الرئيسية التسجيل مكتبي  

|| إلى كل أبناء الجنوب الأبطال في مختلف الميادين داخل الوطن وخارجة لا تخافوا ولا تخشوا على ثورة الجنوب التحررية,وطيبوا نفسا فثورة الجنوب اليوم هيا بنيانًا شُيد من جماجم الشهداء وعُجن ترابه بدماء الشهداء والجرحى فهي أشد من الجبال رسوخًا وأعز من النجوم منالًا,وحاشا الكريم الرحمن الرحيم أن تذهب تضحياتكم سدى فلا تلتفتوا إلى المحبطين والمخذلين وليكن ولائكم لله ثم للجنوب الحبيب واعلموا ان ثورة الجنوب ليست متربطة بمصير فرد او مكون بل هي ثورة مرتبطة بشعب حدد هدفة بالتحرير والاستقلال فلا تهنوا ولا تحزنوا فالله معنا وناصرنا إنشاء الله || |

شهداء الإستقلال الثاني للجنوب
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                          

::..منتديات الضالع بوابة الجنوب..::


العودة   منتديات الضالع بوابة الجنوب > الأ قسام السياسية > المنتدى السياسي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2013-10-09, 06:03 PM   #1
شهثان المر
موقوف
 
تاريخ التسجيل: 2010-06-14
المشاركات: 2,217
افتراضي الاشتراكي يحيي الشعب اليمني بالذكرى الخمسين لثورة 14 أكتوبر

الاشتراكي يحيي الشعب اليمني بالذكرى الخمسين لثورة 14 أكتوبر



الثلاثاء 08 أكتوبر-تشرين الأول 2013 الساعة 09 مساءً / الإشتراكي نت/ خاص

الوحدت اليمنية
توجهت الأمانة العامة للحزب الاشتراكي اليمني بالتحايا الحارة لجماهير الشعب الأبية التي صنعت ثورة 14 أكتوبر 1963 المجيدة.

وقالت الأمانة العامة في بيان صادر عنها إن هذه الذكرى توجب الإجلال والتقدير لشهداء ثورة 14 أكتوبر الذين بذلوا دماءهم بغزارة وأرواحهم بسخاء في سبيل الحرية والانعتاق من الاحتلال الأجنبي، كما توجب التقدير لكل رجل وامرأة صنعوا، ملحمة الكفاح وإشراقة الحرية في كل شبر من أرضنا الحبيبة في جنوب اليمن.

وقال البيان: لقد خاض شعبنا معارك تاريخية في مختلف المستويات بما أدى إلى الانتصار العظيم على المستعمر وحلفائه المحليين، وتمثل ذلك الانتصار بالاستقلال وبإعلان قيام جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية التي عملت على إقامة دولة العدل والمساواة لكل مواطنيها.

وأوضح البيان أن الحزب الاشتراكي اليمني الذي شرفه التاريخ بقيادة هذه المرحلة من تاريخ شعبنا ظل قائدا متجددا يسعى إلى تحقيق افضل تجربة لتأسيس وتطور دولة وطنية حديثة، حتى تحقيق الوحدة اليمنية عام 1990.

واضاف البيان: وما يزال حزبنا يناضل حتى اللحظة مع مختلف القوى الوطنية والاجتماعية لاستعادة روح وجوهر الثورة التي عمدت سلطة حرب 1994 على تصفية منجزاتها ومكاسبها بالحرب والفساد ، وفي مقدمة ذلك الإجهاز على المشروع الوحدوي الديمقراطي بحرب 1994، وقبل ذلك الالتفاف على ثورة 26 سبتمبر وإفراغ أهدافها من مضمونها.

وأكد البيان أن الذكرى الخمسين لانطلاق ثورة 14 أكتوبر 1963 ، تأتي في ظل مرحلة بالغة الصعوبة والتعقيد، كونها تمثل مرحلة فارقة تؤسس فيها اليمن بثورتها السلمية لبناء دولة وطنية حديثة تحقق العدل والمساواة لكل مواطنيها.

وأكد الحزب الاشتراكي اليمني على أهمية استكمال مؤتمر الحوار الوطني بالشراكة الحقيقية بين مختلف القوى الممثلة فيه بما يحقق الهدف منه وهو الخروج برؤى توافقية لمشكلات البلد المعقدة، وكذا ضمان تنفيذ تلك الرؤى بما يخرج بلادنا من أزمتها الكارثية التي صنعتها على مدى عقود سلطة الاستبداد والقمع والفساد.

كما أكد الحزب الاشتراكي اليمني أن حل القضية الجنوبية بما يليق بالأبعاد الوطنية والتاريخية لثورة 14 أكتوبر المجيدة وبما يعيد الاعتبار لتاريخ الجنوب السياسي، يمثل جوهرا في مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل.

بيان صادر عن الأمانة العامة للحزب الاشتراكي اليمني عن الذكرى الخمسين لثورة 14 أكتوبر


تحل هذه الأيام الذكرى الخمسين لانطلاقة ثورة 14 أكتوبر 1963 المجيدة.

وبهذه المناسبة تتوجه الأمانة العامة للحزب الاشتراكي اليمني بالتحايا الحارة لجماهير شعبنا الأبية التي صنعت الثورة لتحقيق حلمها نحو وطن حر ومزدهر.

إن هذه الذكرى توجب الإجلال والتقدير لشهداء ثورة 14 أكتوبر الذين بذلوا دماءهم بغزارة وأرواحهم بسخاء في سبيل الحرية والانعتاق من الاحتلال الأجنبي، كما توجب التقدير لكل رجل وامرأة صنعوا، ملحمة الكفاح وإشراقة الحرية في كل شبر من أرضنا الحبيبة في جنوب اليمن.

لقد خاض شعبنا معارك تاريخية في مختلف المستويات بما أدى إلى الانتصار العظيم على المستعمر وحلفائه المحليين، وتمثل ذلك الانتصار بالاستقلال وبإعلان قيام جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية التي عملت على إقامة دولة العدل والمساواة لكل مواطنيها.

لقد أثمرت ثورة 14 أكتوبر 1963 التي نحتفل اليوم بالذكرى الخمسين لانطلاقتها بناء دولة وطنية حديثة، توحدت تحت رايتها كل أجزاء الجنوب التي أبقاها الاحتلال البريطاني لزمن طويل مشرذمة في أكثر من 22 سلطنة وإمارة ومشيخة.

وإلى جانب ذلك استطاعت دولة الاستقلال تحقيق أفضل المعدلات في إنجاز مهام التنمية البشرية، وأن تتحول إلى دولة يسودها القانون، ويتمتع مواطنوها بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.

ولقد ظل الحزب الاشتراكي اليمني الذي شرفه التاريخ بقيادة هذه المرحلة من تاريخ شعبنا قائدا متجددا يسعى إلى تحقيق افضل تجربة لتأسيس وتطور دولة وطنية حديثة، حتى تحقيق الوحدة اليمنية عام 1990، وما يزال حزبنا يناضل حتى اللحظة مع مختلف القوى الوطنية والاجتماعية لاستعادة روح وجوهر الثورة التي عمدت سلطة حرب 1994 على تصفية منجزاتها ومكاسبها بالحرب والفساد ، وفي مقدمة ذلك الإجهاز على المشروع الوحدوي الديمقراطي بحرب 1994، وقبل ذلك الالتفاف على ثورة 26 سبتمبر وإفراغ أهدافها من مضمونها.

ولقد مثلت الثورة الشعبية السلمية التي انطلقت عام 2011 وقبلها الثورة السلمية المتمثلة بالحراك الجنوبي السلمي الذي انطلق عام 2007 ، مرحلة فاصلة لاستعادة روح الثورة ومضمونها، وقد كان لأعضاء حزبنا الاشتراكي اليمني دور رائد في انطلاقة هذه الثورة السلمية وفي مسيرة تحقيق أهدافها حتى اللحظة.

ياجماهير شعبنا المناضلة

تأتي الذكرى الخمسين لانطلاق ثورة 14 أكتوبر 1963 ، في ظل مرحلة بالغة الصعوبة والتعقيد، كونها تمثل مرحلة فارقة تؤسس فيها اليمن بثورتها السلمية لبناء دولة وطنية حديثة تحقق العدل والمساواة لكل مواطنيها.

ويمثل مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي قارب على إكمال مهمته الوطنية في رسم ملامح المستقبل حلقة أساسية في مسيرة تحقيق أهداف الثورة السلمية وبناء أسس الدولة اليمنية المقبلة.

وفي هذا الشأن يؤكد الحزب الاشتراكي اليمني على أهمية استكمال مؤتمر الحوار بالشراكة الحقيقية بين مختلف القوى الممثلة فيه بما يحقق الهدف منه وهو الخروج برؤى توافقية لمشكلات البلد المعقدة، وكذا ضمان تنفيذ تلك الرؤى بما يخرج بلادنا من أزمتها الكارثية التي صنعتها على مدى عقود سلطة الاستبداد والقمع والفساد.

ويرى الحزب الاشتراكي اليمني أن حل القضية الجنوبية بما يليق بالأبعاد الوطنية والتاريخية لثورة 14 أكتوبر المجيدة وبما يعيد الاعتبار لتاريخ الجنوب السياسي، يمثل جوهرا في مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل.

وفي هذا الجانب يدعو الحزب الاشتراكي اليمني كل القوى السياسية والاجتماعية إلى الاستمرار الفاعل في مؤتمر الحوار الوطني واستكمال بنود اتفاقية التسوية السياسية المتمثلة بالمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المدعومة بقرارات أممية، بما يساهم في الانتقال إلى دولة مدنية حديثة تحقق العدل والمساواة لكل موطنيها.

المجد للذكرى الخمسين لانطلاقة ثورة 14 أكتوبر 1963.

الأمانة العامة للحزب الاشتراكي اليمني – 8 أكتوبر

التعديل الأخير تم بواسطة شهثان المر ; 2013-10-09 الساعة 06:19 PM
شهثان المر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 2013-10-09, 06:20 PM   #2
شهثان المر
موقوف
 
تاريخ التسجيل: 2010-06-14
المشاركات: 2,217
افتراضي

نص خطاب المناضل عبدالفتاح إسماعيل الذي ألقاه يوم الاستقلال 30 نوفمبر 1967م نيابة عن القيادة العامة لتنظيم الجبهة القومية


عبدالفتاح إسماعيل يتلو خطاب الاستقلال

أيها المواطنون .. يا شعبنا العظيم ..

في هذه اللحظات الخالدة التي تعيشها جماهيرنا وشعبنا في جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية نقدم لكم تحية الثورة، نقدم لكم باسم الجبهة القومية قائدة وطليعة هذا الشعب، تحية الثورة ونبارك لكم، ونبارك لأنفسنا هذا اليوم السعيد.

إن هذا الانتصار الكبير الذي حققه شعبنا اليوم هو في الأساس كان انتصاراً منذ البداية، منذ أول طلقة نار أطلقت في جبال ردفان الثائرة، ومنذ أول قنبلة في عدن المستعمرة.. ان أول طلقة نار في ردفان وأول قنبلة فجرت في عدن كانت هي الأساس في صنع هذا الانتصار الذي ناضل شعبنا من أجله طوال 4 أعوام نضالاً باسلاً خالداً وجباراً، والجبهة القومية، التنظيم الجماهيري والطليعي لهذا الشعب منذ البداية كانت تشعر ان خروج قوات الاحتلال من بلادنا لا يمكن ان يكون الا بواسطة العنف وبواسطة القوة ولهذا فقد اعطت جماهيرنا وأعطى شعبنا الكثير من التضحيات والكثير من المسؤوليات التي تحملها، أعطى الكثير لكي يصل في الأخير فعلاً الى ان يحرز هذا النصر ويفرض على الاستعمار البريطاني ان يجلو عن بلدنا وأرضنا.

ولقد أعطت جماهيرنا المناضلة تضحيات كبيرة، فعلى مستوى جيش التحرير في الجبال قدم التضحيات وقدم الشهداء، وقدم المزيد من الدم ليصنع هذا النصر وعلى مستوى الفدائيين في عدن والمدن أيضاً قدم الفدائيون من شعبنا الكثير من التضحيات وعانى الكثير في المعتقلات لكي يصل إلى تحقيق هذا الانتصار وكذلك قدم العمال كقطاع ثوري وأساسي من هذا الشعب، كما قدم الطلبة، كما قدم المناضلون الثوريون، كما قدمت المرأة كل هؤلاء فعلاً بكل هذه القطاعات من جماهير شعبنا قدمت بعملها وبتضحياتها وبعملها الطويل هذا الانتصار والوصول الى هذا اليوم العظيم وباعتمادنا على إرادة الشعب فقط وباعتمادنا على ان هذه الجماهير وان هذا الشعب منظم ويعبأ في إطار الجبهة القومية، بهذا لاعتماد على الجماهير وهذا الاعتماد على تنظيم الجبهة القومية، استطعنا فعلاً ان نجابه كل أعداء الشعب، استطعنا ان نجابه الاستعمار واستطعنا ان نجابه كل عملائه وركائزه واستطعنا فعلاً بهذا الشعب وبتنظيماته ان نسقط النظام السلاطيني الرجعي في كل منطقة في طول المنطقة وعرضها من عدن إلى المهرة وأيضاً في نفس الوقت بالاعتماد على الجماهير بتحقيق الانتصار الكبير للوصول الى هذا اليوم الخالد، وفي تحقيق النصر على المستعمر وكل ركائزه، أيضاً استطعنا ان نحرز النصر بواسطة هذا الشعب وبواسطة تنظيم وطليعة الجبهة القومية في مفاوضات الاستقلال التي تمت بين الجبهة القومية وبين الوفد البريطاني في جنيف. لقد قبلنا بمفاوضات الاستقلال مع الوفد البريطاني ونحن متسلحون بإرادة الجماهير وبإرادة شعبنا وعلى الرغم من ان الجو العربي لم يكن مهيئاً لنا، وعلى الرغم من ذلك كله استطعنا فعلاً بإرادة هذاالشعب وبطليعة الجبهة القومية ان نحرز الانتصار الكبير في مفاوضات جنيف لنطلع في النهاية باستقلال حقيقي يمثل إرادة هذا الشعب وحريته وكرامته.

أيها المواطنون..

لقد جابهتم وجابهت كل الجماهير المناضلة وجابهت كل قطاعات الشعب بتنظيم الجبهة القومية مرحلة شاقة وعويصة في مرحلة التحرر الوطني وفي مرحلة النضال المسلح، ونحن ندرك تماماً ان المرحلة القادمة ليست أقل خطورة من المرحلة السابقة، ان المرحلة السابقة اعتمدت على تضحياتنا وعلى شهدائنا وعلى معتقلينا، ولكن المرحلة القادمة هي أكثر صعوبة وأكثر مشقة من الماضي، ان على الشعب وعلى الجماهير وعلى الجبهة القومية كطليعة لهذا الشعب ان تواجه المرحلة القادمة مرحلة البناء الاجتماعي مرحلة التحول الاجتماعي ومرحلة ما بعد الاستقلال فنحن وان كنا في الماضي ومن خلال انشغالنا بالنضال الشاق الطويل لم نتمكن فعلاً من ان نوجد لهذا التنظيم القومي المتماسك وان نحافظ فعلاً على كل مقاييسه التنظيمية والفكرية لان مرحلة النضال المسلح لم تتح لنا فرصاً كثيرة من وقت الى آخر لنراجع موقفنا ولنؤكد من جديد ونتجاوز كل الثغرات بالنسبة لتنظيم الجبهة القومية.

لكن في المرحلة القادمة وهي المرحلة التي تحتاج منا فعلاً الى تنظيم جماهيري حقيقي يقود هذا الشعب في مرحلة البناء القادمة فاننا لابد ان نتوجه لبناء حزب طليعي عقائدي قادر فعلاً على مواجهة أعباء هذه المرحلة وقادر فعلاً ان يقود الجماهير وان يحقق لها غدها المشرق غدها المنتظر ، ان بلداً متخلف كبلدنا يحتاج منا بعد الاستقلال الى جهود كبيرة والى نضالات شاقة فعلاً لننقذ شعبنا من هذا التخلف الذي تركه لنا الاستعمار بعد 129 سنة، ان هذا التخلف وان التركة الثقيلة التي تركها لنا الاستعمار البريطاني فعلاً تحتاج منا الى جهد كبير في كل المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، ولذلك فلابد فعلاً من ان يعد هذا الشعب نفسه إعداداً كافياً ويتسلح بالوعي ويتسلح بالإيمان بقضيته ليستمر في طريق النضال.

