رسالة ترحيب بالزعيم من ابنٍ كظيم:

[بائع المسك]

رسالة ترحيب بالزعيم من ابنٍ كظيم:

استميحك عذراً والدي المجاهد على ترحيبي غير اللائق هذا، فقد كنت أتصور بأن خبر مقدمك من معقل الأسر والمرضي يشرح أسارير نفسي ويزيح الهم والغم عنها ويحي زهور الأمل الذابلة في الفؤاد، كما حدث ذلك في مرات عودتك السابقة، ولكن ذلك التصور لم يتحقق منه شيء هذه المرة، لأمر ليس لإرادتي دخل فيه، فاستميحك عذراً والدي المجاهد بان أرحب فيك ترحيب ابن كظيم مكروب، امتلأت نفسه غيظاً مما حدث ويحدث لثورة شعبه وقضيته من بعض أهلها وأعدائها، وبح صوته ونزف حبر قلمه دون أن يجد لصراخه صدى ولكلماته فهماً..


اعذرني والدي المجاهد : فابنك الكظيم يحبك في الله والوطن والقضية الذي أنت رمزها، وكفاحك وتضحياتك وقود ثورة شعبها وملهم ثوارها ومرآة قيمها ومبادئها وفلسفتها الربانية والإنسانية، ورغم كل ذلك لم يستطيع خبر عودتك هذه المرة أن يزيل أو حتى يخفف عن ابنك، غيظه وكربته أو يحي سنابل الأمل الذابلة في فؤاده،..


لا يعلم يقيناً سبب ذلك بالتحديد، فالأسباب كثيرة والعلل عديدة، ولكن اسمح له بأن يبث بعضاً من أسباب همه وحزنه وكربته، لعل ذلك يخفق من وطأة الحمل الثقيل على كاهله، وتحاط أنت خبراً بما راكمته الأحداث في الواقع والنفوس خلال مدة أسرك، وبما يفكر ويشعر به أبناؤك الباحثون عن وطن مفقود وليس كراسي ومناصب وشهرة ومال وجاه..


فإليك فيضاً من غيظ ابنك الكظيم:


(1)


كنت أنت من دعا إلى اجتماعات العسكرية في النصف الثاني من سنة 2008م لصياغة رؤية موحدة وقيادة واحدة لثورة وقضية شعب الجنوب، وحسب علمي لم تستثني أحداً من الدعوة، فمنهم حضر ومنهم تخطفته البرقيات من الطريق قبل وصوله فعاد إدراجه، ومنهم من توارى بصمته في منزله، ومن حضر فقد كنت شاهداً على حالهم ولسان حالهم بشان ما دعوتهم له، فسطر شهادتك تلك للتاريخ والأجيال، للعبرة والعظة فلا نرغب بمحاكمة مواقف واجتهادات الماضي التي ربما يكون لها مبرراتها المعقولة في ظروف ذلك الزمن، فالمقصود هنا التذكير بان تلك الاجتماعات تمخض عنها تأسيس المجلس الوطني للتحرير والاستقلال واستعادة الدولة بموجب مشروع رؤية سياسية ولا نقول شاملة ومتكاملة ولكن جديرة باتخاذها أساساً للحوار لأجل صياغة رؤية جامعة.


(2)


بدلاً من التفاعل مع مشروع الرؤية التي طرحها المجلس الوطني واغنائها بالنقاش والحوار الجاد لإعادة صياغتها بما تستوعب جميع الأفكار والرؤى الأخرى، فقد رأى من لا رؤية لهم في ذلك المشروع خطراً على وجودهم وأحزابهم فتسابقوا على تشكيل الهيئات المتعددة مع الحرص على عدم تقييد أنفسهم ببرنامج سياسي يتضمن رؤية معينة، خصوصاً مع علمهم بخيار الشارع الواضح والصريح،...الخ وانتم اعلم بتفاصيل ذلك سواء ما ظهر منه حتى الآن أو ما لم يظهر..


