دور الحركه الطلابيه في دعم الحراك الجنوبي

[حرب]

اورد لكم هذا الموضوع لبحث احدى اهم وانجع الوسائل لنضال ناجح ضد نظام صنعاء المحتل للجنوب
وهنا لنا وقفه ارشيفيه من تاريخ الحركه الطلابيه بالجنوب ابان الحكم الاستعماري


كان للحركة الطلابية دور فعال وهام في مسيرة كفاح الشعب التحررية ضد الاحتلال ( الاستعمار) البريطاني والحكم السلاطيني في جنوب اليمن, وفي سبيل الحرية والاستقلال، سقط خلالها العشرات من الطلاب - شهداء برصاص الانجليز واجهزته الامنية والعسكرية، ومن اولئك الشهداء الابرار : قاسم هلال"1"، بن هامل, شوقي زوقري, وفيصل هتاري, نجيب عبدالله سيف "2".
تجلى ذلك الدور في الانتفاضات والاضرابات الطلابية التي حدثت في عدن وغيرها من المدن منذ أواخر العقد الرابع من القرن الماضي( 1946م) وحتى أواخر عقده السادس ( 1967م) أي عشية الاستقلال في 30 نوفمبر، يوم طرد الاستعمار وأعلن عن ميلاد دولة وطنية، وقد كانت تلك الانتفاضات والإضرابات من المقدمات والارهاصات الممهدة لقيام ثورة 14 أكتوبر المجيدة عام 1963م، لعل من ابرزها واهمها انتفاضة فبراير"3" الطلابية في مدينة عدن التي حدثت قبل اربعين عام( 1962م).
سجلت انتفاضة فبراير على انها ثاني اكبر حدث طلابي في تاريخ الحركة الطلابية بعد احداث مظاهرات 15 مايو 1948م الطلابية وقبل اندلاع الثورة المسلحة عام 1963م, ولكلاً الحدثين ما يميزهما عن بعضهما، ويؤكد اهميته ووزنه ودلالاته في مسار كفاح الحركة الطلابية من اجل التحرر والديمقراطية والتقدم.
ففي 15 مايو 1948م شهدت مدينة عدن اول مظاهرة طلابية** واول هبة شعبية كبرى, ولم تكن هذه الهبة مجرد احتجاج على تسليم المستعمرين البريطانيين ( فلسطين) للصهاينة، كما بدا في الظاهر, وانما كانت احتجاجاً صارخاً على الوجود البريطاني نفسه في عدن وبقية ارض الجنوب ،وقد اضطر المستعمر لاول مره لجلب قوات بريطانية من قاعدته في قناة السويس انذاك لاخماد الغليان الشعبي ، وكان على رأس المظاهرة الطالب عبدالله باذيب*** الذي سيصبح فيما بعد ابرز صحفي في خمسينات القرن الماضي, ومفكراً ومؤسساً وقائداً لتيار فكري وسياسي ، وواحداً من ابرز رموز الوطن والثورة والجمهورية والديمقراطية والوحدة**** وكانت تلك المظاهرة إحدى الروافد النشطة للهبة الشعبية بوجه الاستعمار ومن البدايات الجنينية والمبشرة بظهور الحركة الطلابية.
والهبة الشعبية التي اندلعت يوم 15 مايو 1948م وانخرط فيها طلاب مدينة عدن بحماس- على الرغم من ان تنظيماتهم(4) الديمقراطية لم تشكل بعد، ولم يدخلوا من قبل في معترك كالذي حدث في ذلك اليوم- احدثت دوياً قوياً وعميقا,ً لم تتوقعه السلطات البريطانية وقوات الأمن و تجلى ذلك بوضوح في حالة الاستنفار والتوجس الذي أصابها جراء المظاهرات والمسيرات التي انخرط فيها الطلاب والعمال وكل فئات الشعب في المدينة, مما دفع بالسلطات البريطانية إلى الاستعانة بالجيش لمجابهة الهبة الشعبية ومظاهرات الطلبة ، ولكن الضباط والجنود العرب رفضوا ان يصوبوا بنادقهم إلى صدور الشعب بل انضموا إليهم ،الأمر الذي اضطر الإنجليز إلى جلب قوات من قاعدتهم بالسويس(5) آنذاك.
وان لم تكن إضرابات مايو 1948م موجهة بصورة مباشرة ضد الوجود الاستعماري في جنوب اليمن ، ولم ترفع شعارات سياسية ومطلبية ذات صلة مباشرة بالأوضاع المحلية ،وأنها أتت استجابة لمشاعر التضامن القومي مع الشعب العربي الفلسطيني في نضاله ضد الإمبريالية البريطانية والقيادات العربية المتخاذلة ، فإنها, ومن واقع الحدث ذاته ومضمونه ودلالاته وأبعاده, تنطوي على إدانة للوجود الاستعماري البريطاني في جنوب اليمن أيضاً, وبالتالي إدانة ورفض لكل ما يخلقه من أوضاع سياسية واجتماعية واقتصادية وعسكرية ، ذلك ان الاستعمار البريطاني الذي تآمر على الشعب الفلسطيني وتواطئ مع الصهيونية العالمية لسلب حقوقه، هو ذاته الذي تآمر على الشعب اليمني واحتل أرضه بالحديد والنار.
