التعذيب في الجمهوريه العربيه اليمنيه -شهادات حيه

[د-الشبواني]

اكرة التعذيب في بلاد السعيدة: شهادات إضافية /عبد الله الأحمدي
ما نشره العزيز عبد الكريم الخيواني عن التعذيب في بلا السعيدة يعد أول وثيقة تدين جرائم التعذيب. ورغم النواقص التي اعتورت الموضوع إلا إننا ندعو كل من لديه معلومات في هذا الجانب أن يضيفها إلى ذلك الملف. كما ندعو كل من تعرضوا للاعتقال والتعذيب أن يسجلوا معاناتهم وما تعرضوا له من تعذيب وعسف وتنكيل. لقد كان ذكر اسم الجهاز يثير الرعب، وكان الناس يهربوا من أعز الناس إليهم إذا ما صادف ووقع في حبائل هذا الجهاز الملعون. في السبعينيات كانت الرؤوس تعلق على الأبواب في المدن لإرهاب الناس. وكان ستون ألف مخبر وجلاد يتناوبون العبث بالبلاد، يقتلون من يريدون ويعتقلون من يريدون وفي أي وقت.
1- في أغسطس 1975م كنت محتجزا لدى الأمن الوطني بتعز؛ يومها كان المدير العقيد/ مهيوب عبد الله ألصبري. كان الرجل مهذبا، لكن كان يحيط به مجموعة من الأبالسة والأشرار. فيما بعد ظهر أحد الأيام دلف إلى المبنى ضابط ومعه امرأة متلفعة (بالشيذر) ومكشوفة الوجه. تبين فيما بعد أنها امرأة عدنية اعتقلها الضابط من نقطة الشريجة. وأن المرأة جاءت للقاء زوجها المدعو الشيباني والذي يعمل بأحد المتاجر في تعز. تم احتجاز المرأة واستدعى زوجها وأرغم على طلاقها على أن يتم إعادتها إلى عدن عبر الجو. همس لي أحد الجنود واسمه ( الفقيه ) وكان رجلا متدينا) الجماعة معهم صيد. لعنة الله عليهم لقد تناوبوا عليها كلهم). وأثناء ما كنت موقوفا في الجهاز قتل الشيخ محمد سرحان من قبل ابن أخيه فاعتقله الجهاز، وعذبه ضابط اسمه( محمد تلها) مقابل استلامه بصيرة (حول ) من أولاد القتيل، والقضية جنائية. وفي سجن الشبكة كان هناك معتقل يسمونه الحطاب قيل إنه اعتقل مع زوجته التي يقول إنها اغتصبت من قبل الأمن من تعز إلى صنعاء، وتحولت إلى عاهرة ولم تعد إليه.
2- في أواخر العام 1975م وعلى أثر إضراب في سجن شبكة تعز ومقتل سجين على يد العسكر اسمه (البار وت) نقلنا إلى صنعاء مكبلين كل اثنين بقيد بتهمة التحريض. كان زميلي في القيد صالح عوض أحمد من قرية الحمراء في محافظة لحج. أنزلونا سجن الرادع حوالي خمسة أيام. بعدها أرسلونا إلى مقر الأمن الوطني في قصر البشائر. وكان في استقبالنا رئيس الجهاز المقدم /محمد خميس الذي قدم لنا وجبة في التعذيب تلقى معظمها أحد موظفي وكالة شهاب الذي كان مسجونا على ذمة حسابات بينه وبين الوكالة. شارك خميس في الضرب الشاويش الأكوع. حينها بال اثنان من عمال بيت هائل على ثيابهما؛ كانا متهمين بإنشاء نقابة عمالية. يومها احتجزنا في زنزانة متربة وبدون طعام. أما صاحب وكالة شهاب فقد وضعوه في زنزانة انفرادية ولم يعرف مصيره.
3- في العام 1976م وفي سجن القلعة في صنعاء تعرفت على أشخاص تعرضوا للتعذيب؛ منهم مجموعة (مريم ) وكانوا حوالي خمسة عدنيين. كانوا موظفين في صنعاء من بينهم زوجها الذي توثقت بيني وبينه علاقة تعاطف، واعترف لي في إحدى المرات - وهو يبكي - إن زوجته قالت له: إن المحققين اغتصبوها مرارا. وهناك صبي لم يتعد عمره 14عاما من البيضاء عذب حتى تساقطت أسنانه. وقيل إنه تعرض للاغتصاب في الأمن، ثم نفذ فيه حكم الإعدام فيما بعد. صالح الهزمي من أبناء المنطقة الوسطى كان جنديا في الصواريخ واعتقل وعذب حتى فقد عقله. وقيل إن الرئيس حينذاك أشرف على تعذيبه لمعرفته به. الشيخ أحمد عبد الرحمن صبر أخفي في زنزانة تحت الأرض لمدة ثلاثة أشهر حتى تساقط شعره. ومن يومها أصيب بالسرطان. معتقل اسمه قاسم العبادي قيل إنه من مأوية في محافظة تعز عذبه مدير الأمن الداخلي السياغي. وقيل إنه كان يسمر يديه على الطاولة ويصب عليهما الأسيت. هذا أصبح فاقدا لقواه العقلية. وكان هناك معتقل يدعونه عبد القوي رافع كان ضابطا في الجيش؛ تعرض للتعذيب حتى فقد الحركة، وتغير شكله ولونه، وامتنع عن الكلام. وكان يذهب لقضاء حاجته زحفا على مؤخرته. استدعوني من القلعة إلى الجهاز للتحقيق. وهناك كنت اسمع التعذيب الذي يقوم به رئيس الجهاز محمد خميس في منتصف الليل بحق معتقل يدعي عبد الباري حسان من تعز؛ قيل إنه متهم بقتل أخيه. كان الرجل يصرخ وخميس يقول له (ها وعادك بتمولد يا...) ثم قام بتصفيته. وتلاحظون أن القضية جنائية. وقال لي أحد العاملين إن خميس لا يذهب إلى بيته إلا بعد أن يمارس عادته في التعذيب. وفي العام 1978م كنا معتقلين في سجن الشبكة في تعز على إثر قيام الجبهة الوطنية الديمقراطية وشاهدنا جريمة الضرب التي قام بها الشاويش سنان المخلافي ضد السجين (حسن الأجرد )إذ ضربه بصبرة حديد حتى الموت أمام الملاء. بتهمة أنه لوطي. كما قال.
4- في العام 1986م استوقفني الأمن الوطني في تعز وأنزلني زنزانة يسمونها المطبق، كانت حرارتها لا تطاق، وجدت فيها معتقلين من أعضاء الجبهة الوطنية. همس لي أحدهم( لقد عذبوا واحدا حتى الموت ). وقد عرفت فيما بعد أن الذي صفي هو الضابط محمد سيف ناشر الذي كان قد أحيل إلى الخدمة المدنية، وكان يشغل حينها نائب مدير الخدمة المدنية بتعز. وفي ذلك العام اغتصب ضابط اسمه راجح المحويتي امرأة من مجموعة ثعبات كانت معتقلة أثناء التحقيق معها. وما كان من مدير الجهاز إلا تحويله من العمل.
5- بعد حرب 94م ضد الجنوب ونتيجة تصفية حسابات بيني وبين أحد شيوخ الإقطاع في المحافظة. اعتقلني جهاز الأمن السياسي التابع لدولة الوحدة. كان هذا هو الاعتقال الخامس. كان الاعتقال في مدينة تعز. أودعوني سجنا في مبنى الجهاز الجديد بنته شركة صينية. مقسم إلى زنازين صغيرة. كنت الوحيد في السجن قبل أن يأتوا إلي بآخرين. أول ما قرأته على جدار الزنزانة: (هنا تم إعدام النجار والممطا من قبل عصابة بيت الأحمر الدموية والتوقيع/ أصحاب رأس العارة ). فيما بعد قال لي الشيخ عبده العاقل إن النجار ضابط في المظلات، والممطا صف ضابط بنفس القوة، وقال إنه يعرفهما وأنهما متهمين بقتل أحد المشايخ والذي تخلص منهما هو ابن ذاك الشيخ. في هذه المرة تعرضت للتعذيب من قبل ضابطين؛ هما العامري والواسعي). علقت بطريقة دجاج كنتاكي. وما زلت أشعر بآثار التعذيب حتى اليوم في اليدين والرأس.
6- ما رواه آخرون: قال لي فارع العبادي: إن خميس طلبه إلى مكتبه والذي كان مرتفعا على الدور الأرضي بحوالي أربع درجات وأمامه نافورة مياه فلما وصل إلى باب المكتب حاول خميس أن يركله فوقعت رجل خميس في جيب العبادي فسقط خميس في بركة النافورة فأعادوا العبادي وشغلوا بخميس.
- سلطان مهيوب مجاهد عضو مجلس النواب قال لي : إن مجموعة من المعتقلين على رأسهم محمد مثنى أعدمهم علي قناف زهرة في معسكر صالة في تعز عام 1973م أما حسن علي الخولاني والذي اعتقل في العام 1978م فقد ضربه خميس بالمطرقة على الرأس ومات من فوره.