(3)


تحت ضغط حركة الشارع المتصاعدة والاستعداد لخروج الرئيس البيض من عمان، تشكلت لجنة الحوار بين الكيانات الوليدة وتوصلت إلى سلق اتفاق زنجبار التوحيدي في 9مايو2009م فتشكل مجلس قيادة الثورة بدون نظام داخلي (لائحة تنظيمية) تحدد مهام واختصاصات هيئاته وكيفية تشكيلها ولا برنامج سياسي يحدد طبيعة القضية الجنوبية ومرتكزاتها وأهدافها..الخ، وذلك على أساس أن يكون صياغة تلك الوثائق عقب الإعلان مباشرة، حسبما نص عليه الاتفاق، إلا أنه تم التملص من هذا الاستحقاق من قبل جماعة نجاح، حتى شاء الله أن تتعرض أنت لحادث مروري غادرت بسببه للعلاج في الخارج..


(4)


والدي المجاهد : تشاء الأقدار دائماً أن تشهد الساحة الجنوبية إثناء غيابكم تطورات متسارعة وخطيرة وهذا ما شهدته فعلاً الساحة الجنوبية، أثناء فترة غيابكم الطويل للعلاج السابق، فقد تم التحرك حثيثاً من جماعة نجاح لدمج فروع الهيئات بالمحافظات والمديريات بصورة تمزيق وتشتيت للمجلس الوطني، فحصل الانقسام داخل المجلس الوطني بين مؤيد ورافض للدمج القسري دون تنفيذ بنود اتفاق زنجبار بشان إعداد ميثاق شرف وطني وبرنامج سياسي، فنتج عن ذلك، فوضى عارمة مزقت قواعد الحراك ومازلت نتائجها حاضرت في الواقع والنفوس حتى اللحظة... بل أن المرحلة النجاحية تلك عاثت في الحراك ومجلس الثورة تمزيقاً وتقسيماً لم تستطع خلالها عقد اجتماع تنظيمي واحد ناجح، فجميعها خرجت ببيانات متناقضة من اجتماعات يافع إلى الحبيلين إلى زنجبار، إلى تفويض الفضلي ثم الانقلاب على ما قام به بموجب ذلك التفويض..الخ ولم يتم شيء إلا تغيير اسم مجلس الثورة إلى مجلس الحراك وليته لم يتم، وعلى أنقاض هذا الخراب كانت عودتك إلى المكلا في شهر أغسطس 2010م، وعلى الرغم من أنك بقيت متمسكاً بصفتك كرئيس للمجلس الوطني طيلة مدة علاجك بالخارج، إلا أنه بمجرد وصولك أصدرت بياناً بصفتك رئيساً لمجلس الحراك، تفاجئ الجميع بذلك وبغض النظر عن صواب ذلك الرأي أو المشورة، فقد شرعت في عملية التوحيد من حضرموت وفشلت مساعيك لأنك وجدت نفسك تعالج قضايا وخصومات أشخاص، وليس هيئات وتيارات متباينة الرؤى، بينما كان يفترض بتقديري الشخصي أن يتخذ مسار الحل طابعاً مؤسسياً بحتاً مهما حاول الطابع الشخصي أن يفرض حضوره عليه، ذلك أن واقع حال مجلس الحراك الراهن يكشف بأن الطابع الشخصي هو الطاغي والسائد على مختلف أنشطته وأعماله، لأن ذلك الطابع(الشخصي) هو الذي فرض وجود وتشكيل مؤسساته وتعين قياداته منذ البداية، وهذا منطق مجافٍ لأبسط أعراف وقواعد العمل التنظيمي المؤسسي المتعارف عليها، ولعلكم أدركتم خطأ تجربة توحيد حراك حضرموت واتجهتم صوب بقية المحافظات لبحث معالجة مؤسسية شاملة، ولكن وقعتم بالأسر على مشارف الضالع، فعادت إثناء وجودكم بالأسر الفوضى الحراكية التي جسدتها مأساة اجتماعات يافع والذنبة، وعقب الخروج من ألأسر سارعت تيارات المجلس المتصارعة للتقرب إليك والالتفاف حولك لأجل توجيه ضربة لخصمها وليس لأجل الجنوب وقضيته، فتم تفويضك وأصدرت عشرة قرارات هامة بناء على ذلك التفويض، لم ترق لبعض من فوضك فأطلق استغاثة بفك أسرك وحصارك من يافع، وقبل أن يتم تنفيذ شيء من تلك القرارات تم أسرك مرة أخرى في 20فبراير2011م ثم صدر بياناً عقب دخولك المعتقل بأقل من شهر نسب إليك وتضمن تعيينات جديدة في مجلس الحراك...الخ والمهم في الأمر أنه نتيجة تداعيات انتفاضة التغيير بالشمال أثناء غيابكم الأخير، برزت قيادات متصارعة حول طبيعة معالجة القضية الجنوبية كما شهد مجلس الحراك تصدعات أخرى على مستوى القيادة العلياء والمحافظات في الوقت الذي اخذ الشباب زمام المبادرة ميدانياً واثبتوا قدرة وفاعليه عالية، كما بدأت النخب الجنوبية بالتحرك لمؤازرة ثورة وقضية شعبها، وشهدت الساحة الجنوبية تحركات من أطراف وشخصيات عدة لعقد مؤتمر جنوبي بهدف التوصل إلى قيادة ورؤية موحدة لمواجهة استحقاقات المرحلة الراهنة التي أهمها دعوة الحوار الوطني الذي ترعاه الأمم المتحدة وأمريكا والاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون الخليجي، طبقاً لبنود المبادرة الخليجية لحل الأزمة السياسية في صنعاء، بالإضافة إلى الحديث عن استقطابات دولية للجنوب في الصراع الإقليمي بين إيران والغرب والخليج...الخ


