من أسباب فشل مؤتمر الحوار الوطني

[أنيس صالح القاضي]

من أسباب فشل مؤتمر الحوار الوطني -
بقلم: أنيس صالح القاضي (مستشار قانوني)
السبت, 12 أيار/مايو 2012 12:50

جدة – لندن " عدن برس " خاص -
صدر مؤخر قرار رئيس الجمهورية القاضي بتشكيل لجنة الاتصال لإشراك كافة الأطراف في عملية الحوار، وتضمن أن على كافة الأطراف التعاون معها وتسهيل مهمتها بما يكفل التسريع في إجراءات تشكيل اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني خلال فترة لا تتجاوز 30 يونيو 2012م.

ولكنني أرى بأن ذلك المؤتمر لن يكتب له النجاح بالنسبة للقضية الجنوبية، في حال انعقاده، وذلك لسببين رئيسيين:
السبب الأول : الحكومة المركزية في صنعاء:
سبق لي أن كتبت مقال بعنوان ((نحو حل للقضية الجنوبية)) نشر على موقع عدن برس بتاريخ 29/02/2012م تضمن جملة من الإجراءات والخطوات التي ينبغي اتخاذها من قبل حكومة صنعاء، قبل انعقاد مؤتمر الحوار الوطني حتى تتهيئ أرضية جنوبية مناسبة للحوار الوطني، والتي هي باختصار في إجرائين.
الأولى : الاعتراف صراحة بالقضية الجنوبية، وقلنا بأن هذا متوافر إلى حد ما.
والثاني: علاج هذه القضية عن طريق عدة خطوات تتمثل في الاعتذار كخطوة أولى ثم تسوية المطالب الحقوقية كخطوة ثانية والخطوة الثالثة تتمثل في إنجاح ثورة التغيير، وبعد القيام بهذه الخطوات فسوف تتشكل أرضية جنوبية للحوار، عندها سوف يتم وضع التدابير الاحترازية لمنع تكرار ما حدث، وتتمثل في إعادة النظر في شكل النظام السياسي المستقبلي، وهذه هو ما سوف يطرح على طاولة الحوار.
ولكن يبدو أن أي إجراء من تلك الإجراءات أو خطواته لم يتم القيام به من قبل الحكومة المركزية في صنعاء، وهذا ما سيصعب على أي طرف جنوبي حضور ذلك المؤتمر، حيث لم تظهر حتى الآن أي نوايا حسنة من قبل نظام صنعاء يفترض أن تبد قبل الدعوة لهذا المؤتمر، ومن وجهة نظري فإن هذا سبب كاف لوحده في إفشال مؤتمر الحوار الوطني على الأقل بالنسبة للقضية الجنوبية.
السبب الثاني : أوضاع الحراك الجنوبي الداخلية:
نحن كجنوبيين، ندرك ويدرك غيرنا، بأننا أهل قضية عادلة لا خلاف على عدالتها، وإنما الخلاف هو على الحل الذي نريد، والخلاف الأكبر هو بيننا كجنوبيين، إذ وصلنا إلى درجة يرثى لها ليس من التمزق والتشتت فحسب، بل ومن إرتهان البعض للخارج، من شيعة وخوارج.
وبعد صدور القرار الجمهوري بتشكيل لجنة الاتصال، زاد انقسام الجنوبيون، وهم في الأصل منقسمين من قبل الإعلان عن هذا المؤتمر، انقسموا بين معارض، ومشترط، ومؤيد .. الخ من المواقف الجنوبية المتعددة التي أبدعنا فيها كجنوبيين.
وتشتت الجنوبيون وتفرقهم سبب أيضا كاف لإفشال مؤتمر الحوار الوطني، لأنه لن يكون هناك طرف جنوبي، لا نقول يمثل كل الجنوبيين بل الأغلبية، ولو أن طرف ما منهم حضر ذلك المؤتمر ولو أنه استطاع أن يحصل على مكاسب معقولة، فإن الطرف الممانع سوف يرفض تلك المكاسب، ليس لذاتها، ولكن نكاية بالطرف الحاضر، وسوف تبقى القضية الجنوبية تراوح مكانها، إلا أن تخلص النية حكومة صنعاء وأركانها البالية (المؤشرات الحالية لا تدل على ذلك) وتثبت حقيقة وحدويتها، وتقوم بالإجراءات العلاجية التي أسلفنا ذكرها، لتكون بذلك قد حلت الجانب المطلبي والحقوقي من القضية الجنوبية، ويبقى الجانب السياسي، الذي بدون شك سوف يكون حله أسهل من ذي قبل وأقل تكلفة.
ما سبق استعراضه من سببين رئيسيين لفشل مؤتمر الحوار الوطني، هما سببين لإفشاله، بالنسبة للقضية الجنوبية، أما بالنسبة لباقي قضايا اليمن عموما، فإنه كذلك سوف يفشل أيضا لعدة أسباب من أبرزها، أن النظام السابق لا زال حتى الساعة من حكام اليمن، ومسيرا لكثير من أمورها، ولكن بمقدور حكومة صنعاء تخطي هذا العائق، عن طريق إنجاح ثورة التغيير بمعنى الكلمة.
وهناك سبب آخر أكثر تعقيدا، هو موضوع الحوثيين، والذين صرحوا بعشر نقاط، ينبغي تحقيقها لمشاركتهم في مؤتمر الحوار الوطني، وما حقيقة هذه النقاط إلا من باب ذر الرماد على العيون فهم لن يقبلوا بأي حوار، وإن قبلوا فلن ينفذوا ما سيتم الاتفاق عليه، لأن قبولهم بأي اتفاق سوف يكون من باب التقية لا أكثر، لأنهم في الحقيقة ليس لهم قضية خاصة بهم بقدر ما هي أطماع توسعية، لقوى أقليمية تنفذ بادوات يمنية.
يالله السلامة،،
http://adenpress.co.uk/index.php?opt...5-24&Itemid=55