حلم الحامل السياسي لازال يراود الجنوبيون..

[علي المفلحي]

حلم الحامل السياسي لازال يراود الجنوبيون .

لا أظن بأن هناك طفل ولا أمرأة ولا فتاة ولا شاب ولا شيخ ولا أكاديمي ولا عامل ولا تاجر ولا موظف ولا عسكري ولا جندي ولا قائد مُقاومة ولا شهيد ولا سجين ولا مُهجر ولا مُهاجر في الجنوب والخارج ، لم يحلم بوجود حامل سياسي لينقذه من المأساة التي يعيش بها ، فجميع الشعب الجنوبي يراوده هذا الحلم والذي أصبح حلمي أنا أيضاً وحلم كل الشرفاء والمناضلين الذين يتابعون المأساة الجنوبية عن كثب والتي تتعمق يومياً بعد يوم.

أن قوى التحرير والأستقلال في الجنوب تتشكل من سبع مكونات تتفاوت بقدراتها وأمكانياتها على الأرض وتُمثل الخريطة السياسية قي الجنوب وهي :-

1- المجلس الأعلى للحراك الثوري وتتبعه الحركات الشبابيه والمرأه والنقابات ومنظمات المجتمع المدني وجزء كبير من الأكادمين والدبلوماسيون وهذا يشكل تقريباً 40% من الجنوبين وأبرز قياداته فخامة الرئيس علي سالم البيض.

2-الجبهه الوطنيه وتضم فصيل من الحراك وحزب تاج ويشكلون تقريباً 15%

3-الهيئة الوطنيه للأستقلال وتضم رموز من بعض مكونات الحراك وحزب الرابطه ويشكلون تقريباً 15% ومن أبرز قياداته عبدالرحمن الجفري.

4-المجلس الوطني للتحرير والاستقلال ويشكلون حوالي 5% ومن أبرز قياداته د.عبدالرحمن شكري.

5- البرلمان الجنوبي وعدد أعضاءه 250 عضو وهم من الطبقه المثقفه من كل هذه المكونات والمستقلين ورئيسه د.عبدالرحمن الوالي.

6- المجلس الأعلى للحراك الثوري هو المكون الوحيد الذي لديه قيادات في المديريات والمحافظات وقياده عليا تم ذلك من خلال مؤتمرات عقدها من المديريات حتى المركز في كل الجنوب.

7- بقية المكونات كل عملها مركزي ولبعضها تواجد في بعض المحافظات رمزي.

أما بقية النسبه تتوزع بين مؤتمر شعب الجنوب وأبرز قياداته محمد علي احمد ومؤتمر القاهره وأبرز قياداته علي ناصر وًالعطاس ، وأعضاء هؤلاء المؤتمرين كانوا أعضاء في المجلس الأعلى للحراك ويتفقون على هدف دوله أتحاديه بأقليمين لفتره محدده يُعطى بعدها للجنوب حق الأستفتاء لتقرير مصيره وهم يتقاسمون بقية النسبه المتبقيه من الجنوب مع الأحزاب الوحدويه.

هذه هي المكونات الجنوبية ومن قراءة النسب التي تم ذكرها نجد أن المجلس الأعلى للحراك الثوري هو أكبر فصيل ، وأيضاً الجبهه الوطنيه التي تحوز على مناسبته 15% والتي تتشارك مع الهيئة الوطنيه للأستقلال بنفس النسبة ، فلو جمعنا نسبت الهيئة الوطنيه للأستقلال والجبهه الوطنيه والمجلس الأعلى للحراك الثوري ستُشكل ما نسبته 70% من الجنوبيين ولو أضفنا عليهم أعضاء البرلمان الجنوبي بقيادة الدكتور عبد الرحمن الوالي الذي أصدر تصريحاً يوم أمس ونشرته بهذه الصفحة والذي دعا به للأستعجال بأغتنام الفرصة التاريخية المُتاحة والأعلان عن تشكيل حامل سياسي ، سترتفع نسبة هذه المكونات لمستويات عالية جداً ويمكنهم بكل بساطة ويُسر أن يشكلوا مجلس قيادة وحامل سياسي يمثل الشعب الجنوبي حتى وأن كانت بقية المكونات التي تتفق معهم بالهدف وتختلف معهم بالتكتيك.

أنا اعتقد الأن من حق تلك المكونات التي تشكل بمجموعها أكثر من 70% أن تُعلن عن نفسها بأنها تمثل الحامل السياسي الجنوبي ، وأنا على ثقة تامة في حال ما أذا تم الأعلان عن أنفسهم بأنهم يمثلون الحامل السياسي سوف يتلقفهم الشعب الجنوبي بلهفة بالغة وسينضوي تحتهم كل فصائل المقاومة الجنوبية الباسلة .

يتبقى بقية القوى الأخرى التي نحترم رأيها ووجهة نظرها ونضالها ودورها ، ولكن وفي مثل هذا الظرف التاريخي الذي يمر له الجنوب مع وجود التحرير والأستقلال المُجسد بالفعل على أرض الجنوب ولكنه مع وقف التنفيذ ، يُصبح لزاماً عليها أن تُقدر رغبة الأكثرية الشعبية وتتماهى معها وتدعمها كخيار لا مفر منه لا بل تعمل جاهدة لتحقيقه على أرض الواقع .

المُحزن حقاً بأن الجميع دون أستثناء من تلك المكونات متفقة على الهدف النهائي وهو عودة دولة الجنوب ، ويتفقون بالفعل على التحرير والأستقلال ، ولكنهم يختلفون على التكتيك ، ورغم أن نسبة مكون البيض ومن معه يُعتبرون أصحاب النسبة العالية جداً بكل المقايس الكمية والنوعية والمئوية ، إلا أننا نجدهم لم يُعلنوا عن تشكيل حامل سياسي يمثل الجنوب ،
فما السبب ياتُرى؟
هل هناك عذر معقول ومقبول يمكن أن يقنع الشارع الجنوبي؟
وأذا كان هناك عذر معقول ومقبول لماذا لايصارحون به الشارع الجنوبي؟
وأذا لم يكن هناك عذر أصلاً فلماذا لايصارحون الشارع به؟

أن السكوت وعدم المبادرة في الحقيقة تُثير الأستغراب وتؤكد بأن هناك أمر ما مخفي عن الشعب صاحب الحق الأول والأخير في معرفة الأسباب التي تُعيق تحريره وأستقلاله .

فهل يفعلها فخامة الرئيس البيض ويُطمأن الشعب عبر بيان يشرح به الموقف على أعتبار أنه لازال الرئيس الشرعي للجنوب وأيضاً على أعتبار أنه يمثل أكبر مُكون من مُكونات الجنوب؟
هذا ما آمله من فخامة الرئيس علي سالم البيض وكُلي أمل بذلك.
أنور الرشيد

[طبيب العقول]

نحرتنا الشعارات....هرمنا