(5)


آثرت والدي المجاهد أن أوجز لك أحداث ووقائع الماضي، لتدرك حجم الإرث المعقد من المشكلات والتناقضات والمآسي، ولتدرك أن استحقاق اليوم ومتطلباته ومهامه ليس منبت الصلة عن ذلك الإرث، وإذا أضيف إلى إرث الخمس سنوات تلك، إرث الماضي الجنوبي بكل صراعاته وخصوماته ومشكلاته، فإننا سنجد أنفسنا أمام تركة ضخمة من القضايا والمشكلات المعقدة والملغمة، عمل ويعمل أطراف عدة من أعداء الجنوب على اتخاذها جسور عبور ومنافذ لاختراق الكيان الجنوبي وإفشال ثورته ووأد قضيته وشرعنة احتلاله واستمرار السيطرة عليه، لذلك يتطلع اليوم أحرار الجنوب إلى سد تلك الثغرات والمنافذ وإزاحة عوائق تلك التركة عن طريق ثورتهم، ولان وضع هيئات وقيادات الحراك السيئ حالياً قد صار عائقاً آخر بحد ذاته، فإن معظم الأنظار مصوبة إليك يحدوها أمل عظيم بأنك المؤهل في حلحلة هذه المعوقات أو وضع الجميع على بداية الطريق الصحيح لحلحلة تلك الملفات العالقة، وعلى الرغم من إدراكي من أن تلك الآمال تسيطر عليها العواطف أكثر من العقل، ليس لأنك غير مؤهل لتلك المهمة،بل لأني أدرك بأن مثل تلك التركة الشائكة تتطلب تضافر جهود وإمكانيات جماعية منظمة ونحن حتى الآن نفتقر لتلك الجماعة المنظمة، هذا من جانب ومن جانب آخر أن وضعك الصحي معلوم للجميع، فماذا عسى أن نطلب منك أن تبدأ به من هذا الإرث الضخم؟ وكيف، وبمن تستعين وتثق، إذا كانت ثقتنا قد اهتزت بمعظم من نسميهم قيادة؟ ولعل إدراكي ذاك هو ما جعلني كظيماً مكروباً حتى بعد سماع خبر عودتك، ولكن رغم ذلك؛ مازلت احمل قدراً من مشاعر أمل لما اعتقد بأنك قادر على إصلاحه ومعالجته بالنظر إلى ظروفك وظروف الواقع حالياً واسمح لي أن أوجز لك أسباب ومبررات ذلك الاعتقاد بالنقاط التالية :