إن مرحلة جديدة من النضال الجماهيري تطل علينا ولابد ان نجابهها بكل شجاعة وصمود وان التخلف الذي فرضه المستعمر لابد من مجابهته فنحن بالنسبة للجانب الزراعي في بلد مختلف .. في بلد لا يمتلك أي شيء من وسائل التصنيع الحديث. وهذا بالتالي سيحتاج منا الى برنامج وخطة للإصلاح الزراعي حتى نستطيع ان نجابه هذا التخلف في هذا الميدان واننا فعلاً نعتمد على الفلاحين وعلى طاقاتهم الثورية في بناء ريف أفضل في بناء ريف سعيد على المستوى الاقتصادي والتجاري والصناعي لابد من خطط تنمية لمواجهة فعلاً هذا التخلف في هذا المجال، ولكي تستطيع الثورة فعلاً ان توجد خطة تنمية للمرحلة القادمة حتى تستطيع ان تحارب الفقر وتحارب الجهل وتحارب المرض وتوجد جيلاً قوياً وتبني حضارة مدنية قوية، لذلك فلابد فعلاً من أن يكون التنظيم الشعبي والجماهيري في يقظة دائمة وفي تسلح دائم لمجابهة المرحلة القادمة ولحراسة الثورة حتى يستطيع الشعب ان يسير نحو تحقيق الانتصارات تلو الانتصارات وأيضاً لابد للجماهير ولابد لتنظيم الجبهة القومية مستقبلاً ان يحمي ثورته من خلال السلطة.

إن سلطة الثورة بعد 129 سنة من الاستعمار فعلاً هي أول سلطة حقيقية وطنية خلقت، وهي فعلاً التي انبثقت من إرادة هذا الشعب ومن ان يكون هناك حكماً وطنياً قادراً على مجابهة أعباء المرحلة القادمة لذلك فالجماهير والشعب مطالب فعلاً بحماية هذه السلطة حتى تستطيع الثورة متابعة سيرها نحو الانتصار.. وحتى يتحقق النصر النهائي لكل جماهيرنا ولكل قطاعات الشعب.

أيها المواطنون..

باسم الثورة وباسم الجبهة القومية نختتم هذه الكلمة بتلاوة القرارات التالية:

قرار رقم 1:

قررت القيادة العامة للجبهة القومية الممثلة الوحيدة للشعب وهي السلطة الفعلية مايلي:

1ـ ان المنطقة التي كانت تعرف في السابق باسم عدن ومحمياتها الشرقية والغربية وكل الجزر التابعة لها تعدمنطقة واحدة وتسمى بجمهورية اليمن الجنوبية الشعبية.

2ـ القيادة العامة للجبهة القومية هي السلطة التشريعية لجمهورية اليمن الجنوبية الشعبية وستمارس القيادة العامة هذه السلطة حتى يتم إعداد دستور مؤقت للجمهورية.

3ـ الجبهة القومية هي التنظيم السياسي الوحيد في الجمهورية.

4ـ علم الجمهورية يتكون من الألوان الأفقية التالية وترتيبها أعلى الأحمر فالأبيض فالأسود وله من ناحية السارية مثلث لونه أزرق فاتح تتوسطه نجمة حمراء مخمسة.

5ـ نظام الحكم نظام رئاسي.

قرار رقم2 :

قرار بتعيين رئيس الجمهورية : الآن وقد تم جلاء الاستعمار عن جميع أجزاء الوطن وبما ان الجبهة القومية هي الممثلة الوحيدة للشعب والسلطة الفعلية فقد قررت القيادة العامة للجبهة القومية بوصفها السلطة التشريعية بتاريخ 30 نوفمبر 1967م.. تعيين السيد قحطان محمد الشعبي رئيساً لجمهورية اليمن الجنوبية الشعبية لمدة سنتين من تاريخ تعيينه، وقد كلفته بإعلان الاستقلال رسمياً يوم 30 نوفمبر 1967م، وبعد الإعلان بتشكيل الحكومة، وحتى تشكل الحكومة تمنحه كافة الصلاحيات بتنفيذ القوانين واللوائح السارية المفعول في كل أجزاء الجمهورية وإصدار أية مراسيم يراها ضرورية لمنفعة الجمهورية وأمنها.

30 نوفمبر 1967م

القيادة العامة للجبهة القومية

التعديل الأخير تم بواسطة شهثان المر ; 2013-10-09 الساعة 06:24 PM
شهثان المر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 2013-10-09, 06:25 PM   #3
شهثان المر
موقوف
 
تاريخ التسجيل: 2010-06-14
المشاركات: 2,217
افتراضي

أول حكومة وطنية للجنوب بعد الاستقلال



جانب من أول حكومة وطنية للجنوب بعد الاستقلال في مراسيم استقبال وفد رسمي بمطار عدن الدولي


في مساء يوم الاستقلال أصدر الرئيس قحطان محمد الشعبي المرسوم الجمهوري رقم /1/ ونصه كما يلي :

أنا قحطان محمد الشعبي رئيس جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية، أصدر بموجب الصلاحيات المخولة لي من قبل القيادة العامة للجبهة القومية بوصفها السلطة التشريعية في الجمهورية مايلي:

1) أعين التالية أسماؤهم وزراء في حكومة جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية:

السيد/ سيف احمد الضعالي وزيراً للخارجية

السيد/ علي سالم البيض وزيراً للدفاع

السيد/ محمد علي هيثم وزيراً للداخلية ووزيراً للصحة بالوكالة

السيد/ محمود عبدالله عشيش وزيراً للمالية

السيد/ عبدالفتاح إسماعيل وزيراً للثقافة والإرشاد وشؤون الوحدة اليمنية

السيد/ فيصل عبداللطيف الشعبي وزيراً للاقتصاد والتجارة والتخطيط

السيد/ عادل محفوظ خليفة وزيراً للعدل والأوقاف

السيد/ فيصل بن شملان وزيراً للإشغال والمواصلات

السيد/ محمد عبدالقادر بافقيه وزيراً للتربية والتعليم

السيد/ عبدالملك إسماعيل وزيراً للعمل والشؤون الاجتماعية

السيد/ سعيد عمر عكبري وزيراً للإدارة المحلية، ووزيراً للزراعة والإصلاح الزراعي بالوكالة.

وبعد أيام قليلة عين الدكتور احمد سعيد صدقة وزيراً للصحة، وأحمد صالح الشاعر وزيراً للزراعة والإصلاح الزراعي.
شهثان المر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 2013-10-09, 06:28 PM   #4
شهثان المر
موقوف
 
تاريخ التسجيل: 2010-06-14
المشاركات: 2,217
افتراضي









ثورة 14 أكتوبر تــســقــط مشروع الجنوب العربي







د. علوي عبدالله طاهر

في العشرينيات من القرن الماضي أعلن في تركيا عن ألغاء الخلافة الاسلامية، حيث أجبر السلطان عبدالمجيد آخر خليفة عثماني على مغادرة تركيا مع عائلته، وأعلن عن قيام الجمهورية التركية برئاسة مصطفى كمال أتاتورك، وقد استاءت معظم البلدان الإسلامية من قرار إلغاء الخلافة الإسلامية فقاموا بجولات في بعض البلدان الإسلامية لبحث مسألة الخلافة الإسلامية، فالتقى بعضهم بالزعماء العرب لغرض اقناعهم بتحمل مسؤولية أعباء الخلافة، خاصة بعد انهيار الدولة العثمانية.

ومن هؤلاء المثقفين عبدالعزيز الثعالبي التونسي، حيث زار مكة والتقى أميرها الحسين بن علي، فرأى انه لا يصلح للخلافة لعدة اعتبارات، ثم تحول من الحجاز إلى اليمن فالتقى إمام اليمن يحيى حميد الدين، واقترح عليه لن يتحمل منصب الخلافة، فرفض الإمام يحيى ذلك، معتبرا نفسه غير مؤهل لتقلد مثل هذه المهمة الصعبة خاصة في تلك الظروف العصيبة التي شهدتها الأمة الإسلامية، وما أصيبت به من انتكاسة بعد الحرب العالمية الأولى حين تقاسم الحلفاء المنتصرون في الحرب البلدان العربية التي كانت تابعة للخلافة العثمانية، وفقا لاتفاقية (سايكس بيكو).

وقد كان العلماء في مصر قد عرضوا منصب الخلافة على الملك فؤاد، لكن مساعيهم باءت بالفشل، ربما لان مصر وقتها لم تكن مستقلة بل واقعة تحت سلطة الاحتلال البريطاني، لذلك اتجه اهتمام العلماء المسلمين والمثقفين نحو اليمن، باعتباره البلد العربي الوحيد المستقل.







فأتى إلى اليمن عبدالعزيز الثعالبي سنة 1924م في محاولة منه لاقناع الإمام بقبول منصب الخلافة، لتوفر شروطها في شخصه، غير ان الإمام يحيى رفض الفكرة جملة وتفصيلا، بحجة ان امكانيات اليمن وقتها لا تسمح لها بالقيام بهذا الدور، ومما قاله الإمام يحيى في هذا الخصوص اثناء حديثه مع الثعالبي قوله: «ماذا يستفيد اليمن اذا اضيف الى اسمي لقب جديد، واذا لقبني الناس بإمام المسلمين بدل إمام اليمن، وانا إلى الآن لم استطع جمع ما تفرق من أجزاء بلادي، ولا ضمان ثغورها ضد كل طارق يأتيها من الخارج، وهي معرضة لاخطار كثيرة.» (الرحلة اليمنية، للثعالبي، ص95).

لقد كان الثعالبي يسعى لاقامة وحدة إسلامية في محاولة منه وغيره من المثقفين المسلمين في عصره، للابقاء على الخلافة الإسلامية التي انهارت بانهيار الخلافة العثمانية، لكن الثعالبي لما رأى الإمام يحيى مصرا على عدم قبول فكرة زعامة المسلمين، عرض عليه مشروعا آخر يقضي بلم شتات الامارات اليمنية جميعها في دولة واحدة مركزية بزعامة الإمام يحيى. فرد عليه الإمام يحيى قائلا: «من لي برجل مخلص يبلغ عني هذه الأمنية الى أمراء الأطراف، ويدعوهم الى الوحدة التي نريدها» (الرحلة اليمنية، للثعالبي، ص96). فرد عليه الثعالبي قائلا: «هون عليك يا مولاي، سأنبئك بما يسر نفسك الكريمة، ولا ينبئك مثل خبير، فقد زرت بعضا من هؤلاء الأمراء فوجدتهم يدينون بالخلافة للوحدة، وهم مستعدون- على ما علمته- للتضحية بالنفس والنفيس في سبيلها، وكان بعضهم يلتمس مني أن ابلغكم متمناه، فقالوا: كفانا غفلة وذلا، وما يجر علينا من غصص التخاذل والتفرقة، وقل عنا للإمام: قد آن أوان اتفاقنا واتحادنا وتأليف حكومة اتحادية في اليمن، تمنع الأيدي العاتية عنه.» (الرحلة اليمنية، ص 96).

فقال الإمام يحيى ردا على ذلك: «إن المسألة مهمة، لكن ينبغي التريث فيها، والتحقق في بحثها، ومتى انقرح لنا الفكر عن رأي ناضج شرعنا فيه من غير تمهل، لهذا تراني اتحاشى من ابرام أي صك سياسي مع أية دولة اجنبية خيفة التورط في مكيدة». (الرحلة اليمنية، ص96).







فقال الثعالبي: «ان الوسيلة الوحيدة التي تلجأ اليها كافة الأمم هي المؤتمرات، فلم لا تؤلفون مؤتمرا يمنيا يبحث في شؤون اليمن ويضع قواعد الحكومة الاتحادية». (الرحلة اليمنية، ص97). فقال الإمام يحيى «رأي حسن، وبودي لو تحرر لنا برامج مدققة في الموضوع تقدمه لنا غدا». (الرحلة اليمنية ص97).

وفعلا استجاب الثعالبي للطلب وشرع في اعداد مشروع وحدوي لليمن دعا فيه الى عقد مؤتمر يمني عام يشارك فيه جميع الامراء من المناطق اليمنية المختلفة لدراسة اول وثيقة يمنية للوحدة في العصر الحديث، واقترح فيها عددا من القضايا التي يمكن مناقشتها في ذلك المؤتمر والمتمثلة في النقاط الآتية:

1ـ الاعتراف والتصديق بأن بلاد اليمن قطعة واحدة متلاحمة الاجزاء غير قابلة للتقسيم بسائر حدودها الطبيعية المعروفة، وليس فيها مناطق نفوذ ولا جهة تقبل على نفسها الحماية والوصاية الأجنبية.

2ـ ليس في اليمن سلطة عليا تستمد منها كافة السلطات المسؤولة غير السلطة العامة المستندة الى الإمامة.وهذه السلطة يجب ان تكون الرمز الأعلى لسائر قوات البلاد المعنوية والمادية، تتمثل فيها الرئاسة الدينية والسياسية والعسكرية، ولها وحدها الحق في اعلان الحرب وابرام الصلح وعقد المعاهدات والمحالفات، وعقد الاتفاقات التجارية والاقتصادية والبريدية مع من تشاء من الدول بشرط الا يكون ماسا بشيء من استقلال اليمن.

3ـ تلتزم السياسة الإمامية بالمحافظة على الشكل الذي عليه الآن حكومة سلطنة لحج وحكومة المكلا والشحر وحكومة الكثيري. (الرحلة اليمني، ص157).

وكان الثعالبي قد عرض هذا المشروع على الإمام يحيى وعلى سائر الأمراء في المناطق اليمنية المختلفة الذين كان التقاهم في مناطقهم واجروا عليه بعض التعديلات التي تقرر مناقشتها في المؤتمر اليمني العام المقرر عقده.

ولما كان الثعالبي قد نجح في مساعيه لاقناع الأمراء على عقد المؤتمر اليمني العام لمناقشة المسائل المتفق عليها قام بنقل ذلك الى الإمام يحيى الذي قام بدوره بتوجيه دعوة رسمية الى الأمراء والمشايخ لحضور ذلك المؤتمر ودعاهم للمشاركة فيه بفاعلية.

وادراكا من السلطات البريطانية في مستعمرة عدن لخطورة ذلك المشروع الوحدوي الرائد على مصالحها في المنطقة وانه سيهدد وجودها في المستعمرة عملت جاهدة على افشال عقد ذلك المؤتمر، فقامت بمغازلة الأمراء والمشائخ فقدمت لهم الهبات والهدايا واغرتهم بالمرتبات الثابتة مقابل عدم تجاوبهم مع ذلك المشروع الوحدوي، ثم اسرعت بابرام معاهدات حماية وصداقة مع كل أمير على حده لتقييد حركته، بحيث لم يعد في مقدوره عقد أية اتفاقية مع الإمام يحيى او غيره إلا بموافقة بريطانيا، والتزمت في مقابل ذلك بحمايتهم من أي عدوان قد يتعرضون لهمن جيرانهم، فافشلت بذلك اول محاولة لتوحيد اليمن في العصر الحديث، غير ان محاولات اليمنيين لتحقيق الوحدة لم تتوقف، فظل هاجس الوحدة يراود اليمنيين على اختلاف فئاتهم ومراكزهم الاجتماعية، لكن بريطانيا حالت دون تحقيقها حفاظا على مصالحها في المنطقة، فعرضت بعض المشاريع السياسية لأمراء المناطق الجنوبية والشرقية لصرفهم عن التفكير بالوحدة او الاتحاد مع مملكة الإمام يحيى. وهذا ما سيتم ايضاحه في هذه الورقة من خلال الاجابة عن سؤالين هامين وصولا الى الكشف عن هوية (اتحاد الجنوب العربي).

السؤال الأول:كيف ظهرت التنظيمات السياسية في عدن؟

تميزت مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية بصعود حركة التحرر الوطنية العربية من خلال التفاعل مع عالم ما بعد الحرب، فبرزت الدعوات المطالبة بالتحرر من الاستعمار الى جانب الدعوات المنادية بالوحدة العربية المقترنة بالنضال من أجل الاشتراكية.

وكان التوجه نحو التحرر والاستقلال مقترنا بالتوجه نحو الوحدة في جميع الاقطار العربية، بدرجات متفاوتة، كما كان النضال من أجل تحقيق الاشتراكية يدعم النضال التحرري ويسنده، لان الجماهير العربية ادركت ان الاستعمار يستطيع ان يسلب اقطارها استقلالها السياسي ويجردها من أي محتوى تقدمي وتحرري طالما بقيت هذه الاقطار ضمن اطار التطور الرأسمالي وخاضعة لرحمة الشركات الاحتكارية.

