الرئيسية التسجيل مكتبي  

|| إلى كل أبناء الجنوب الأبطال في مختلف الميادين داخل الوطن وخارجة لا تخافوا ولا تخشوا على ثورة الجنوب التحررية,وطيبوا نفسا فثورة الجنوب اليوم هيا بنيانًا شُيد من جماجم الشهداء وعُجن ترابه بدماء الشهداء والجرحى فهي أشد من الجبال رسوخًا وأعز من النجوم منالًا,وحاشا الكريم الرحمن الرحيم أن تذهب تضحياتكم سدى فلا تلتفتوا إلى المحبطين والمخذلين وليكن ولائكم لله ثم للجنوب الحبيب واعلموا ان ثورة الجنوب ليست متربطة بمصير فرد او مكون بل هي ثورة مرتبطة بشعب حدد هدفة بالتحرير والاستقلال فلا تهنوا ولا تحزنوا فالله معنا وناصرنا إنشاء الله || |

شهداء الإستقلال الثاني للجنوب
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                          

::..منتديات الضالع بوابة الجنوب..::


العودة   منتديات الضالع بوابة الجنوب > الأ قسام السياسية > المنتدى السياسي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2010-10-29, 10:28 PM   #1
وطن النور
قلـــــم نشيـط
 
تاريخ التسجيل: 2009-09-23
المشاركات: 80
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قمندان لحج مشاهدة المشاركة
يا اخي اذا الحراك سيعود السلاطين الجنوب لكي يحكموا سلطناتهم فانا احسن لي عبدربه منصور يمثلني في هذا النظام
حسناً وإن آمنّا بأفكاركم الماركسية الشيوعية ونبذنا وخلعنا السلاطين والأمراء والشيوخ

فما بالك أنت ياسيد قمندان تتسمى وترمز لنفسك بهذا الأسم والذي هو لأشهر أمراء لحج الشاعر أحمد فضل القمندان

أليس هذا قمة التناقض ما بين الأفكار التي تحاول تقعننا بها وتشكيك الدائم بالسلاطين والأمراء والشيوخ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!
وطن النور غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 2010-10-29, 11:59 PM   #2
الوافي007
قلـــــم نشيـط جــــداً
 
تاريخ التسجيل: 2009-06-28
المشاركات: 214
Angry

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قمندان لحج مشاهدة المشاركة
يا اخي اذا الحراك سيعود السلاطين الجنوب لكي يحكموا سلطناتهم فانا احسن لي عبدربه منصور يمثلني في هذا النظام
ياقمندان ياغالي طرتوا الاستعمار والسلاطين وجبتونا طاعون العصر الدحابيش ,حسبنا الله في الاشتراكي..الان الشعب يرقع بعدكم.

التعديل الأخير تم بواسطة الوافي007 ; 2010-10-30 الساعة 12:41 AM
الوافي007 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 2010-10-30, 12:09 AM   #3
NoOne
قلـــــم فضـــي
 
تاريخ التسجيل: 2008-07-18
المشاركات: 1,095
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الوافي007 مشاهدة المشاركة
يقمندان ياغالي طرتوا الاستعمار والسلاطين وجبتونا طاعون العصر الدحابيش ,حسبنا الله في الاشتراكي..الان الشعب يرقع بعدكم.

يا أخي قمندان لحج والإشتراكيين اليمنيين وفي مقدمتهم ياسين عبدووو نعمان لامشكلة لديهم في أن يبقوا تحت حذاء حميد الأحمر لكن مشكلتهم الكبيرة أن يقفوا إلى جوار الشيخ النقيب أو طارق الفضلي أو باعوم أو الوالي أو بامعلم أو الحسني أو النقيب أو غيرهم من أحرار الجنوب

هؤلاء يريدوننا في مرحلة كهذه أن نعيد عهد الصراعات الفكرية العبثية وأن يتم تكريس تقسيم مجتمعنا الدجنوبي إلى فئات متكارهة ومتقاتلة ومتعادية ليسطر علينا الغرباء

وكأن هذا الوقت هو الوقت المناسب للمراجعات الفكرية العبثية أو كأننا في رفاهية من الأمر تسمح لنا بأن نبحث عن سفاسف طواها الزمن وطوى صانعيها وطوى معهم مايسمونها منجزاتهم

نحن نريد أن نجمع صفوفنا وهم يبحثون عن تفرقتنا بكل وسيلة

ولولا أنهم كذلك لما أبقاهم اليمنيون ولما أحتفظوا بهم في حدقات عيونهم فهم لايقيمون لهم وزنا ولايحترمونهم ولايحبونهم ولن يقبلوهم حكاما لهم بل حتى مناصريهم هناك لن يقبلوا بذلك لأنهم يرونهم بذرة غير طبيعية في بيئتهم

لكنهم يحتفظون بهم لكي يقوموا بدورهم كخنجر في ظهر الجنوب ووسيلة لتفريقة وتمزيقة عبر إستذكار ماطواه تصالحنا وتسامحنا الذي لم يرق لسلاطينهم ومشائخهم واسيادهم

NoOne غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 2010-10-30, 12:26 AM   #4
د.حسن صالح حسن (قمندان لحج )
قلـــــم ماســــي
 
تاريخ التسجيل: 2008-11-10
المشاركات: 7,014
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة noone مشاهدة المشاركة
يا أخي قمندان لحج والإشتراكيين اليمنيين وفي مقدمتهم ياسين عبدووو نعمان لامشكلة لديهم في أن يبقوا تحت حذاء حميد الأحمر لكن مشكلتهم الكبيرة أن يقفوا إلى جوار الشيخ النقيب أو طارق الفضلي أو باعوم أو الوالي أو بامعلم أو الحسني أو النقيب أو غيرهم من أحرار الجنوب


هؤلاء يريدوننا في مرحلة كهذه أن نعيد عهد الصراعات الفكرية العبثية وأن يتم تكريس تقسيم مجتمعنا الدجنوبي إلى فئات متكارهة ومتقاتلة ومتعادية ليسطر علينا الغرباء

وكأن هذا الوقت هو الوقت المناسب للمراجعات الفكرية العبثية أو كأننا في رفاهية من الأمر تسمح لنا بأن نبحث عن سفاسف طواها الزمن وطوى صانعيها وطوى معهم مايسمونها منجزاتهم