1ــ تعلم من خلال تجربتك السابقة، بأنه فور عودتك، سيحاول يلتف حولك ويتقرب إليك كثيرون من قيادات مجلس الحراك وغيرهم، وتعلم ونحن معك أن هدف وغاية معظم أولئك ليس نبيلاً وإنما لاستقطابك إلى صف أو تيارين في مواجهة الأخر المختلف معه، أو لمحاولة تغطية فشل أو لإضفاء شرعية ما على تصرف معين...الخ وجميعنا يعلم الأجنحة المتصارعة داخل مجلس الحراك وخارجه لأسباب شخصية ومناطقية وحزبية مغلفة بشعارات وطنية وثورية، ولا نستطيع أن نزكي براءة احد من قيادات الحراك من تلك العلل، لذلك أرى والدي الفاضل وقد يوافقني كثيرون، بأن تستمع للجميع وألا تنحاز لأحدهم مهما بدا صواب موقفه ورأيه، وانطلق في التعامل معهم جميعاً من منطلق رئيس تنظيمي مع مرؤوسيه وفقاً لقواعد العمل التنظيمي وأعرافه ..


2ــ تعلم بأن المدخل الطبيعي لمعالجة الأزمة الراهنة هو إيجاد رؤية جامعة وشاملة للقضية الجنوبية، وقيادة واحدة للثورة الجنوبية، والمعلوم أن إيجاد الرؤية يسبق إيجاد القيادة أو يتزامن معها على الأقل، وإن إيجاد قيادة بدون رؤية ولا لوائح تنظيمية تحكم عملها، مصيره الفشل والانقسام والتشرذم، والأزمة الراهنة هي حصيلة ذلك الخطأ، والمعلوم أن هناك قواعد وأعراف تنظيمية اطردت عليها الإنسانية ونظمها القانونية بشأن تأسيس وتشكيل الكيانات السياسية والثورية، تتمثل خطوطها العريضة في تشكيل لجنة تحضيرية تتولى الإعداد والتحضير لمشاريع الوثائق (البرنامج السياسي + النظام الداخلي) والإعداد والتحضير لعقد المؤتمر التأسيسي لذلك الكيان...الخ ولكن هيئات الحراك لم تتبع أياً من تلك القواعد والأعراف سواء عند التأسيس أو عند محاولة التوحيد، وإنما ابتدعت منهجاً معكوساً يبدأ بتشكيل الهيئات العليا ثم الأدنى، وهذا المنهج أنتج لنا الهيئات العليلة القائمة، التي صارت مشكلة بحد ذاتها أمام إيجاد كيان مؤسسي جامع، برؤية موحدة، ذلك أنها (بوضعها التنظيمي الراهن) لا تشكل أساساً أو منطلقاً سلمياً صالحاً للبناء عليه أو الانطلاق منه، حيث لدينا كيانات :


ــ غير مكتملة البناء التنظيمي الهرمي فضلاً عن الانقسامات الحاصلة فيها وبعضها مجرد اسم بدون مؤسسات .


ــ تفتقر إلى البرنامج السياسي واللوائح التنظيمي الشاملة والمقرة مؤسسياً .


