يناير شهر البشاير

[السهم السام]

اول بشاير يناير خروج الأب الروحي للحراك الجنوبي القائد باعوم من زنازن الإحتلال هو ورفاقه رافعين الرؤوس وهذا يدل بأن الشعوب لا تموت، ولا تقبل الضيم.. ومثلما هي الثورات في التاريخ، تبدو لمعاصريها مفاجئة، كما لو أنها تحدث بين يوم وليلة، بيد أن المؤرخين سرعان ما يعثرون بسهولة لاحقا على إرهاصات كانت تنبئ بقيام الثورة. ونحن ـ في جنوبنا العربي في ثورة مستمرة لا تقبل التوقف أسبابها واضحة، وإرهاصاتها لا تخطئها العين، غير أن البعض ما زال يفضل أن تفاجئه الأحداث!وبشاير التوحد القادمة00000

فعلى الرغم من أن النا شطين الجنوبيين وورائهم الشعب الجنوبي حذروا مرارا وتكرارا من أن الأوضاع في الجنوب تنذر بالتفجر،في حالة تمادي سلطات الإحتلال بالبقاء على ارض الجنوب إلا أن سلطات الإحتلال اليمنيةمثلها مثل نظيراتها في بلدان واقعة تحت الإحتلال فأصرت أن تصم آذانها عن التحذيرات، وعندما تزعجها أصوات الجنوبيين، لم تكن تجد ـ سوى القمع والتنكيل بابناء الجنوب الأحرار .. اختارت سلطات الإحتلال اكثرمما تختار نظيراتها من السلطات المحتلة لشعب من الشعوب!
وقد اعتاد مع سلطة الإحتلال معاونيها الجنوبيين على صم آذانهم عن أنات المظلومين، وإغماض أعينهم عن رؤية مظاهر الغضب ونفاد الصبر على وجوه اخوانهم الجنوبيين، وسد أنوفهم عن شم رائحة الفساد والاستبداد تفوح من عطن كراسيهم الجاثمة على صدر البلاد؟

لقد أثبتت دروس التاريخ أن المستبدين والفاسدين إلى زوال مهما طال الزمن، وأن الشعوب هي الباقية، فلماذا يصرون على تحدي إرادة شعب الجنوب بالحرية والإستقلال ؟ يرى كل من هؤلاء الحكام نهاية نظراء له على أيدي من انتهكوا ارضه واستباحوا ثرواته وكلها نهايات مفجعة ومأساوية، فلا يتعظ ولا يحسب حساب يوم يكون القدر قد أعده لهم الشعب الجنوبي. فهل يعتقد كل منهم أنه أذكى الفاسدين وأبرع المستبدين، وأن ديكتاتوريته من نوع خاص يصعب على الشعب الجنوبي مقاومته؟ أم أن متلازمة الغباء المصاحبة للكرسي وحب السلب والنهب تلقي في ذهن كل منهم أنه يستطيع تأجيل غضب الشعب الجنوبي وثورته المتمثله بحراكه المبارك حتى نهاية حكمه، وليتحمل من يأتون بعده مواجهة الشعب الجنوبي؟

يحل يناير هذا العام وهو يحمل معه هدية للشعب الجنوب وكل من شعوب المنطقة يدعو متضرعا السودان اولا "والعاقبة عندنا". وفي هذا العام تكون قد مرت على انتفاضة الشعب الجنوبي اربعة اعوام متتاليه. ربما يكون بعض نشطاءالثورة قد واراه ثرى الوطن حزينا ومكتئبا لما صار إليه الحال، وربما يكون بعضهم قد فقد الأمل وطوى قلبه على جرح تظل الذكرى تنكأه كل عام، وربما يكون بعض ثالث ارتأى أن يفر بنفسه من سفينة اليأس، ويبحث عن حل فردي يضمن له ولأبنائه حياة تبدو مريحة، لكن الذكرى تظل تنبهه كل عام إلى أنه لم يعد هو، وأن شرخا في روحه مازال يذكره بأنه باع مبادئ كانت يوما ما مبررا لبقائه. غير أنه سيظل هناك من يتمسكون بإيمانهم ومبادئهم، ورغم كل مظاهر اليأس، لا يزيدهم تدهور الأوضاع إلا إيمانا بأننا قاربنا خط النهاية الذي لابد أن تكون بعده بداية جديدة. يبقى هؤلاء الذين يوقنون تماما أن أحلك ساعات الليل آخره، وأن فجرا ساطعًا سوف يجيء. فعلى الرغم من كل شيء، يعني مرور عشرون عاما تقريبا من نكبة الوحدة اليوم بإذن الله ستشرق شمس الجنوب و زيادة في تراكم الخبرات والوعي النضالي لدىالشعب الجنوبي وزيادة في تعفن سلطة الإحتلال وتصلب شرايينها وشيخوختها. كما يعني ـ وهذا هو الأهم ـ ظهور جيل جديد أكثر وعيًا وأنضر حماسًا، وأقوى قدرة.. تحيةللشعب الجنوبي الأبي الذي شحن في وجداننا بطارية التفاؤل.. وعايش نضال شعوب العالم.. وكل يناير من كل عام والجنوب بألف خير.