مؤتمر لندن حول اليمن.. للشعب أم للنظام؟

[صاعق الجنوب]

مؤتمر لندن حول اليمن.. للشعب أم للنظام؟ - خضير بوقايلة20/01/2010 الصحوة نت – القدس العربي




:مثلها مثل أي حكومة عربية تعاني من داء الشرعية رحبت السلطات اليمنية بالاهتمام الأوروبي الأمريكي المفاجئ باليمن وباليد الغربية التي امتدت إليها في لحظة يأس. وقد كانت دعوة بريطانيا لعقد مؤتمر لندن الخاص بمساعدة اليمن بمثابة طوق نجاة امتد إلى الحكومة اليمنية لإخراجها من ورطتها مع فئات واسعة من شعبها، خاصة بعد أن تبين لها أن التدخل السعودي على خط الحرب في صعدة لم يرجح كفة الجيش النظامي بل زاد الوضع تعقيدا.
حكومة صنعاء تعلم جيدا أن الغرب لن يستجيب بسهولة لدعمها في مطاردتها لأقطاب الحراك الجنوبي ولا في حربها ضد الحوثيين مع ما يحمله ذلك من دلالات على القبضة الحديدية القائمة بين الغرب وإيران المتهمة بدعم متمردي صعدة، فجاءت حادثة طائرة ديترويت لتفتح الأبواب الموصدة. علماء اليمن تحركوا لتحذير الغرب من مغبة التدخل العسكري في اليمن ولو كان الأمر يتعلق بالحرب المقدسة ضد تنظيم القاعدة وتوعدوا بفتح باب الجهاد ضد أي غزو أو حضور عسكري غربي على الأراضي اليمنية، لكن هل سيكون اليمن محطة ثالثة للقوات الأمريكية البريطانية بعد أفغانستان والعراق؟ أغلب الظن أن أوباما وبراون لن يعرضا إدارتيهما لفضيحة جديدة ولو فتح اليمن متاريس حدوده على مصراعيها، لذلك فإن التدخل سيكون هنا أشد تكتما ولن يكون هناك مزيد من التوابيت وطوابير الجنود الأميركيين والبريطانيين المصابين.
في بعض الأحيان يتساءل المرء إن كان هناك تحالف من نوع ما بين تنظيمات القاعدة التي تفرّخ هنا وهناك وبين الحكومات فاقدة الشرعية الدكتاتورية أم أن الأمر يتعلق بمصادفات حسنة. في كل مرة توشك فيها مثل هذه الحكومات على السقوط يخرج من رحم الدوامة بعبع القاعدة ليمد من عمر الأزمة السياسية في البلد ويعطي السلطات المحتضرة جرعة أوكسيجين تعيد لها الحياة، ومن عجائب الصدف دائما أن هذه (القاعدات) تظهر كحية بسبعة أرواح لا تموت رغم تأكيدات الحكومات الحازمة سيطرتها على الوضع وقدرتها على القضاء على هؤلاء المارقين والأعجب من ذلك أن الغرب نفسه بعتاده وعدته الاستخبارية والتكنولوجية المتطورة يبقى عاجزا عن القضاء على مجموعة مسلحين يعيشون في الكهوف والسراديب والجبال.
أما الأغرب من كل هذا هو ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية قبل يومين عن رئيس أركان قوات الأمن المركزي اليمني التي تقع ضمنها قوات مكافحة الإرهاب تأكيده أن القضاء على أبرز رؤوس تنظيم القاعدة في اليمن لن يكون صعبا على الحكومة اليمنية لو بادرت بفتح باب تقديم العطايا والجوائز المالية للقبائل، لكن العميد يحيى صالح يقول إن هذا الأمر (سيكون خطيرا جدا.. فلو قمنا بذلك، ستقوم القبائل بتسليم العشرات من عناصر القاعدة المفترضين فقط من أجل المال. هذا سهل ولكنه غير فعال). وأضاف أن (اليمن ليس أفغانستان أو باكستان حيث الإيديولوجية الجهادية قوية. فعندنا القبائل تقف في صف الذي يدفع، وبموجب مصالحها. يمكن للقبائل أن تبيع مقاتلين من القاعدة بين ليلة وضحاها). أعترف أني لست عسكريا ولا خبيرا في الاستراتيجية الحربية، إلا أنني أتمنى من أي أحد يمتلك هذه المؤهلات أن يخبرني عن الضرر الذي تجنيه الحكومة اليمنية من اعتمادها حربا تقضي فيها على العناصر الإرهابية بالعشرات ولا تصرف فيها إلا المال وعن الفائدة التي تعود على هذه الحكومة وعلى البلد كله عندما تخوض الحرب بالمعدات العسكرية الثقيلة والطائرات وتنفذ غارات هنا وهناك ليقال لنا في نهاية المطاف إن الحصيلة كانت مقتل ستة أو سبعة ويأتي من الجانب الآخر من يرد قائلا إن ذلك غير صحيح وإن كل تلك التحركات العسكرية لم تسفر عن مقتل أحد. لا أعتقد أن الغربيين أنفسهم سيجدون حرجا إذا ما طُلب منهم صرف الملايين مقابل اعتقال عشرات عناصر القاعدة بدل صرف تلك الملايين مضافا إليها أرواح الجنود وبهدلة الرأي العام المحلي والعالمي مع نتيجة غير مضمونة، اللهم إلا إذا كان الأمريكيون وحلفاؤهم في الغرب يريدون هم أيضا أن تبقى القاعدة بعبعا حيا لا يموت يخرجونه عند الحاجة ويقضون عليه متى أرادوا.
المؤتمر الدولي حول اليمن المرتقب عقده الأسبوع المقبل في العاصمة البريطانية لندن بدأ يشد الأنظار إليه منذ الإعلان عنه قبل أيام، لكن قبل ذلك لا بد من معرفة ما يريده الغرب من وراء هذه الوليمة، هل الهدف منها هو القضاء على تنظيم القاعدة وإزالة خطره المخيم على العالم أجمع أم اتخاذ تدابير وقائية تمنع تكرر حادثة طائرة ديترويت وتهديد أمن الشعوب الغربية الآمنة وما عدا ذلك لن يكون مهما، أم أن هناك تفكيرا أكثر جدية لبحث أصول الداء في اليمن والعمل على إنقاذ البلد والشعب هناك من كل الأخطار المحدقة به وتنظيم القاعدة في هذه الحالة لن يكون إلا عنصرا واحدا من عناصر الأزمة إن لم نقل إنه واحد من نتائج الأزمة العميقة الضاربة في اليمن. جامعة الدول العربية والحكومات العربية تفصيلا لا تبدو مكترثة لهذا المؤتمر العالمي، وكأن أمر اليمن ومستقبلها لا يعني إلا الأمريكيين والبريطانيين ونظام علي عبد الله صالح.
حكومة صنعاء تريد جعل معضلة القاعدة في واجهة اهتماماتها ورهاناتها الكبرى، بينما الأكيد أن للشعب اليمني مطالب أكبر وأعمق وأخطر على مستقبل البلد من بضع عشرات من عناصر القاعدة يمكن للقبائل اليمنية السيطرة عليها بحفنة دولارات كما فهمنا من تصريحات رأس حربة مكافحة الإرهاب في البلد. الشعب اليمني يعاني فقرا مدقعا وتخلفا كبيرا جعله في مؤخرة العالم، الشعب اليمني يستغيث من سنين طويلة من آثار الفساد والركود الاقتصادي الذي حرمه حتى من الموارد الطبيعية القليلة التي يزخر بها، الشعب اليمني لا يزال حائرا بين الاستمرار في مسيرة الوحدة التي انطلق في التسعينات والعودة إلى وضع الدولتين، الشعب اليمني لا يزال يعاني من سنين من نظام شمولي أحادي لا يريد فتح أية نافذة تعددية ديمقراطية حقيقية يتنفس منها الناس، الشعب اليمني صار الآن يكافح أيضا ويرتعد خوفا من أن تصيبه عدوى التوريث العربية فيستيقظ يوما على خبر انتقال السلطة من الأب إلى ابنه لأن خير اليمن وازدهار مستقبله لا يضمنه إلا ولي العهد الكريم.
هذه هي التحديات الحقيقية في اليمن والتي ينبغي على غوردون براون وباراك أوباما وإخوانهما في الغرب أن يدخلوها إلى قاعة مؤتمر لندن إذا أرادوا حقا أن يساعدوا اليمن وأن لا تذهب ملايين دافعي الضرائب عندهم في خدمة أنظمة انتهت فترة صلاحيتها منذ زمن بعيد ولم تعد صالحة إلا لتحويلها إلى غرف التحنيط، أما ما عدا ذلك فلن يكون إلا تخديرا موضعيا أو تنويما لفتن قد تستيقظ بعد فترة أقوى مما كانت عليه.

* كاتب وصحافي جزائري

[الوليدي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الشيخ داعس

الله يحفظ اليمن ويحفظ الفايد الرمز ويحفظ والي العهد احمد

آمـــــــــــــــــين وادامك خادمـآ تحت اقــــــــــــدامهم

[للجنوب سلام]

علينا ان نعترف ان مؤتمر لندن ليس لصالح النظام ولا لصالح الشعب لا في الشمال ولا في الجنوب فالمؤتمر في لندن هو فقط فقط فقط لصالح ماما اميركا والعمه اوروبا