إذن فالسؤال هنأ : ما هو الكيان الجديد المطلوب إيجاده خصوصاً مع مساعي البعض لعقد مؤتمر جنوبي حالياً ؟ هل هو كيان بديل عن مكونات الحراك القائمة ميدانياً وسياسياً، أم بديل سياسي فقط؟ أي قيادة سياسية فقط ؟ فالإجابة عن هذا السؤال هي ما تستدعي ـــ بنظري ــ ضرورة الحوار بشأنها مع الجميع لان آلية إيجاد ذلك الكيان يختلف باختلاف الإجابة بالسلب أو الإيجاب، فان كان هدف المؤتمر الجنوبي هو إيجاد قيادة سياسية موحدة تدير العمل السياسي وتمثل الحراك الجنوبي داخلياً وخارجياً فهذا يعني أن تتحول هيئات الحراك القائمة إلى قيادة ميدانية (إدارة للأنشطة الميدانية) في المحافظات وهذا الفرض يقتضي نجاحه : تشكيل لجنة تحضيرية من جميع المكونات والأطراف تتولى:


ـــ إعداد مشاريع الوثائق المتمثلة بالبرنامج السياسي والنظام الداخلي : المحدد لمهام واختصاصات القيادة السياسية (وكيفية تشكيلها تحت أي اسم كانت)ومهام واختصاصات القيادة الميدانية (تحت أي اسم كانت)، وإجراءات عقد المؤتمر الجنوبي..


ــ بعد إعداد الوثائق حسب الفقرة السابقة يتم نشرها للمناقشة وعرضها على هيئات مكونات الحراك القائمة، لتتولى عرضها على قواعد الحراك في اجتماعات موسعة في كل مديرية على حدة ثم تتولى جمع التعديلات المقترحة ومناقشتها مع اللجنة التحضيرية للتواصل إلى توافق بشأنها.


ــ عقب التوافق على الصيغة النهائية للوثائق كما سبق ذكرها، تتولى اللجنة التحضيرية، الإعداد والتحضير لعقد المؤتمر الجنوبي العام وفقاً للقواعد المنظمة لانعقاده المقررة في وثيقة اللائحة التنظيمية، بحيث يقتصر المؤتمر على إقرار الوثائق كما تم الاتفاق عليها وانتخاب هيئاته .


ــ ثم عقب ذلك يتم إعادة تشكيل القيادة الميدانية الموحدة طبقاً للوثائق المقرة.


هذه هي الآلية الأكثر أماناً وضماناً لإنجاح ذلك المؤتمر حسب تقديري الشخصي طبقاً لظروف وتداعيات الواقع والنفوس حالياً أما محاولة القفز على حقائق واقع الثورة الجنوبية القائم بكل مساوئه ومحاسنه، فلن ينتج حلاً بل مشكلة أخرى


3ــ في حالة الفرض أن هدف المؤتمر الجنوبي هو إيجاد قيادة سياسية وميدانية موحدة فان آلية ذلك بتقديري الشخصي :


ــ تشكل لجنة تحضيرية كالسابقة تتولى إعداد مشاريع الوثائق والتحضير لعقد المؤتمرات التوحيدية على مستوى المحافظات، تناقش فيه مشاريع الوثائق، وتنتخب الهيئات الموحدة ومندوبي المؤتمر التوحيدي الأول على مستوى الجنوب، وفي هذا المؤتمر تقر الوثائق وتنتخب الهيئات ..وهذه هي ابسط واءمن آلية لنجاح مثل هذه الدعوة بتقديري الشخصي بالنظر إلى ماراكمته الأحداث في الواقع والنفوس .


4ــ إن الإشكالية القائمة حالياً في طريق التوصل إلى معالجة أزمة إيجاد قيادة ورؤية موحدة، هي التوافق على آلية آمنة ومقبولة، تضمن عدم اتخاذ معالجة تلك الأزمة، مبرراً لفرض خيارات ورؤى شخصية وفئوية بشأن حل القضية الجنوبية خلافاً لخيار ورؤية الشعب الجنوبي الثائر منذ خمس سنوات من خلال وصف الحراك الجنوبي بأنه تيار سياسي وليس ثورة شعبية، أو اتخاذ معالجة تلك الأزمة، مبرراً لتصفية خصومات شخصية بين قيادة الخارج، من خلال اتخاذ المؤتمر الجنوبي مدخلاً لذلك ..الخ، لذلك أرى والدي المجاهد؛ أنك تستطيع إدارة ورعاية حوار بين تلك الأطراف يؤدي إلى صياغة آلية آمنة وفعالة قادرة على تامين عدم وقوع المحاذير السابقة أو غيرها من أهواء وأطماع النفوس الأمارة بالسوء.