- قال لي عبده إسماعيل طه موظف في البنك المركزي: إنه شاهد الكلاب تنهش في جثث مجموعة من الجثث بالقرب من خزيمة أعدمهم محمد خميس.
- وقال لي عبد الله الحاج ضابط في الأمن المركزي: إنه رأى مجموعة من المعتقلين يقادون إلى الإعدام في سجن القلعة ليلا وكانوا يخلعون ساعاتهم وبعض ملابسهم ويرمون بها إلى أمام غرف زملائهم.¬-
- ¬¬¬¬¬¬¬في العام 1979م التقيت العقيد/ مهيوب عبد الله ألصبري في صنعاء، وكان معي الشيخ الظرافي فقال لي العقيد ألصبري يا ابني إحنا أصبحنا إمارة سعودية. خميس يرسل للسعودية بشوالة رؤوس ويرجعوها ملآن زلط ). العقيد/ مهيوب مات بعدها بطريقة غامضة كما وجد ابن أخيه مقطعا في إحدى براميل القمامة في صنعاء.
7 – استدراكات على دراسة الخيواني:
- ضحايا 13 يناير لا يتعدون أربعة ألاف وبضع مئات من الطرفين وهناك إحصائية رسمية عن ذلك. أما المحاكمة فقد كانت عادلة ولم تتعد أحكام الإعدام الخمسة أشخاص. وحضر هذه المحاكمة رئيس اتحاد المحامين العرب فاروق أبو عيسى. وكان لنظام صنعاء يد في هذه الأحداث، وقد استقبل القتلة في صنعاء كأبطال.
- كان هناك شاويشان في جهاز صنعاء؛ الأول اسمه (سعد )وكان لطيفا مع المعتقلين .أما الثاني فكان اسمه (الأكوع )وكان يشارك خميس في تعذيب المعتقلين.
- اتخذت الاعتقالات والإعدامات طابعا طائفيا حيث كان المستهدفون من محافظات معينة والجلادون ومدراء أجهزة القمع طائفيون قبليون من محافظات الحكم.
- كانت سجون عصابة صنعاء لا تليق حتى بالحيوانات. وكان يفرض على المعتقلين في هذه السجون الحرمان من كل أساسيات الحياة بما في ذلك الطعام الذي كان لا يزيد عن كدم، وأرز مطبوخ بالماء وقليل من الفول المعفن الذي لا يستطيع أحد تناوله. أما الكتب والصحف فكانت من المحرمات. وقد تعرض أحد المعتقلين للضرب والسجن الانفرادي لأنه صنع شطرنج من بقايا مادة الجص؛ فالعسكر وإدارة السجون كانوا من القبائل الأجلاف، والجهلة الذين كانوا يتلقون تعبئة طائفية ويعتبرون المعتقلين أعداء لهم. حمود الجراتلي مدير سجن القلعة اندهش ذات يوم من وجود سجين من بني حشيش كان عضوا في حزب الطليعة الشعبية فقال له مستنكرا وأنت ما جابك مع هؤلاء الوعوع؟!) واعتقل ثلاثة من أبناء آنس فتعجب خميس من ذلك.فأرسلهم إلى سجن القلعة برسالة تعبر عن سخرية من الأمر(صدر إليكم السياسيون الآنسيون). كما رويت بالخطأ النحوي.
محمد سرحان كان ضابط شرطة أعدمه خميس انتقاما لخلافات شخصية سالفة. وكل الإعدامات تمت خارج القانون وبالمزاج.

[د-الشبواني]

هل من توثيق لهذه الجرائم بحق الانسانيه خاصه في تعذيب الجنوبيين في سجون الشمال - كان ابناء العربيه اليمنيه الهاربون الى عدن يستقبلوهم استقبال الابطال وينظفوهم من القاذورات ويدخلوهم مدارس النجمه الحمراء

ثم يبعثوهم للدراسه في الخارج على حساب الجنوب والجنوبيون النازحون للشمال يتم الزج بهم في المعتقلات وتعذيهم ولايخرجوا من المعتقلات الا برشاوي ضخمه بالعمله الصعبه يرسلها اقاربهم من السعوديه

والخليج ثم تبدى رحلة البحث عن جواز للسفر للخليج التي حيث وصلت قيمة الجواز الشمالي احيانا عشرين الف ريال سعودي للجنوبيين يتقاسمها على عثرب وظباط الامن الوطني ومافيات الفساد الاخرى