وكان من الطبيعي ان تجرى أحداث تلك الإضرابات على ذلك النحو ، فهي كانت محكومة بالظرف التاريخي الذي أحاط بها وبواقع الحركة السياسية ( الوطنية) وتنظيماتها, فضلاً عن غياب الوعي الوطني الذي لم يكتب له ان يستيقظ ، الا في أواسط الخمسينات لأسباب وعوامل عدة لا مجال لعرضها ومناقشتها هنا ( في هذه الورقة).
*هذه الورقة جزء من مشروع كتاب (دراسة مطولة ) حول تاريخ الحركة الطلابية اليمنية، كنت قد بدأت في كتابته قبل سنوات طويلة, انجزت خلالها وفي فترات متقطعة ومتباعدة، بعض أجزائه وبقى المشروع غير مكتمل منذ اكثر من 15 عاماً وحتى اليوم ولم اعد متحمساً لإكماله.
** في 23 مارس 1946م اضرب وتظاهر طلاب المدرسة الثانوية الحكومية بعدن، بمناسبة الذكرى الأولى لتأسيس جامعة الدول العربية ، وأقدمت دائرة المعارف على إغلاقها وكانت المدرسة الثانوية الحكومية الوحيدة في عدن آنذاك ( راجع فتاة الجزيرة في 9 يونيو 1946م).
*** القرشي عبد الرحيم سلام مقابلة مع صحيفة (الأمل) العدد 71 سنة 1983م .
**** راجع ان شئت مقالنا: لم يكن هذا موقف الاتحاد الشعبي الديمقراطي ، وعبدالله باذيب من النظام الامامي والثورة !! المنشور في حلقات في صحيفة الثوري, أعداد سبتمبر وأكتوبر 2002م.
أما انتفاضة فبراير الطلابية تفجرت في ظل ظروف كفاحية شعبية أعمق واشمل تختلف بحدود كبيرة عن تلك التي اكتنفت عام 1948م والأعوام اللاحقة لها, ظروف أوجدتها مسببات وعوامل الصراع الوطني والاجتماعي المحتدم طيلة فترة الخمسينات ومطلع الستينات بين الاستعمار والقوى الفعَّالة معه من سلاطين وأمراء وأحزاب رجعيه وغيرهم من جهة، والشعب ومن قواه الوطنية الثورية خاصة العمال من جهة أخرى.
فهذه الانتفاضة أتت في وقت كان الشعب يخوض غمار معارك ضد مؤامرات استعمارية كانت تحضر للشعب والبلاد مستقبلاً اسودً تقرره وتصوغ ملامحه الإمبريالية البريطانية والأحزاب المتواطئة معها، فمنذ مطلع عام 1961م، ارتفعت مجدداً وبأكثر حده الدعوة إلى ضم عدن إلى اتحاد إمارات الجنوب العربي(6) ومنح عدن حكماً ذاتياً وربطها بالكومنولث بعد منحها استقلالاً شكليا،ً ووضعاً خاصاً في إطار الاتحاد لضمان بقائها في فلك بريطانيا، ومن اجل ذلك وتمهيداً له اتخذت جملة من التدابير السياسية والقانونية, أخطرها فتح أبواب عدن لسيول الهجرة الأجنبية وقانون التعدين والمواطنة العدنية.
واتت أيضاً بعد تحول عدن (ابتداءً من مارس 1961م) إلى مقر لهيئة أركان القيادة العليا الإنجليزية الموحدة للقوات البرية والبحرية والجوية في الشرق الأوسط ، وتوسع القاعدة الإنجليزية في المستعمرة بعد ان كانت قبل هذا التاريخ ومنذ 1957م مقراً لهيئة اركان القيادة العسكرية العليا في الجزيرة العربية, وبذلك اعتبرت القاعدة العسكرية في عدن حصناً منيعاً للمحافظة على الانظمة الاستعمارية ومركزاً للعدوان ضد حركة التحرر الوطني(7).
وبالقدر الذي نهض فيه الشعب مقاوماً ورافضاً الحكم الذاتي ووجود القواعد البريطانية في أرضه ومطالباً بجلاء الاستعمار وتحقيق الاستقلال الوطني التام, فانه أيضاً ناهض ورفض "اتحاد إمارات الجنوب العربي " ومؤامرة ضم عدن إليه، التي لقيت مقاومة عنيدة كان ذروتها الزحف الجماهيري العظيم على مقر المجلس التشريعي بعدن, يوم 24 سبتمبر 1962م عندما كان منعقداً لمناقشة مسألة ضم عدن إلى الاتحاد، وبعد يومين من هذا التاريخ قامت ثورة 26 سبتمبر المجيدة في شمال الوطن.
كما ان الانتفاضة أتت عقب وأثناء مظاهر كفاحية شعبية رائعة صنعتها جماهير الشعب ولم تكن الانتفاضة إلاجزءاً منها وامتداد لها، ففي أواخر عام 1961م وفي وقت واحد- تقريباً أضرب عمال المصافي ونقابات العمال في عدن مطالبين بزيادة الأجور، وإضراب المزارعين في لحج والعواذل وأبين ضد سيطرة الإنجليز الاستبدادية على السوق المركزية لبيع الخضار والفواكه بالجملة، وانتفضت قبائل عديدة ضد السيطرة البريطانية(8), ووسط هذا الوضع السياسي ، واللهيب الشعبي المتصاعد، تفجرت انتفاضة فبراير الطلابية الرائعة في مدينة عدن.
كانت هذه الانتفاضة تعبيراً بليغاً وقوياً عن احتجاج الطلاب على السياسة التعليمية الاستعمارية ، وانطوى ذلك الاحتجاج في مضمونة وابعاده الحقيقة على رفض للوجود الاستعماري ذاته.
