أسباب هجوم الصحافة الخليجة - السعودية على رئيس الإحتلال اليمني المخلوع صالح

[العرب العاربه]

أسباب هجوم الصحافة السعودية على رئيس الإحتلال اليمني المخلوع علي عبد الله صالح
والسيناريوهات المحتملة في ظل الأوضاع الراهنة




المتابع لما تنشره الصحافة السعودية هذه الأيام حول إتهامات لرئيس نظام الإحتلال اليمني المخلوع علي عبد الله صالح يستغرب هذا التحول المفاجيء في موقف الصحافة السعودية التي عادةً ماتعكس الموقف الرسمي السعودي ولا تستطيع الإقتراب من ملف العلاقات اليمنية السعودية الحساس والشائك وهي الحريصة دوماً على تجنب مايثير أي استفزاز لليمن وظلت هذه هي العلاقة السائدة لعقود حكم رئيس نظام الإحتلال اليمني في الفترة الماضية .

فقد كانت قيادة المملكه العربية السعودية حريصة على تجنب تفجّر الوضع في اليمن بشكل دراماتيكي قد يفتح صراعات يصعب التحكم بها فيما بعد ولذلك حرصت على تبني المبادرة الخليجية ودفع طرفي الصراع على السلطة بل وإرغامها على التوقيع عليها وكذا الدفع بمجلس الأمن لإستصدار قرارات تلزم أجنحة الصراع بتنفيذها بتوقيتات متفق عليها . وظلت تراقب الوضع عن كثب يوماً بعد يوم حتى تم توقيع الإتفاقية في الرياض بتاريخ 23 نوفمبر2011م . وكانت هي من رعى علاج رئيس الإحتلال اليمني ورفاقه وفرضت عودته إلى صنعاء ثم فيما بعد إلى الولايات المتحدة والعودة به مرةً أخرى إلى صنعاء في ظل معارضةٍ قويةٍ من أحزاب المشترك لأي عودة أو إبقاء أي دور سياسي مستقبلي له .

إلاّ أنه عاد ومارس مهامه كقيادي في المؤتمرالشعبي العام بعد إجراء الانتخابات الرئاسية وتسليمه السلطة لهادي كخلف له "بعد منحه الحصانة القانونية". كل ذلك تم بدعم أمريكي وسعودي لامحدود " في الظاهر" في ظل معارضة قوية لاحزاب اللقاء المشترك اليمني . وبعد تسلم هادي الرئاسة وتشكيل حكومة وفاق الإحتلال اليمني بدأت تتغير الصورة وبدأ الضغط يُمارس بشكل يومي على رئيس نظام الإحتلال اليمني السابق صالح وبدأت أحزاب المشترك اليمني تدفع بهادي لتبني إجراءات لتغييرات في المؤسسة العسكرية والأمنية وطُرح ذلك كشرط قبل بدء أي حوار وطني لتقرير مستقبل اليمن.

وهدف ممارسة هذه الأحزاب لهذا الدور الضاغط على هادي هو خلق أزمة ثقة بين الرجلين وجعل هادي يتبنى تغيير القيادات العسكرية المحسوبة على حزبه "المؤتمر" مما سيضعه في مواجهة مع رئيس وأعضاء حزبه الذين جاءوا به إلى السلطة وستضعه بالتأكيد في حالة تصادم معهم. وبعد أن ينفذ هادي مآربهم ستُشكل لجنة مايسمى بالحوار التي ستتبعها لجنة لإعداد الدستور ومن ثم إنتخابات برلمانية وهذه هي المهام التي جيء بهادي لتنفيذها ...

إلا أنه في ظل الإستفزازات لقيادات المؤتمر العسكرية والشعور بأن هادي قد بدأ يتنكر للمؤتمر وللقيادات العسكرية التي دعمته بدأت ، بعض قيادات المؤتمر تشعر بأن هناك نوع من التفاهم بين هادي والإرياني لصالح أحزاب اللقاء المشترك (...) مما يعني بأن جبهة المؤتمر قد بدأت تتفكك داخلياً على الرغم من أن مايجمعها أكثر مما يفرقها على عكس أحزاب المشترك التي تنخرها "التناقضات الأيديولوجية والفكريه والعقائدية والمذهبية" حيث أن التناقضات بين الحوثيين والإصلاح من جهة وبين الإشتراكي والإصلاح من جهة أُخرى وبين الناصريين والإصلاح من جهة ثالثه تجعل تفكك جبهة المشترك أسهل بكثير من تفكيك جبهة المؤتمر التي لاتعاني من مثل هذه التناقضات.

بيد أن الراعي للمشروع هو من يجبر أحزاب المشترك المتناقضة حد الإحتراب على "تجرع سم هذا التحالف بينها" ويبقيه ولو مؤقتا في منأىً عن التفكك حتى انهيار المؤسسه الحزبيه للحزب الحاكم وتفكيك هيكليتها بعد تفكيكك المؤسسة العسكرية. مما سيفقد المؤتمر أهم ركيزتين في سلطته والتي كانت تضمن وجوده كحزب قوي وفاعل على الساحة . وقد أوكل هذا الدور إلى الإرياني من قبل أجهزة المخابرات "الامريكية والإسرائيلية" خاصةً وأن الإرياني كان هو العامل المساعد القوي في بناء هذا النظام الفاسد ، مما جعله على علم بتوقيت وكيفية تفكيكه باعتباره عرّاب نظام الإحتلال اليمني .