نحن نريد أن نجمع صفوفنا وهم يبحثون عن تفرقتنا بكل وسيلة

ولولا أنهم كذلك لما أبقاهم اليمنيون ولما أحتفظوا بهم في حدقات عيونهم فهم لايقيمون لهم وزنا ولايحترمونهم ولايحبونهم ولن يقبلوهم حكاما لهم بل حتى مناصريهم هناك لن يقبلوا بذلك لأنهم يرونهم بذرة غير طبيعية في بيئتهم

لكنهم يحتفظون بهم لكي يقوموا بدورهم كخنجر في ظهر الجنوب ووسيلة لتفريقة وتمزيقة عبر إستذكار ماطواه تصالحنا وتسامحنا الذي لم يرق لسلاطينهم ومشائخهم واسيادهم

اخي العزيز
لكل واحد رأيه يجب ان يدافع عليه بكل الحجج ولكن ان يشتم من يحاججه بالفاظ سوقيه فهذا يجعلني ان اترفع من مناقشتك
مع احترامي لك فقد هرولت هذه المرة لم اعهدها منك من سابق
د.حسن صالح حسن (قمندان لحج ) غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 2010-10-30, 12:33 AM   #5
NoOne
قلـــــم فضـــي
 
تاريخ التسجيل: 2008-07-18
المشاركات: 1,095
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قمندان لحج مشاهدة المشاركة
اخي العزيز
لكل واحد رأيه يجب ان يدافع عليه بكل الحجج ولكن ان يشتم من يحاججه بالفاظ سوقيه فهذا يجعلني ان اترفع من مناقشتك
مع احترامي لك فقد هرولت هذه المرة لم اعهدها منك من سابق

هذه ليست ألفاظ سوقية بل حقائق مدعمة بالأدلة

فأنتم تقبلون بمشائخكم اليمنيين وتعملون عندهم لأنكم ترون الأمر وطني وأكبر من إختلاف طبقي أو شعاراتي

لكن حين يكون الحال كذلك في الجنوب تأدلجونه وتفلسفونه وتستذكرون شعارات إنقرضت وتصرون على تغذية صراعات عبثية لم يسلم منها أحد حتى أنتم بل أنتم أول من أكتوى بنارها وبيدكم لابيد غيركم


لماذا تقبلون مشائخهم ورجعييهم وكهنوتهم بكل رضاء وسرور ولاتقبلون بالجنوبيين إلا وفقا لتصنيفكم الأيديولوجي


هل تستطيع أن تنكر أن الإشتراكي اليمني ذيل ذليل للإصلاح الرجعي العنصري الإقطاعي الكهنوتي ( حسب توصيفاتكم )

هل تستطيع أن تنكر أن ياسين تابع ذليل لحميد وصادق الأحمر والزنداني وشلة من الفاسدين المفسدين والضالين المضلين


هل تستطيع أن تعترض على جامعة الإيمان في حين إعترضت على مركز الفيوش في الجنوب وحاولت تشويه سمعته وسمعت الجتنوبيين فيه ورمي التهم جزافا عليهم


وهل وهل وهل



أنت تتحدثون بمنطقين متضادين منطق وطني ( يمني ) جامع هناك يقبل بالتعددية ويقبل بكل فئات المجتمع مهما كان سوءها ومنطق فتنوي مؤامراتي تفريقي في الجنوب


وهذا واقع كالشمس لن تستطيعون حجبه


وطالما أمينك العام يريدها مراجعات فكرية عبثية في هذا الوقت الحساس في تاريخ الجنوب فنحن لها والحجة بالحجة وأتبع الكذاب لحد الباب



التعديل الأخير تم بواسطة NoOne ; 2010-10-30 الساعة 12:43 AM
NoOne غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 2010-10-30, 02:02 AM   #6
ابوحضرموت الكثيري
قلـــــم فضـــي
 
تاريخ التسجيل: 2009-01-27
المشاركات: 2,565
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قمندان لحج مشاهدة المشاركة
يا اخي اذا الحراك سيعود السلاطين الجنوب لكي يحكموا سلطناتهم فانا احسن لي عبدربه منصور يمثلني في هذا النظام



ـــ فأنت لديك توجسات من عودة الجنوب الى السلاطين (وكثيرا ما تحرص على تغذيتها ردهات النظام وابواقه بل وخطابه السياسي) .

ــــ وكما هناك العديد من الشرائح لازالت تحجم عن نصرة الحراك لتوجساتها من عودة الجنوب الى الاشتراكي (وكذلك كثيرا ما تحرص على تغذية تلك التوجسات ردهات النظام وابواقه بل وخطابه السياسي) .

بالله عليكما أنت وهؤلاء من تلك الشرائح أي منطق يمكن ان تستندون عليه في إستعدادكم للتنازل عن الوطن الجنوبي .
يعني بارد عليكما ان يكون الجنوب للاحتلال اليمني على ان لا يكون لأحديكما (لما يتوجس كليكما من الآخر ) ؟؟!

وكما هو ثابت تاريخيا عن إنخراط الجنوبيين من كافة الشرائح الإجتماعية حتى من السلاطين أنفسهم في مسيرة الثورة الجنوبية ضد الاستعمار البريطاني ، وهو مما كان يدل ويؤكد على أنه لم يكن بين الجنوبيين أي أحقاد أو توجسات علاوه على انه لاتوجد اي دواعي عرقية او طائفية ولاحتى مذهبية يمكن التبرير بها لوجود مثل هذه المشاعر من التحاقد بين الجنوبيين الى درجة ان تسول للبعض التنازل عن الوطن توجساً من ان يكون للبعض الآخر !!

إذن فهذه مشكلة.. ترى من وضع هذه المشكلة فيما بين الجنوبيين ؟!

ومن تسبب في زرع مثل هذه التوجسات بين مختلف الشرائح الجنوبية ؟؟!

وبرأيك ما الذي سيضمن للجنوبيين تجاوز دواعي هذه التوجسات وبواعث التحاقد فيما بينهم والفتن ؟؟!