كانت بداية الانتفاضة وشرارتها الأولى، إضراب طالبات كلية البنات في مدينة عدن الذي أعلن في اليوم الأول من فبراير، ولم يلبث ان اتسع حتى شمل جميع الكليات والمعاهد والمدارس الثانوية في عدن، وعلى مدى ثلاثة أسابيع سارت في المدينة مظاهرات طلابية صاخبة الأمر الذي دفع السلطات إلى تعطيل الدراسة, وجرى اعتقال العديد من الطلاب والطالبات, وحكم على بعض الطلاب الصغار في السن بالجلد عشر جلدات وعلى طالبين بالسجن ثلاثة أشهر وعلى طلاب آخرين بالتسفير من عدن ونفي 60 طالباً إلى المحميات(9), والحكم على ست طالبات بالغرامة بعد محاكمتهن(10), وفتحت كليات ومدارس البنين بعد إضراب دام أربعين يوماً، أما كلية البنات فقد قررت الحكومة البريطانية إغلاقها حتى أكتوبر 1962م بغية حرمان الطالبات من عام دراسي كامل عقاباً لهن على إضرابهن وخوفاً من تجدد الإضرابات والمظاهرات .
وقد قالت إحدى الصحف المحلية في معرض وصفها الوضع الناشئ عن الانتفاضة:
المدارس معطلة وكأننا في حالة حرب مع دولة أجنبية، والطلاب معطلون وكأن البلاد تعاني من حالة طوارئ ، وقوات البوليس في حالة استعداد وتأهب وكأن في البلاد ثورة مسلح(11).
جاء إضراب الطالبات احتجاجاً على التصرفات العنجهية والتعسفية لعميدة الكلية ( ميسز بيتري) تجاه الطالبات العربيات وامتهان كرامتهن وإساءة استعمال سلطتها التعليمية والإدارية وعلى التفريق( التمييز) بين الطالبات في تدريس شعب "الألف", "الباء"، "الجيم" الذي يبدأ من الصف الأول ثانوي ، حيث تحرم شعبتي باء وجيم من أهم المواضيع الدراسية كالجبر والهندسة والكيمياء والبيولوجيا والعلوم الطبيعية، وهي مواد تدخل في امتحان السنير بعد أربع سنوات من دخولهن الصف الأول ثانوي, وعلى قطع الإدارة طريق البعثات العلمية أمام ست بنات" طالبات" تقد من اجلها لامتحان ( السنير كامبردج ) والحقن قسراً بمعهد تدريب المعلمات، رغم ان نتائجهن لم تصل بعد من لندن, وعلى تهديد خمسة عشرة طالبة من الشعبة "باء" بالطرد العام القادم ، وطرح الإضراب - المضربات جملة مطالب لتصحيح هذا الوضع والسياسات، كان أبرزها(12):-
- فصل عميدة الكلية.
- جلب مدرسات أكفاء عربيات يعرفن العربية والإنجليزية وأجنبيات يعرفن المادة التي يعلمنها.
- رفع مستوى التعليم في كل الصفوف، خاصة ( جيم)( وباء) وزيادة حصص الحساب والجبر والهندسة والتقليل من حصص ما يسمونه بالفنون وهو الرسم وغسيل الثياب وضياع العمر سدى والتدبير المنزلي(13).
- تكافؤ الفرص في التقدم للبعثات العلمية.
لقيت الانتفاضة دعماً شعبياً ودولياً واسعاً، خاصة من اتحاد الطلاب العالمي واتحاد الشباب الديمقراطي العالمي، والطلاب العرب في موسكو, واتحاد النساء الديمقراطي العالمي, وسارع آباء وأولياء أمور الطالبات والطلبة بعقد اجتماع لهم، وشكلوا لجنة منهم لتبليغ القرارات التي خرج بها اجتماعهم إلى الحاكم العام, منها إصرارهم على إحالة عميدة الكلية إلى الإدارة المركزية في المعارف حتى تنظر الحكومة في الشكاوى المقدمة ضدها،وفي حالة قبول إحالتها، يقبلون بإرسال بناتهم وأبنائهم إلى المدارس ، ومطالبة الحكومة بالاستجابة لمطالب المنتفضين جميعاً التي قدمت إلى الحاكم العام في وقت سابق، كما أعرب الأباء وأولياء الأمور في إحدى القرارات عن تضامنهم وتأييدهم لتلك المطالب(14). إزاء تسويف ومماطلة السلطات, توالت بيانات ونداءات لجنة الأباء وأولياء الأمور لمؤازرة الانتفاضة وبعثت ببرقية إلى وزير المستعمرات البريطاني ورئيس الوزراء البريطاني ورئيس مجلس العموم البريطاني ( بروكورية) ورئيس اللجنة الشعبية البريطانية لتحرير شعوب المستعمرات ولجنة التضامن الافرو أسيوي بالقاهرة وإذاعة ( صوت العرب) بالقاهرة, والسكرتير العام للأمم المتحدة, واستنكرت فيها الاجراءات القمعية ضد الطلاب والطالبات، والمطالبة بالإفراج عن المسجونين منهم وإعادة المسفرين وعدم فصل أي طالب أو طالبة لأي سبب يتعلق بقضيتهم, وبعد أسابيع قليلة من اندلاع الانتفاضة تشكل مؤتمر تجمع للهيئات الشعبية والحزبية تجمع/ مؤتمر الهيئات(15) لمساندة الانتفاضة، ضم قرابه (18) حزباً وهيئة سياسية واجتماعية وثقافية ونقابية.