5ــ إن رفض البعض لكافة مساعي معالجة أزمة القيادة الواحدة والرؤية الموحدة، يعد موقفاً خاطئاً، قد لا يمكن تفسيره إلا الخوف على مناصبهم الوهمية ومصالحهم الشخصية والأنانية، من خلال الإصرار على استمرار الوضع السيئ حالياً، أو إضفاء بعض المساحيق التجميلية على وجهه القبيح، وبالمقابل فإن مساعي البعض الحثيثة اليوم لسلق مؤتمر جنوبي وفق شروط وآليات خاصة به مستخدماً أساليب ووسائل عدة قد تكون بعضها غير لائقة خلقياً، وبعضها من قبيل؛ كلمة حق أريد بها باطل، مثل: دعوى استحقاقات مقررات التسوية السياسية (المبادرة الخليجية) لازمة نظام صنعاء والتي منها دعوة الجنوبيين للحوار، أو مثل : دعوى فشل قيادة الحراك بالداخل في التوحد فيما بينها، أو دعوى الاستقطاب الإقليمي بين إيران ودول الخليج والغرب..الخ فكل هذه المبررات وغيرها لا تصلح أن تكون مبرراً لسلق مؤتمر جنوبي يجزأ المجزأ ولعل تداعيات مؤتمر القاهرة الذي سلق تحت ذات المبررات، تكفي للعبرة والعظة لمن يريد يتعظ، فمن يؤسس مواقفه وتحركاته ونظرياته على أخطاء وزلات أخيه لا يمكن أن يقدم حلاً أو يكون مصلحاً، والحراك الجنوبي ثورة شعب وليس تياراً ولا حزباً ولا مجرد حركة احتجاج مطلبية..الخ، فأتمنى والدي المجاهد ألا تنساق وراء احد هذين الطرحين، الذين أوردينا بالمهالك طيلة المرحلة السابقة، وإن تتقرب بالرأي والمشورة، كثيراً من أشخاص النخبة الجنوبية الذين التحقوا بقطار الثورة الجنوبية..


6ــ انه متى حلت أزمة القيادة والرؤية، فإن الخطوة الهامة والضرورية عقبها مباشرة، لتجاوز تركة الماضي المعقدة ونزع ألغامها من طريق مستقبل الأجيال والدولة الجنوبية، هي تحويل مشروع التصالح والتسامح الجنوبي من مجرد شعار نظري إلى مشروع تسوية تاريخية شاملة لكل مشكلات الجنوب السابقة وخصوماتها وتداعياتها في الواقع والنفوس، وذلك عن طريق عقد مؤتمر جنوبي عام للتصالح والتسامح الجنوبي يبدأ بمؤتمرات فرعيه في كل محافظة من محافظة الجنوب يناقش فيها مشروع رؤية إستراتيجية لمعالجة جميع القضايا السابقة والقائمة والأسس والمبادئ العليا المحددة لطبيعة وشكل الدولة الجنوبية القادمة، ثم يتوج ذلك بالمؤتمر العام الذي يقر مشروع التسوية تلك ويشكل هيئة عليا لمتابعة تنفيذ وثيقة التصالح وأية مهام أخرى تنص عليها الوثائق المنظمة لمهام تلك الهيئة وفروعها، وبهذا يتحول التصالح والتسامح من شعار نظري، إلى مشروع تسوية تاريخية تمثل بأبعادها العقائدية والقانونية والأخلاقية والحضارية، فلسفة الثورة الجنوبية ومدرسته الدينية الرائدة، حاضراً ومستقبلاً .. وهذا ليس كلاماً نظرياً عاطفياً، بل فكرة واقعية منطقية وقد عقدت ندوة هامة في عدن في شهر فبراير الماضي أشارت أوراقها ومخرجاتها إلى مثل ذلك، كما سبق لابنك الكليم صياغة مقترح مطول بشان ذلك قبل نحو سنتين من التاريخ ونشر في بعض المواقع الجنوبية ويمكن الاطلاع عليه على هذا الرابط (http://dhal3.com/vb/showthread.php?t=43131) لمعرفة جوهر الفكرة وإن كانت بعض التفاصيل قد تجاوزتها الأحداث .