لك كل الود والتقدير اخي الحبيب قمندان لحج


التعديل الأخير تم بواسطة ابوحضرموت الكثيري ; 2010-10-30 الساعة 02:10 AM
ابوحضرموت الكثيري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 2010-10-30, 04:25 PM   #7
الرمال المتحركة
قلـــــم فضـــي
 
تاريخ التسجيل: 2009-06-20
المشاركات: 1,055
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قمندان لحج مشاهدة المشاركة
يا اخي اذا الحراك سيعود السلاطين الجنوب لكي يحكموا سلطناتهم فانا احسن لي عبدربه منصور يمثلني في هذا النظام
لماذا لا تقل احسن لي مشائخ وملوك الشمال بصراحه ....وهل عبدربه من يحكمك الان ؟؟؟؟؟على من ينطلي هذا الكلام ؟؟؟؟؟؟؟

لماذا لا تتكلمون على وضعنا الحالي الذي يحكمنا فيه مشائخ وملوك الشمال حيث تقاسموا الجنوب ارضاً وبحراً وهم من يحكمك الا ن اليس كذلك ؟ الا يحكمك الان سلاطين ومشا ئخ الشمال وامراء الشمال باسم الوحدة ؟؟؟
اخي القمندان انتم حاقدون على كل ماهو جنوبي وبس وقد ظهر وبان ماكان يخفى في سرايركم ..... لم اسمع من اي اشتراكي ان قال شيئ عن مشائخ الشمال بل انهم من وجهة نظركم وطنيون وحدويون ثوار اليس كذلك ؟؟؟؟.... اما مشائخ وسلاطين الجنوب الذين كانوا اكثر تحضرا وانسانية من اسيادك الشماليين .
لماذا يشترك في عدامشائخ وسلاطين الجنوب كل الشماليين مشائخ و سلطه ومعارضه + انتم الاشتراكيون اليس في هذا ما يدعوا للشك في نواياكم الماضيه والحاضره تجاه شعب الجنوب؟؟؟...

التعديل الأخير تم بواسطة الرمال المتحركة ; 2010-10-30 الساعة 04:31 PM
الرمال المتحركة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 2010-10-30, 10:28 PM   #8
رفيد
قلـــــم نشيـط جــــداً
 
تاريخ التسجيل: 2010-07-28
المشاركات: 283
افتراضي

[size="4"]الاهداء للامين العام للحزب الاشتراكي اليمني الاستاذ المناضل يس سعيد نعمان
من ادبيات الحراك السلمي المدني في الجنوب العربي المحتل