كما تميزت مرحلة ما بعد الحرب ايضا بالعمل الايديولوجي، اذ حدثت قفزة نوعية وهامة في الفكر الثوري العربي باستخدام المنهج الجدلي للوصول الى نظرة شاملة للواقع العربي لغرض تحريره من الاستعمار وتوحيده والقضاء على التخلف الاقتصادي والاجتماعي والثقافي فيه، وازالة التناقص بين طبقاته المختلفة.

وهذا التطور في الجانب الايديولوجي زود حركة التحرر العربية بسلاح فعال ضد رواسب الافكار القديمة واعطت للفكر الاشتراكي زخما جديدا، كان من نتائجه تطور الحياة الحزبية في الوطن العربي.

وتكونت في العديد من الاقطار العربية احزابا ساسية تمثل واقع الفكر العربي خلال سنوات الاربعينيات والخمسينيات، وتبلورت الصراعات الفكرية بين الاتجاهات والتيارات المختلفة وكانت الاحزاب العربية تنزع بين الافكار القومية والافكار القطرية وبين الاتجاهات الدينية والدعوات العلمانية اللادينية وبين الاخذ بالافكار الثورية والنزعات الاصلاحية وبين الدكتاتورية وبين الديمقراطية وبين الديمقراطية الشعبية والديمقراطية الليبرالية.. الخ.

وكانت الاحزاب العربية على اختلاف اتجاهاتها تتصارع على الساحة العربية وتتسابق لاستقطاب الشباب في الاقطار العربية كما كانت تتبارى في شعاراتها بما من شأنه التأثير في عقول الشباب العربي، فوجدت بعض افكارهم في نفوس بعض الشبان المتحمسين للتغيير والمتطلعين للغذ الأفضل فتوزع الشباب العربي بين الاحزاب الشعبية المختلفة وانقسموا على أنفسهم بين هذا الحزب او ذاك وزادت الصراعات الحزبية في بعض الاقطار العربية وانعكست تلك الصراعات على صفحات الصحف والمجلات والكتب والنشرات التي كانت تصل بعضها الى عدن ومن عدن تنتقل الى سائر المناطق اليمنية.

وقد تركت صراعات الاحزاب العربية آثارا متفاوتة في بعض المثقفين اليمنيين الذين كانوا يقرؤون الصحف العربية او يستمعون الى الاذاعات، اذ كانت تصل الى عدن كثير من الصحف العربية فتنقل للقارئ اليمني كل ما يدور في الساحة العربية من صراعات حزبية وآراء فكرية فتلقى تلك الافكار هوى عند بعض القراء اليمنيين، فكانوا يتفاعلون معها ويتحمسون لبعضها. كما كانت الاذاعات العربية تنقل للمستمع اليمني بعضا من مواقف الحكومات العربية ازاء الاحداث الجارية في الساحة العربية والعالم، وكانت هي الأخرى تجد تجاوبا عند بعض المستمعين في اليمن لما تطرحه من مواقف وآراء.

كما كانت بعض الدول العربية تستضيف اعدادا من الطلاب اليمنيين الذين قدموا اليها للدراسة وكان هؤلاء الطلاب يتأثرون بالاحداث الجارية في تلك الاقطار ويتفاعلون مع القضايا العربية بحسب قناعة كل منهم. كما ان بعضا من هؤلاء الطلاب كانوا يترددون على بعض المراكز الثقافية او يحضرون بعض الفعاليات السياسية التي تقيمها بعض الاحزاب، كما كانوا يشاركون في بعض المظاهرات والمسيرات الجماهيرية في الاقطار التي يدرسون فيها، وكان بعض الطلاب قد انخرط في عضوية بعض الاحزاب القومية او ارتبط بولاء عقائدي او فكري ببعض الاحزاب، وكذا الحال بالنسبة لبعض المهاجرين اليمنيين في البلدان التي وجدوا فيها.

وعند عودة هؤلاء الطلاب والمهاجرين الى أرض الوطن استقر بعضهم في مدينة عدن وكانت عدن وقتئذ تشهد حركة اجتماعية واسعة، فظهرت فيها العديد من النوادي والجمعيات الأهلية والرياضية. فكان العائدون يترددون على تلك النوادي ويلتقون بالناس في مجالس القات، وينقلون للناس بعض ما شاهدوه في مهاجرهم، وما اكتسبوه من معارف وخبرات في العمل السياسي كما كان بعضهم يكتب المقالات في الصحف وبعضهم يخطب في الناس في اللقاءات الجماهيرية، وربما كان يلتقي في المكان الواحد عدة اشخاص يختلفون في الرؤى والافكار والانتماء فيتحاورون ويتناقشون فيما بينهم، وأمام الناس، فاعطوا بذلك للحوار والنقاش قوة وفاعلية.

وقد اسفرت تلك الحوارات عن بروز عدة اتجاهات فكرية وتيارات سياسية فانقسم المثقفون على اثرها الى محافظين تقليديين او منفتحين تقدميين، وانقسمت العامة بين هذا وذاك وأدت تلك الحوارات في نهاية المطاف الى خلق تشكيلة من التنظيمات السياسية ذات الاتجاهات المتباينة والاهداف المختلفة، واتسعت دائرة الخلاف فيما بينها فكانت تهاجم بعضها بعضا وانشقت بعض قيادات الاحزاب وشكلت لنفسها تنظيمات مستقلة بما يتفق مع مصالحها، فزادت اعداد التنظيمات والاحزاب السياسية حتى وصل عدد الاحزاب في نهاية الخمسينيات في عدن وحدها الى أكثر من خمسة عشر حزبا او تنظيما سياسيا.

ويمكن تقسيم اتجاهات تلك التنظيمات او الاحزاب الى عدة اتجاهات هي:

ـ بعض التنظيمات سارت وراء المخططات الاستعمارية.

ـ بعضها تخفت وراء شعارات وطنية ولكنها التقت مع مخططات الاستعمار.

ـ بعضها اظهرت عداء مؤقتا للاستعمار لخداع الجماهير، ولكنها في نهاية المطاف التقت معه.

ـ بعضها رفعت شعارات وطنية واضحة ولكنها مرتبطة بولاءات لاحزاب عربية قومية او لدول عربية.

ـ بعضها سارت من غير دليل نظري يوجه مسيرتها ولكنها تكيف نفسها مع الواقع.

ـ بعضها رفعت شعارات وطنية لكنها مرتبطة بولاءات لاحزاب او دول أجنبية.

الثاني: ما موقف التنظيمات من الوحدة اليمنية؟

ورغم تعدد التنظيمات السياسية في عدن، الا انه يمكن تصنيفها بالنسبة لمواقفها من الوحدة اليمنية الى ستة اتجاهات هي:

1ـ اتجاه دعا الى الحكم الذاتي بعدن واستقلالها ثم ارتباطها بدول الكومنولث البريطاني.

2ـ اتجاه دعا الى وضع متميز لعدن قبل دخولها في الاتحاد الفيدرالي للامارات الجنوبية مع الحفاظ على وضعها المتميز في الاتحاد الفيدرالي.

3ـ اتجاه دعا الى اقامة اتحاد فيدرالي للامارات الجنوبية تدخل فيه عدن مع ضمان حقوق الاقليات الاجنبية ومصالح الشركات التجارية.

4ـ اتجاه دعا الى الاخذ بمشروع الاتحاد الفيدرالي واعتبار حضرموت والمهرة جزءاً اساسيا فيه.

5ـ اتجاه دعا الى رفض مشروع الاتحاد الفيدرالي جملة وتفصيلا معتبرا عدن والامارات الجنوبية والشرقية جزءا من اليمن الواحد، ونادى بالكفاح السلمي للحصول على الاستقلال والاندماج مع الشطر المستقل من اليمن مباشرة.

6ـ اتجاه دعا الى رفض مشروع الاتحاد الفيدرالي جملة وتفصيلا ونادي بالكفاح المسلح لتحرير عدن والامارات الجنوبية والشرقية ثم الدخول في وحدة اندماجية مع الشطر المستقل فورا.

ولتوضيح التباين بين هذه الاتجاهات سيعمد الباحث للحديث الموجز عن كل اتجاه على حدة في الصفحات الآتية من هذا البحث المتواضع:

الاتجاه الأول

تزعم هذا الاتجاه الجمعية العدنية التي تأسست في أول الأمر في مدينة الشيخ عثمان على ايدي لفيف من اعيانها وبعض اهاليها وذلك على اثر اجتماع عقد عند الساعة السادسة من مساء يوم الاحد الموافق 26 سبتمبر 1948م، في مبنى مدرسة النهضة العربية ولم يكن من ورائه اية دوافع سياسية بل غايته تأسيس جمعية أهلية اجتماعية على غرار الجمعيات الأهلية الأخرى المنتشرة في عدن، وكانت قد حددت اهدافها في الآتي:

1ـ السعي لرفع مستوى الاعضاء الثقافي والاجتماعي،وذلك عن طريق:

ـ تسهيل تداول الكتب والنشرات الثقافية وتيسيرها لهم.

ـ ايجاد صفوف خاصة لتدريسهم.

ـ اعداد قاعة للمطالعة والقاء المحاضرات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية.

2ـ بث روح التعاون بين الاعضاء والعدنيين قاطبة.

3ـ التعاون مع السلطات كلما تيسر ذلك لحل المشاكل الوطنية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية.

4ـ استهداف الحقوق الشرعية للعدنيين وحماية مصالحهم وترقية احوالهم.

5ـ التضامن والتعاون مع الجمعيات القائمة والنوادي التي هي قائمة او تقوم في نواحي عدن متى اتفقت اهداف واغراض هذه الجمعيات مع الجمعية العدنية او المصالح العدنية العمومية.

6ـ اصلاح الخلافات التي تحدث بين العدنيين حتى تتوافر الوحدة الشعبية في البلاد.(ملف منشورات عامة، مركز حنبلة للتوثيق).

وكانت الجمعية العدنية قد انتخبت في اجتماعها ذلك هيئة ادارية برئاسة عبده حسين الادهل وعضوية احد عشر عضوا وقد اشترطت في العضوية ما يلي:

ـ أن يكون مولودا في عدن.

ـ أن يكون صاحب علم او عقار او اولاد عدنيين تنتفع بهم البلاد.

ـ أن يكون متزوجا عدنية واستوطن عدن.

ـ أن يكون قد اقام في عدن خمس سنوات لم يفارقها خلالها، معتبرا عدن وطنه وعمل لخير أهلها.(ارشيف حنبلة).

ويبدو واضحا ان فكرة الجمعية العدنية في براياتها الاولى في الشيخ عثمان لا تبعد عنكونها جمعية أهلية تعنى بمصالح ابناء المناطق التي ينتمون اليها، ولم تكن وقتها تعنى بالقضايا السياسية غير ان جمعية أخرى تحمل الاسم ذاته (الجمعية العدنية) تأسست في مدينة كريتر في 13 ابريل 1949م اذ تأثرت بالفكرة عناصر أخرى من ابناء كريتر فشرعوا بتأسيس جمعية مماثلة لأبناء عدن وما يعزز هذا القول ما ورد في كتاب علي محمد لقمان الذي نشر تحت عنوان (الحكم الذاتي أو آلام العدنيين وآمالهم) قال فيه: «لقدضرب العدنيون في الشيخ عثمان مثلا رائعا في الائتلاف تحت لواء الجمعية العدنية ومن هذه الجمعية تفرعت آمال العدنيين» (الحكم الذاتي، ص43).

واذا كانت فكرة الجمعية العدنية قد انبثقت اصلا من الشيخ عثمان وظهرت في اول امرها على هيئة ناد اجتماعي لا يعنى بالسياسة لكنها بعد ان تأسست في كريتر صارت تتعاطى مع السياسة.

لقد «قرر عدد كبير من العدنيين في جلستهم المنعقدة مساء يوم الاربعاء 13 ابريل 1949م في مكتب فتاة الجزيرة بعدن وجوب اقامة جمعية عدنية ووجوب التعاون مع حكومة عدن الموقرة لرفع مستوى عدن والعدنيين، وقرروا بالاجماع حماية الاقليات في هذه البلاد لتحقيق اهدافها السامية». (فتاة الجزيرة العدد 467، 17 / 4 / 1949، ص1)

وعقدت الجمعية العدنية اجتماعا موسعا لاعضائها يوم الجمعية 23 يونيو 1949م واقرت فيه دستورها الذي حددت فيه أهدافها والمتمثلة بتحقيق ما يلي:

1ـ العمل على رفع مستوى عدن والعدنيين والتعاون مع حكومة عدن لهذه الغاية.

2ـ ترقية العدنيين وحماية مصالحهم في مستعمرة عدن المعروفة باسم (aden colny).

3ـ تنظيم العلاقات.

أـ بين العدنيين وحكومة عدن.

ب- بين الموظفين والمستخدمين.

ج- بين العدنيين أنفسهم.

4 - تشجيع الآداب والفنون والعلوم ونشر الثقافة السياسية والحث عليها. (دستور الجمعية العدنية، المادة3).

ونفهم من ذلك أن الجمعية العدنية بعد إعادة تشكيلها في كريتر، قد أخذت تنحو منحا سياسيا، وصارت تطرح قضايا سياسية، بهدف تحقيق امتيازات وظيفية لأبناء عدن، خلال التعاون مع سلطات الاحتلال، من أجل “العمل على رفع مستوى عدن والعدنيين.. وترقية العدنيين وحماية مصالحهم في مستعمرة عدن”.

ومع مرور الأيام اتسعت هذه الأهداف، وصارت الجمعية تتعاطى مع السياسة كتنظيم سياسي يدعو الى حصر الوظائف الرئيسية في أبناء عدن واحتكار الاعمال التجارية، وخلق كيان متميز لعدن، منعزل عن الإمارات والمناطق اليمنية الاخرى، على غرار (هونج كونج).

وصارت الجمعية العدنية تطالب بالحكم الذاتي المستعمرة عدن وربطها برابطة المستعمرات البريطانية (الكومنولث)، وقد جاءت هذه المطالب منسجمة مع ما كانت تخطط له الحكومة البريطانية وما تنوي القيام به فعلا في العديد من مستعمراتها ومن ضمنها عدن.

ففي 13 يوليو 1943م كان (المستر اوليفر ستانلي) وزير المستعمرات البريطانية حينذاك قد اطلق تصريحا أعلن بموجبه أن غاية الإدارة البريطانية في المستعمرات توجيه المستعمرات نحو الحكم الذاتي، ضمن هيئة الامبراطورية البريطانية. (الحكم الذاتي، ص 25).

وفي 9 يوليو 1946م كان خلفه (المستر كريشن جونس) قد صرح بان غاية الحكومة البريطانية في المستعمرات هي ترقية المستعمرات، وتنمية مواردها حتى يتمكن بنوها ماديا- وفي وقت قصير- من تحسين احوالهم الاقتصادية والاجتماعية، وان ينالوا في اقرب وقت الحكم الذاتي النيابي. (الحكم الذاتي،ص25).

وهكذا توالت تصريحات المسؤولين البريطانيين، سواء في اثناء الحرب العالمية الثانية او ما بعدها. وكانت بعض هذه التصريحات قد وجدت هوى وقبولا لدى بعض سكان المستعمرات، كما لقيت استجابة من قبل بعض التنظيمات السياسية فيها، خصوصا ان الحكومة البريطانية صارت بعد الحرب العالمية بحاجة الى تعاون السكان المحليين معها في ادارة شؤون المستعمرات. لذلك عمدت الى تقديم بعض التسهيلات لعدد محدود من سكان المستعمرات، فولتهم بعض المناصب الإدارية الثانوية، وعملت على ادخال بعض الاصلاحات الطفيفة في أجهزة الحكم المحلي في بعض مستعمراتها، كما ادخلت بعض التحسينات في الخدمات الاجتماعية الضرورية.

كل ذلك جعل أبناء (مستعمرة عدن) يطمحون للحصول على بعض ما حصل عليه سكان المستعمرات الاخرى، من المشاركة في إدارة شؤون بلدانهم، وصولا الى الحكم الذاتي. ومن هنا برزت الدعوة الى الحكم الذاتي لعدن، وهي الدعوة التي تبنتها الجمعية العدنية.

ولما كان هذا الاتجاه سيؤدي الى عزل عدن عن سائر المناطق اليمنية، فقد لقي معارضة شديدة،وجوبه بمقاومة عنيفة، ورفض قاطع من قبل التنظيمات والاحزاب السياسية المختلفة. وعلى أثر ذلك شهدت الصحافة العدنية معركة طاحنة بين من يؤيد هذا الاتجاه ومن يرفضه.