وهذا يذكّرنا بدور الإرياني المحوري في تفكيك النظام العراقي عبر نصيحته التي أسداها للمخابرات الغربية بعد غزو العراق للكويت ، حيث نشرت إحدى المجلات العربية ((نصيحة للإرياني)) ووضعتها بين قوسين بانها "مسداه من وزير خارجية اليمن" - مفادها - بأنه أصبح من المستحيل إسقاط نظام صدام حسين من الخارج وأنه لن يتم إسقاطه إلاّ بتفكيك أركان النظام من الداخل وزرع بذور الشقاق بين صدام وأعوانه وهذا ماعملت به المخابرات الغربيه عندما أخرجت "حسين كامل" صهر صدام حسين وإبن عمه عن طوعه ، وبالفعل تم تفكيك النظام العراقي إلى أن سقط .

وهاهي نفس التجربه والنصيحه التي عملت بها المخابرات الغربيه في العراق تعود لتطبيقها بحذافيرها في اليمن، حيث تم تفكيك النظام من الداخل بخروج علي محسن الأحمر من صف رئيس نظام الإحتلال اليمني وإنضمامه إلى المعارضين وبهذا سهل تفكيك النظام من الداخل وسقط علي عبد الله صالح . غير أن بقاء قياداته العسكرية في مراكزهم "لفترة" أمّنت له عدم أنقياده الى حبل المشنقه مثل صدام حسين. ولهذا تم إستخدام الإرياني لإقناع عبدربه بالتصدي لمهمة تفكيك القيادات العسكرية التي أدركت خطورة الأمر وقاومت قرارات الإقالة .

وبالتالي فإن قبول القيادات العسكرية التابعة لحزب المؤتمر بالتنحي سيضعف القوه السياسيه والتأثير في المشهد السياسي لحزب المؤتمر الشعبي العام الذي لو نزل إلى الشارع لأطاح بأحزاب اللقاء المشترك مجتمعه . خاصة وأن المشترك قد أنقلب على المبادرة الخليجية حيث أنهم لم يلتزموا بتفكيك المتارس العسكرية في الحصبه ولم يسحبوا أعضائهم من الشارع رغم مضي 4 أشهرعلى تشكيل حكومة الوفاق مما يدل على أن هناك نيّةً مبيتةً للإنقلاب على المبادرة . وسيستغل المؤتمر حالة التذمر في الشارع إذ أن التدهور في الأوضاع قد بلغ ذروته وجعل المواطن العادي في صنعاء يترحم على أيام رئيس نظام الإحتلال السابق بسبب عجز الحكومة التي يتراسها أحد أعضاء أحزاب المشترك عن دفع رواتب الموظفين وهو مالم يحصل في أيام رئيس نظام الإحتلال اليمني المخلوع علي عبد الله صالح .

لذا.. فأنه لازالت هناك أوراق قوة بيد صالح وهي البقاء في المشهد السياسي من خلال تواجده في عاصمة الإحتلال اليمني معززاً بقوته العسكرية والسياسية لضمان ولاء أعدادٍ كبيرةٍ جداً وبقائهم تحت سيطرته مما سيعيق قدوم بعض المعارضين السياسيين من الخارج لاستلام زمام الأمور بعد خروج هادي من السلطة وسيقطع الآمال عليهم نهائياً في العودة في ظل وجوده في صنعاء بشكل فاعل ومؤثر على الساحة السياسية.
فالمعروف بداهةً أن من يسيطرعلى المركز هو من يسيطرعلى السلطة. وفي حالة خروج رئيس الإحتلال اليمني المخلوع من صنعاء فإنه سيكون لقمة سائغة وسهلة وسيتم محاربته مع أنصاره تحت لائحة مكافحة الإرهاب .

وفي كل الحالات فإن الخاسرالأكبر في كل الإقالات للقيادات العسكرية الكبيرة وهي تنتمي في معظمها إلى قبيلتي حاشد وبكيل هي "المؤسسة الزيدية العتيدة " وأن المستفيد الأكبر هي مجموعة تعز الذين يعتبرون بأن الظرف التأريخي قد تهيأ وأقبل لهم وأن زمنهم قد اقترب للإنتقام المذهبي بأثر رجعي من الزيود . ويدرك تماما المنتمون إلى هاتين القبيلتين بأن ماحصل لقياداتهم في عام 1968م قد يعيد نفسه بشكل أكثر وحشية وسيتم سحلهم في الشوارع كما سحلت قياداتهم في عام 1968م في شوارع صنعاء.


