فخامة الرئيس بعد التحية : لن تمنعنا القرود قول الحق

[عبدالسلام بن عاطف جابر]

فخامة الرئيس بعد التحية : لن تمنعنا القرود قول الحق

من التجارب الشهيرة التي قام بها علماء النفس لدراسة السلوك البشري , تجربة الأنضباط عند القرود و التي أحضروا فيها ستة قرود
ووضعوها في غرفة مراقبة معلق في اعلى أحد جدران الغرفة ربطة موز موضوعٌ تحتها سلم
بعد فترة من الوقت تقدم أحد القرود و تسلق السلم متجهاً إلى الموز، و بمجرد لمسه للموز ! انطلقت رشاشات من الماء الساخن في الغرفة و طالت بقية القرود على أرض الغرفة !
بعد ساعات ضرب الجوع القرود و حاول أحدهم أن يتسلق السلم ليصل إلى الموز، فتكرر رش الماء الساخن على زملائة القرود
ثم تكررت محاولة القرود تسلق السلم للوصول إلى الموز و في كل مرة كان الماء السخن نصيب رفاقه في الغرفة

بعدها تغير المانع و لم يعد الماء الساخن , فقد أصبحت القرود تقف بالمرصاد لكل من يحاول منهم تسلق السلم , فبمجرد اقتراب احد القرود من السلم إلاَّ و تنهال عليه بقية القرود بالضرب

قام الخبراء بأخراج احد القرود السته من الغرفة و أستبدل بقرد (جديد1) و سرعان ماجره جوعه إلى الموز و هو لم يرى و لم يشارك في ملحمة الماء الساخن , و إذا بالقرود المرعوبة من الماء الساخن تنهال عليه ضرباً مانعةً له من الوصول إلى الموز , حاول القرد الجديد1 اكثر من مرة الوصول إلى الموز دون جدوى فقد كان له القرود الآخرون بالمرصاد , حتى فهم الدرس , أن الموز هو سبب الضرب , فتوقف عن المحاولات .

أخرج الخبراء قرداً آخر من المجموعة و ادخلوا قرداً جديداً بديلاً عنه (جديد2) , و كما هي طبيعة الخلق متأثراً بجوعة القرد جديد2 تقدم نحو السلم محاولاً الوصول إلى الموز و إذا بالقرود الخمسة تنهال عليه ضرباً و كان في مقدمتهم القرد (جديد1) الذي لم يحضر رش الماء الساخن و لكنه تعلم الدرس ( كل من يقترب من الموز يضرب ) بل كان أكثرهم تطرفاً , و كأنه ينتقم لنفسه مما حل به , و تكررت محاولة القرد (جديد2) دون جدوى فقد كان الضرب من زملائة القرود شديداً , حتى فقد الأمل في زملائه القرود أن يتروكه و مايشاء .

أستمر الخبراء في أستبدال القرود , و أستمرت الأحداث كما هي حتى أستبدل جميع قرود المجموعة الأولى , التي حضرت في معركة الماء الساخن , بل و أستبدل القرود جميعاً , قرداً قردا ً , حتى وصل عدد القرود التي شاركت في التجربة 31 قرداً , و في كل مرة كان القرد الجديد ؟؟؟ يسعى للحصول على الموز و يتعرض للضرب من زملائه
لماذا الضرب ؟؟؟؟ لا تعلم القرود لماذا تضرب أخوتها التي تسعى للوصول إلى الموز

أنتهت التجربة

الشاهد من سرد القصة سؤال يجب الإجابة عليه !!!

هل أستطاع الحزب الأشتراكي تدمير عقول الجنوبيين , فقد كمم أفواه الأولين بالقتل و السحل و التشريد , و اليوم انتقل هذا النهج عبر الأجيال من جيلٍ إلى جيل , فتجد هذا يمنع هذا من أنتقاد الحزبيين اكانوا في السلطة أم في الحراك , و كأنه محرمٌ علينا الكلام ؟؟؟ هل فقد بعض الجنوبيين عقولهم ليمنعونا من الحديث و قول مانراه ؟؟؟ هل انتقاد الرئيس فلان أو الشيخ فلان أو المناضل فلان يستحق هذه الحملات المجنونة التي يقوم بها البعض ؟؟؟

هل وصل قبح الرأي عند احد مشايخنا أن يؤلب علي من ينتقده أبناء قبيلته و يتهددوهم بالتصفية و الأعتداء ... ؟
هل يعتقد الرئيس فلان او المناضل فلان أنه بأطلاق أزلامه للتهجم على النقاد , في المنتديات بأسماء مستعارة و في المحافل , أن هذه الممارسات سوف توقف الشرفاء عن قول كلمة الحق ... ؟
أليس من العيب على هذا او ذاك أن ينكر أدوار من سبقوه وهم أعمدةً أساسيةً في ساحات الحراك منذ كان صامتاً في بيته او موظفاً عند سادة صنعاء !! أليس من العيب أستغلال تواجد الناس في دول تمنع النشاط السياسي , فيقوم هذا المناضل أو ذاك بالأنتقاص ممن ينتقده بل و يسرق جهدهم .. ؟؟؟
هل أصبح ممنوعاً علينا نحن الجنوبيون أن نقول لهذا المناضل أو ذاك لماذا لم تفعل الصح ....؟ و لماذا أنت صامت ..... ؟ و لماذا تقبل يا فلان قيام أبنائك أو بني اخوانك أو بني أخواتك أو نسائك أو أبناء قبيلتك أو المقربين منك و ........ الخ القائمة , لماذا تقبل تدخلهم في إدارة الحراك بالنيابة عنك و كأنهم قادة الحراك بالوراثة ...؟

هل إذا قلنا أننا نرى أن قيادة الحراك من أعلاهم الرئيس البيض إلى أصغرهم لا تقوم بالحد الأدنى من الجهد الواجب عليهم , نكون قد اجرمنا ....؟؟؟
هل إذا قلنا أن المرحلة الحالية , هي مرحلة الحسم , و ان تفرق القيادات بسبب نزاعات مصلحية , يستوجب علينا أنتجاب قيادة جديدة بدلاً عنهم , هل إذا قلنا ذلك نكون اجرمنا , و لذلك تنطلق القرود لتمنعنا من حقنا الشرعي في التعبير عن الرأي ....؟؟؟


فخامة الرئيس البيض , معالي الوزراء , سعادة الشيوخ , سيادة القادة المناضلين , إن الوقت وقت الحسم و انتم بتفرقكم تسيئون للحراك و للقضية الجنوبية , و تهدرون نضالات عشرات الألاف و تضحيات مئات الشهداء .
فخامة الرئيس البيض , إنك بصمتك و عدم القيام بواجبك تعطي الفرصة لدعاة التنازل عن الحقوق الجنوبية للسيطرة على مقدرات الشعب الجنوبي , و أنت مسؤولٌ أمام الله أولاً ثم أمام الشعب .

أيها السادة , إننا لم نحضر تجارب القرود التي تطلقونها لتمنعنا من قول الحق , و لن تفزعنا القرود كما لم يفزعنا الموت , و سنبقى على طريقنا لا نبحث عن شهرة ولا عن مكانة بين الناس فالمكانة التي نسعى إليها ليست في الدينا و لكنها في الدار الآخرة . قال تعالى : ( تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين ( 83 ) من جاء بالحسنة فله خير منها ومن جاء بالسيئة فلا يجزى الذين عملوا السيئات إلا ما كانوا يعملون )



ناب ماهاب
27 مايو 2011