7ــ ختاماً استميحك والدي المجاهد عذراً عن الإطالة مع أن هذا ليس إلا فيضاً من غيظ وأتمنى أن تصلك رسالتي هذه، مقرونة بصادق الدعاء بدوام الصحة والشفاء والتوفيق والهداية والسداد..


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


ابنك/ صلاح الدين حسين (بائع المسك)

[بن عفرير]

أرجو من الأدارة الكريمة تثبيت الموضوع.. لأنة موضوع مهم وبة أفكار تستحق الدراسة والتأمل حتى يصل إلى يد الزعيم ربما يتبلور...
لي عودة لاحقا للتعليق.......

[محمد مظفر العولقي(حيد صيرة)]

ــ تفتقر إلى البرنامج السياسي واللوائح التنظيمي الشاملة والمقرة مؤسسياً .

هنا مربط الفرس من وجهه نظري !!!!!


عاينت المرض ووصفته وصف دقيق وشخصته بقتدار استاذي صلاح وعن نفسي استفدت كثيرا مما دون اعلاه ..
واسمح لي ساعود لمزيد من القراءه المستفيضه لاافهم اكثر لب الصراع الحراك ومتطلبات المرحله
وماينتظر الزعيم الوالد باعوم بعد عودته الى عدن ودور كل جنوبي في هذا الجانب ..
وشدد على اني احيك على نقطه مهمه تطرقت لها بصراحه تستحق الاشاده وهي ان على الزعيم باعوم ان يستمع للجميع بدون استثناء
ولاياخذ من فصيل على حساب فصيل مهما كانت قناعته في سلامه مسار هذا الفيصل فالجنوب للجميع وعلينا الوصول
الى نقاط تلاقي مع الجميع مع اني ياصلاح فاقد الامل في القيادات الحاليه ..
ربي يحمي باعوم ويحمي شباب الجنوب ويرد لنا باعوم بخير وعافيه ويجعل عليه يده وفي قدومه الخير لهذا الشعب المكلوم ...

تحيه لك استاذ الكريم ومع ماذكره استاذنا بن عفرير يجب تثبيت الموضوع لاهميته ...

[بائع المسك]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بن عفرير

أرجو من الأدارة الكريمة تثبيت الموضوع.. لأنة موضوع مهم وبة أفكار تستحق الدراسة والتأمل حتى يصل إلى يد الزعيم ربما يتبلور...
لي عودة لاحقا للتعليق.......

سلمت أخي الفاضل على تفاعلك، الادارة ربما مشغولة بأمر آخر أهم من هذا... أتمنى من يجد الرسالة صائبة تبني فكرة ايصالها باسم جميع الموافقين على مضمونها، فائق التحية للجميع

[بائع المسك]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حيد صيرة

هنا مربط الفرس من وجهه نظري !!!!!