الاتجاه الثاني

كانت الجمعية العدنية قد لقيت معارضة شديدة نتيجة لخططها الانعزالية فانقسمت على نفسها فانبثق عنها حزب جديد كان يعرف باسم (حزب المؤتمر الشعبي) وذلك عام 1954م وتميز بطابعه العائلي وسيطرة بعض وكلاء الشركات الاجنبية على مقاليد الامور فيه وحظي بدعم بعض الفئات الرأسمالية. في عدن.

وكان الدافع لظهور هذا الحزب ان السلطات البريطانية في عدن كانت قد قدمت في يناير 1954م مشروعاً مفصلاً يقضي بانشاء اتحاد فيدرالي للامارات الجنوبية والمعروفة حينذاك بمحميات عدن الغربية وسمي هذا المشروع بالكتاب الابيض وفيه دعا الحاكم العام لعدن الوالي حكام المحميات الى مؤتمر عام يتم فيه مناقشة مشروع الكتاب الابيض الذي بموجبه ستقدم الحكومة البريطانية معونات مالية عوضاً عن الرسوم الجمركية التي يأخذونها عن البضائع التي تمر في اراضيهم، والغرض من ذلك هو تسهيل تنقل البضائع الاجنبية التي تنقلها القوافل التجارية الى سائر مناطق الجنوب.

وقد اتى هذا المشروع الاتحادي للحيولة دون حصول اي تقارب بين امراء وحكام المناطق الجنوبية، وحكومة الإمام يحيى، خاصة بعد ان اوشك هؤلاء الامراء على عقد مؤتمر شعبي يقررون على أثره الاتحاد مع مملكة الامام يحيى، فارادت الادارة البريطانية افشال أية محاولة للتقارب مع الإمام، وفي الوقت نفسه تلبية حاجة الامراء الى الاتحاد والتقارب فيما بينهم، فبدلاً من ان يدخلوا في اتحاد مع مملكة الامام، حولت بريطانيا الاتحاد ليكون بين الامراء انفسهم تحت اشرافها.

وبمقتضى هذا المشروع اصبح حاكم عدن (الوالي) مندوباً سامياً في الامارات تتمتع بصلاحيات سياسية واسعة، وصار يوجه حكام الامارات كما يشاء، ويترأس اجتماعاتهم، ويتحكم في القرارات الصادرة عنهم. وشكل مجلساً تشريعياً للاتحاد معظم أعضائه كانوامن الانجليز.

كان الكتاب الابيض قد وضع امكانية دخول مستعمرة عدن في الاتحاد الفيدرالي ، مع اعطائها وضعاً متميزاً فيه.

لكن « حزب المؤتمر الشعبي» عارض مسألة دخول عدن في الاتحاد الفيدرالي، زاعماً ان الاتحاد سينزع عن عدن امتيازاتها وسيحرم ابناء عدن من حقوقهم وانه سيعيق تقدمهم وسيفشل الجهود المبذولة للحصول على ا لحكم الذاتي في المستعمرة.

وكان« حزب المؤتمر الشعبي» قد حدد اهدافه في كتيب اصدره عبده حسين الادهل بعنوان :« اهذا كتاب ابيض؟». وفيه يلخص برنامج « حزب المؤتمر الشعبي» ويحدد اهدافه في الامور التالية:

1 - وضع دستور ينص على تأسيس جمعية تشريعية يكون كل اعضائها منتخبين من ابناءالشعب العدني وحده «حسب تعبيره».

2 - تشكيل حكومة وطنية تكون مسؤولة امام هذه الجمعية التشريعية، وتكون لها صلاحيات كاملة لادارة البلاد ومسؤولة امام الجمعية التشريعية.

3 - تقوم الحكومة بعد تشكيلها باعداد الترتيبات لاجراء انتخابات عامة، وعمل الترتيبات اللازمة لاستقلال عدن، او البحث في تقرير مصيرها، ثم بعد ذلك تجري مفاوضات مع حكام الامارات، لدخول عدن في الاتحاد بعد اجراء استفتاء لاخذ رأي الشعب العدني « حسب تعبيره» في قبول الوحدة اورفضها.

ويبدو واضحاً ان المطالب المعلنة لحزب المؤتمر الشعبي كانت لاتخرج عن كونها تطالب بدولة عدنية مستقلة تتمتع بالسيادة الكاملة، حتى تصبح عضواً في الكومنولث البريطاني.

أما مسألة ارتباط عدن بالاتحاد الفيدرالي فيكون بعد استقلال عدن، وليس قبله، وحينئذ تدخل حكومة عدن المستقلة في مفاوضات مع حكومة الاتحاد من اجل الاندماج في اتحاد « كونفدرالي».

وكان « حزب المؤتمر الشعبي» امتداداً للجمعية العدنية في اتجاهه الانعزالي، فهو يرى ان طغيان العناصر الوافدة الى عدن من المناطق الاخرى في الامارات اليمنية المختلفة من شأنه ان يطغى على العناصر الاجنبية التي استوطنت عدن، بفعل التسهيلات التي قدمتها لهم الادارة البريطانية.

وكانت هذه السياسة تحظى بدعم المؤسسات التجارية الأجنبية، ذات المصالح المباشرة في بقاء عدن سوق تجارية حرة، ومستوطنة لابناء الجاليات الاجنبية.

ولقي هذا الاتجاه معارضة شديدة من قبل السكان، والتنظيمات السياسية العاملة في عدن، بمن فيهم بعض عناصر (الجمعية العدنية) الذين رأوا ان بقاء عدن خارج الاتحاد الفيدرالي أمر مستحيل، وان المصلحة تقتضي دخولها في الاتحاد بشرط ان يكون دخولها مصحوباً بضمان حقوق الأقليات الأجنبية، الى جانب اعطاءعدن اكثرية في داخل مؤسسات الاتحاد الفيدرالي.

الاتجاه الثالث

وقد تبنى هذه الاتجاه (الحزب الوطني الاتحادي) الذي تكون من عناصر برجوازية المدينة، فقد ادركت هذه العناصر ان المطالبة بكيان متميز لعدن وضمان حقوق الاقليات الاجنبية فيها، لم يعد طرحاً مقبولاً نتيجة للتطورات السريعة في المنطقة وتصاعد الاحداث فيها، فبدأت هذه العناصر تقبل بعملية انضمام عدن الى الاتحاد الفيدرالي، مبدياً موافقته وقبوله لمشروع (الكتاب الابيض) الذي كانت قد اصدرته وزارة المستعمرات البريطانية، خاصة ان المشروع كان قد نص على ضمان حقوق الاقليات الاجنبية في دولة الاتحاد.

لقد استجاب (الحزب الوطني الاتحادي) لمخططات الحكومة البريطانية المنصوص عليها في الكتاب الابيض وتحمس لمسألة دخول عدن في الاتحاد الفيدرالي، بشرط منحها امتيازات خاصة لوجود تفاوت اقتصادي واجتماعي وثقافي بين عدن وبقية المحميات، لذا كان(الحزب الوطني الاتحادي)يدفع بالامور في اتجاه خلق كيان متميز لعدن في اطار الاتحاد الفيدرالي، وقد سعى لتطمين افراد الجاليات الاجنبية لضمان حقوقهم، وعمل من اجل ان يكون لعدن تمثيل قوي في دولة الاتحاد ومؤسساته التشريعية والتنفيذية.

وقد تحمس هذا الاتجاه لعملية الدمج، بعد ان اقتنع ان بقاء عدن خارج الاتحاد يعزلها، لكونها لاتمتلك مقومات الدولة المستقلة، وان دخولها في الاتحاد سيقوي مركزها، ومركز الاتحاد أيضاً.

وكان هذا الاتجاه الذي يمثله (الحزب الوطني الاتحادي) هو الذي قاد عملية التفاوض لدخول عدن في الاتحاد الفيدرالي، واشترك زعماؤه برئاسة حسن علي بيومي الذي كان يرأس حكومة عدن، في مؤتمر لندن الدستوري الذي انعقد في شهر يوليو عام 1962م وهم الذين وقعوا على اتفاقية دخول عدن في الاتحاد الفيدرالي.

وكانت قد تشكلت حكومة لعدن في ظل الاحتلال، من كبار موظفي الحكومة، وكبار التجار والمقاولين، ووكلاء الشركات الاحتكارية الأجنبية، وقد اتخذتها السلطات الاستعمارية اداة للضغط على القوى الأجنبية واجبارها لقبول المخططات الأجنبية.

الاتجاه الرابع

ومثلته (رابطة أبناء الجنوب) التي كانت قد تأسست في عدن، على أثر اجتماع عقد في يوم الأحد 27 مايو 1951م، من لفيف من الشباب، أبرزهم:

1 - محمد علي الجفري.

2 - شيخان عبدالله الحبشي.

3 - عبدالله علي الجفري.

4 - قحطان محمد الشعبي.

5 - علي محمد سالم الشعبي.

6 - عبدالله عبد الرزاق باذيب.

7 - سالم الصافي.

8 - رشيد حريري.

9 - احمد عبده حمزة.

10 - علي غانم كليب.

11 - عبدالله أحمد الفضلي.

12 - حسين هادي العولقي. (حقائق عن جنوب الجزيرة العربية، ص49).

ويلاحظ أن هذه الأسماء تنحدر من أصول اجتماعية مختلفة، وأتت من مناطق يمنية متباعدة، جمعتها الظروف لتلتقي في مدينة عدن، واتفقت على تاسيس تجمع سياسي يربط بين أبناء الإمارات الجنوبية والشرقية في كيان يسمى (رابطة أبناء الجنوب).

وكان الدافع لظهور هذه الرابطة هو رفض أعضائها لما كانت تطرحة(الجمعية العدنية) من أفكار تطالب بالحكم الذاتي لعدن، ولذلك وضعت لنفسها عند التأسيس جملة من الأهداف تتلخص في تحقيق الأمور الآتية:

1 - توحيد مشاعر وآراء وأهداف وخطط أبناء الجنوب في كل ما يعود عليهم وعلى بلادهم جميعاً بالنفع العام.

2 - تمكين الروح الإسلامية الصحيحة، وغرس مبادئها العلمية في النفوس.

3 - نشر الروح والمبادئ الديمقراطية التقدمية، والسعي لتطبيقها، ومكافحة النزعات والمبادئ الهدامة.

4 - رفع مستوى الجنوب من النواحي الثقافية والاجتماعية والاقتصادية.. وغيرها، والدعوة الى تعميره مادياً وأدبياً.

5 - تنمية الوعي العام عن طريق نشر الحقائق وتطبيق فكرة المواطنة والتضامن الاجتماعي، وترويج مبادئ القومية العربية في ظل التعاليم الاسلامية الغراء.

6 - السعي لحل مشاكل الجنوب وسكانه بقدر الإمكان على ضوء غايات الرابطة ومبادئها. (دستور رابطة أبناء الجنوب، المادة 2).

وانطلاقاً من هذه الأهداف عارضت الرابطة الأفكار الرامية الى ايجاد كيان متميز لعدن، ورفضت ما كانت تدعو اليه بعض القوى السياسية التي تطالب بحكم ذاتي لعدن، ووقفت ضد محاولات القضاء على عروبة عدن وضد هجرة الأجانب اليها، فاستجاب لدعوتها في أول الأمر صفوة الشباب المثقف وخيرة المتعلمين في عدن، وسائر الإمارات الجنوبية والشرقية، فانضوى تحت لوائها عدد كبير من الناس، واتسع نشاطها ليشمل المناطق الجنوبية والشرقية من العمل، وامتد نشاطها الى خارج اليمن، وقامت بحملات إعلامية واسعة للتوعية بقضية الجنوب، وحصلت على الدعم من بعض الاقطار العربية، وتأييد بعض القيادات العربية، وبعض الهيئات والمنظمات الدولية.

ولكنها فيما بعد دخلت في منعطف خطير جعلها تتعاطى مع بعض المشاريع الاستعمارية، وتتجاوب مع مخططاته، فانفض عنها بعض مؤيديها، وانقسمت قيادتها، فتركها بعض قادتها، وبقي آخرون يحاولون انقاذها من الانحراف الذي مالت اليه. فقد اتهمت بالتعاطي مع المشاريع البريطانية، حين قبلت دخول انتخابات المجلس التشريعي بعدن، في الوقت الذي كانت معظم القوى السياسية قد قاطعتها كما ساء أعضاؤها أن يروها ترفض مجاراة التطورات الكبيرة التي شهدتها العديد من الأقطار العربية، وبقيت مصرة على اعتبار عدن والإمارات الجنوبية والشرقية كياناً قائماً بذاته لاتربطه بشمال اليمن رابطة الاشتراك في تكوين إقليم اليمن الواحد.(صحيفة الحقيقة، 20يناير 1962م).

وأيدت الاتحاد الفيدرالي بحسب المشروع البريطاني في الكتاب الأبيض، وإن كانت تحبذ أن يشمل كذلك حضرموت والمهرة، ولا ينحصر على الامارات الغربية التي عرفت بالمحميات الغربية، وبسبب هذا الموقف دخلت في مواجهات إعلامية مع بعض القوى السياسية الرافضة رفضاً قاطعاً لمشروع الاتحاد الفيدرالي.

الاتجاه الخامس

ومثله كل من:

1 - الجبهة الوطنية المتحدة.

2 - حزب الأحرار العربي التقدمي.

3 - حزب الأحرار الديمقراطي.

4 - مؤتمر عدن للنقابات.

5 - الاتحاد القومي لليمن.

6 - الاتحاد الشعبي الديمقراطي.

7 - منظمة البعث العربي الاشتراكي.

8- حزب الشعب الاشتراكي.

ولن تتسع هذه الورقة المتواضعة للحديث التفصيلي عن كل هذه التنظيمات، لذا فإن الباحث سيكتفي فقط بالإشارة الى ظروف تأسيس كل منها، وموقفها من الاتحاد الفيدرالي، والوحدة اليمنية.

لقد تأسست (الجبهة الوطنية المتحدة) في شهر نوفمبر 1955م نتيجة لانقسام حصل في حزب (رابطة أبناء الجنوب)على أثر صراع نجم بسبب قبول بعض قيادات الرابطة خوض معركة انتخابات المجلس التشريعي بعدن عام 1955م، في الوقت الذي قاطعته معظم التنظيمات السياسية، فقد قامت (الجبهة الوطنية المتحدة في ذلك الوقت بهدف تفشيل انتخابات المجلس التشريعي، ومقاطعة انتخابات هذا المجلس. (نظرة في تطور المجتمع اليمني، لسلطان عمر، ص232).

وكان دافع الجبهة للمقاطعة هو كون قانون الجنسية المعمول به حين ذاك في عدن يحرم أبناء الريف وابناء الشمال من المشاركة في الانتخابات في الوقت الذي يعطي الامتيازات لابناء الجاليات الاجنبية الى جانب اعتراضها على كثرة المعنيين في المجلس التشريعي وتقييد حق الانتخاب والترشيح بمستوى دخل الفرد بما من شأنه حرمان فئات واسعة من المشاركة في العملية الانتخابية بالاضافة الى ان الانتخابات تجرى في ظل الاحتلالات غايتها فصل جنوب اليمن عن شماله وايجاد تفرق بــين السكــان بسبــب محــل الميــلاد«ملحــق صحيفــة البعــث العــدد (55/10/ 2942) وكان العمال والطلاب وصغار الموظفين هم القاعدة الشعبية التي استندت عليها الجبهة في مقاطعتها للانتخابات، ومعظم هؤلاء هم من النازحين الى عدن من الريف اليمني في الشمال والجنوب.

ودخلت الجبهة في صراع مع الجمعية العدنية ورابطة أبناء الجنوب لكونهما تجاوبتا مع المشاريع البريطانية. وقد أدى ذلك الصراع الى تعزيز موقف الجبهة في صفوف الحركة العمالية، فزاد نفوذها، وأصبحت قوة ذات تأثير في أوساط العمال والطلاب والموظفين، خاصة أنها سعت لتأسيس عدد من النقابات العمالية.

ولعل أبرز مساهمات هذه الجبهة في الحياة السياسية كونها تصدت لمشروع الاتحاد الفيدرالي، ونادت باعتبار عدن والامارات الجنوبية والشرقية جزءاً من اليمن الواحد. كما أسهمت في تأسيس (مؤتمر عدن للنقابات) الذي صار فيما بعد سنداً لنضال الحركة الوطنية ضد مشاريع التجزئة الاستعمارية.

أما (حزب الأحرار العربي التقدمي) فإنه قد نشأ على أثر تحركات القادة البريطانيين لبحث مستقبل جنوب اليمن المحتل، وظهور عدد من المشاريع التي بموجبها يتحدد مصير المنطقة.