ماهي القضية الوطنية الجنوبية؟
قراءة تحليلية واستشرافية

نعتقد جازمين بعدم اختلاف اثنين حول أن الشرط المعرفي ( أي الاحاطه، المعرفية الشاملة بقضية ما، بظاهرة معينة طبيعية أو اجتماعية.. )
يشكل مرتكز العقلانية ومحور التعاطي الإنساني العلمي الخلاق مع قضايا المجتمع وظواهر الطبيعة. لأن شرط المعرفة يوفر إمكانية وضع الحلول والمعالجات للنتائج من خلال إدراك الأسباب وفي موضوع قراءتنا، بما هو سؤال متعلق بقضية دولة (= شعب وأرض وسيادة).
أي قضية تندرج ضمن اختصاص علوم الاجتماع والسياسة فإن الإجابة على سؤال الوطن – الهوية هو المدخل العلمي لفهم القضية فيقتضي – بالضرورة – الولوج من الماضي (التاريخ السياسي) بإعتبارة الممر إلى الحاضر. بعبارة أخرى: الحاضر هو المولود الشرعي للماضي. ومن كليهما يمكن رسم خارطة المستقبل الذي ننشده، في وطن خال من آفات الماضي وشرور الحاضر وكارثتة الفجائعية. التي هي – في الأصل – نتيجة منطقية لسبب سابق تجذر في بنية المجتمع وثقافته السياسية والتاريخية (= المجتمع الجنوبي)، آخذاً أشكالاً شتى من المسلمات الأيدلوجية والتاريخية في الوعي الفردي والجمعي.
ولاشك بأن شعباً من الشعوب لا يراجع تاريخه ولا يعيد بناء وعيه حيال مسلماته الماضوية، أو يغيب الحقائق الجوهرية المرتبطة بإنتاج مأساته لحسابات سياسية أو مصلحية أو عن جهل أو تجاهل أو عن ابتسار رؤيوي تسطيحي لجذر المشكلة تطغى فيه النزعة الذاتية أو الخضوع لتأثيرات العاطفة أكثر من الاهتداء بالعقل والتسليم بأوامره.. .
شعب كهذا – في نظرنا – لا ينتج ثورة تغيير وإنما يعيد إنتاج مآسيه بصورة دورات تاريخية، وكأنه يرسم بإرادته ويعبد بنفسه طريقه إلى جهنم – وإذا كانت إرادة الشعوب – بعد إرادة الله – هي القاهرة إلا أنها كثيراً ما تخدع، فتبدوا وكأنها اختارت ما هو شراً. فهل واجب النخب السياسية والثقافية نحو شعب الجنوب، يتطلب حمايته من أن يخدع من جديد، وأن تجبنه من المرور عبر نفق إعادة إنتاج الماضي وصراعاتة الدامية، أم أنها ستتحول – كما يبدوا – إلى منتج للأدخنة في فضاء الوضوح الدامي لمأساة شعبهم الذي خرج من تحت الأنقاض دفاعاً ليس عن هويته وحسب، بل ودفاعاً عن وجوده المستهدف بالمحو.؟؟
فما هي قضية شعب الجنوب؟
الغالب في الخطاب السياسي أن نجد الإجابة بأنها " القضية الجنوبية ". قبل السؤال عن ما هيتها، يلزمنا إن نجد إجابة لنقنع من يتساءل : عن أي جنوب تتحدثون؟، ولماذا ربطتم مفهوم "القضية" بالجنوب، دون أي مفهوم آخر؟
فهل "الجنوب" يحمل بعداً سياسياً يدل على "دولة" أم جهة؟ وكمفهوم مباشر – عند من لا يعرف "جوهر - المشكلة" هل يستطيع التفريق بين "قضية الجنوب" و"قضية صعدة" و"قضية تهامة" - مثلاًَ- ؟
أن الجنوب جهة من الجهات الأربع، فجنوبنا – كجهة – يدخل ضمن جهات الإقليم السياسي أم أن له دلالة جيو-سياسية معروفة؟
علينا أن نعترف بتعقيد الإجابات إن على الصعيد الدلالي أو على صعيد الجغرافيا السياسية.. والسبب يرجع إلى :
• إن دولة الإستقلال، قد تخلت عن الهوية الجغرافية التاريخية للجنوب (= الجنوب العربي)
• إن صفة الهوية الجنوبية في إسم الدولة عشية الإستقلال (ج.ي.ج.ش) قد تم اسقاطها في 22 يونيو 1969م لتصبح بأسم "ج.ي.د.ش" وهنا أسقطت ليس فقط هوية الدولة الجغرافية، بل وانتمائها العربي. لتتقرر كجزء من "اليمن" وحسب.
[يعلم الجميع، بأن مفهوم "اليمن" جاء عن اللغة وليس عن تبلور سياسي لإقليم سياسي واحد، وإنما ظهر في صدر الإسلام، كدلالة عن الجهة (= الجنوب/ مقابل الشام (الشمال)) ومما لا يغيب عن المطلعين بأن أحداً لم يقل بوحدة "اليمن" أرضاً وشعباً طوال التاريخ حتى منتصف القرن العشرين الميلادي، وبالتحديد في 3 مارس 1956 في بيان الإتحاد العمالي بعدن].
أفلا تستلزم قضيتنا أن نبحث بتجرد علمي وعقلانية واقعية عن مصدر ذلك التعقيد في تقديم مفهوم سياسي معبر عن مضمون قضية نضالنا العادلة؟
بنظرنا أن المشكلة في صفوف حركتنا الشعبية التحررية تتجوهر في عدم وعي جذر قضيتنا كشعب ودولة – من جهة، ومن جهة أخرى الخوف من سقوط كل المسلمات الإيدلوجية وأساطير التاريخ عند البعض الآخر.. والدفاع السياسي عن الذات السياسية كماضي لحماية المكانة في الحاضر (الحزب الإشتراكي اليمني). برغم أن مراجعة وإعادة قراءة التاريخ عملية لم ولن تتوقف من جيل إلى آخر. والتاريخ ليس ملكاً لصناعه وحدهم، بل ملك الإنسانية كلها.
فما هي القضية الوطنية الجنوبية؟
إن الوقوف على ماهية قضيتنا هذه تقتضي عقلاً ومنطقاً البحث عن جذرها التاريخي السياسي الثقافي من منطلق انها نتيجة أو نتائج لسبب أو لجملة أسباب أوصلت شعبه ودولته وأرضه وثرواته وهويته وصولاً إلى وجوده إلى ما نعرف منذ عقد ونيف.
ولا ريب بأن المدخل إلى جذر القضية يبدأ من استعراض موجز- إشارات – إلى تعدد الخطاب عن بداية وأسباب القضية.
عن البداية:
يرى البعض بأن بداية "القضية الجنوبية" – هكذا – كانت يوم إعلان مشروع الوحدة السياسية في 22 مايو 1990م، وحجة هذا الخطاب تتمحور بأن القرار كان عاطفياً مرتجلاً ومتسرعاً ولم يراعي الفوارق بين شعبي الدولتين إقتصادياً وثقافياً.. . وقد برزت ظواهر الفشل قبل إكتمال ملامح الولادة القيصرية وآخر يرى البداية ببروز فشل مشروع التوحيد في المهد، أي عندما بدأت حملة الإرهاب الفكري والسياسي والديني والتصفوي منذ بداية المرحلة الإنتقاليه ضد الشريك الجنوبي – أي انها حملة استهدفت الجنوب: الشعب والدولة والتاريخ. وثالث وهو الغالب يرى بأن بداية القضية والوطنية الجنوبية يؤرخ بـإعلان الحرب على دولة الجنوب في 27 أبريل 1994م ومن ثم إجتياحه (إحتلالة عسكرياً) في 7/7/1994م ويربط الأمر بممارسات سلطة الإحتلال التي أحالت دولة الجنوب إلى فيد حرب وغنيمة نصر وتسريح أبناء الجنوب من أعمالهم وو.. من مظالم وجرائم اتسمت بنزعة إنتقام ورغبة تدمير شامل لكل ما هو جنوبي - كما نعيش ذلك بعنفه وقسوته هل في أي من الاطروحات أعلاه يتحدد جذر قضيتنا؟؟ ويرد المتجردون من الحسابات السياسية الضيقة بأن جذر القضية الوطنية لشعب الجنوب، هذا الشعب الذي قاوم أول امتداد عسكري مذهبي لصنعاء، بعد الإحتلال العثماني الأول (1538 - 1635) ممثلاً بغزوة سلطة الإمام القاسم وكافح حتى حرر أرضه من وجود سلطة الائمه الزيود، نهاية القرن السابع عشر وحافظ على استقلال اراضيه حتى احتلال بريطانيا لعدن 1839م فقبل سلاطينه وامراؤه بالحماية البريطانية بصورة تدريجية، مؤثرين تعاملهم مع المستعمر البريطاني نأياً بكياناتهم عن سطوة وهمجية الأئمة الزيود الذين عاثوا بأرضهم فساد أي أن الحدود السياسية السيادية قد رسمت على الأرض بعد صراع مرير مع سلطات الأئمة الزيود. وما عمله الإنجليز والأتراك عند تحديد خريطة حدود الدولتين ليس سوى إضفاء طابع الشرعية على ما هو موجود اصلاً منذ أكثر من قرنين ونيف ومما له دلالته السياسية والتاريخية بأن التاريخ لم يحدثنا عن أي اعتراض، ناهيك عن الرفض من قبل الشعبين لعملية ترسيم الحدود بين الأتراك والإنجليز ولا اعتراض شعب الإمام عن توقيع امامه على اتفاقية الحدود ذاتها عام 1934م أي ان مفهوم الوحدة كان غائباَ تماماً عن شعبين احتربا 38 سنة حتى استعادت مكونات الإقليم الجنوبي شرقاً وغرباً إستقلالها، إلى أن خلقت ظروف جديدة، وفرت للعمالة الوافدة من تعز إلى عدن أن توفر سياجاً لبقائها غير المرحب به من سلطة الإحتلال البريطاني – يومئذ – فكان بيان الإتحاد العمالي المشار إليه آنفاً عام 1956م.
فما جذر قضيتنا؟
إن الذين يدافعون عن الماضي بتعصب دفاعاً عن أنفسهم لن ينالوا من الحقيقة التاريخية مهما فعلوا. ولكنهم يتحولون إلى عامل إرباك ذاتي في صفوف صاحب القضية (الشعب المخضع لعملية محو) - شعب الجنوب المكافح – ولذلك فلا مناص – كي نلم بجوهر قضيتنا – من إظهار الحقيقة طالما أخلصنا في نضالنا ليس فقط من أحل تحرير ارضنا من الإحتلال وحسب بل وتحرير مستقبل دولتنا وأجيالنا من الأسباب التي أوصلتنا الى هذا الوضع اللإنساني.
ولكي يتأسس صراعنا على معرفه ووعي فلابد من الإقرار بأن جذر قضيتنا الوطنية – هنا لكم – بعيداً عن قراري 30 نوفمبر 1989 و 22 مايو 1990م لقد تشكل جذر مآساتنا عشية الاستقلال من الاستعمار البريطاني في 30 نوفمبر 1967م وذلك بتنصل قيادة الجبهة القومية عن هويتها الجغرافية "الجنوب العربي" وإعلان دولة استقلال الجنوب باسم "ج.ي.ج.ش" ليصبح الجنوب جزء من اليمن، هذا الذي لم يدعي يوماً هذا الحق لأنه لا يملك مبرر إدعائه بما لم يكن منه لا سياسياً ولا سيادياً وأعترف بإستقلالة وحدودة السيادية رسمياً. وبدون الغوص بدواعي وأهداف الإنقلاب الأبيض في 22 يونيو 1969م (خطوة تصحيح) غير المعلنة، فإن الإجهاز على ما تبقى من اركان الهوية المستقلة لشعب دولة الجنوب بإزالة مفهوم الجنوب عن تسمية الدولة لتصبح "ج.ي.د.ش" فلقد تنازلنا – يومئذ – عن هويتنا لصالح اليمن لتغدوا (اليمن) هي رافعة فكرية لتكريس الوحدة اليمنية.. واليمن الواحد عبر كل الخطابات السياسية والثقافية والتاريخية – لتثبت (الوحدة اليمنية) لقسم صباحي في المدارس وغيرها وشعاراً ثابتاً في كل المعاملات الرسمية.. – كما نعلم – دون أن يقابل ذلك لدى الطرف الآخر أي شئ مماثل.. لتصبح (الوحدة) في الوعي الشعبي الجنوبي مسلمة إيدلوجية وتاريخية كقدر
[أن نعيد قراءة الاحداث والوقائع التاريخية لا يعني مطلقاً استهدافها بالإدانة إيمانا ً منا بأنه من التجني واللاعلمية أن يتم محاكمة الماضي بعقل وظروف اليوم فلكل حدث تاريخي زمانه ومكانة والحكم عليه ينطلق من فهم الزمان والمكان المنتجين للواقعة أو الحدث المعين ولا ريب أن قيادة الجبهة القومية، المنتمية إلى فكر قومي صاعد، أتخذت قرارها إنطلاًقاً من ظروف مرحلتها]
أن تعقيد المسألة الوطنية الجنوبية اليوم على صعيد الهوية السياسية (الإقليم السياسي والسيادي - الدولة)
وعلى صعيد الهوية الثقافية (التاريخ الحضاري والرمزي المستقل) أي أن محاولة إعادة بناء الوعي على ضوء الحقائق بعد السيطرة عليه أكثر من عقدين بتغليب الجغرافيا المجردة ثم توظيف التاريخ فإدلوجيا الوحدة على طريق الوحدة القومية مع الأمة العربية...
قد جعل من عملية التمييز بين ماهي هوية وبين ما هي جغرافيا، عملية معقدة ذهنياً، وفي وضع مجتمع كمجتمعنا ثقافياً وعلمياً، حيث لا زال الغالبية العظمى لا تعلم بأن علم الجغرافيا قد أنقسم إلى أكثر من علم، ليتم التفريق بين الجغرافيا كمضمون إجتماعي والجغرافيا كمساحة تخلو من المعنى البشري. ولذلك فإن قضيتنا لم تتبلور على وعي بالمكان السياسي (الجغرافيا السياسية) وعلى وعي الهوية الثقافية (الجغرافيا الثقافية).
فما زال "الجنوب" يأخذ دلالة الجهه من جهة الإحتلال ومن في فلكه وإن هو لدى أصحاب الهوية يحمل دلالة المكان – الجغرافيا بشقيها السياسي والثقافي، إن ضمناً أو عن طريق التفسير السياسي المتعدد الخطابات والمضامين، المسألة فيما سلف، ولا سيما عن جذور القضية، تتلخص في أن التنازل عن الهوية لقرار سياسي وفي مرحلة مفصلية من تاريخنا قد أخرج الحوار حول (الوحدة) من فضاءها القطري (بين قطرين سياسيين سياديين) مثل (مصر وسوريا) وتمحور حول "إعادة وحدة"؟! دولة تاريخية واحدة – شطرها الإستعمار ليس إلا. هي (اليمن الواحد).
والآن منظومة الحكم السياسية وشموليتها الفكرية والسياسية هي المتبني كسلطة إيدلوجيه، لهذه الفكرة، قد تحولت – الفكر الواحدية – حول الوحدة التاريخية المغتصبة، أداة قمع للرأي المخالف، سواء داخل منظومة الحكم أو خارجها.
وبالمناسبة فإن إنتاج المفاهيم السياسية الخادمة لتوجه الوحدة (الإيدلوجي) مثل: الشطر الشمالي والشطر الجنوبي، (الوحدة قدر ومصير الشعب اليمني) العاصمة التاريخية (صنعاء) والثورة الأم 26 سبتمبر.. وغيرها من المفاهيم جميعها جرى إنتاجها وتثبيتها في القاموس السياسي من قبل تيار الإستقلال القومي الهوية الفكرية (الإشتراكي) فيما بعد وهذا ما تم تأكيده من قبل دارسين محايدين للتاريخ السياسي الحديث لليمن (الجمهورية العربية اليمنية) والدولة (جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية)
