هيا أنهض يا شعب الجنوب الأبي وقل لا.. لا.. لخليجي 20

[ابويونس الضالعي]

شبكة الطيف - بقلم : المحرر السياسي
يعيش شعب الجنوب في هذه الأيام لحظات فاصلة في تاريخه. أما أن يثبت فيها أنه جدير بقضيته أم لا.. هذه اللحظات تتمثل في قدرة شعبنا على تنفيذ ما جاء في برنامج مجلس الحراك السلمي لتحرير الجنوب واستعادة دولته للفترة من 21 نوفمبر إلى 5 ديسمبر من هذا العام. وهي الأيام المزمع أن تقام فيها فعاليات خليجي 20 في عاصمة وطننا التاريخية والسياسية ـ عدن ـ على اعتبار أن سعي سلطات صنعاء من إنجاح هذا المحفل الإقليمي على ارض الجنوب بصورة عامة, وعلى ارض عاصمته عدن بصورة خاصة تود من خلاله تحقيق عدة أهداف استعمارية تتمثل في:




1. كسر روح الرفض التي أبدتها دول الخليج لاحتلال الجنوب عام 1994م وإظهار الجنوب الرافض للاحتلال أنه تم تطويعه, وأن الحراك السلمي الجنوبي مجرد مجاميع صغيرة وفي مناطق معينة.

2. إقامته في مدينة عدن باعتبارها عاصمة الجنوب ورمز نضاله لها معاني كبيرة على إصباغ شرعية احتلال الجنوب.

3. هذا الحدث يأتي قبيل انعقاد مؤتمر الرياض في مطلع العام القادم الذي سوف تناقش فيه القضية الجنوبية من قبل دول ما تسمى( بأصدقاء اليمن). كما أنها تريد تحويل هذا المؤتمر من محفل لمحاسبتها على الأموال التي منحت لها إلى محفل للحصول على أموال جديدة.

4. جعل خليجي 20 بمثابة حبل النجاة من العزلة التي تواجهها سلطات صنعاء من قبل المجتمع الدولي, وأزماتها الداخلية المتعددة التي تعيشها.

5. توجيه رسالة للعالم الحُر الذي بداء يتعاطف مع شعبنا, بأن الأوضاع في الجنوب مستقرة, وأن الوحدة ثابتة.وأنها لم تعد أية أثار لحرب احتلال الجنوب عام 1994م.

6. نجاح خليجي 20 ولو في حده الأدني سيكون بداية لنجاح مؤامرة جديدة, وهي الانتخابات النيابية القادمة.

في الحقيقة أن البرنامج المرسوم من قبل مجلس الحراك السلمي الجنوبي الهادف إلى إفشال إقامة خليجي 20 على ارض الجنوب فيه من الحيثيات الكثير, ما يجعله خطة عمل تصعيديه متكاملة لنضال شعبنا خلال الفترة المقبلة, واثبت أن لدى شعبنا في الداخل قيادة بحجم وطنها, وتستحق الالتفاف حولها بغض النظر عن بعض جوانب القصور اليومي في نشاطها, فالكمال لله وحده.. هذا الالتفاف لا نعني به حول الأشخاص وإنما حول البرنامج وتنفيذه.

من هذا المنطلق أن قيادة شعبنا في الداخل نأمل منها. بل وندعوها أن لا تكتفي بما رسمته في برنامجها, وإنما متابعة مستوى مناقشته ومدى القدرات على تنفيذه من قبل فروع مجالس الحراك السلمي في المحافظات والمديريات والمدن والقرى. وفي المقدمة العاصمة عدن والمحافظات والمديرات التي سوف تلعب دورا محوريا في تنفيذ بعض بنوده نتيجة لمواقعها الجغرافية, والكيفية التي يتم من خلالها استنهاض جماهير شعبنا في داخل الوطن بما يجعل كل مواطن جنوبي أينما كان مسئولا عن تنفيذ هذا البرنامج باعتباره برنامجا وطنيا هاما لأحلك الظروف التي يمر بها وطننا الجنوب.. برنامجا لا يقبل التأجيل, لأن فترة تنفيذه محدودة, وعدم تنفيذه يعني التخاذل عن قضية مصيرية.

بالتأكيد أن مهمة تنفيذ هذا البرنامج سيكون فيها شبان وشابات وطلاب وطالبات الجنوب نقطة محورية. لهذا فإن فروع الشباب والطلاب في المحافظات والمديرات والمدن والقرى هي الأخرى لا بد استنهاض هممها للقيام بدورها بشكل منظم وواعي.. فالشباب والطلاب هم القوة الضاربة في تحرير الشعوب من الاستعمار. وقد اثبت شباب وطلاب الجنوب في الفترة الماضية أنهم كذلك.

هذه الدعوة لشعب الجنوب بالنهوض الوطني الشامل لا تقتصر على مواطني شعبنا في الداخل, وإنما تشمل بالقدر ذاته مواطني شعبنا في الخارج, وفي كل بلدان العالم, فهم أيضا نقطة محورية في إنجاح هذا البرنامج الوطني.. وهنا قد يتساءل من هو في الخارج عن المهمة التي يتطلب منه القيام بها؟؟ نقول له بكل بساطة لو كل مواطن جنوبي في الخارج تكلف بتقديم من 50 ـ 100 دولار لصالح إنجاح هذا البرنامج أو يجري اتصالا هاتفيا برئيس فرع الحراك السلمي في مديريته أو قريته ويقول له سوف أتكفل بنقل المواطنين إلى أي فعالية خلال عدة أيام أو ليوم واحد وهو اضعف الإيمان.. بهذا الفعل البسيط ماديا الكبير معنويا من قبل كل مواطن جنوبي في الخارج يكون قد وضع نفسه في صدارة طلائع المنفذين لهذا البرنامج الوطني.

قد يقول البعض أنه في ظل إصرار سلطات صنعاء الاستعمارية وإجراءاتها الأمنية الكبيرة, وفي ظل مساندة مؤسفة من بعض الأشقاء في دول الخليج العربي على إقامة خليجي 20 على ارض الجنوب قد تنجح سلطات صنعاء الاستعمارية في تسيير فعالياته.. نقول نعم هذا احتمال وارد, ولكن لا يعني أن لا نقوم كشعب جنوبي له قضيته العادلة بواجبنا تجاه هذه القضية.. وهنا حتى أن صح الاحتمال, لكن يكون التنفيذ بتكاليف عالية تدفعها سلطات صنعاء أكثر مما توقعته. كما إننا سوف نجعل قضية شعبنا الواقع تحت الاحتلال تدخل إلى كل منزل خليجي, وتُنشر على صدر كل وسيلة إعلامية في الوطن العربي والعالم. وبهذا يكون شعبنا قد حقق مكسبا جديدا لصالح قضيته العادلة.

بهذا الإجابة الواضحة نقول لشعب الجنوب أنت مدعو للنهوض من أجل تنفيذ محاور البرنامج الوطني الشامل أثناء سير خليجي 20 على أرضك ودون موافقتك. فهذا من حقوقك التي كفلتها لك الشرائع السماوية والاتفاقيات الدولية وفي مقدمتها اتفاقية جنيف الرابعة الخاصة بحقوق الشعوب الواقعة تحت الاحتلال.

17 نوفمبر 2010م



http://al-teef.com/news.php?action=view&id=3986