لقد تأسس في مدينة عدن في شهر فبراير 1961م، برئاسة محمد عبدالله الشعبي، وعضوية كل من الشيخ محمد أحمد أبو طالب، ومحمد علي غالب، وحسين عبدالله عمر، وصالح قوبة، ومحمود محمد حسين، وثابت حسين قطيبي، عوض سعيد ماطر .. وآخرون (أرشيف حنبلة).

وقامت سياسة الحزب على اعتبار عدن والمحميات الغربية والشرقية جزءاً لا يتجزأ من اليمن الطبيعية، وبالتالي هو يعتبر المناطق اليمنية المختلفة سواءً كانت محتلة أم مستقلة بمثابة كيان واحد، وجزء لايتجزأ من الوطن العربي، ولذا هو يرفض مشروع الاتحاد الفيدرالي للإمارات الجنوبية جملة وتفصيلا، ويرى أن النضال الوطني يجب أن يتجه نحو تحرير الأجزاء المحتلة في الجنوب وتغيير الأوضاع الفاسدة في الشمال، وإقامة حكم وطني ديمقراطي موحد في عموم اليمن. (أرشيف حنبلة).

اما حزب الاحرار الديمقراطي فقد تأسس في مدينة الشيخ عثمان بتاريخ 21 اكتوبر 1961م على اثر اجتماع حضرته بعض قيادات (حزب الاحرارالتقدمي) وعناصر وطنية اخرى، اسفر عن اتخاذ قرار بتوسيع قاعدة(حزب الاحرار التقدمي) وتفعيل نشاطه بتغيير تسميته واضافة اعضاء الى قوام قيادته وفي ذلك الاجتماع ثم انتخاب قيادة للحزب برئاسة محمد صالح مصعبي، وعضوية صالح قوبة، ومحمود محمد حسين ومحمد هزاع عراسي وعوض سعيد ماطر، ومحمد علي غالب وآخرون(ارشيف حنبله).

وكان من أهداف هذا الحزب العمل على تحقيق وحدة اليمن الطبيعية عن طريق محاربة الاستعمار في الجنوب وإفشال مشاريعه الرامية لإقامة اتحاد فيدرالي في الإمارات الجنوبية، الى جانب محاربة النظام المتخلف في الشمال، وإقامةنظام ديمقراطي سليم في عموم اليمن. والعمل على محاربة الاحتكار السياسي والاقتصادي. وغيرها من الأهداف (أرشيف حنبلة).

أما (مؤتمر عدن للنقابات) فقد ظهر على أثر إضراب عام قام به عمال المصافي، للمطالبة بحقوقهم واحتجاجاً على تسريح أعداد كبيرة منهم فبادرت «الجبهة الوطنية المتحدة» والتفاوض مع الشركة باسم العمال. لعدم وجود نقابة تمثل العمال، فرضت الشركة قبول الجبهة لتمثيل العمال بحجة أنها تنظيم سياسي وليس هيئة نقابية، فاضطرت الجبهة للدعوة الى عقد مؤتمر عام للنقابات القائمة والمعترف بها من قبل سلطات الادارة البريطانية، لغرض مناقشة قضية عمال المصافي المسرحين. فاحتشدت القيادات النقابية وجماهير غفيرة من العمال في مؤتمر عمالي عام عقد في يوم 3 مارس 1956م، أسفر عن تشكيل لجنة للقيام بمهام التفاوض مع شركة المصافي لحل مشكلة العمال المضربين.

وبعد مفاوضات شاقة مع الشركة استطاع العمال أن يحققوا بعض ماكانوا يطالبون به من حقوق، فأدركوا أن للعمل النقابي فاعليته، فأبقوا على اللجنة التي شكلوها من مختلف النقابات للتفاوض مع شركة المصافي، وصارت تلك اللجنة بمثابة هيئة قيادية لمؤتمر عدن للنقابات، الذي صار يعرف باسم (المؤتمر العمالي).

ولما كانت القيادات النقابية في المؤتمر العمالي تضم أفراداً من قيادات التنظيمات السياسية، فقد اتخذت من العمال قاعدة لتفعيل نشاطها السياسي، فأصبح المؤتمر العمالي قوة سياسية لايستهان بها ، كان له عظيم الأثر في التصدي للمشاريع الاستعمارية، ومنها مشروع الاتحاد الفيدرالي للإمارات الجنوبية، ومشروع التعديلات الدستورية وغيرها من المشاريع الرامية حرمان أبناء الريف في الجنوب والشمال من حقوقهم السياسية، ووقفت النقابات موقفاً صارماً ضد مشروع إنشاء دولة الجنوب العربي، معتبراً ذلك مشروعاً استعمارياً غايته فصل الأجزاء المحتلة عن اليمن الطبيعية، لذلك دعت الى رفض مشروع الاتحاد الفيدرالي جملة وتفصيلاً، على اعتبار أن الجنوب جزءاً لا يتجزأ من اليمن الطبيعية.

أما (الاتحاد القومي لليمن) فقد ظهر على أثر تزايد نشاط بعض الشبان من ذوي الميول الماركسية في بعض النقابات العمالية، ووصول بعضهم الى قيادة بعض النقابات. فخافوا من تأثير هؤلاء الشبان الذي قيل عنهم (شيوعيون) فتداعوا لعقد اجتماع لمواجهة العناصر الشيوعية في المؤتمر العمالي، وخارجة. وكان ذلك الاجتماع عام 1960م. والذي أسفر عن تأسيس (الاتحاد القومي لليمن) لمواجهة الشيوعيين خاصة بعد أن كانوا قد أظهروا موقفاً سلبياً بل معادياً من الوحدة المصرية السورية عام 1958م.

ويتضح من الشعارات التي رفعها (الاتحاد القومي لليمن) أنه ربما كان جناحاً من أجنحة(حزب البعث العربي الاشتراكي)بدليل ما أعلنه في ديباجة ميثاقه، أن مهمته “النضال حتى يبلغ الرسالة الخالدة التي قدر الله له أن يؤديها” (عمال اليمن في المعركة، للأصبح، ص45) وليس بخاف إن هذه المقولة مستوحاة من شعار حزب البعث:

«أمة عربية واحدة.. ذات رسالة خالدة».

ومن يقرأ معظم أدبيات هذا الاتحاد يجدها تعكس رؤى وأفكار حزب البعث العربي الاشتراكي. ولذلك لم تجد افكاره قبولاً لدى بعض الشبان من ذوي الميول الماركسية، فأعلنوا رفضهم له، واعتبروا قيامه فخاً جديداً ينصب للحركة الوطنية، لابقائها متمرغة في حضيض الانقسام. (انظر: مقدمة ميثاق الاتحاد الشعبي الديمقراطي، ص10)

ومهما يكن الأمر، فإن (الاتحاد القومي لليمن) كان من الفصائل التي رفضت مشروع الاتحاد الفيدرالي، وقامته، على اعتبار أنه يكرس مسألة انفصال الامارات الجنوبية عن اليمن الطبيعية.

اما (الاتحاد الشعبي الديمقراطي) فقد ظهر هو الآخر على أثر الصراع الذي كان قائماً في (المؤتمر العمالي) بين التيار القومي والتيار الشيوعي، غير أنه بعد قرارات التأميم الشهيرة التي قام بها الرئيس جمال عبدالناصر في مصر عام 1961م، خفت حدة العداء للشيوعية في المنطقة العربية، فتنفس الماركسيون العرب الصعداء، فوجد الماركسيون في اليمن الفرصة سانحة لتأسيس حزب سياسي لهم، فعقدوا مؤتمرهم الأول في عدن في 22 أكتوبر 1961م. والذي أسفر عن تأسيس (الاتحاد الشعبي الديمقراطي) وكان قد اختار عبد الله باذيب أميناً عاماً له.

وجاء في مقدمة ميثاقه: «ان الاتحاد الشعبي الديمقراطي يناضل من أجل انجاز مهمات حركة الشعب اليمني الهادفة الى التحرر الوطني والوحدة اليمنية والديمقراطية..» (الميثاق الوطني للاتحاد الشعبي الديمقراطي، ص1).

وكان (الاتحاد الشعبي الديمقراطي) يعتبر الاستعمار العدو الأساسي والأشد خطراً، ودعا الى تشديد الكفاح ضده، وندد بكل المشاريع الاستعمارية الرامية الى دمج عدن في طريق الحكم الذاتي المشبوه، وربطها بما يسمى بالاتحاد الفيدرالي، ورأى أن الرد الحاسم على تلك المشاريع هو النضال من أجل تقرير المصير في ظل أجواء حرة ديمقراطية، وندد بالمباحثات التي جرت في كل من لندن وعدن، لغرض دمج عدن في الاتحاد الفيدرالي، وأكد تمسكه بالوحدة اليمنية.

وكان قد أشار في ميثاقة إلى أن أبناء الشمال عمالاً وطلاباً ومثقفين وتجاراً صغاراً، وأصحاب مهن، يؤلفون لوحدهم العمود الفقري للطبقة العاملة وحركتها في عدن، ويؤلفون مع إخوانهم أبناء الجنوب القوة الرئيسية للحركة الوطنية، مؤكداً أن هذا الواقع يعطي شعار الوحدة اليمنية صفة كفاحية حاسمة، ويجعل من التمسك والمنادات بها مسألة حياة أو موت بالنسبة للحركة الوطنية.

أما (منظمة البعث العربي الاشتراكي) فقد ظهرت في عدن على يدي بعض المثقفين الذين كانوا قد تلقوا دراستهم في بعض الأقطار العربية، والذين تأثروا بمبادىء وأفكار حزب البعث العربي الاشتراكي، فاستطاع بعضهم الوصول إلى قيادة بعض النقابات العمالية، أو رئاسة تحرير بعض الصحف، أو الكتابة فيها.

وقد عمل بعض هؤلاء في سلك التدريس، فاستطاعوا التأثير في الطلاب والطالبات، وساهموا في تشكيل بعض التنظيمات الطلابية، والتجمعات الشبابية أو النسائية. كما نظموا المحاضرات، وأقاموا الندوات والحوارات الفكرية ونشطوا في الترويج لأفكار حزب البعث وتوزيع نشراته وشرح مقولاته، ومواجهة خصومه.

وفي الشأن اليمني، وقفت ضد المشاريع الاستعمارية، وكشفت مخططاته الرامية اعطاء عدن حكما ذاتياً شكلياً ودمجها بالاتحاد الفيدرالي.

ورفضت ذلك رفضاً قاطعاً، ودعت الى الكفاح السلمي لطرد الاستعمار في الجنوب، والانقلاب على السلطة في الشمال، لاقامة نظام وطني واحد في عموم اليمن، ولم تحبذ الأخذ بالكفاح المسلح لتحرير الجنوب، ودعت إلى وحدة اليمن الطبيعية على طريق الوحدة العربية الشاملة.

أما (حزب الشعب الاشتراكي) فإنه قد ظهر على أثر إجتماع مجلس المندوبين في المؤتمر العمالي بعدن الذي انعقد في 13يوليو 1962م، وبرز كواجهة سياسية للمؤتمر العمالي بعد ان فرضت السلطات البريطانية في عدن حظراً على المؤتمر العمالي في ممارسة السياسة، وكان ظهوره في فترة كان النضال الوطني قد وصل إلى قمته، بعد سلسلة من أعمال العنف التي قامت بها السلطات في مواجهة الانتفاضات المسلحة والاضرابات العمالية والمظاهرات والمسيرات الجماهيرية.

وكانت قد تغلغلت حينذاك في أذهان الناس بعض الدعوات المطالبة بجلاء الاستعمار وتحرير الوطن وتوحيده، فوجد (حزب الشعب الاشتراكي) الأجواء مهيأة أمامه للعمل السياسي لأن الجماهير كانت في أشد حماسها، خاصة في عدن، فأخذ الحزب يرفع الشعارات البراقة التي تلهب حماس الجماهير، فرفض المشروعات الاستعمارية المتعلقة بالحكم الذاتي لعدن، ورفض عملية دخولها في الاتحاد، معتبراً إقامة الاتحاد الفيدرالي تكريساً لفصل الجنوب عن الشمال، وعارض بشدة تأسيس دولة (اتحاد الجنوب العربي) لذلك قاد مظاهرات صاخبة جابت أحياء عدن المختلفة يوم 24سبتمبر 1962م والتي زحفت فيها الجماهير على المجلس التشريعي بعدن، ووصلت الجماهير الى مقر المجلس التشريعي الواقع في أحد التلال الشرقية المطلة على عدن، ثم أشتعلت فيه النيران في الوقت الذي كان المجلس منعقداً لمناقشة قرار ضم عدن إلى الاتحاد الفيدرالي، تنفيذاً لمخططات السلطات البريطانية الرامية إلى تأسيس (اتحاد الجنوب العربي).

الاتجاه السادس

وتمثله كل من:

1 - الجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني المحتل.

2 - جبهة تحرير جنوب اليمن المحتل.

3 - التنظيم الشعبي للقوى الثورية.

أما (الجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني المحتل) فقد تأسست على أثر اجتماع عقد في صنعاء، بتاريخ 19 أغسطس 1963م، حضره عدد من قيادات حركة القوميين العرب في جنوب اليمن، وفي هذا الاجتماع أقرت التسمية النهائية لما صارت تعرف باسم (الجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني المحتل) وتخلت عن التسمية السابقة التي كانت قد أعلنتها في بيانها التأسيسي الصادر في 24 فبراير 1963م، وهي تسمية (جبهة تحرير الجنوب اليمني).

وكانت (الجبهة القومية) قد دعت منذ بداية تشكيلها إلى الأخذ بمبدأ الكفاح المسلح كأسلوب وحيد لتحرير الجنوب اليمني المحتل، من الاستعمار وعملائه، فقد رفضت المشروعات الاستعمارية جملة وتفصيلاً، بما في ذلك مشروع إنشاء دولة (اتحاد الجنوب العربي).

وكانت الانطلاقة الأولى للكفاح المسلح في 14أكتوبر 1963م، من جبال ردفان، والتي سرعان ما انتشر لهيبها ليعم مناطق الجنوب المختلفة، حتى وصل لهيبها إلى مقر القاعدة البريطانية في (مستعمرة عدن).

وفي مؤتمرها الأول الذي انعقد في مدينة تعز (22 - 25 يونيو 1965م)، أقرت مسارها السياسي، واتجاهها الفكري، ويرنامجها المستقبلي، والذي لايخرج عن كونه انعكاساً لبرنامج (حركة القوميين العرب).

وفي 13 يناير 1966م أقدمت بعض عناصر من قيادات الجبهة على التوقيع لدمج الجبهة في منظمة كانت تسمى (منظمة تحرير الجنوب اليمني المحتل) والتي ضمت في عضويتها إلى جانب المنشقين من قيادات الجبهة القومية عناصر أخرى من بعض التنظيمات السياسية والمشائخ والسلاطين المنشقين. غير أن قواعد الجبهة القومية رفضت هذا الدمج واعتبرته ردة إلى الوراء في اتجاه الأخذ بالحلول السياسية، التي تجاوزتها الأحداث، وقد نجم عن عملية الدمج هذه قيام (جبهة تحرير جنوب اليمن المحتل).

وفي مؤتمر (الجبهة القومية) الذي انعقد في (خمر) في نوفمبر 1966م، تقرر انسحاب (الجبهة القومية) عن (جبهة التحرير) وعادت (الجبهة القومية) للعمل من جديد بصورة مستقلة، غير ان هذا الانسحاب قد تسبب في إيقاف الدعم المالي والعسكري عنها من قبل أجهزة المخابرات المصرية التي كانت تقدمها قبل ذلك، وتحول هذا الدعم إلى جبهة التحرير.

أما (جبهة تحرير جنوب المحتل) فإنها قد ظهرت على أثر توقيع اتفاقية الدمج الذي وقعت عليه بعض قيادات (الجبهة القومية) وقيادة (منظمة تحرير جنوب اليمن المحتل) وهي التسمية القديمة للجبهة القومية.

وكانت وكالات الأنباء العربية والأجنبية قد تناقلت خبر هذا الدمج، الذي اذاعته اذاعة تعز حينذاك. كما أحدث نبأ الدمج دوياً كبيراً في أوساط الحركة الوطنية، خاصة بعدما أعلن أمين عام الجبهة القومية وقتها قحطان محمد الشعبيرفضه لعملية الدمج، واعتبره عملاً غير شرعي، لعدم استناده إلى مشاورة القواعد.

وعلى الرغم من معارضة (الجبهة القومية) لعملية الدمج ممثلة بأمينها العام إلاّ أن جبهة التحرير، ظلت تمارس نشاطها، جنباً إلى جنب مع (الجبهة القومية)، فأخذت بمبدأ الكفاح المسلح مدعومة من قبل القوات المصرية في اليمن، ورفضت مشروع (اتحاد الجنوب العربي) وإقامته.

