الراي الكويتيه -جعفر رجب / تحت الحزام / على أبواب صنعاء نبكي

[عبدالله البلعسي]

جعفر رجب / تحت الحزام / على أبواب صنعاء نبكي



ارسال | حفظ | طباعة | تصغير الخط | الخط الرئيسي | تكبير الخط



جعفر رجب

اقرأ لهذا الكاتب أيضا
جعفر رجب / تحت الحزام / المثليون فكريا 20/03/2011
جعفر رجب / تحت الحزام / مزدوجو القيم 17/03/2011
جعفر رجب / تحت الحزام / الوطن المطاطي 15/03/2011
جعفر رجب / تحت الحزام / الشيخ جيفارا 14/03/2011
جعفر رجب / تحت الحزام / ملوك الغازات 13/03/2011
جميع مقالات الكاتب



قوم طالما كان السلاح رفيقهم، والثورة تجري في دمائهم، يصبحون على السلاح، ولا ينامون الا تحت ظلال السيوف، ولا يتمذهبون الا بمذهب الخروج على الطغاة، ولا امامة في جبالهم لقاعد متخاذل!
ساعدوني، سأكتب عن اليمن، او يحق لي ان اكتب عن اليمن وطغاتها، عن ثوارها وشهدائها! او اضعف الايمان هل يحق لي ان ادندن واغني «يا بنات المكلا» او اسمع «يا ضبي صنعا»؟
اقول هل يحق لي لان الطائفية تمد عنقها بين دفتي الباب، وتضع قدمها امام باب العقل، وتمنع اغلاقها، وتدفع بكل اصرار على الدخول، فهو ضيف عزيز في بلاد يتفطر امية، ويتعشى جهلا!
اخاف ان اكتب عن اليمن، فيقال عني طائفي، انهم زيديون، الحمد لله، صحيح انهم شيعة ولكنهم اقرب مذاهبها الى السنة، واحدة من المعضلات حلت، وثانيا رئيسهم زيدي، اي شيعي آخر، حمداً لله ما اكثر نعمائه، حلت مشكلة آخرى فرئيسهم رافضي يحق لي نقده، وتعليقه عاريا في شوارع الصحافة بكل ثقة، مع اني لم استوعب كيف في المرة السابقة، وقف الناس والاعلام العربي مع علي صالح الشيعي الزيدي، ضد الحوثيين الزيديين، مباركين حربه، كونه حامي البوابة الجنوبية!ولكن ايضا من باب الاحتياط، فاني ساعارض مظاهرات المدن الشمالية كونها شيعية، وسأقف مساندا فقط لمدن جنوب اليمن السنية... واكثر من هذا الحل ماعندي!
حلت هذه المشكلة، فقد كنت اخاف ان اتساءل كيف يقتل الناس بدم بارد في صنعاء؟ فيأتني رد بارد انت طائفي مجوسي صفوي! غريب امر هؤلاء الذين ابتلعوا دواء الطائفية، ولا يطربون الا عند سماع كلمات الشتم والتخوين والتكفير للاخر، ولا تسيرهم غير طائفيتهم البغيضة- على اساس انه توجد طائفية غير بغيضة-، يبحثون في الاسماء والاصول حتى يحكمون عليه، هل هو شهيد في الجنة ام كافر في النار، كل مذهب وملفه وتصنيفاته، الشيعي يتوسط للشيعة، والسني يتوسط للسنة ليدخلوهم الجنة، وهناك لا اعلم هل سيطلبون الفصل بينهما ام لا، مع اني اشك انه سيدخلها، من يحمل في قلبه ذرة جاهلية!
في كلتا الضفتين فقراء ومحرومون، مظلومون ومضطهدون، فقير شيعي وفقير سني، واكواخ السنة ملاصقة للشيعة، ومظلومو الشيعة ينامون على صوت بكاء السنة، والجوع يوزع نسبته بالتساوي بين الجميع، يتصارعون، ويتقاتلون، ويفجرون بعضهم البعض، ويكفر احدهم الاخر، وفي نفس الوقت يسرقهم لص شيعي ولص سني، ويستغلهم سياسي سني وشيعي، ويصعد على اكتافهم طفيليون شيعة وسنة!
يخوفون السني الفقير، من الفقير الشيعي، ويستعدون الواحد منهم على الاخر..بعد ان انتهت صلاحية تخويف الناس من الاستعمار وامريكا واسرائيل وعزاريل واندونيسا وكمبوديا وحتى ثقب الاوزون... بحثوا فلم يجدوا الا ان يخيفوا الناس من بعضهم البعض، لعنهم انهم انجليز تربية انجليز!
يا سادتي الامة ليست مباراة ريال وبرشلونة مع تمنياتي لريال بالتوفيق والنصر المبين والموت لكل الاعداء البرشلونيين-حتى يتم التحدي في الشوارع، ويتسابب الناس في المقاهي، انها شعوب بمذاهبها وعاداتها وتقاليدها وقيمها وفئاتها... يعيشون مع بعضهم او يفنون مع بعضهم، انها ليست مباراة ترفع فيها اعلام الفرق، يتطلب انتصار احدهم على الاخر، بل امة تنتصر وترتقي جنبا الى جنب، او تعيش مهزومة، تحت ظلال انظمة بلا مذهب!
يقولون من يحتفل بعيد الام سيدخل النار، وانا جاهز لدخول النار!


جعفر رجب
[email protected]
http://www.alraimedia.com/Alrai/Arti...&date=21032011