عموماً.. إذا كانت سلطة الإستقلال الجنوب العربي تجد ما يبرر تخليها عن الهوية الجنوبية المستقلة لصالح (اليمن) – الجهة – يأخذ مفهوم المكان السياسي – الدولة التاريخية الواحدة - من منظور الفكر القومي المتبني إيدلوجياً للوحدة القومية العربية ومن ثم إنتقال سلطة الفكرة وفكرة السلطة من القومي إلى الأممي (الحزب الإشتراكي) فإن السؤال المستعصي فتح أقفال اسرارة يتمثل في الخلفيات السياسية والإجتماعية والبنيوية التي فصمت الفكر العلوي وسلطته أو سلطة الفكر ليتحول إلى حلبة صراع سياسي دائم أخذ شكل دورات عنيفة يتم تبريرها نظرياً بواسطة المصطلحات السياسية من قبيل (اليمين الرجعي) 22 يونيو 1969م (اليسار الإنتهازي) 1978م.. لكنها لم تحجب في الواقع الطابع الإنقسامي المناطقي. ومع كل دورة عنف سياسي تصفوي تتهدم بنى الوحدة الداخلية، ويتمزق نسيج الوحدة الوطنية الجنوبية مضمراً رغبة الثأر السياسي الإنتقامي وهو ما تم توظيفة في حرب 1994م لتأخذ الإيدلوجيا القومية والإيدلوجيا الاممية مسارين متعارضين:
المسار الأول: مواصلة تدمير الذات الوطنية الجنوبية سياسياً وإجتماعياً وإقتصادياً (وهذه الحقيقة لا تلغي المكاسب التي نالها الشعب على صعيد التعليم والصحة واستقرار المعيشة..)
المسار الثاني: هيمنة فكرة (الوحدة) اليمنية في اطار الفكر الأممي مع استغلال الصراعات الجنوبية – الجنوبية كدليل على أن أمن وإستقرار الجنوب مرهون بتحقيق الوحدة (الوحدة اليمنية) التي صورت تصويراً لا هوتياً للخلاص ومما لا شك فيه بأن مأساة 13 يناير 1986م كانت الدبوس الأخير في نعش دولة الجنوب القوية لتصبح شكلاً للدولة المتماسكة ولكن الشديدة الإعياء والإنهاك، لتسهل القبول الحماسي غير المدروس لتوقيع إتفاق 30 نوفمبر 1989م.
إن محاولة إستقراء مقدمات مأساة شعب الجنوب الكارثيه الراهنة، تقتضي من ثورته السلمية التحررية القائمة على قاعدة التصالح والتسامح والتضامن الجنوبي الجنوبي هذا الفعل الشعبي الواعي لقيمة وهدف نبيل ان تتسائل ان كيف تحمي نفسها من أمراض الماضي القاتلة،؟
وفي تقديرنا بأنها لا تستطيع أن تجيب على هذا التساؤل، إجابة عقلانية متحررة من نوازع الذات السياسية إن لم تشرع بمعرفة أسباب ومضامين الصراعات البينية التي رافقت ثورة شعب الجنوب ضد الإستعمار البريطاني وماهيته وخلفيات الصراعات التي رافقت تاريخ دولة الاستقلال.
فثورتنا الراهنة بحاجة إلى ان تتساءل تساؤلاً غير روائي (أي كيف حدث ما حدث) وإنما لماذا حدث الحدث المعين.؟؟ سؤال يمر من قلب النتيجة إلا دوافع الحدث وأسبابه مثلاً: لا تسأل كيف تحولت ثورة 14 اكتوبر 1963م إلى مقصلة تتغذى بصناعها؟ وإنما : لماذا تحولت الثورة إلى مقصلة لصناعها؟
ثم : ما الاضرار التي لحقت بالثورة ودولة الاستقلال بسبب الابقاء على مقصلة الصراعات شغالة؟ ولماذا لم تتوقف دورات العنف – المقصلة - ؟
إذاً نحن بحاجة إلى الوقوف على جذور المشكلة السياسية والإجتماعية والثقافية والظروف والعوامل الزمكانية التي احاطت بالمقدمات المنطقية التي قادت الى ما نحن عليه اليوم على المستويين الداخلي (الذاتي) والإقليمي والدولي (الموضوعي) إذا ما اردنا – بالفعل لا بالشعار- ان تتحرر الثورة الشعبية القائمة من عقد واوبئة الماضي وتتجه كل جهود قوى الثورة السياسية والشعبية نحو مستقبل آمن خالي من عوامل وأسباب الصراعات العنيفة أي أن يتخلى المناضلون عن حساباتهم السياسية الخاصة ويفكرون بـ(الوطن) المأمول المحمي بالعدل والحريات الديمقراطية وتوازن المصالح بين كل مكوناته الجغرافية والسكانية وإحترام الخصوصيات الثقافية وترسيخ دعائم ثقافة التعدد والتنوع والتبادل السلمي الديمقراطي للسلطة..
ولا شك بأن ابجدية الوطن الذي نتطلع إليه تتطلب أن نبدأ من اليوم كتابتها في سلوكنا الكفاحي ضد الاحتلال، برسم خطوط العلاقة مع وبين قوى الثورة على قاعدة أن حق الاختلاف الرؤيوي مشروع، وأن لا حقيقة مطلقة يمتلكها هذا الطرف أو ذاك زد إلى استلهام العبر والدروس من تجربة الماضي القريب والبعيد، خلا حقيقة أن الوضع الذي فرض على شعب الجنوب منذ 7/7/1994م هو وضع اسوأ من الاحتلال وأن حق شعبنا الخلاص منه واستعادة سيادتة على ارضة واستقلالة امر تجمع عليه الغالبية المطلقة من شعب الجنوب، والاختلاف والتباين لبلوغ هذا الهدف اكثر من مشروع وعلى اساس القبول بالتنوع تتعلم قوى الثورة السلمية اليوم فن إدارة الإختلاف.
وطالما والأمر كذلك – بإجماع كل قوى السلمية الراهنة – فإن مضمون قضيتنا لا يحتمل تعدد التعاريف وتنوع المطالب، لأن مأساة شعبنا قد بلغت حد الفاجعة الانسانية، جراء ما تعرض له وما برح يتعرض له من نهب وسلب وحرمان اذلال وإلغاء وطمس هوية بطريقة همجية تنزع إلى محو وجود شعبنا وتأخذ المعركة مضمون الصراع من أجل البقاء إذا فالقضية الوطنية الجنوبية التي بدأت عشية استقلال الجنوب وقادت إلى أعلان مشروع وحدة سياسية بين دولتين سياديتين ففشل المشروع وهو لم يزل في مهد الإعلان العاطفي، وقاد فشلة إلى احتلال ج.ع.ي لدولة ج.ي.د.ش فإن مضمون قضيتنا هو أن دولتنا الوطنية السيادية تحت احتلال استيطاني لدولة اخرى وهو ما يعطي شعب دولة الجنوب المحتلة، حق النضال ضد الاحتلال واستعادة استقلاله ودولتة الوطنية الجنوبية وسيادتها على كامل ترابها الوطني.
وإذا كان الاستعمار يعني في كل زمان ومكان فرض ارادة طرف على ارادة طرف آخر فإن غدر دولة الـ ج.ع.ي لدولتنا ج.ي.د.ش قد تعدى مفهوم فرض الهيمنة الاستعمارية عسكرياً عن طريق الحرب الغزو الآخر الى مفهوم الاحتلال الاستيطاني الاجثاثي لأصحاب الارض المفتوحة وإن اتخذ تطبيق هذا النزوع التدميري الاقتلاعي منحى انتزاع الارض والثروة وطمس الهوية والحرمان من الحقوق السياسية والاقتصادية والثقافية ليصبح شعب مسلوب من حقوقه الطبيعية (الجيو/ تاريخية) ومن حقوقة المكتسبة على ارضه وفي دولتة السيادية....
ليعيش حالة اغتراب مرة واستلاب معنوي ونفسي مدمر كأقلية معزولة عن الحياة العامة ومن ثم الاجهاز على وجوده بعد أن يغدو شعباً بلا ارض ولا تاريخ وهوية.
ولا شك بأن نهوض شعب الجنوب من تحت ركام أنقاض الغدر وأوهام (جنة الوحدة) كان استشعاراً للأخطار المحدقة لهويته ووجوده أي اننا كشعب، نتساءل : (من نحن؟) لنؤكد ذاتنا الجماعي، كهوية ثقافية حضارية مستقلة، تستعصي على نزوع الطمس والإلغاء ومحو الوجود، وما هو امتداد لثقافة سبئية فاعلة في شعور ولا شعور قوى الاحتلال السياسيين ولا سيما قبيلة السلطة وسلطة القبيلة في (صنعاء) هذه التي تشكل متحفاً لكل الازمنة التاريخية من زمن العبودية الى الرأسمالية (لازالت علاقات العبودية تجاه العبيد والعلاقات القبلية والعلاقات الاقطاعية قائمة ومؤثرة بل ومتسيدة في مجتمع الـج.ع.ي وما يتشكل في مجتمع الـج.ع.ي وما يتشكل من رأس مال تجاري وصناعي ليس سوى أحد منتجات منظومة الماضي المهيمنة سياسياً وقيمياً) وبالتالي...