وقد عملت (جبهة التحرير) على مقاومة الاستعمار، وأخذت بمبدأ العمل السياسي جنباً إلى جنب مع الكفاح المسلح، إلاّ أن انسحاب (الجبهة القومية) عنها أحدث شرخاً في صفوفها، إذ تبين لبعض أعضائها من المقاتلين انها تعيش في أزمة، فأصبحت غير قادرة على قيادة العمل العسكري والسياسي معاً.

ولما كانت الاستخبارات المصرية العاملة في شمال اليمن تتدخل في شؤون (جبهة التحرير) وتفرض عليها نوعاً من الوصاية، فإن بعض قياداتها رفضت تلك الوصاية، وعملت للحيلولة دون تدخل الاستخبارات المصرية في شؤونها. ولكن نفوذ الاستخبارات المصرية كان قوياً، غير انها لاتريده ان يظهر على السطح، فأوعزت إلى بعض عملائها في الجبهة لتكون تنظيم عسكري يعمل في إطار الجبهة يعني اساساً بالعمل العسكري، يحظى بدعمها المباشر دون الرجوع إلى قيادة جبهة التحرير، وكان ذلك التنظيم هو (التنظيم الشعبي للقوى الثورية).

إن (التنظيم الشعبي للقوى الثورية) كان قد تأسس في اكتوبر 1966م، كرد فعل لانسحاب (الجبهة القومية) عن جبهة التحرير، معلناً التزامه بالكفاح المسلح ورفض المشروعات الاستعمارية، بما في ذلك مشروع (اتحاد الجنوب العربي).

وكان قد أصدر عقيب تأسيسه بياناً وزعه على أعضاء الجبهة، كان قد أصدره الرئيس جمال عبدالناصر، بمصر في 21 مايو 1962م، والذي كان قد دعا فيه إلى ضرورة الثورة في جميع المجالات، ومقاومة الاستعمار وعملائه.. الخ..

ولم يختلف ذلك التعميم عن فحوى (الميثاق الوطني) المصري في شيء الا في بعض الخصوصيات المحلية الطفيفية.

وكان (التنظيم الشعبي للقوى الثورية) يتشكل في معظمه من الفدائيين الموالين للاستبخارات المصرية، والذين كانوا يعملون في اطار (جبهة التحرير) لغرض منافسة (الجبهة القومية) التي صارت تعمل بصورة مستقلة بعد ان رفضت عملية الدمج، واعلنت انسحابها عن (جبهة التحرير).

وبقي (التنظيم الشعبي) متفرغاً للعمل العسكري، في الوقت الذي كانت قيادة جبهة التحرير) تعني بالعمل السياسي، وكلاهما عملا على اسقاط مشروع (اتحاد الجنوب العربي) ومقاومة الاحتلال.

اشكالية هوية اتحاد الجنوب العربي:

في السابع من يناير 1954م ادلى حاكمعدن (السير توم هيكنبوتام) بتصريح رسمي يتضمن رغبته في ايجاد نوع من الاتحاد بين محميات الجنوب العربي، (صلاح البكري، ص35) وكان هذا التصريح قد لقي مارضة شديدة من قبل حكومة الاماميحيى في صنعاء، وبعض القوى السياسية في عدن والامارات الجنوبية.

وفي اغسطس 1956م اعلن خلفه حاكم عدن (السيروليم لوس) فورتعينه انه سيسير في نفس المخطط السياسي الذي وضعه سلفه، والذي كان قد دعا اليه (هار ولدا نجرامز).

وفي مارس 1956م، كان قد صدر في لندن تصريح اعلنت فيه الحكومة البريطانية ان سياسة الحكومة البريطانية في المحمية- كما في غيرها- هي مساعدة جميع الاقطار التابعة لبريطانيا من اجل الوصول الى اقصى حد من الانماء الاقتصادي والتطور السياسي، تسمح به ظروف هذه الاقطار، وحكومة صاحبة الجلالة تشاطر الرأي القائل ان دول المحمية اذا جمعت أجزاؤها الصغيرة الضئيلة السكان القليلة الموارد في كيان متشرك، امكنها ان تصل الى ارفع درجة من التطور السياسي، ومناجل ذلك يقتضي عليها ان تسعى لاقامة نوع من الاتحاد فيما بينها للمساعدة والمساندة المتبادلة وتقوية الاقتصاد الداخلي والتنظيم الاجتماعي، (البكري، ص35).

وقد اثار هذا التصريح جدلاً واسعاً في اوساط المثقفين والسياسيين في عدن وسائر الامارات الجنوبية، وعموم اليمن، وتحركت القوى السياسية للتعاطي مع هذا التصريح، وانقسم الناس بين رافض له، ومرحب به، او مترقب لما سينجم عنه.

ولما كانت الحكومة البريطانية عازمة على تنفيذ مخططها فانها عملت على عقد اجتماع مشترك لحكام الامارات في 4 فبراير 1959م برئاسة الحاكم العام لعدن، وصدر عن ذلك الاجتماع بيان ورد فيه مايلي:

«نعتقد انه عندما يصبح الاتحاد دولة عربية اسلامية تتمتع بالمساواة التامة مع شقيقاتها الدول العربية، ستكون النتائج لمصلحة بلادنا وشعوبها، كما انها ستكون بمثابة خطوة اولى نحوا لوحدة الشاملة، واننا نتخذ الآن الخطوات الضرورية لانشاء حكومة اتحادية» (البكري، 36).

لقد ارادت بريطانيا من عقدها لذلك الاجتماع لحكام الامارات الجنوبية، افشال اجتماع مماثل كان قد اقترحه الثعالبي لغرض انشاء اتحاد بين حكام الامارات وحكومة صنعاء، فعمدت الى ان يجتمع حكام الامارات تحت اشرافها وافشال اية محاولات لتقاربهم مع نظام صنعاء.

وفي 11 فبراير 1959م اعلنت حكومة بريطانيا عن انشاء اتحاد فيدرالي بين ست امارات هي:

1 - امارة بيحان.

2 - السلطنة العوذلية.

3 - السلطنة الفضلية.

4 - امارة الضالع.

5 - مشيخة العوالق.

6 - سلطنة يافع بني قاصد.

وفي اكتوبر من العام نفسه انضمت الى الاتحاد السلطنة العبدالية، (لحج). وفي 12 مارس 1960 انضمت ثلاث امارات اخرى هي:

1 - سلطنة العوالق السفلى.

2 - مشيخة العقارب.

3 - مشيخة دثينة

وشكلت الحكومة البريطانية من حكام الامارات مجلساً اعلى للتنسيق فيما بينهم، وعقد اول اجتماع لمجلس الاعلى في 4 ابريل 1959م، كما شكلت مجلساً اتحادياً يعنى بالامور التشريعية، عقد اول اجتماع له في 9 نوفمبر 1959م.

ولم تكترث السلطات البريطانية بالمعارضة الشعبية لهذا الاتحاد، الذي اعتبرته القوى السياسية بانه من صنع الانجليز، لاعاقة اية خطوات نحو هدف اليمنيين جميعاً وهو الوحدة اليمنية. بل سارت في تنفيذ مخططاتها حتى النهاية رغم الرفض الشعبي.

ولم يمض وقت طويل حتى بدأت المباحثات بين ماسمي بحكومة الاتحاد الفيدرالي، وحكومةعدن التي شكلتها بريطاينا لغرض انضمام عدن الى الاتحاد، ففي اغسطس 1962م وجه كل من وزراء حكومة الاتحاد ووزراء حكومةعدن رسالة مشتركة الى وزير المستعمرات البريطانية، جاء فيها: «نأمل عن طريق زيادة قوتنا الاقتصادية واستقرارنا السياسي ان تقرب الوحدة بين عدن والاتحاد لنيل الاستقلال التام الذي نعلق عليه اعظم الاهمية»(البكري، 37).

وجاء في رد وزير المستعمرات علىتلك الرسالة مايلي:

«واني ارحب بهذه الفرصة لأؤكد نيةالحكومة البريطانية للسير بشعب الاتحاد بأسرع مايكون ذلك عملياً الى الاستقلال فالسيادة».

وأضاف قائلاً: وأنا على يقين بانكم على حق في ظنكم بان القوة الزائدة التي ستتدفق منجراء انضمام عدن سوف تساعد على تعجيل الوقت الذي يصبح فيه الاتحاد قادرا على تولي مسؤوليات الدولة»(البكري، 37).

قال ذلك لان عدن بالنسبة للامارات كانت في مستوى اعلى من حيث التطور الاقتصادي والثقافي والحياة الاجتماعية والنظم الاداري، وربما لهذا السبب طالب بعض السياسيين في عدن من تعاطوا مع مشروع الاتحاد وقبلوا انضمام عدن اليه- ان يكون لعدن وضع متميز في دولة الاتحاد.

ولتطمين اهالي عدن ووزراء الاتحاد على هذا التخوف بقولهم: «اننا نعترف بان عدن قد تقدمت في مضمار الانظمة الياسية والاجتماعية والسياسية والاجتماعية تقدماً يختلف عن بقية الاتحاد، وانها تحتل مركزاً ذا اهمية تجارية بارزة، ونظراً لهذه الاسباب وغيرها نرى ان عدن ستكون مستحقة من نواح معينة لمعاملة خاصة، بما في ذلك تمثيل اوسع في الاتحاد مما تتمتع به الولايات الاعضاء الحالية»(البكري، 38).

وتنفيذاً لهذا الطرح نصت اتفاقية انضمام عدن ال ىالاتحاد ان عدن ستصبح عضواً في الاتحاد ابتداء من الاول من مارس 1963م تحت مسمى (ولاية عدن).

وانتقلت عدن بعد انضمامها الى الاتحاد انتقالاً شكلياً من كونها مستعمرة الى ولاية مندرجة في اطار (اتحاد الجنوب العربي) وحظيت بامتيازات في قوام تشكيلية الحكومة الاتحادية، وبدخول عدن في الاتحاد، اكتمل تشكيله فصار مكونا من عشر ولايات، لكل ولاية ستة اعضاء يمثلونها في المجلس الاتحادي، وهو المجلس التشريعي، اماعدن فيمثلها اربعة وعشرين عضواً من اصل اربعة وثمانون عضواً، وتتمتع كل ولاية في المجلس الاعلى، الذي هو مجلس الوزراء، بوزير واحد لكل ستة اعضاء في المجلس الاتحادي، وبذلك حصلت عدن على اربعة وزراء في حكومة الاتحاد.

ولما كان لعدن مجلسها اتشريعي الخاص بها قبل انضمامها الى الاتحاد، فان مهامه ظلت محصورة في الانور المتعلقة بمدينة عدن فقط، اما الولايات الاخرى فلاشأن له بها، لان لكل ولاية اميراً او شيخاً او سلطاناً يختص بشؤون ولايته. اما الامورالمشتركة بتعني بها الحكومة الاتحادية.

وتعني الحكومة الاتحادية بالشؤون الخارجية، والامن الداخلي، والدفاع، والطيران والمطارات والبريد والهاتف والاشغال العامة، وانشاء الطرق وصيانتها والمعارف والصحة، وشؤون النقد والعملة، والمصارف والضرائب والجمارك، وتسجيل السيارات، وقضايا الجنسية. (البكري، 38).

كما ان هناك محكمة اتحادية عليا، للنظر في القضايا المستأنفة، المرفوعة من محاكم الولايات.

وليس بخاف ان الادارة البريطانية ممثلة بحاكمها العام الذي اصبح يدعي (المندوب السامي) هي التي بيدها مقاليد الامور كلها، وما الحكومة الاتحادية الا صورة شكلية لحكومة لاحول لها ولا قوة. ولذلك سرعان ماانهارت، من جراء الضربات القوية التي شنها الفدائيون ضد قوات الاحتلال، بحيث لم تعد تقوى على حماية كومتها العملية، فانهارت حكومة الاتحاد قبل رحيل قوات الاحتلال، لأنها تشكلت وفقاً لمشيئة الحكومة البريطانية، لتنفيذ مخططاتها في المنطقة، وليست نابعة من إرادة الشعب. وهذا هو شأن كل نظام يؤسس على غير ارادة الشعب، ويخدم مصالح المستعمر.

المراجع

1 - اتحاد الجنوب العربي، لصلاح البكري.

2 - ارشيف حنبلة (منشورات عامة).

3 - اضواء على حزب الشعب الاشتراكي، صادر عن حزب الشعب الاشتراكي.

4 - أهذا كتاب ابيض؟ لعبده حسين الادهل.

5 - الحزب هو الشعب الاشتراكي، صادر عن حزب الشعب الاشتراكي.

6- الحكم الذاتي، او الام العدنيين واحلامه، لعلي محمد لقمان.

7 - دستور رابطة ابناء الجنوب.

8 - دستور الجمعية العدنية.

9 - الدستور العام لمؤتمر عدن للنقابات.

10 - الرحلة اليمنية، لعبدالعزيز الثعالبي.

11 - صحيفة (البعث) العدد 42/29 /10/ 1955م (الملحق).

12 - صحيفة (الحقيقة) 20 يناير 1962م.

13 - عمال اليمن في المعركة.. لعبدالله الاصنج.

14 - الميثاق الوطني.. للاتحاد الشعبي الديمقراطي.

15 - ميثاق الاتحاد القومي لليمن.

16 - الميثاق القومي، الصادر عن جبهة تحرير جنوب اليمن المحتل.

17 - الميثاق الوطني، للجبهة القومية لتحرير جنوب اليمن المحتل.

18 - نظرة في تطور المجتمع اليمني. لسلطان احمد عمر.

19 - هذا الجنوب.. ارضنا الطيبة. لعبدالرحمن جرجرة.
شهثان المر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 2013-10-09, 06:32 PM   #5
شهثان المر
موقوف
 
تاريخ التسجيل: 2010-06-14
المشاركات: 2,217
افتراضي

التركيبة السكانية في مدينة عدن عشية الاستقلال







د. علوي عبدالله طاهر :

تميزت مدينة عدن عن سائر المناطق اليمنية بتركيبة سكانية لانظير لها في المدن اليمنية الاخرى ،ما أكسبها وضعاً خاصاً أدى إلى نمو عدة فئات رئيسية فيها ، كانت بداية تشكلها في النصف الأول من القرن العشرين ، ثم تبلورت بصورة واضحة في فترة مابعد الحرب العالمية الثانية، وبالذات في أواخر الأربعينات وعقد الخمسينات وأوائل الستينات، حيث تشكلت خلال هذه الفترة الفئات الآتية:

الفئة الأولى :

وتشكلت من السماسرة ووكلاء الشركات الاجنبية الذين أستمدوا وضعهم الاجتماعي والاقتصادي من علاقتهم المباشرة مع الشركات الاجنبية ، فتبلورت بظهور بعض الاسر البرجوازية الاستقراطية ذات الاصول غير المحلية ، اذ أن كثيراً منها تنتمي إلى اسر هندية او ايرانية او باكستانية ، وقد ارتبطت مصالح هذه الفئة بالإدارة البريطانية ، ومن بين اوساط هذه الفئة برز تيار سياسي ينادي بـ ( عدن للعدنيين) ويطالب بالحكم الذاتي لعدن أسوة بسائر المستعمرات البريطانية، هدفه الحفاظ على الامتيازات التي حصلوا عليها ، وكان معظهم من ابناء المستعمرات البريطانية الذين كانوا يحتلون أعلى المراتب ، ويشغلون أفضل الوظائف ، وكانت هذه الفئة وراء الدعوة لفتح ابواب الهجرة الاجنبية ، واغلاقها في وجه الوافدين من المناطق اليمنية المختلفة ، حفاظاً على مصالحها ، والابقاء على امتيازاتها ، غير أن حجم هذه الفئة ضئيل بالنسبة للسكان .







الفئة الثانية :

وتشكلت من صغار الموظفين والتجار والحرفيين وهم الذين كانوا يشكلون ( البرجوازية الصغيرة ) وقد زادت اعدادهم نتيجة للتوسع في النشاط الاقتصادي للميناء ، وحاجة المنطقة الحرة لموظفين مؤهلين، وعمال مهرة ، ووكلاء لتفريغ او لشحن أو لتوزيع البضائع ، وهذه الفئة هي التي نادت بتوسيع قاعدة المتعلمين وطالبت ببناء المدارس ونشر التعليم وتطوير الثقافة ، وساهمت في اصدار الصحف وساهمت في الكتابة فيها ، وعملت على تأسيس الاحزاب السياسية ، وانشاء النوادي والجمعيات الخيرية ، وسعت لتفعيل نشاطاتها ورسم سياساتها، وهي التي ساهمت في تطوير الحياة الاجتماعية والاقتصادية بعدن ، وارتبطت مصالحها بالانتعاش الاقتصادي في عدن ، ومن بين اوساط هذه الفئة ارتفع شعار ( عدن عربية ) في مواجهة شعار ( عدن للعدنيين) الذي كانت ترفعة الفئة الاولى ، وكان هذا الشعار يتمشى مع مصالحها وتطلعاتها في شغل الوظائف الحكومية الكبيرة التي كانت محصورة على أبناء الجاليات الاجنبية ، وهذه الفئة هي التي طالبت بجعل اللغة العربية لغة رسمية في المحاكم ، وطالبت بتحسين تعليم اللغة العربية في المدارس ، وجعل العطلة الرسمية يوم الجمعة بدلاً عن يوم الاحد ، وسارعت بتعليم أبنائها وبناتها ، وعملت على إنشاء المكتبات التجارية وإصدار الصحف ، وتقديم المساعدات الاجتماعية للمستحقين .







