المكلا / تراث (يمه صيمه هاتي لقيمه من البريمه والبريمه توكل بر)

[أبوسعد]

المكلا اليوم/ياسر لرضي

http://www.mukallatoday.com/Details.aspx?ID=5674

أقام شباب حافة جامع البلاد بحي الشهيد بالمكلا عصر اليوم ختم مسجدهم الذي احتوى على قرية تراثية تمثل المهن التي مارسها أبناء المنطقة منذ تأسيس المدينة وأبرزها حرفة صيد الأسماك وتستمر القرية في تقديم أنشطتها لمدة ثلاثة أيام

[
هذا ما أوضحه عبدالله سعيد بن سعد عاقل الحارة لموقع المكلا اليوم وهو أحد أعضاء اللجنة التي تشكلت من شباب الحافة،وأفاد بن سعد أن فكرة إقامة القرية التراثية جاءت من شباب الحافة أنفسهم قبل ثلاثة أيام وهم من شيد هذه القرية بسواعدهم ودون تقديم أي دعم من أي جهة،وأن معظم الأدوات التي تم عرضها في القرية التراثية هي ملك لأبناء المنطقة،وأوضح أن معظم اللوحات الاستعراضية التي ستقدم تمثل عادات وتقاليد وأنشطة أبناء حافة البلاد فقط وليس المكلا أو حضرموت،وأن الموكب سيتجمع تحت دار السادة داخل الحافة وسيتوجه صوب القرية التراثية المقامة بجانب جامع البلاد،وتشمل هذه اللوحة رحلة الصياد إلى البحر لجلب الأسماك والعودة منه وكيفية تمضية وقت فراغه في البر


واختتم حديثه بالشكر لموقع المكلا اليوم لتغطيته التجربة الأولى باحتفال شباب الحافة بختم جامع البلاد،وقدم جزيل شكره لكل من ساهم في إبراز هذا العمل التراثي من أطفال وشباب وشيبان الحافة

وبدأ الحفل بدخول الصيادين لعرض لوحتهم التي هي عبارة عن رحلة الصياد إلى البحر وكيفية اصطياده للأسماك،وبعد عودته من البحر كيف يمارس الصياد نشاطه المعتاد ومن هذه الأنشطة أولاً اهتمامه بشباكه وترقيعها أو ما يعرف محلياً( مداواة الشباك )وثانياً الألعاب التي يقضي بها وقت فراغه كالضمنة والكيرم وغيرها من الألعاب

بعدها دخل صاحب الشامية الذي تحلق حوله الأطفال مرددين معه الأهازيج الخاصة بالشامية،تبعه المطبل الذي يساهم في تعريف الناس بدخول وقت الفلاح أو السحور
وفي القرية كون الأطفال حلقة فوق الحصلة وهي حجارة صغيرة تجلب من البحر مرددين(يمه صيمه هاتي لقيمه من البريمه والبريمه توكل بر)وهذه لوحة تمثل الصيمة وهي عادة انقرضت حديثاً ويمارسها الأطفال لتمضية عصرية رمضان
كما أقيمت في القرية لوحة تمثل عمل المرأة في الأيام الخوالي في البيت وكيف كانت تعمل امرأة الصياد في تجهيز أكله والتي احتوت على سحق أو طحن البر على المرهة،والدهرة في التنار وتجهيز الخبز،هذه اللوحة نفذتها زهرات الحافة

ومن المهن القديمة التي كانت تمارس في مدينة المكلا مهنة جلب الماء التي يقوم بها رجل وعلى كتفيه عصا مربوط في طرفها تناك ويسمى صاحب المعرص الذي يقابل اليوم بوزة الماء الذي يبيع المياه العذبة لبيوت الحافة مقابل أجرة معروفة

وفي القرية أشعلت النيران في الحطب تحت القدور الكبيرة لتجهيز وليمة الزواج،وهذه العادة كانت تقام تحت بيت العريس أو العروسة ويشارك فيها الجيران والأقارب وتبدأ عند الساعة السابعة صباحاً،وهي عادة انقرضت اليوم وذلك لإقامة الوليمة في مطبخ أو مطعم،ومن أشهر الطباخين في الماضي الحاج محمد سالم باصديق وهو من أبناء الحافة

ولم تغيب عن قرية جامع البلاد الألعاب التي كانت تمارس بين الأطفال ومنها لعبة(مرقع مان)التي تمارس اليوم في حدود ضيقة وهي في طريقها للاندثار مثل غيرها من ألعاب الطفولة،وفجأة دخل صاحب الهاجر القرية بإيقاعات خاصة منبهاً الحاضرين بقدوم عدة البلاد،تلك العدة المشهورة والمعروفة للجميع في المكلا وغيرها من مناطق حضرموت ثم دخلت عدة البلاد،وبعد العدة قام شاعر المدارة الذي يمثل حافة البلاد ملقياً بعض الأبيات على مسامع الحاضرين

واختتمت القرية التراثية فعالياتها بلوحة تراثية تمثل أحد السلاطين القعطة الذين كانوا يمرون في شوارع حافة البلاد بعد صلاة الزينة في جامع البلاد،قبل انتقالهم إلى قصر المعين وقبل إنشاء مسجد عمر وإقامة صلاة الزينة فيه
وأجمل ما في حفل ختم جامع البلاد هو حضور الجيل القديم من أبناء الحافة أمثال الحاج يسر باسعد مؤسس ورئيس أول تعاونية للصيادين بمدينة المكلا،الذي لم يتمالك نفسه من الفرحة بما يشاهده وأبت دموعه إلا أن تفارق أماكنها ذاكراً ذلك الزمن البسيط الذي يخلو من تعقيدات الحياة العصرية اليوم ،أيضاً وجود الحاج محمد سالم باصديق وغيرهم الكثير والكثير من كبار السن من أبناء الحافة،والتقاءهم بالجيل الحديث الذي يمثل الحاضر والمستقبل

وبشهادة الجميع أثبت أبناء كربلاء أنهم مبدعون،ونال عملهم استحسان الجميع بما تميز ختمهم به من دقة في التنظيم وتنفيذهم فكرة جديدة لم يسبقهم إليها أحد،وربما رأينا في العام القادم من يقلدهم في تنفيذها

وشهد رمضان هذا العام 1430هـ تنافس عدد كبير من مساجد المكلا ثم الشرج في تنفيذ احتفالات متزامنة مع ختايم المساجد،والتي تساهم في إبراز عادات وتقاليد المجتمع المحلي لمدينة المكلا،وغابت منطقة ديس المكلا عن تنفيذ مثل هذه الفعاليات،وهي ظاهرة نفذها مسجد الفلاح بحي السلام أولاً الذي نفذ ستة احتفالات خلال ست سنوات

عدسة المكلا اليوم التقطت زوايا مختلفة من ختم جامع البلاد

[أبوسعد]

عدسة المكلا اليوم التقطت زوايا مختلفة من ختم جامع البلاد/ تتمة