدر سعادة، يريها الحياة من نافذة الأسرة، ويدخل بها الدنيا من باب الأمهات.

وقد تكون الفتاة في سن التاسعة أو العاشرة طفلة في عقلها وتفكيرها، ولكن في بدنها امرأة كاملة الأنوثة تحن إلى الرجل. وتتمنى لو يقدر لها أن تتزوج.

كان زواج عائشة _ وهي في سنها المبكره _ زواج كرامة وتكريم لأبي بكر، كما كان يراد به أيضا توثيق الصلات بين تلك الفئة القليلة من المؤمنين بالله وسط غيابة الكفر العمياء}.ا.هـ.



أهم ملامح شخصيتها
الكرم والسخاء والزهد:

أخرج بن سعد من طريق أم درة قالت: أتيت عائشة بمائة ألف ففرقتها وهي يومئذ صائمة فقلت لها: أما استطعت فيما أنفقت أن تشتري بدرهم لحما تفطرين عليه؟ فقالت: لو كنت أذكرتني لفعلت.

العلم الغزير:

فقد كان أكابر الصحابة يسألونها عن الفرائض وقال عطاء بن أبي رباح: كانت عائشة من أفقه الناس وأحسن الناس رأيا في العامة

وقال عروة: ما رأيت أحدا أعلم بفقه ولا بطب ولا بشعر من عائشة ولو لم يكن لعائشة من الفضائل إلا قصة الإفك لكفى بها فضلا وعلو مجد فإنها نزل فيها من القرآن ما يتلى إلى يوم القيامة

ولولا خوف التطويل لذكرنا قصة الإفك بتمامها وهي أشهر من أن تخفى

وروت عن النبي صلى الله عليه وسلم كثيرا روى عنها عمر بن الخطاب قال: أدنوا الخيل وانتضلوا وانتعلوا وإياكم وأخلاق الأعاجم وأن تجلسوا على مائدة يشرب عليها الخمر ولا يحل لمؤمن ولا مؤمنة تدخل الحمام إلا بمئزر إلا من سقم فإن عائشة حدثتني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وهو على فراشي: " أيما امرأة مؤمنة وضعت خمارها على غير بيتها هتكت الحجاب بينها وبين ربها عز وجل.

وذكر ابن عبد البر عن عبد الرحمن ابن أبي الزناد عن أبيه قال: ما رأيت أحدا أروى لشعر من عروة، فقيل له: ما أرواك يا أبا عبد الله؟ قال: وما روايتي من رواية عائشة، ما كان ينزل بها شيء إلا أنشدت فيه شعرا.

وفي مكانتها العلمية يقول السيد سليمان الندوي:

{لم تكن مكانتها العلمية وتفوقها العلمي أرفع وأسمى من عامة النساء فحسب، بل لا نحسبها قصرت عن شأو واحد من معاصريها بين الرجال والنساء على السواء في سعة الفهم وقدرة التحصيل والذكاء المتوقد والبديهة الواعية، باستثناء عدد من كبار الصحابة فقط.

ولا يقصر علمها على وعي الكلمات والعبارات، قال أبوموسى الأشعري رضي الله عنه: ما أشكل علينا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم حديث قط، فسألنا عنه عائشة إلاوجدنا عندها منه علما.

وقال عطاء بن أبي رباح والذي قد نال شرف التتلمذ على يد عديد من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كانت عائشة أفقه الناس وأعلم الناس وأحسن الناس رأيا في العامة".

وقال التابعي الجليل أبوسلمة بن عبد الرحمن بن عوف: "ما رأيت أحدا أعلم بسنن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أفقه في رأي إن احتيج إليه، ولا أعلم بآية فيما نزلت ولافريضة من عائشة".

وذات مرة قال معاوية: يا زياد أي الناس أعلم؟ قال: أنت يا أمير المؤمنين، قال: أعزم عليك، قال: "أما إذا عزمت علي فعائشة".

وقال عروة بن الزبير بن العوام حواري رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما رأيت أحدا أعلم بالحلال والحرام والعلم والشعر والطب من عائشة أم المؤمنين.

وفي رواية أخرى: "ما رأيت أحدا أعلم بالقرآن ولا بفريضة ولا بحرام ولا بحلال ولابفقه ولا بشعر ولا بطب ولا بحديث العرب ولا نسب من عائشة".

لقد كان غيها من أمهات المؤمنين كذلك يقمن بواجب حفظ السنة وإشاعتها وتبليغها إلا أن المكانة التي وصلت إليها عائشة رضي الله عنها لم يصل إليها أحد غيرها، يقول محمود بن لبيد: "كان أزواج النبي صلى الله عليه وسلم يحفظن من حديث النبي صلى الله عليه وسلم كثيرا، ولا مثلا لعائشة وأم سلمة".

وقال محمد بن شهاب الزهري: "لو جمع علم الناس كلهم ثم علم أزواج النبي صلى الله عليه وسلم لكانت عائشة أوسعهم علما"}.ا.هـ.

تلك العظيمة التي أثارت بذكائها وغزارة علمها وفقهها وسمو أخلاقها إعجاب السلف والخلف، فعلموا يقينًا لماذا تبوأت تلك المكانة الكبيرة عند رسول الله عليه الصلاة والسلام.
السفير الحميري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الفقيهة الربانية أم المؤمنين عائشة .. للشيخ د هاني السباعي فهمي الضالعي المنتدى الاسلامي 18 2010-12-17 02:55 AM
مسابقة عالميَّة في تأليف بحوث علميَّة مُؤصلة؛ نصرةً لأمِّنَا عائشة رضي الله عنها، ترع الثأئر المنتدى الاسلامي 1 2010-11-11 12:33 PM
الدفاع و الانتصار لأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها .. حسان الجنوب المنتدى الاسلامي 1 2010-10-31 10:30 PM
سير أمهات المؤمنين رضي الله عنهن زوجات الرسول صلى الله علية وسلم @نسل الهلالي@ المنتدى الاسلامي 1 2010-10-31 10:27 PM
انصروا ام المؤمنين عائشة زوج رسول الله عليه الصلاة والسلام ياسر السرحي المنتدى الاسلامي 1 2010-09-26 12:41 AM

=
Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.
 

تنـويـه
بسم الله الرحمن الرحيم

نحب أن نحيط علمكم أن منتديات الضالع بوابة الجنوب منتديات مستقلة غير تابعة لأي تنظيم أو حزب أو مؤسسة من حيث الانتماء التنظيمي بل إن الإنتماء والولاء التام والمطلق هو لوطننا الجنوب العربي كما نحيطكم علما أن المواضيع المنشورة من طرف الأعضاء لا تعبر بالضرورة عن توجه الموقع إذ أن المواضيع لا تخضع للرقابة قبل النشر