الفئة الثالثة :

وتشكلت من الموظفين والعمال الذين يعملون في المنشآت الاقتصادية المختلفة ، ومعظهم كانوا يعملون في القطاعات التحويلية والبناء والتشييد ، والتجارة والمصارف ، والخدمات العامة ، وخدمة الدولة، والكهرباء والماء والغاز والنفط وغيرها . ويدخل في اطار هذه الفئة عمال المصافي وعمال الميناء والعاملون في المؤسسات العسكرية والمدنية والضباط العاملون في القاعدة ، الا ان هذه التركيبة الاجتماعية بدأت تتغير في أواخر الخمسينات واوائل الستينات ، اذ بدأ يحدث بعض التقارب بين الفئات الاجتماعية المتجانسة ذات المصالح المشتركة ، فمثلاً : السماسرة ووكلاء الشركات الاجنبية صارت مصالحهم تلتقي مع أمثالهم من ابناء العائلات التي ارتبطت بهم ، كأغنياء الفلاحين في الريف والسلاطين والتجار الذين يسوقون المحاصيل الزراعية ومنتجات اللحوم والاسماك وقد عارضت هذه الفئة الدعوة للحكم الذاتي لعدن ، واعتبرت عدن موطن الجنوبيين ، ولا يمكن لها ان تعيش ككيان قائم بذاته منعزل عن سائر الامارات الجنوبية ، وقد دعت هذه الفئة لقيام إتحاد فيدرالي لجميع الامارات وتدخل عدن في اطاره ، ونادت باستقلال المناطق الجنوبية بما فيها عدن ، وقيام دولة مستقلة ، وقد لقيت هذه الدعوة بعض التعاطف في أول الامر انطلاقاً من أن السوق التجارية واحدة تشمل عدن والامارات ، خاصة انها كانت في بدايتها قد سعت لتعريب الوظائف والتخلص من الاجانب الوافدين من المستعمرات ، وإحلال الجنوبيين بدلاً عنهم في الوظائف الكبيرة .







الفئة الرابعة :

وهي مكونة من العمال والمستخدمين ، وهي كبرى الفئات واكثرها إتساعاً ، ونمواً وتكاثراً ، وقد جاءت اغلبية هذه الفئة من المناطق الجبلية الواقعة وقتها تحت حكم الائمة ، او مناطق الريف الجنوبية الواقعة حينذاك تحت حكم السلاطين المرتبطين بمعاهدات حماية مع الحكومة البريطانية ، وترجع اصول غالبية هذه الفئة إلى فقراء الفلاحين ، والرعاة والصيادين ، الذين قدموا إلى عدن واستقروا فيها طلباً للرزق ، وقد شكلت هذه الفئة اغلبية سكان عدن ، وقد تسمت بعض الحارات بأسماء بعض القبائل او العشائر، لكثرة الساكنين فيها من تلك القبائل ، فهناك حارة لودر ، وحارة دبع ، وحارة القريشة ، وحارة المقاطرة ، وحارة البدو .. وغيرها .

وقد اشتغل ابناء الريف المقيمون في عدن بالعديد من المهن ، الا أن بعض المهن ارتبطت بأبناء مناطق معينة ، لأنهم مهروا بها ، واشتهروا بالتعاطي معها دون سواها ، ومن ذلك على سبيل المثال لا الحصر ، المهن الاتية :

- مهنة بيع الشاي والقهوة ، ارتبطت بأبناء بني عمر .

- مهنة بيع الخضار والفواكه ، ارتبطت بأبناء الظريفة .

- مهنة بيع السمك ، ارتبطت بأبناء عدن وماجاورها .

- مهنة بيع اللحوم ، ارتبطت بأبناء لودر ومودية .

- مهنة بيع الملابس والعطور ارتبطت بأبناء دبع .

- مهنة بيع القات ارتبطت بأبناء المقاطرة .

- مهنة بيع البهارات والبقالات ارتبطت بأبناء الشحر .

- مهنة المطاعم والمخابيز ارتبطت بأبناء بني شيبة .

- مهنة الافران وبيع الروتي ارتبطت بأبناء الاعبوس.

- مهنة بيع قطع الغيار ارتبطت بأبناء قدس .

- مهنة التصوير والاستديوهات ارتبطت بأبناء الاعبوس

- مهنة صناعة الحلويات والسكاكر ارتبطت بأبناء القبيطة .

- مهنة البناء والمقاولات ارتبطت بأبناء ذبحان والاصباع.

- مهنة الحدادة ارتبطت بأبناء الهنود ، والبينيان .

- مهنة بيع المشروبات وتوزيع المياه الغازية ارتبطت بأبناء بني شيبة.

- مهنة بيع الصحف والمجلات والمكتبات ارتبطت بأبناء بني شيبة .

وهكذا سائر الحرف والمهن ، فإن كلا منها ارتبطت بأبناء قبيلة معينة، مارسوها اباً عن جد ، وظلت بعضها محصورة في عائلات معينة ، وهي وحدها المحتفظة بأسرارها .

كل ذلك كان في عدن حاضرة المدن اليمنية ، والتي تجمع فيها أبناء اليمن من مناطقهم المختلفة ، وشكلوا مجتمعين أكبر فئة اجتماعية في المدينة ، وقد كان لهذه الفئة أثر عظيم في مجرى الحياة السياسية، وفي مسيرة النضال الوطني ، والكفاح المسلح .

ولقد شكلت العناصر المنتمية إلى هذه الفئة نوعاً من التحالف السياسي فيما بينها لرفض إنشاء دولة في الجنوب مستقلة عن الشمال، غير ان هذه الفئة كانت وليدة التكوين ، ومرتبطة اقتصادياً بقطاع الخدمات ، ولكنها كانت مكبلة بقيود واجراءات قوانين الهجرة والجنسية المعمول بها في المستعمرة ، وكان قانون الهجرة يسمح لكل مهاجر من دول الكومنولث ان يعمل في اية منشأة اقتصادية او خدماتية بدون اية معوقات ، كما كان قانون الجنسية يتيح له حق الاقامة الدائمة واكتساب الجنسية ، وممارسة النشاط السياسي ، في حين كانت هذه القوانين نفسها تحجب عن ابناء الامارات والشمال الحقوق الممنوحة للمهاجرين الاجانب وعلى ضوء ذلك برزت من بين عناصر هذه الفئة قيادات نقابية عملت على تأسيس نقابات عمالية ، فظهرت في أول الامر عشرات النقابات العمالية التي كونت فيما بعد المؤتمر العمالي بعدن وذلك في الثالث من مارس 1956م .







وقد كان تأسيس المؤتمر العمالي خطوة هامة وايجابية على طريق وحدة العمل النقابي ، وتلاحم الطبقة العمالية في اليمن ، مما ساعد على إفشال كثير من الخطط والمشاريع الاستعمارية ، وعزز هذا المؤتمر الاتجاه السياسي الداعي إلى وحدة اليمن الطبيعية ارضاً وشعباً ، وكان هذا الاتجاه متفقاً مع ماكانت تدعو له الجبهة الوطنية المتحدة ومعها غالبية القوى المحركة للعمل السياسي في عدن وسائر الامارات .

وقد صار هذا الاتجاه نهجاً للحركة الوطنية اليمنية على اختلاف أحزابها وتنظيماتها السياسية ، والذي على اساسه خاض الشعب غمار معركة التحرير وصولاً إلى جلاء قوات الاحتلال وقيام دولة الوحدة .
شهثان المر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 2013-10-09, 06:35 PM   #6
شهثان المر
موقوف
 
تاريخ التسجيل: 2010-06-14
المشاركات: 2,217
افتراضي

ئيس الجمهورية في خطابه إلى جماهير الشعب اليمني بمناسبة العيد الـ 45 للاستقلال الوطني :
ثورة 14 اكتوبرأجبرت الاستعمار على الرحيل وحققت الاستقلال الوطني


الأخ الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية
صنعاء / سبأ:

قال الأخ الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية إن أبطال المقاومة والكفاح المسلح سجلوا أروع ملاحم البطولة والفداء حينما واجهوا بأجسادهم النحيلة وصدورهم العارية وأسلحتهم الشخصية المتواضعة أضخم آلة عسكرية للإمبراطورية التي لم تكن الشمس تغيب عنها.. وكانت المعجزة أن استطاع الثوار الأشاوس بقوة عزيمتهم وعظيم إيمانهم بربهم وبقضيتهم تحقيق النصر والهدف الذي ناضلوا من أجله على مدى مئة وتسعة وعشرين عاما ليقدموا دليلا لا يقبل الدحض على أن إرادة شعبنا أقوى من كل التحديات وأمضى من كل وسائل البطش والقهر والتغييب والتآمر.

جاء ذلك في خطاب وطني هام وجهه إلى جماهير شعبنا اليمني في الداخل والخارج بمناسبة العيد الخامس والأربعين للاستقلال المجيد الـ«30 من نوفمبر».

وأضاف:« فليكن احتفالنا بالعيد الخامس والأربعين للاستقلال المجيد مناسبة نستمد فيها من أبطال المقاومة والكفاح قوة العزيمة والإيمان وتلاحم الصفوف لمواجهة تحديات الحاضر وتحقيق الآمال والطموحات التي يرجوها شعبنا وفي مقدمته الشباب .. قوة الحاضر وأمل المستقبل الذين حركوا السكون وكسروا الجمود في العام الماضي ودفعوا الوطن بجسارتهم وإرادتهم إلى مرحلة جديدة هي مرحلة التغيير وبناء اليمن الحديث يمن الحرية والديمقراطية والحكم الرشيد والدولة المدنية الحديثة» .

ودعا الأخ الرئيس بهذه المناسبة الوطنية العظيمة كل قوى التغيير بمختلف اتجاهاتها إلى الحفاظ على ديمومة التغيير وروح التجديد والحذر من الفعل السلبي للعناصر التي تتسلل إلى مؤسسات وإدارات الدولة بهدف زرع الإرباك وبث روح الإحباط واليأس والتشكيك بصوابية ما عزمنا على السير معا لتحقيقه وهو اليمن الجديد الذي يصبح فيه الفرد رقما حقيقيا وعنصر إنتاج فاعلاً ويلتحم فيه الشعب في موكب واحد باتجاه المستقبل الأفضل لينعم بالأمن والرخاء والحرية.. مؤكدا أن عجلة التغيير قد بدأت بما فيها مكافحة الفساد وتجفيف منابعه وإصلاح القضاء والإدارة العامة وإصلاح هياكل المالية العامة وأجهزة الرقابة.. وقال:« نحن مستمرون في تجفيف منابع الفساد ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب واتخاذ التدابير لحماية المال العام ومضاعفة إجراءات رعاية الشرائح الفقيرة ومحدودي الدخل وتعزيز حضور المرأة اليمنية في مضمار التنمية والإسهام في النهوض الوطني».

واستطر الأخ الرئيس قائلا:« ونحن إذ نقف الآن على مشارف بدء أعمال الحوار الوطني الشامل والذي يعد الأول من نوعه في تاريخ اليمن، فإننا نؤكد حرصنا الكامل على مشاركة كافة الأطراف والمجموعات في المؤتمر ممثلة بالأحزاب والتنظيمات السياسية والحركات الشبابية والحراك الجنوبي والحوثيين ومنظمات المجتمع المدني والقطاع النسائي ».. مجددا الدعوة لكل هذه الأطراف بمختلف مسمياتها وتوجهاتها إلى المشاركة الفاعلة في المؤتمر لنتوصل جميعا وعبر الحوار الديمقراطي الحضاري والاتفاق والتوافق لمعالجة قضايا الواقع المزمن منها والمستجد ونضع أسس اليمن الجديد.. يمن الحداثة والديمقراطية والحكم الرشيد والعدالة، حيث لا غالب ولا مغلوب ولا ظالم ولا تهميش أو تعالي على أي فئة من الفئات أو منطقة من المناطق.. وقال:« إنها للحظة تاريخية لم تتوفر من قبل وقد لا تتوفر من بعد وعلينا أن نغتنمها بالمشاركة الفاعلة في مؤتمر الحوار الوطني الذي فتح أبوابه للجميع دون شروط مسبقة ولا أحكام تفرض من أحد ولا قرارات ولا توصيات مصاغة للإملاء على الآخرين .. ذلك أن مؤتمر الحوار الوطني هو البديل الأوحد للاحتراب والصراعات الدموية والتشظي والضياع».. معبرا عن ثقته بأن العقل الجمعي الوطني قد أخذ يتشكل ويرتقي إلى مستوى وحجم المهام الوطنية العظمى التي ستنجز إن شاء الله وبإرادة كل حريص على الوطن والخروج به إلى بر الأمان والسير معه إلى المستقبل الذي سيرسم ملامحه أبناؤه المنضمون في الحوار الوطني المرتقب.

وتطرق الأخ الرئيس في خطابه إلى عدد من القضايا والتطورات على الساحة الوطنية ومنها الخطوات المنجزة خلال المرحلة الأولى من العملية الانتقالية استنادا إلى المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة وكذا الخطوات المبذولة حاليا لاستكمال تنفيذ خطوات المرحلة الثانية وكذا التوجهات الاقتصادية والتنموية خلال هذه المرحلة والنجاحات المحققة على صعيد مكافحة الإرهاب وتعزيز الأمن والاستقرار في كل ربوع الوطن.

وفيما يلي نص الخطاب :

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله حمدا يوافي النعم بفضله

والصلاة والسلام على نبيه المرسل رحمة للعالمين

سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..

يا أبناء الشعب اليمني العظيم ..

يسرني أن أخاطبكم في مناسبة غالية وعزيزة علينا جميعا، وفي عيد من أهم الأعياد الوطنية وأجلها .. عيد الاستقلال المجيد .. ذلك العيد الذي جاء قبل خمسة وأربعين عاما من اليوم محمولا على جبال من البطولات والتضحيات التي انطلقت منذ أن وطئت قدم المستعمر البريطاني شواطئ عدن في العام 1839م وتوجت باندلاع ثورة الـ 14 من أكتوبر عام 1963م التي ملأت الأجزاء المحتلة من الوطن كفاحا وجسارة وبطولة وفداءً حتى أجبرت الاستعمار على الرحيل وأتت بالاستقلال منجزا غاليا وخالدا مدى الدهر.

وإنها لمناسبة أزف فيها إلى كافة جماهير الشعب اليمني داخل الوطن وخارجه أصدق التهاني والتبريكات، داعيا الله الكريم المعين أن تتجدد الاحتفالات بأعيادنا الوطنية في كل عام وشعبنا ووطنا ماضيان بقوة وثبات في طريق التنمية الشاملة الممهد بالأمن والاستقرار والوفاق.

وفي هذه المناسبة المجيدة نخص شهداء المقاومة والثورة والكفاح المسلح بالإكبار والإجلال ، فلهم المجد والخلود والرحمة من الله ولكل مناضلي الحرية والاستقلال، تحية وتقدير ووفاء وعرفان تليق بالمجد الذي صنعوه لهذا الوطن .

يا أبناء شعبنا اليمني العظيم..

لقد سجل أبطال المقاومة والكفاح المسلح أروع ملاحم البطولة والفداء حينما واجهوا بأجسادهم النحيلة وصدورهم العارية وأسلحتهم الشخصية المتواضعة أضخم آلة عسكرية للإمبراطورية التي لم تكن الشمس تغيب عنها.. وكانت المعجزة أن استطاع الثوار الأشاوس بقوة عزيمتهم وعظيم إيمانهم بربهم وبقضيتهم تحقيق النصر والهدف الذي ناضلوا من أجله على مدى مئة و تسعة وعشرين عاما ليقدموا دليلا لا يقبل الدحض على أن إرادة شعبنا أقوى من كل التحديات وأمضى من كل وسائل البطش والقهر والتغييب والتآمر.