عاينت المرض ووصفته وصف دقيق وشخصته بقتدار استاذي صلاح وعن نفسي استفدت كثيرا مما دون اعلاه ..
واسمح لي ساعود لمزيد من القراءه المستفيضه لاافهم اكثر لب الصراع الحراك ومتطلبات المرحله
وماينتظر الزعيم الوالد باعوم بعد عودته الى عدن ودور كل جنوبي في هذا الجانب ..
وشدد على اني احيك على نقطه مهمه تطرقت لها بصراحه تستحق الاشاده وهي ان على الزعيم باعوم ان يستمع للجميع بدون استثناء
ولاياخذ من فصيل على حساب فصيل مهما كانت قناعته في سلامه مسار هذا الفيصل فالجنوب للجميع وعلينا الوصول
الى نقاط تلاقي مع الجميع مع اني ياصلاح فاقد الامل في القيادات الحاليه ..
ربي يحمي باعوم ويحمي شباب الجنوب ويرد لنا باعوم بخير وعافيه ويجعل عليه يده وفي قدومه الخير لهذا الشعب المكلوم ...

تحيه لك استاذ الكريم ومع ماذكره استاذنا بن عفرير يجب تثبيت الموضوع لاهميته ...

حياك وعافاك شرفني مرورك وملاحظتك الثاقبة، ارجو من الجميع التفاعل مع مضمون محاور الرسالة، والتأمل فيها بعمق، وتقديم الملاحظات التي تساعد على بلورة رؤية عمليه نوصلها الى والدنا المجاهد، بشكل جماعي، عليكم أن تثقوا بقدراتكم كاصحاب حق يقابله واجب، في تحمل مسئولية ما يحدث حالياً لقضيتكم ميدانياً وسياسياً، فهل سندرك ذلك ام منتظرين الحل يأتي لنفسه من السماء، أو ممن لاتهمه قضية شعبكم ولا تضحياته..فائق تقديري وعظيم امتناني للاخ الفاضل/ حيد صيرة وللجميع

[الوليدي]

مواطن اخر يريد يوصل شكوى اخرى
انهم في عدن ويريدون ان يستقبلوك في عدن وتصبغ عليهم اسم القياده والمناضلين

[بن عفرير]

بصراحة أنا أرثي للزعيم المناضل حسن أحمد باعوم وللعلم ربما سجون صنعاء أرحم لة من خزعبلات التاريخيين الذي يريدة كل منهم إلى جانبة ومن قيادات حراك الداخل الذين حوّل معظمهم الحراك الى مشروع أستثماري للأسف ثم الشباب المملؤ حماس ولكن المبعد.. أين بايقع باعوم بين هؤلا وهؤلا.. أنا أضيف إلى ما ورد أن يقوم باعوم بتشكيل لجنة تحضيرية يكون معظمها من الشباب ويدعوا لمؤتمر جنوبي.. صدقني سيخلف هؤلا خلفة وسيمضي لكن أن يرتهن لهم سيعود لة المرض أو سيعيدونة السجن.. ما رأيك يا حامل المسك؟

[عمقيان]

أخي الكريم بائع المسك

السياسة دون فكر تظل سياسة عمياء ، والقيادة دون وعي تظل قيادة هوجاء ، فيما تكتب ، مادة تخاطب العقل قبل المشاعر ، وتخاطب الضمائر في الصميم ، مررت للتحية ، ستكون لي عودة إنشاء الله في مشاركة قادمة . تحياتي واحترامي

[مشتاق الجنوبي]

لم أكن أتصور يوما ما (وفي هذه الظروف بالذات) إن شخصاً ما سيمتلك هذه الجرأة ويضع يديه على الجراح ويصف لها العلاج السليم وبهذه الصراحة دون غمز أو لمز،، غير ذلك فطريقنا طويل ويقودنا إلى المجهول
بصراحة أعطيتنا أمل طالما هناك من أمثالك فالجنوب بخير

[ابن سيبان الحضرمي]

اخي العزيز انت كفيت ووفيت وشرحت لنا الداء ووصفت الدواء ربنا يهدي قادتنا على الصواب وعساء ان يكونو عند قد المسؤليه تجاه قضيتهم وشعبهم ويتركوا المناكفات جانبآ ويتفقوا على كلمة سواء