فإن استنهاض الذات الحضارية الجنوبية الواعية بمواجهة فوضى الازمنة العارمة المنتجة لقيم التصالح التاريخي بين المراحل والأزمنة الاجتماعية لتجميد ووئد كل بوادر التغيير والقتال المستميت لبقاء سلطة القيم الماضوية والابقاء على الشعب حبيس مرحلة زمنية بعيدة عن زمن الدولة، يخضع لسلطات الماضي وحدها.. ومجتمع القبيلة يخضع لناموسها الخاص بها ومجتمع سيادة العلاقات القبلية يخضع لقانون القنانه الزراعية ومثلهما تجارة العبيد – وما السلطة السياسية إلا للسيطرة على مقومات الدولة الغائبة لحماية قوى الماضي المتخلف وإعادة انتاجة وتكريس قيمه.
ان تأكيد حضور الذات الجنوبية المستقلة عن ثقافته وقيم الاحتلال واثبات القدرة على ابداع وخلق اسباب وعوامل الخلاص من الاحتلال يتطلب – بالضرورة –
1- الانتصار الجماعي على الماضي الذي أنتج أسباب الصراعات الدامية والمآسي في الوعي و السلوك الفردي والجمعي.. وهذا الانتصار على جزء من ذاكرتنا التاريخية لن يتأتى الا من خلال:
أ‌- الاقتناع بأن الاحداث ووقائع الماضي، وقد غدت في ذمة التاريخ، تشكل مصدراً للدروس والعبر التي يتم استلهامها لخدمة ثورتنا الراهنة، بتجاوز جوانب السلب واسبابها وتطوير جوانب الايجاب بما يتناسب وظروف الراهن الكفاحي.
ب‌- الإقرار الواعي وعن ادراك عميق بأن ما اوصلنا كشعب الى هذا الهوان الفجائعي كقربان جماعي لآلهة أوهام الايدلوجيا السياسية واساطير التاريخ الزائف في الوحدة قدر ومصير الامور التالية..
أ‌- التنازل عن الهوية الجيو- ثقافية لشعب الجنوب، تحت تأثير إيدلوجيا الوحدة القومية العربية، عشية نيل الشعب استقلاله وحريته، برغم التمسك بالاستقلال وتأكيد الشخصية الدولية المستفلة لدولة الاستقلال. وهذا التناقض بالموقف يمثل أبرز مظاهر الازمة في بنية الفكرة – القرار
ب2- إن التناقض البنيوي في بنية قرار التخلي عن الهوية القطرية لصالح هوية أخرى هي مجرد مفهوم لغوي عن الجهة وفي الوقت ذاته التمسك بالإستقلال وبناء دولة موازية لهوية الدولة الأخرى (اليمن) يمثل بذرة الأزمة في بنية الدولة هذا من جهة وإن دورة الصراعات السياسية الدامية مزقت النسيج الوطني الجنوبي فيسرت، قرار الهرولة إلى وحدة إندماجية غير مدروسة كما أسلفنا.
3-إن تحول (الوحدة) إلى لاهوت سياسي قد أبقى على الانفصام البنيوي لدى حامل الفكرة (الاشتراكي) الذي ذهب لدولة الجنوب إلى (وحدة) سياسية إندماجية مع شعب ودولة أخرى، قبل أن يعمل على توحيد شعب الجنوب الذي نالت من وحدته الصراعات السابقة واللاحقة للإستقلال وتضررت بعض شرائحة الاجتماعية من اجراءات الثورة فتكاثر خصوم السلطة السياسية في الجنوب بصورة متزايدة، الأمر الذي يقتضي من منطلق فكرة الوحدة ذاتها أن يتم توحيد الشعب الجنوبي قبل القبول بوحدة مع شعب آخر بيد أن هيمنة الإيدولوجي على الوعي السياسي عن صانع القرار، جعلته يستعلي باإيدلوجي وينتصر له إستجابه لأزمة الفكرة وتناقضها مع حقائق الواقع الموضوعية، منذ ان كانت بذرة الازمة قادت الى كل ما نعرف وتقديم دولة بكل مقوماتها على طبق من ذهب لصنعاء.
4- إن شعب الجنوب قد ساهم أكثر من جيش الغزاة في هزيمة دولة الجنوب وذلك عبر استخدام كل القوى المتضررة من سلطة الدولة في الجنوب. إن هذه الحقيقة إذا ما استوعبت اليوم كما ينبغي فلا بد من إغناء قيمة التصالح والتسامح والتضامن الوطني الجنوبي - الجنوبي:
أ- العمل على تحرير هذه القيمة من ردة الفعل على المعاناة الجماعية لشعب الجنوب وربطها بمصلحة شعب الجنوب بالحاضر وضرورتها بالمستقبل. فإذا كان تمزقنا وراء هزيمتنا فإن وحدتنا النضالية عامل نصر مركزي لنا وتجنب ما يقودنا الى الانقسام مستقبلا.
ب- ترسيخ وعي أن التصالح والتسامح لا يتعارض مع حق التعدد والتنوع كمبدأ يقبل به الجميع في الحاضر ويرعى وينمى ليتحول الى ثقافة سياسية وقيمة اجتماعية تحول دون عودة الشمولية الفكرية والسياسية أو المساهمة في إعادة انتاجه.
د- الإنطلاق من وعي أن حاجة شعب الجنوب إلى وحدة الصف لمواجهة الاحتلال أقتضتها شروط الثورة وعواملها التي تمثل وحدة الصف الجنوبي خلف وحدة الهدف أبرزها. وليس دعوة عاطفية نابعة من تأثير الفكر والثقافة الشمولية لأن هذه الأخيرة إن هيمنة فلن تقود الى بناء الوطن الجديد الذي ننشده وسيتحول التباين الى مادة لإعادة إنتاج صراعات الماضي، وربما بأسوأ صورة، لأن دعوة الوحدة الجنوبية، هنا لم تقوم على اساس الوظيفة المرحلية المطلوبة من وحدة الصف وانما من تأثير شعوري ولا شعوري عن ثقافة الماضي الشمولية
5- الإقرار الواعي المتجرد عن الذات لصالح الوطن، بأن الصراع مع الاحتلال الإقتلاعي الهدف، هو صراع هويتين ثقافيتين وأن الثورة الجنوبية تقتضي التحديد غير المهادن لأي حسابات سياسية راهنة أو ماضويه لـ :
ا- أن القضية الوطنية الجنوبية موضوعية الوجود، وأنها هي التي خلقت قواها وليس العكس. وبالتالي فهي كمضمون مفاهيمي (حق) غير قابل للتقادم وليست هدفاً كما يلاحظ في بعض الخطابات السياسية.
ب- إن تجسيد البعد الثقافي للصراع (صراع هويتين) يستلزم المفاصلة العقلانية في فكر الثورة السلمية الجنوبية والقيم الكفاحية والوطنية التي تنتجها لمواجهة ثقافة وقيم الاحتلال في معركة التحرير او في المستقبل بين دفاع الثورة عن تاريخ الجنوب الحضاري والكفاحي إلخ وبين أن يتحول التاريخ إلى عائق ذاتي لقوة الثورة يحول دون الانفتاح المشترك والمسؤول على ادراك دور البعد المفاهيمي في خدمة قضيتنا النضالية ولا سيما في موضوع الهوية الجيو- ثقافية لشعبنا، في حاضره النضالي ولتحرير مستقبله مما يمس بإستقلاليته السياسية و الثقافية (أي هويته الخاصة).. إن الخلاص النهائي والشامل غير المنقوص لن يتأتى إذا ما أخضعت الثورة القائمة وفكرها للعاطفة حيث اتجه فعلها.، أي العاطفة.
والسؤال: كيف نخلص حاضرنا ومستقبل وطننا من كل الاسباب التي اوصلته الى هذا المصير المفجع؟
[/size]
رفيد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 2010-10-29, 10:36 PM   #9
وطن النور
قلـــــم نشيـط
 
