الأهالي في (حلية) بحالمين يعيشون حاضرهم بماضيهم بين المعاناة والحرمان ووهم الوعود

[أبو عامر اليافعي]

[align=center]مواعيد عرقوب كانت لها مثلا .. الأهالي في (حلية) بحالمين يعيشون حاضرهم بماضيهم بين المعاناة والحرمان ووهم الوعود
«الأيام» غازي محسن العلوي:




منطقة حلية هي إحدى مناطق مديرية حالمين بردفان محافظة لحج الواقعة بمحاذاة الخط العام الذي يربط (عدن- صنعاء) وتبعد عن عاصمة المديرية بنحو 3كم ويبلغ عدد سكان منطقة حلية نحو 1200 نسمة، موزعين على عدد من القرى والعزل المتناثرة على طول الخط العام، ويعتمد أهالي منطقة حلية في معيشتهم على الزراعة، حيث تشتهر هذه المنطقة بوفرة المياه الجوفية والغيول المائية الجارية، وعلى الرغم من قرب المنطقة من عاصمة المديرية وموقعها على الخط العام إلا أنها ما تزال محرومة من المشاريع الحيوية والخدمية كافة كالصحة والكهرباء والمدارس و..و... وغيرها من المشاريع الأمر الذي حول حياة الأهالي في هذه المنطقة إلى جحيم، فهم كما يقولون ينامون على المعاناة ويصحون على الحرمان. «الأيام» وحرصاً منها على تلمس أوضاع المواطنين والوقوف على معاناتهم والتعرف عليها أكثر قامت بالنزول الميداني إلى هذه المنطقة لنقل صورة حقيقية عن المعاناة التي يرزح تحت وطأتها أهالي هذه المنطقة وتضمينها في الاستطلاع الآتي:

يفتقر سكان منطقة حلية إلى أبسط مقومات الحياة ويعيشون بين أحضان الثالوث الهدام (الفقر والجهل والمرض)، حتى لا يعمل في الوظائف الحكومية سوى القلة القليلة من سكان المنطقة، الأغلبية يعملون في الأعمال اليدوية وآخرون يعملون في الزراعة وتربية الماشية يعيشون حاضرهم مثل ماضيهم، فهم والمعاناة صديقان حميمان لا يفترقان.






الشيخ ناجي ناجي صالح، أحد أهالي المنطقة وقد بلغ من العمر عتياً تحدث إلينا بحسرة وألم ليس على سنوات عمره التي أفناها في خدمة الوطن والذود عنه والذي قوبل بالجحود والنكران والحرمان، ولكن كما قال إن حسرته وندمه على مستقبل الأبناء في هذه المنطقة المحرومة من أدنى مقومات الحياة، بعد أن أصبح العالم في القرن الواحد والعشرين «وأبناءنا لايعرفون الكهرباء ولا المدرسة ولا الوحدة الصحية ولا الهاتف».

ويمضي الشيخ ناجي بالقول: «لم نكن نتصور أن تمضي 18 عاما من عمر الوحدة اليمنية ونحن لم نلمس خيراتها من أي مشروع أو حتى زيارة لأي مسؤول في السلطة، فلا نعرف من السلطة سوى فيما نشاهده ونسمعه عبر وسائل الإعلام التي تتحفنا يومياً بالآلاف من المشاريع، فأي دولة وأي سلطة تلك التي تتغنى بمشاريع عبر وسائل إعلامها ولا وجود لها على أرض الواقع البتة، فهل يعقل أن منطقة مثل منطقتنا تقع على الخط العام ولا يوجد فيها أي مشروع، حتى حالات الرعاية الاجتماعية التي يتم منحها للقاصي والداني يتم حرماننا منها ولا يعطى لنا سوى بضع حالات، رغم أن جميع أهالي المنطقة هم من الفقراء والمحتاجين، إلا أنه للأسف يتم التعامل معنا وكأننا جئنا عالم آخر متناسين أن لهذه المنطقة وأهلها تاريخاً نضالياً حافلاً في سبيل الدفاع عن الثورة والوحدة، وقدمت قوافل من الشهداء والجرحى وآخر تلك التضحيات كانت في معارك صعدة، حيث قدمت هذه المنطقة شهيدين من خيرة شبابها وأربعة جرحى، وفي الختام فإننا نناشد ومن على منبر «الأيام» قيادة السلطة المحلية بالمحافظة ممثلة بمحافظ المحافظة والأمين العام، وكذا قيادة السلطة المحلية بالمديرية النظر إلى هذه المنطقة».






