{{علينا الذهاب الى ميادين الشرف باسم الحراك الجنوبي ، وترك نضال الغرف الناعم }}

[الكوكب الضاوي]

واحدة من أعظم الانتصارات التي حققها الحراك الجنوبي السلمي وهي التراجع الأكيد للكثيرين من المستوطنين اليمنيين عن شراء الأراضي في الجنوب والاستيطان في مختلف المحافظات الجنوبية ، وكانت تلك السياسة المتبعة لعصابات صنعاء وهي توطين مئات الألوف من الوافدين بل الملايين لكي يتم تغيير التركيبة السكانية لأرض الجنوب ، وتغيير كل المعالم التاريخية والمسميات الجنوبية بأسماء يمنية ، إلا أنة لازال هناك كثير من مخططات التوطين للوافد اليمني وذلك بسبب بعض الفتور للحراك الجنوبي السلمي وتقليص فعالياته عن ذي قبل ، ومن أسباب هذا الفتور إن جزء كبير من فعاليات الحراك وللأسف الشديد قد انتقل إلى النضال الناعم ، نضال الغرف المغلقة والمجالس الضيقة ، في الوقت الذي لسنا بحاجة لمثل تلك الحركات واللقاءات والغرف التي لا تتسع لجميع فئات الشعب بل أنها لا تتسع لأصحابها، فأننا نحسبها تضر بنضالنا وقضيتنا العادلة وتشتت الأصوات والصفوف والجهود وتزرع الشقاق ، فمن البديهي إن تجد تعدد الكيانات السياسية والاجتماعية والشبابية والحقوقية والاقتصادية في أي بلد لكن ليس من الطبيعي محاولة دمجها في كيان واحد وقيادة واحدة كما نريد نحن ، وقد جرنا ذلك التوجه إلى ما لا نرجوه من خلافات واختلاف ، حتى إن البعض أصبح يوهم نفسه بأمور لازال الوقت مبكراً عنها 0
القضية الجنوبية العادلة محلها كل ارض الجنوب ، إذن هي بحاجة كل أبناء الجنوب العربي بمختلف توجهاتهم وكياناتهم شباب وشيوخ وأطفال ، نساء ورجال الكل مدعوا لمعرفة ساحات الشرف والنضال والاشتراك فيها والحضور إليها وهي ميادين التضحية في كل مدن وقرى الجنوب ، وحيثما وُجد المحتل من أرضنا علينا إن نكون له بالمرصاد الميداني ، ولن تكون المواجه إلا هناك ، ولن ينضر العالم واحرارة إلا لتلك الميادين ، ولن يرهب المحتل واعوانة إلا ذلك الحضور وذلك النضال البطولي ، وما تراجع الوافدين عن شراء الأراضي الجنوبية والاستيطان فيها ، ورحيل اسر المتنفذين من مختلف أرضنا الطيبة وغياب الكثير من المظاهر اليمنية إلا بفضل الحراك الميداني السلمي الجنوبي 00فاروني ماذا فعل نضال الغرف الضيقة التي يريد البعض جرنا إليها ؟
الحراك الميداني الجنوبي ولد في ساحات الاستبسال والشهادة والرجولة وترعرع هناك وقوي ساعده ، وبعد إن بداء يضرب بيد من حديد كل قوى الظلم والطغيان ويكسّر طواغيت الجهل وفراعنة العصر ويعرّي لصوص الليل والنهار، وبعد إن كان أرضة الجنوب وسقفه الاستقلال ،ظهر علينا من يريد إدخاله إلى غرف وتكبيله وتقييده وتقزيم ذلك العملاق الجنوبي 00اننا نقول عفواً يا من تريد هذا فالحراك اكبر من تحجيمه وتفصيلة على مقاسات خاصة فقد تشكل على مقاس من المهرة إلى باب المندب 0
الحراك الجنوبي الميداني حقق الكثير من الانتصارات العظيمة التي يشهد لها الجميع ، فقد عايش أبناء الجنوب طيلة السنين العجاف التي أعقبة احتلال الجنوب انتشار عناصر الفساد والنهب وإعطاء الضوء الأخضر من راس السلطة الإجرامية لتقطيع الجنوب والسطو على جميع مرافق ومؤسسات دولتنا الجنوبية ، وفوق ذلك كان الوافدون يمارسون على أبناء الجنوب جميع وسائل الابتزاز والترهيب والإخضاع ، وكان الذل والخوف يخيم على الجميع ، فالعبد في اليمن أضحى سيداً على ارض الجنوب 00اما اليوم فأن الكرامة الجنوبية ورفع الهامات في السماء هي السائدة على أرضنا فقد أعاد لنا الحراك الميداني هيبتنا وعزتنا ، وأصبح ذلك الطاغوت الذي أراد إن يُعبد في ارض الجنوب خائفاً محاصر كالقط المذعور 00لذلك مايجب علينا ادراكة إن تلك النجاحات والانتصارات إنما هي من صنع الحراك الميداني وليس سواها ، فكما نعلم تلك البدايات المضيئة للحراك الجنوبي وقبل إن تبرز لنا على السطح مختلف الهيئات والمسميات التي نراها اليوم تحمل ملفات المجتمع المدني والتي لايجب إن تفتح إلا بعد استقلال الأرض والإنسان 0المطلوب من الشعب الجنوبي اليوم هو العمل الميداني ، فكما نشاهد على وسائل الإعلام العالمية والإقليمية هو إخبار قوى الحراك الجنوبي كلما تحركت على ارض الجنوب ولم نسمع أبدا عن لقاءات حضرموت أو يافع أو لحج أو أبين أو الضالع أو غيرها من لقاءات المجالس إلا في المواقع الجنوبية ونرى الخلافات حتى على مستوى تلك المواقع والبيانات والاستنكارات لبعضنا البعض 00فمن الواجب علينا عند هذا إن نقيم الحالة ونتدارس أسباب الخلاف والصراع وفتور الحراك ، إن كل ذلك هو سببه جر الحراك الجنوبي الميداني إلى الغرف المظلمة ، وما علينا بعد إن عرفنا إن ذلك النضال لايجدي نفعا إلا تركة والتوجه إلى ساحات الرجولة والكرامة والاستشهاد ، وهي الميادين التي نشاء منها الحراك وارهب أعداءة ، وعلينا إن لا نضع العربة قبل الحصان لان مانحا ول القيام بة اليوم لا يصلح إلا لغداً مشرق وبعد طرد المحتل اليمني من أرضنا0