"الوحده او الموت" خيار نرجسي مرفوض

[الذئب الجحافي]

انتشرت في الأونه الاخيرة بين اوساط ابناء "الشطر الشمالي من اليمن" عباره"الوحده او الموت" و

التي يعبرون بها عن فرض الوحده بالقوه والجبروت على ابناء الشطر الجنوبي من اليمن, فينتاب ابناء

الشعب الجنوبي شعور باليأس وشيء من الملامح الثورويه التحرريه. مصدر اليأس هو الإحساس بان

اخوانهم ابناء الشطر الشمالي لم يوقفوا موقفا ثابتا بجانبهم ضد الظلم والفساد, ولم يعد هدفهم سواء

الدفاع عن هوية مهددة بالزوال .

أما الملامح الثورويه التحرريه فمصدرها حينما تسمع تلك العبارات التهديديه يدرك شعب الجنوب حينها

تاريخه في النضال لمقارعه الاستعمار البريطاني البغيض و انتسابهم لماض وتاريخ عريق ، منسوب إلى

جيل دون غيره، ولساحات دون الأخرى، وما المطلوب إلا أن تحول هذا الإنتساب إلى حراك ومشاريع عمل

تنهض بالشعب الجنوبي وتبني لمستقبل جنوبي واعد، حراك له خلفية حضارية نهضوية، ويملك قراءة

علمية للواقع,حراك وجد، ليبقى، ليستمر ولينتصر في نهايه المطاف,نعم.. لقد طل الحراك الجنوبي

السلمي على الساحه السياسيه ليعلم بحروف من نار بأن" ما ضاع حق وراه مطالب"وهو مايزال يطالب

بالطرق السلميه المشروعه.

ان شعار الوحده او الموت "خيار مرفوض لانه خيار صعب وتكمن صعوبه الخيار ان يظل الشعب رازح تحت

وطئه جبابره فاسدين ولان الاصعب من ذا وذاك هم الذي ينادوا بتلك الشعارات الزائفه.نعم انهم اناس

يجهلون معنى الوحده ولا يعلمون ان معظم قيادات الشعب الجنوبي انتسبوا للقوميه العربيه في

الستينات وهم وحدويون الى العظم ولكن الوضع اجبرهم ان يوقفوا مع ابناء شعبهم المظلوم والذي

يرفض الفساد وينادي لحياه حره أبية كريمه:


إذا الشّعْبُ يَوْمَاً أرَادَ الْحَيَـاةَ فَلا بُدَّ أنْ يَسْتَجِيبَ القَـدَر

وَلا بُـدَّ لِلَّيــــــْلِ أنْ يَنْجَلِــــي وَلا بُدَّ للقَيْدِ أَنْ يَـنْكَسِـر

ان الانفصاليين الحقيقيين هم الذين يتشدقون باسم الوحده وينبذون العنصريه بطريقه هوجاء,ويبلسمون

جراحهم بشعار "الوحده او الموت" ويعتقدون في ذاتهم انهم وحدويين ويخدمون الوحده ومصالحها بهذه

الشعارات المختلقه والتي عفاء عليها الزمن, ناسيين او متناسيين بان تلك الشعارات لاتصب في مصلحة

الوحده, بل انها تعمق من الجراج وتزيد الطين بله.

ان تلك الشعارات تولد نوع من الملامح الثورويه التحرريه لدى الشعب في الجنوب, حيث ان الشعب

الجنوبي عندما يسمع تلك الشعارات يؤمن ان تلك شعارات استعماريه سوداويه خبيثه ويدرك حينها ان

بلده واقع تحت وطئه الاحتلال وفي تلك اللحظات تنبثق في نفسه حب استعاده دولته المسلوبه ,مهما

طال الوقت ام قصر,وهذا ليس بغريب على ابناء شعب الجنوب الاحرار .فلقد احتل الشطر الجنوبي من

اليمن 128 سنه من قبل الاحتلال البريطاني البغيض حيث ظل الشعب مدافعا عن كرامته وعن وطنه حتى

تم زلزال عرش الامبراطوريه العظمى وطرد اخر جندي بريطاني من عدن ونال الاستقلال المجيد في

الثلاثين من نوفمبر 1967م.


فالوحده في معناها شراكه وطنيه تقوم على اساس الرضى بين الشريكين وعلى مبدئ المساواه

والعدل بين ابناء الوطن الواحد, والوحده اذا ما حققت بالسلم فانها تكون مصدر قلق للشعب وعدم

استقرار للمنطقه,ان شعار الوحده او الموت ماهو الا شعار خرافي لايتضمن مبدئ الديمقراطيه وحريه

الاختيار بل وفي حد ذاته شعار نرجسي .

قلم جديد: الشعبي

[أبو عامر اليافعي]

السؤال الذي يطرح نفسه ويؤكد حقيقة معينة لا مجال لتبريرها وهو لماذا لايوجد شمالي ينادي بفك الارتباط او الاستقلال عن الجنوب ؟
لماذا المنادون لفك الارتباط جنوبيون والمنادون لفرض الوحدة بالقوة شماليون ؟
كيف وحدة شعب وحكومة شعب واحد وجزء منه لايوجد فرد واحد ينادي بفك الارتباط بينما غالبية الجنوبيين يريدون فك الارتباط؟
وما معنى ان الانسان مخير في افكاره وقناعاته بينما يتم رفع شعار الوحدة او الموت ؟
الله سبحانه وتعالى يقول : لا اكراه في الدين .
وهو دين الله المقدس فكيف نرفض مبدأ حرية الاختيار "لا اكراه" فيما هو ادنى من ذلك؟