الإخوة المواطنون الأحرار..

فليكن احتفالنا بالعيد الخامس والأربعين للاستقلال المجيد مناسبة نستمد فيها من أبطال المقاومة والكفاح قوة العزيمة والإيمان وتلاحم الصفوف لمواجهة تحديات الحاضر وتحقيق الآمال والطموحات التي يرجوها شعبنا وفي مقدمته الشباب .. قوة الحاضر وأمل المستقبل الذين حركوا السكون وكسروا الجمود في العام الماضي ودفعوا الوطن بجسارتهم وإرادتهم إلى مرحلة جديدة هي مرحلة التغيير وبناء اليمن الحديث يمن الحرية والديمقراطية والحكم الرشيد والدولة المدنية الحديثة .

وأدعو - بهذه المناسبة العظيمة ـ كل قوى التغيير بمختلف اتجاهاتها إلى الحفاظ على ديمومة التغيير وروح التجديد والحذر من الفعل السلبي للعناصر التي تتسلل إلىمؤسسات وإدارات الدولة بهدف زرع الإرباك وبث روح الإحباط واليأس والتشكيك بصوابية ما عزمنا السير معا لتحقيقه وهو اليمن الجديد الذي يصبح فيه الفرد رقما حقيقيا وعنصر إنتاج فاعلاً ويلتحم فيه الشعب في موكب واحد باتجاه المستقبل الأفضل لينعم بالأمن والرخاء والحرية .

الإخوة المواطنون الأحرار ..

إن من دواعي السرور أن يبدأ منذ هذا العام تزامن ذكرى عيد الاستقلال المجيد مع مناسبة أخرى ستخلد في سجلات التاريخ اليمني الحديث وهي ذكرى توقيع المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة في الـ23 من نوفمبر من العام الماضي2011م في العاصمة السعودية الرياض.

ولقد تابعت تلك التظاهرة الإقليمية والدولية الفريدة التي شهدها اليمن في يوم الاثنين الـ 19 من نوفمبر الجاري احتفاءً بمرور الذكرى الأولى لتوقيع اتفاق المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وقد عبر حضور الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبداللطيف الزياني ومستشار الأمين العام للأمم المتحدة جمال بن عمر وكافة سفراء الدول الشقيقة والصديقة المعتمدين لدى بلادنا.. عبر حضورهم للاحتفاء بهذه المناسبة عن دعم إقليمي ودولي لا محدود لعملية الانتقال السلمي للسلطة في اليمن على أساس المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وقراري مجلس الأمن رقم (2014، 2051) اللذين أكدا بدورهما دعم وتأييد إجراءات الانتقال السلمي للسلطة واصبغا عليها بعدا دوليا مهما .

وقد كان ذلك الاحتفال في وجه من وجوهه احتفالا بالحس الوطني العالي الذي أبدته كل الفعاليات السياسية اليمنية تقديرا للتنازلات الكبيرة التي قدمتها مختلف الأطراف للوصول إلى تسوية سلمية تحقن الدماء وتجنب اليمن الوقوع في مهاوي الحرب الأهلية والتشظي بعد أن كانت على شفا حفرة منها .. وهو كذلك احتفال وابتهاج بما تحقق في السنة الأولى من المرحلة الانتقالية ورغم أنها فترة وجيزة إلا أننا حققنا خلالها بتكاتف كل القوى الوطنية وبتعاون الأشقاء والأصدقاء ما يشبه المعجزة وفي ظروف غاية في التعقيد والصعوبة .. إذ سجلنا أكبر النجاحات في اتخاذ الخطوات الإجرائية المنصوص عليها في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، وضمن ذلك جرى تشكيل حكومة الوفاق الوطني وإنشاء لجنة الشؤون العسكرية وتحقيق الأمن والاستقرار ثم التحضير الجيد للانتخابات الرئاسية المبكرة وإجراؤها بنجاح وبإقبال جماهيري فاق كل التوقعات وصولا إلى الدخول في المرحلة الثانية من الفترة الانتقالية التي نخوض غمارها الآن .

ولم يكن ما جرى في الفترة الماضية مجرد إجراءات شكلية لتنفيذ ما ورد في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، بل استطعنا النفاذ إلى جوهر ومقاصد ما جاء في تلك المبادرة من خلال تحقيق الوفاق الوطني وحشد الجهود الوطنية في اتجاه واحد لمغالبة الصعاب وبموجب ذلك استطاعت لجنة الشؤون العسكرية وحكومة الوفاق الوطني، بتعاون جميع القوى الوطنية وكافة المخلصين إنهاء أخطر وأكبر مظاهر الأزمة .. حيث جرى وقف المواجهات المسلحة وإزالة المظاهر العسكرية من شوارع العاصمة صنعاء ومدينة تعز واستعادت استقرار الأوضاع الأمنية في العاصمة الاقتصادية والتجارية عدن وكذا استعادت الدولة لوجودها في محافظة أبين بعد دحر العناصر الإرهابية وفتح الطرق المقطوعة ومعالجة أزمة المشتقات النفطية وإصلاح أنابيب النفط المتضررة وإعادة خدمة الكهرباء إلى ما كانت عليه قبل الأزمة وأفضل ، فضلا عن استئناف العمل في عدد من مشاريع التنمية المختلفة، والشروع في تنفيذ برنامج حكومة الوفاق الوطني بدعم كبير من الأشقاء والأصدقاء .

الإخوة المواطنون الأحرار ..

ونحن إذ نقف الآن على مشارف بدء أعمال الحوار الوطني الشامل والذي يعد الأول من نوعه في تاريخ اليمن، فإننا نؤكد حرصنا الكامل على مشاركة كافة الأطراف والمجموعات في المؤتمر ممثلة بالأحزاب والتنظيمات السياسية والحركات الشبابية والحراك الجنوبي والحوثيين ومنظمات المجتمع المدني والقطاع النسائي .

ونجدد الدعوة لكل هذه الأطراف بمختلف مسمياتها وتوجهاتها إلى المشاركة الفاعلة في المؤتمر لنتوصل جميعا وعبر الحوار الديمقراطي الحضاري والاتفاق والتوافق لمعالجة قضايا الواقع المزمن منها والمستجد ونضع أسس اليمن الجديد .. يمن الحداثة والديمقراطية والحكم الرشيد والعدالة، حيث لا غالب ولا مغلوب ولا ظالم ولا تهميش أو تعالي على أي فئة من الفئات أو منطقة من المناطق .

وإنها للحظة تاريخية لم تتوفر من قبل وقد لا تتوفر من بعد وعلينا أن نغتنمها بالمشاركة الفاعلة في مؤتمر الحوار الوطني الذي فتح أبوابه للجميع دون شروط مسبقة ولا أحكام تفرض من أحد ولا قرارات ولا توصيات مصاغة للإملاء على الآخرين .. ذلك أن مؤتمر الحوار الوطني هو البديل الأوحد للاحتراب والصراعات الدموية والتشظي والضياع.

وإننا على ثقة بأن العقل الجمعي الوطني قد أخذ يتشكل ويرتقي إلى مستوى وحجم المهام الوطنية العظمى التي ستنجز إن شاء الله وبإرادة كل حريص على الوطن والخروج به إلى بر الأمان والسير معه إلى المستقبل الذي سيرسم ملامحه أبناؤه المنضمون في الحوار الوطني المرتقب.

وعلى ذات الصعيد المتصل بمهام المرحلة الثانية من المبادرة الخليجية وتهيئة الأجواء لانعقاد مؤتمر الحوار الوطني، فقد بدأنا في الفترة الماضية خطوات جادة وحاسمة لتوحيد القوات المسلحة والأمن وسوف نشرع قريبا بإذن الله في إعادة هيكلة قوات الجيش والأمن على أسس وطنية وعلمية تكفل إنهاء الانقسام وتنأى بهذه المؤسسة الوطنية الكبرى على التبعية لأي حزب أو قبيلة أو فرد بحيث يكون ولاؤها لله والوطن والشعب دون غيرهم.

الإخوة المواطنون ..

إننا إذ نحيي مناسبة عيد الاستقلال المجيد وذكرى الخطوة الوحدوية المتمثلة بتوقيع اتفاق عدن في الـ30 من نوفمبر من العام 1989م, فإننا نجدها فرصة لنؤكد قناعتنا بوقوع الكثير من الأخطاء التي رافقت مسيرة دولة الوحدة اليمنية خاصة بعد حرب 94م، ونؤكد هنا أن مؤتمر الحوار الوطني الشامل سيمثل أول فرصة حقيقة لمناقشة وتقييم مسيرة الوحدة اليمنية وما رافقها من عثرات وسلبيات وسيهيئ الفرصة التامة للتوصل للحل العادل والمنصف الذي يرضاه الجميع للقضية الجنوبية التي حظيت باهتمام المحيط الإقليمي والمجتمع الدولي وكان لها سبق الفضل في استثارة روح التغيير ورفض الجمود والبحث عن سبل للخروج من قمقم الفردية إلى آفاق الديمقراطية الحقة وإعادة العافية إلى جسد الوحدة اليمنية المثخن بالجراح .

ولذلك فإننا نجدد الدعوة لكافة كيانات وهياكل الحراك ولكل القيادات الجنوبية في داخل وخارج الوطن إلى المشاركة في الحوار الوطني الشامل ليطرحوا كل ما لديهم بدون حدود أو خطوط حمراء وليتشاركوا مع الآخرين في مؤتمر الحوار الوطني بما يقتضيه من الاحترام المتبادل والقبول بالرأي والرأي الآخر وتقديم التنازلات المتبادلة حتى يتوصل الجميع إلى حلول مرضية ومتفق عليها .

الإخوة المواطنون والأخوات المواطنات ..

تعلمون أن وطننا يواجه تحديات أمنية جمة وعلى رأسها مشكلة الإرهاب وخاصة من جانب تنظيم القاعدة الإرهابي والمجاميع التي تسمي نفسها بـ«أنصار الشريعة» والشريعة منهم براء والتي استغلت الأزمة الطاحنة أسوأ استغلال وسعت إلى التوسع والسيطرة ونشر الدمار وثقافة العنف وتهديد الأمن والاستقرار وإقلاق السكينة العامة وما ترتب على ذلك من أضرار بالغة على حياة المواطنين واستقرارهم وأمنهم المعيشي وعلى الاقتصاد الوطني .

ونجدد التأكيد بأننا ماضون بعزيمة لا تلين للقضاء على هذه الآفة واستئصال شأفتها، وقد حقق أبطال قواتنا المسلحة والأمن بمشاركة الشرفاء من أبناء الوطن انتصارات هامة على مختلف الجبهات، ونحن عازمون على تطهير البلاد من هذه الآفة والتفرغ لمواجهة التحديات الاقتصادية والتنموية كونها المشكلة الأساسية التي تولد عنها معظم ما نعانيه من مشاكل وصعوبات .

وفي هذا الشأن الاقتصادي والتنموي، فإننا اليوم نقف على أعتاب مرحلة جديدة بعد الوضع العصيب الذي عاشته بلادنا، نتيجة تداعيات أحداث العام الماضي ونتطلع إلى تأسيس شراكة اقتصادية فاعلة مع محيطنا الإقليمي ومع العالم على أساس تحقيق المصالح المشتركة.

وقد أثمرت جهود القيادة السياسية والحكومة بالتعاون مع الأشقاء والأصدقاء تعهدات مالية تقترب من ثمانية مليارات دولار في مؤتمر المانحين بالرياض واجتماع أصدقاء اليمن بنيويورك وتجري حاليا عملية تخصيص هذه المبالغ لتمويل المشاريع العاجلة ومتوسطة المدى لاستعادة الخدمات الأساسية وإنعاش الاقتصاد وخلق فرص العمل ومكافحة الفقر ومواجهة البطالة ضمن حزمة واضحة وشفافة من الإجراءات العملية لتسريع تنفيذ المشاريع وتجاوز الروتين والبيروقراطية بما يسهم في الاستفادة العاجلة منها لدفع عجلة التنمية في اليمن ومعالجة التداعيات التي أفرزتها الأحداث في كافة الجوانب خاصة الاقتصادية والأمنية وتوفير الاحتياجات الأساسية والإنسانية للمواطنين.

وقد وجهنا الحكومة بإتباع مسار سريع وآلية عملية تضمن الكفاءة في تنفيذ المشاريع والرقابة والشفافية المستمرة عليها وبما يتماشى مع المصالح الوطنية ووفقا لمصفوفة أولويات المرحلة القادمة، بحيث تبدأ الخطوات العملية في المشاريع اعتبارا من مطلع العام القادم 2013م.. ونؤكد مجددا أن عجلة التغيير قد بدأت بما فيها مكافحة الفساد وتجفيف منابعه وإصلاح القضاء والإدارة العامة وإصلاح هياكل المالية العامة وأجهزة الرقابة ومستمرون في تجفيف منابع الفساد ووضع الرجل المناسب في المكان المناسبة واتخاذ التدابير لحماية المال العام ومضاعفة إجراءات رعاية الشرائح الفقيرة ومحدودي الدخل وتعزيز حضور المرأة اليمنية في مضمار التنمية والإسهام في النهوض الوطني.

الإخوة المواطنون الكرام..

لا ننسى في خضم كل هذه التطورات أن نثمن المواقف الصادقة والقوية لكافة الأشقاء والأصدقاء في مساندة جهود تعزيز الأمن والاستقرار والخروج باليمن إلى بر الأمان ونخص بالشكر والتقدير قيادات دول مجلس التعاون الخليجي وفي مقدمتهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ملك المملكة العربية السعودية الشقيقة ورعاة المبادرة الخليجية والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وكافة المؤسسات والمنظمات الدولية والإقليمية الذين يواصلون دعمهم السخي والأخوي لإنجاز كافة متطلبات المرحلة الانتقالية، ونتطلع إلى أن يواصلوا دورهم الإيجابي في دعم اليمن حتى خروجه الآمن من محنته .

وفي هذه المناسبة الوطنية العظيمة نتذكر بكل إجلال أولئك الشهداء الأبرار الذين ضحوا بأنفسهم في سبيل الوطن ومن أجل أن يعيش الشعب حياة حرة وعزيزة وكريمة، فالمجد والخلود لهم جميعا ولهم منا التحية والإجلال والعرفان.. سائلين الله لهم الرحمة والغفران والمكانة العالية في جنات عرضها السموات والأرض إنه سميع مجيب.

والتحية كل التحية للسواعد المباركة من أبناء قواتنا المسلحة والأمن الأبطال الذين يرابطون في مواقع الشرف والفداء حفاظا على أمن الوطن والمواطن وعلى أهبة الاستعداد لصون عملية التغيير الوطني الشامل ومكتسباتها ولتأمين مسيرة بناء اليمن الجديد .. فلهم منا جميعا في كل مكان من أرضنا ومياهنا كل الثناء والتقدير.. وهي مناسبة أيضا نجدد خلالها استعدادنا لمواصلة الرعاية والدعم الكاملين لمؤسسة الوطن الدفاعية والأمنية الكبرى ومنتسبيها الأبطال ..

الشموخ والعزة والنصر لليمن الجديد.. المجد للشهداء الميامين ..

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
شهثان المر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
لثورة, أكتوبر, الاشتراكي, الخمسين, اليمني, الصعب, بالذكرى, جديد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
عاجل ترقبوا بيان هام للمؤتمر الوطني لشعب الجنوب بالذكرى ال50 لثورة 14اكتوبر شبكة الغدير الاخبارية المنتدى السياسي 0 2013-10-06 05:52 PM
تدشين فعاليات الاحتفاء بالذكرى 49 لثورة 14 أكتوبر بالقلوعة ــ العاصمة عدن كرم امان المنتدى السياسي 2 2012-10-14 01:33 AM
الأيام".. من رحلة الخمسين سنتاً إلى الخمسين ريالاً بقلم/ كفى الهاشلي mimobasha11 المنتدى السياسي 4 2009-11-16 10:34 PM
علي ناصر محمد يهنئ بالذكرى 45 لثورة 14 أكتوبر الخالدة أبو عامر اليافعي المنتدى السياسي 7 2008-10-15 02:55 PM

=
Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.
 

تنـويـه
بسم الله الرحمن الرحيم

نحب أن نحيط علمكم أن منتديات الضالع بوابة الجنوب منتديات مستقلة غير تابعة لأي تنظيم أو حزب أو مؤسسة من حيث الانتماء التنظيمي بل إن الإنتماء والولاء التام والمطلق هو لوطننا الجنوب العربي كما نحيطكم علما أن المواضيع المنشورة من طرف الأعضاء لا تعبر بالضرورة عن توجه الموقع إذ أن المواضيع لا تخضع للرقابة قبل النشر