الموضوع منقول

[أبو عامر اليافعي]

ممتاز هذا الموضوع لكي نتعرف دور النشئ والشباب في رسم لوحة المستقبل والتأثير على المجتمع .
عادة الاهالي يتضامنوا مع اولادهم ويتخذوا مواقف قريبة الى مطالب الشباب الطلاب وكثير من الاحتجاجات الطلابية اسقطت انظمة ولعل فرنسا اكبر مثال في فترات مختلفة .
الشباب فيهم العنفوان والرغبة في التغيير والنظرة الشمولية الانسانية للامور .
الشباب هم عماد المستقبل وهم من يعبروا عن نبض الامة .
هذا المقال مهم كتاريخ وكعبرة للاجيال الانية واللاحقة .
وهو يعبر عن الهوية الجنوبية بشكل جلي .
تحية من القلب لجهودك اخي حرب وشكرا لنقلك المتميز.

[علي المفلحي]

موضوع في غاية الاهميه وسوف يعطي الحراك دفعه الى الامام لو تم استغلاله والتركيز عليه من قادة الحراك ومن اتحاد شباب الجنوب سوف يصبح قاعده قويه جدا داعمه للحراك وقوه جباره لاتقهر فكلا يعمل حسب امكانياته وفي الموقع الذي يستطيع التاثير فيه
والله الموفق