تاريخ التسجيل: 2009-09-23
المشاركات: 80
افتراضي

اتمنى من القمندان وضع صورة الأمير أحمد بن فضل " القمندان الحقيقي " كتوقيع رسمي له
ليصبح الأسم على المسمى أكثر إنسجاماً وتناسب

وطن النور غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 2010-10-29, 11:35 PM   #10
صقرالحواشب
قلـــــم نشيـط جــــداً
 
تاريخ التسجيل: 2010-05-12
المشاركات: 236
Arrow

بسم الله الرحمن الرحيم
استنتجت من نقاشكم ايها الاخوة الاعزاء انكم تنتقدون القيادات الجنوبية على عدم توحدهم وديمومة اختلافهم في الرؤى وانتم هاكم تختلفون على شكل الجنوب مستقبلا مابين مؤيد ومعارض لشكل النظام القادم في الجنوب مابين سلاطيني ومشيخي وبين من يريدون دولة جمهورية اليمن الجنوبي فارجوا منكم ان يكون اختلافكم لصالح الجنوب وان لايفسد للودقضية
__________________
جنوبي وأفتخرأني جنوبي راسخ الاوتاد
صقرالحواشب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
دعوه الى نقاش مقابله د. ياسين الامين العام للحزب الاشتراكي د.حسن صالح حسن (قمندان لحج ) المنتدى السياسي 105 2010-04-15 07:23 AM
الامين العام للحزب"والمنفصلون عن الشارع هم الغارقون في وهم المعارضة بذاكرة الحُطام الزامكي المنتدى السياسي 1 2010-01-18 01:19 AM
الى الامين العام للحزب: ماذا يريد مسدوس من الحزب؟ الزامكي المنتدى السياسي 0 2009-11-07 12:50 PM
الامين العام للحزب "سيتصدى بقوة" للأصوات الداعية إلى إقصاء الحزب في مناطق الجنوب الزامكي المنتدى السياسي 18 2009-10-25 11:49 PM
الأمين العام للحزب الاشتراكي يؤكد خيار الوحدة لا انفصال ولا فك ارتباط فحمان المنتدى السياسي 36 2009-08-09 03:05 AM

=
Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.
 

تنـويـه
بسم الله الرحمن الرحيم

نحب أن نحيط علمكم أن منتديات الضالع بوابة الجنوب منتديات مستقلة غير تابعة لأي تنظيم أو حزب أو مؤسسة من حيث الانتماء التنظيمي بل إن الإنتماء والولاء التام والمطلق هو لوطننا الجنوب العربي كما نحيطكم علما أن المواضيع المنشورة من طرف الأعضاء لا تعبر بالضرورة عن توجه الموقع إذ أن المواضيع لا تخضع للرقابة قبل النشر