عدم وجود مدرسة في المنطقة أدى إلى عزوف الفتيات عن التعليم

يضطر أبناء منطقة حلية إلى قطع المسافات الطويلة سيراً على الأقدام إلى عاصمة المديرية لتلقي تعليمهم والأساسي نظراً لافتقار منطقتهم إلى مدرسة، ولو حتى من فصل أو فصلين دراسيين. وبهذا الخصوص يقول الأخ صالح محمد ناجي البشيري، أحد أهالي المنطقة:«تفتقر منطقتنا إلى مدرسة لأبنائنا يتعلمون فيها الحروف الأبجدية مما اضطررنا إلى تركهم يقطعون المسافات الطويلة للوصول إلى عاصمة المديرية لتلقي تعليمهم رغم المخاطر المحدقة بهم جراء سيرهم بمحاذاة الخط العام للوصول إلى المدرسة، ناهيك عن الإجهاد والتعب الذي يصيبهم جراء سيرهم كل تلك المسافة التي تقدر بـ3كم وسط لهيب الشمس، أما الفتيات فإننا نضطر بعد وصولهن إلى الصف السادس أو السابع إلى حرمانهن من الدراسة، لأنه من غير المعقول السماح للفتيات قطع كل تلك المسافات لوحدهن، ولم نجد سوى منعهن من مواصلة دراستهن، ولاندري ما سبب هذه البؤس والحرمان الذي نعيشه في هذه المنطقة التي تصر السلطة على تجاهلها، رغم متابعاتنا ومناشداتنا المستمرة لها التي لا نجني منها سوى التوجيهات والوعود الكاذبة، غير أن الأمل ما يزال يحدونا بلفتة كريمة من السلطة المحلية والمجلس المحلي الموقر، كما أن أهالي منطقة حلية يعلقون الآمال بالأخ محسن علي النقيب، محافظ المحافظة للتوجيه بانتشال أوضاع المنطقة في الجانب التربوي والجوانب الأخرى».






الكهرباء والماء لا وجود لهما البتة

مشاريع المياه والكهرباء هي الأخرى لا وجود لها البتة في المنطقة رغم توافر كافة الظروف الملائمة لهذين المشروعين، فشبكة الكهرباء الرئيسة تمر من المنطقة، والمياه الجوفية إحدى أهم المميزات التي تميزت بها المنطقة إذ يوجد في المنطقة العديد من الغيول والأنهار التي تجري طوال أيام السنة، لكن الأمر انعكس سلباً على حياة المواطنين إذ شكلت هذه الغيول مصدر خطر حقيقي يحدق بحياة المواطنين بعد أن أصبحت مصدراً لانتشار العديد من الأمراض بين صفوف المواطنين.

الأخ عبدالكريم ناجي صالح تحدث إلينا عن هذا الموضوع ، حيث قال: «منطقتنا محرومة من كافة المشاريع ومنها مشاريع الكهرباء والمياه، والأهالي يعيشون في ظلام دامس وفوق ذلك فالمنطقة مليئة بالمستنقعات المائية المالحة وغير الصالحة للشرب، الأمر الذي أدى إلى انتشار العديد من الأمراض والأوبئة بين المواطنين، مثل البلهارسيا والملاريا وأمراض الكلى، التي أدت خلال هذه العام إلى وفاة نحو خمسة من شباب المنطقة ويضطر الأطفال والنساء إلى الذهاب إلى الأودية لجلب الماء على ظهور الحمير.






كما أننا خسرنا كل ما نملك في سبيل متابعة توصيل التيار الكهربائي إلى منطقتنا، لكن للأسف دون جدوى بسبب مماطلة وتهرب الجهات المختصة على الرغم من أن لدينا العديد من الأوامر والتوجيهات من الوزارة والفرق المختصة بتوصيل الكهرباء إلى منطقتنا، إلا أن كل تلك التوجيهات لم تر النور، رغم أن خطوط الضغط العالي تمر فوق مساكننا، وبتنا بسببها معرضين للعديد من المخاطر، ولكن لحرصنا على المصلحة العامة سمحنا بمرورها فوق مساكننا مع العلم بأن الشبكة الداخلية قد تم إيصالها إلى معظم المناطق الجبلية في المديرية التي تبعد عن عاصمة المديرية عشرات الكيلومترات بينما منطقتنا لاتبعد عن العاصمة سوى ثلاثة كم، وتكتفي السلطة المحلية بالتوجيهات بربط المنطقة فقط أما التنفيذ ففي خبر كان، حيث لدينا توجيهات من السلطة منذ عام 99م وتوجيه من وزير الكهرباء في 99/7/21م ومن المحافظ منذ 99/12/29م وتوجيه آخر في 2007/11/21م، لكن كل هذه التوجيهات والأوامر ماهي إلا حبر على ورق تحمل في طياتها الكذب والوعود العرقوبية، أما وعود السلطة المحلية والمجلس المحلي فحدث ولا حرج الأمر الذي ولد لدينا القناعة بأن السلطة تريد أن تدفع بنا للخروج إلى الشارع وإثارة الفوضى والعنف ضد الدولة والمصلحة العامة، لكننا سنصبر عسى الله أن يجعل بيننا وبينهم سبيلاً.. وعليه فإننا ومن على منبر صحيفة «الأيام» الرائدة نوجه نداءنا إلى دولة رئيس مجلس الوزراء ووزير الكهرباء ومحافظ لحج والسلطة المحلية النظر إلى أوضاعنا الصعبة وتنفيذ توجيهاتهم بربط منطقتنا بالكهرباء والمياه حتى لا تكون وعودهم مجرد دعاية انتخابية، ومثل مواعيد عرقوب التي أصبحت لمنطقتنا مثلاً.
[/align]