مسيرتنا في الحراك .

[alqamli]

في عام 1994م وانا أدرس في سنة اولى ثانوي وكانت بعد الحرب تقريباً جابوا لنا مدرسين دحابشة من تعز وكان معانا مدرس لمادة الكيمياء اسمه عبدالكريم تعزي كان كثير ما يتحدث بالسياسة وكنت اقف بوجهة , بعد ان شاف حجتي قوية واتكلم بحرقة على الجنوب قال لي انت بتدخل صنعاء وبتفتحتها طبعاً ساخراً مني .
كنا نردد الشعارات العادية والزوامل الشعبية منها على سبيل المثال .
الله يصيبش ياحكومتنا ... جبشي لنا أستاذ دحابشي
من يوم قلشي با يعلمنا .. واحد بيفهم وأعشره ماشي .
المهم خلصت المرحلة وكان لي أخ كبير طيار حربي برتبة ملازم أول تخرج من كلية الطيران بعام 1989م وكنت أفتخر فيه كثيراً وكان طموحي ان اصبح مثله طيار .
بعد الحرب ظل هارب وخائف على حياته وأخيراً استقر به الحال في بلاد الحرمين لا شغل ولا راتب خابت كل طموحاتنا بعد انتصار الدحابشة بالحرب ومعاهم الخونة من ابناء الجنوب وأقتنعت انه لا امل في وظيفة او في اي نجاح في الجنوب في ظل الاحتلال .
بعد التخرج من الثانوية مارسنا اعمال في القرية ولكن للأسف كان الدخل قليل لدرجة انه لا يكفي مصروف شخصي هاجرنا بعدها للخليج في عام 2002م وتحديداً في 22-02-2002م ومن يومها بدأ النشاط الفعلي في الحركة الوطنية الجنوبية لتحرير الجنوب ونحن صامدين من هذا التاريخ إلى يومنا هذا . لم اتهجم يوماً على قائد او على ناشط جنوبي لم اخون أحد في يوم من الايام لم اكل ولم امل من العمل لمصلحة الجنوب يوم واحد شاركنا بدعم ولله الحمد والمنة وأرجوا ان تكون في ميزان حسناتنا ساهمنا بنشاطات أعلامية كثيرة منها تشكيل لجنة أعلامية في 2006 ولكن للأسف لم يكتمل المشروع لم نيأس يوم واحد ولم نتهاون يوم واحد في المطالبة بتحرير الجنوب او على الأقل في حق تقرير المصير في الجنوب . وكان هذا أقصى ما قدمناه من تنازلات . لم نتهم أحد بالخيانة إلا من ظهرة عليه الخيانة بياناً لم نسب أحد لم نتهم أحد بأي تهم تتعلق بالجرائم او الخيانة للجنوب والمهم من هذا كله اننا لم نيأس يوم واحد ولم نفقد الأمل في إسترجاع جنوبنا الغالي .
عرفنا اشخاص من الجنسين كانوا يسخرون منا ويستهزءون بنا ويحقرونا ويقولون انتم تطالبون بالمستحيل ويخوفونا من النظام ومن زبانيته في صنعاء عرفنا اشخاص كانوا يسبون قيادة الجنوب ويمدحون الزعيم عفاش حسب وصفهم .
الآن اراهم في صدارة الحراك الجنوبي عرفت اناس انظموا للحراك الجنوبي فترة من الفترات والآن تخلوا وتبرأوا منه .
عرفت ناشطين جدد أنطلقوا بحماس فكنا نقول لهم صبركم الحرية لا تأتي بهذا السهولة خوننا وجبنونا قالو عنا جبناء وسفهاء واننا نبحث عن مصالح فقط قالوا عنا قتلة مجرمين وكنا نصبر ونتحمل من أجل الجنوب وسرعان ما تحول حماسهم إلى لعنة على الثورة الجنوبية خربوها بتصرفاتهم الرعناء . لاحظنا تصرفاتهم وتابعنها جيداً كان في يوم مع الحراك وفي يوم آخر يسبون قيادة الحراك انهم لم ينجزوا لهم شي وفجأة تحولوا إلى فدراليين او متأقلمين ونحن صمدنا على رأينا وتركنا لهم الساحات يلعبون بها وفعلاً كانت هذا هي النتيجة المأساوية للثورة الجنوبي .
نصيحة اقولها لكل النشطاء لا تفرطوا في نشاطكم فخير العمل قليل دائم ولا كثير منقطع والسير بثبات وتأني هو ما يوصلك للهدف السامي والنبيل ألا وهي الحرية ونيل الإستقلال إن شاء الله .
وتحياتي لكل زملاء النضال وهم يعرفون انفسهم وتحياتي لكل جنوبي شريف يسير بخطى ثابته لا تزحزحة الخطوب ولا تغيرة المتغيرات من حولة ساعياً بكل ثبات لنيل الحرية والإستقلال .