السيناريوهات المحتمله في ظل الأوضاع الراهنة



على ضوء المشهد والحملة المفاجئة من الصحافة الخليجية ضد الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح بعد أن كانت مساندةً له طوال فترة الأزمة وكذلك تزامن نشر تصريحات للشيخ الهتار الذي كان مشرفاً على الحوار مع الجماعات المتشددة أو مايسمونها بالإرهابية مع هذه الحملة ..هناك عدة إحتمالات قد تفرض أحدها نفسها على أرض الواقع وهي كالتالي:



الإحتمال الأول : بعد فشل محاولة الإغتيال المدبرة في مسجد الرئاسة ، لم يعد في مقدور أمريكا والدول الخارجية والقوى الداخليه الضالعة في المحاولة الفاشلة تكرار نفس السيناريو ، ولهذا فإن التصريحات الأمريكيه توحي وكأن أمريكا على لسان مسؤوليها وسفيرها في صنعاء تُظهر موقف المؤيد لتواجد علي عبدالله صالح في اليمن وإستمراره في دوره السياسي كقيادي لحزب المؤتمر الشعبي العام وتطمينه عبر تسريباتهم بأن نجله وأولاد أخيه مازالت أمامهم مهام ملحّة للشراكة في مكافحة الإرهاب بحكم تواجدهم في المؤسسة العسكرية إمعاناً في تطمينه بإن لا خوف عليه حتى يركن اليهم . وفي حالة إذا ما أفلحوا في استمرار تغذية الصراع بين جناحي السلطة ودفعهم إلى حافة الصدام المسلح المفاجيء ، فقد يلجأ الفريق الآخر إلى قتل الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح وهو الهدف الأول من تغذية الصراع وستكون أمريكا وحلفائها في منأى عن أي اتهام من الإشتراك في قتله.

الإحتمال الثاني : في حالة صدقية أمريكا في وقوفها إلى جانب صالح ، فقد تشجع أي طرف على خلط الأوراق وتدفع بأي جهة لقتل عبدربه هادي خاصة وأن هناك قوىً محليةً وأقليميةً لها مصلحة في تنفيذ هذا الأمر لنشر الفوضى . وهناك من ينتظر الدور للإحلال محل هادي بالإتفاق مع "بعض دول إلأقليم " . وقد كان هناك شبه إتفاق على هذا الأمر إلا أن المبادرة الخليجية قد جاءت بشكلها الحالي مما عرقل هذا الإحتمال وقتها " ربما إلى حين".

الإحتمال الثالث : على ضوء المناورات المشتركه والتدريب على الإنزال في الأعوام الأخيرة وبالذات في العام الماضي في شبوة وهذا العام في عدن لقوات أجنبية مع قوات يمنية تحت حجة محاربة الإرهاب ،فقد أكتسبت تلك القوات خبرة على الأرض والتضاريس والتكيف على طبيعتها وقد يكون من ضمن خططها هو إنزال قوات لمساندة أي طرف أو قوة داخلية وفرض الأمر الذي ترى بأنه يخدم خططها ومصالحها في المناطق الإستراتيجية حتى وإن كانت سيناريوهاته صعبة . مستغلة ًالهالة الإعلامية حول تواجد عناصر القاعدة في محافظات الجنوب .

الإحتمال الرابع : في حالة حصول أي تطورات دراماتيكيه مفاجئة أو "إفتعال البعض" إحداث قلاقل واضطرابات في دول الخليج وبالذات في المملكة العربية السعودية فقد تتغير الأوضاع برُمّتها وتنقلب رأساً على عقب .

الإحتمال الخامس: في حالة إذا ماتغير الظرف الخارجي لصالح أي من الطرفين فقد يُقدِم أحدهما على حسم الموقف السياسي بإنقلاب عسكري يعيد ترتيب أوضاع الداخل وفق مشيئته .

وفي كل الأحوال فإن أي سيناريو قادم سيفرض نفسه بشكل مباشر على الجنوب وعلى قضيته العادلة في التحرير والإستقلال ..فهل استعد الجنوبيون لما سيحدث في المستقبل ؟؟

العرب العاربة

15- أبريل 2012

[الحالم بالوطن]

هكذا عودتنا كلما غُيبت قسراًتأتينا بالجديد والمذهل
يبدو ان قلمك أصبح يخيف البعض ولهذا يبحثون دوماً عن أي ذريعه
لإسكات قلمك النابض بالوطنية الفياضه والغيره على الجنوب
فهم عميق لكل جوانب المشهد
لك الف تحية ايها الشامخ أبداً

[الجنوب هويتنا]

لقد بدأت السيناريوهات تتضح كلما مر يوم وسيعي البعض بعد
أن يكون قد مر القطار

[العرب العاربه]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الحالم بالوطن

هكذا عودتنا كلما غُيبت قسراًتأتينا بالجديد والمذهل
يبدو ان قلمك أصبح يخيف البعض ولهذا يبحثون دوماً عن أي ذريعه
لإسكات قلمك النابض بالوطنية الفياضه والغيره على الجنوب
فهم عميق لكل جوانب المشهد
لك الف تحية ايها الشامخ أبداً

شكرا لك أخي الفاضل الحالم بالوطن
مرورك اسعدني جدا
أما قلمي فقد جندته لخدمة وطني
وأرجو من الله أن ينير بصائرنا جميعا كما أنار أبصارنا
تحية لك.