شياطين الأمس - ملائكة اليوم... وشباب التغيير

[العرب العاربه]

شياطين الأمس - ملائكة اليوم... وشباب التغيير


طالعتنا وسائل الأخبار بتصريح ورد عن أحد شياطين النظام السابقين
لابسا مسوح الرهبان الأتقيا الانقياء الأطهار رغم ماضيه الأسود في الفساد والنهب لمقدرات البسطاء وحقوقهم واموالهم
المدعو صالح سميع ملوحا ومهددا من جديد بالزحف على القصر رئيس النظام اليمني
وهي نفس الأسطوانة التي رددها المدعو محمد قحطان الناطق الرسمي للجنة الحوار الوطني التابع لاحزاب اللقاء المشترك
الذي هدد رئيس النظام اليمني باخراجه من غرفة نومه في تصريح وقح قوبل بالاستهجان من الأغلبية
حتى ممن يتعاطفون مع مطالب شباب التغيير لتجاوزه حدود الأدب والذوق والأخلاق العامة والتي انكر انه ادلى بها فيما بعد.
وهاهو اليوم المدعو صالح سميع يدغدغ مشاعر البسطاء من الشباب بالكلام المعسول ويتلون كالحرباء
مدعيا بان قيادات احزاب اللقاء المشترك ستكون في مقدمة الصفوف في حالة ان تقرر الزحف الى القصر
وهو يهدف من وراء تصريحه ذلك الى كسب ثقة الشباب المنزوعة فيه وفي امثاله من الفسدة
ولصوص الثروات في احزاب المشترك الذين ينامون في بيوتهم وعلى سررهم وبين اهليهم في بحبوحة من العيش
بينما يتركون الشباب يعتصمون في الشوارع في شدة البرد في الليل وفي عز الحر في الظهيرة تاركين بيوتهم وسررهم
والبعض منهم جلب اطفاله واسرته للأعتصام معه وفي ظن ذلك الفاسد بانهم قد نسوا ان تلك القيادات قد هربت من الساحات
ولجأت الى قبائلها وهي الآن في بروجها المشيدة على الفرش الوثيرة تدلي بتصريحاتها من عليائها في قنواتها الاعلامية
التي تحمل عنوان الكذب والزور والتلفيق في تغطيتها وفبركتها للصور وللدجل الأعلامي من خلال المونتاج والقص واللصق الجائر
وهي لم تكن في يوم من الايام متواجدة على الساحة ولم ير الناس لها اثرا مع من باتوا في الشوارع
بل وهم الى الان يتحدثون باسم الشباب في كل المحافل اقليميا ودوليا ويمثلونهم رغما عنهم بكل صلف وعنجهية
رغم رفض الشباب القاطع لأساليبهم الخسيسة في الالتفاف على مطالبهم وتدجينها وتجييرها لصالح احزابهم
وقد كان من اغرب تصريحات المدعو صالح سميع على الاطلاق هو قوله
(أن ما يقوم به النظام من مسيرات واعتصامات في صنعاء ذات طابع "شطري"،
حيث لم يستطع إقامة مسيرات في " تعز أو عدن" أو غيرها)
موحيا للآخرين بان (محافظة تعز اليمنية ) تتبع ماكان يعرف بالشطر الجنوبي ايام الرفاق الأشتراكيين
وذلك من خلال الجمع بينها وبين عدن شطريا!
واعتبارها خارج نطاق ماكان يعرف بالشطر الشمالي اثناء وجود الجمهورية العربية اليمنية!

إن التخبط والانهيار النفسي الذي تمثل في التصريحات الهستيرية لكل من محمد قحطان وتوكل كرمان ومحمد القباطي وأخيرا صالح سميع
لهي دلالة بالغة الوضوح على ان احزاب اللقاء المشترك تلفظ انفاسها الأخيرة في ساحات التغيير وذلك من خلال العزلة التامة المفروضة عليها من قبل شباب التغيير
وايضا من خلال ضرب رئيس النظام اليمني لأحزاب اللقاء المشترك وقلب الطاولة على رؤوسهم وذلك بقبوله بالمبادرة الخليجية التي جاءت لصالحه في عدة مناحي
حيث ان الدول الاقليمية التقليدية لن تسمح بقيام ثورات على حدودها خوفا من انتقال عدواها اليها
وستحاول بكل السبل افراغ هذه الثورة من مضمونها الذي قامت من اجله من خلال تلك المبادرة التي تقدمت بها والتي تعني في الأخير القبول بالحوار
ومبدأ التفاوض على المرحلة القادمة والتي ستخضع لاجراءات دستورية وقانونية ومساومات ستضع الكثير من المحسوبين على قيادات احزاب اللقاء المشترك
تحت طائلة القانون في حالة اصرارهم على فتح الملفات ومحاسبة الرئيس اليمني واعوانه خاصة وانهم كانوا من ضمن المتنفذين
الذين نهبوا المليارات من الأموال العامة منذ عام 1990 وحتى هذه اللحظة .


وهاهي احزاب اللقاء المشترك اليوم بين مطرقة المبادرة الخليجية وسندان شباب التغيير .... تتقلب بين نارين
نارالقبول بالمبادرة المرفوضة رفضا باتا من قبل شباب ساحات التغيير .....ونار رفضها للمبادرة استجابة لمطالب الشباب .
وحينها ستكون احزاب اللقاء المشترك هي من رفض المبادرة وسيستمد النظام من ذلك شرعيته وديمومته على اعتبار انه قانونيا ودستوريا له الحق في تسيير امور البلاد بعد ان رفضت المعارضة المبادرة الخليجية.

لذا تفتقت قريحة المدعو صالح سميع عن فكرة التهديد مجددا بالزحف الى القصر مع تطعيمها بفكرة الورود الساذجة
وتحريض الشباب على الهتاف بان المسيرة(سلمية سلمية) لاحراج النظام وافراد الجيش
بعدم ضرب الزاحفين الى القصر لأخراج رئيس البلاد الشرعي الذي اعترفت احزاب اللقاء المشترك بنتائج فوزه في الانتخابات عام
2006 وكان المدعو صالح سميع هو احد آلات فوز النظام وهو مايتناقض اتماما مع إتهامه لرئيس النظام اليمني بالكذب
في الوقت الذي اختاره الرئيس ليكون وزيرا للمغتربين وكان هو يخدمه بكل سرور!

(كما ان الزحف الى القصر الجمهوري واخراج الرئيس منه بالقوة في حد ذاته
لايعتبر اجراءا سلميا على الاطلاق يتناسب مع هتافاتهم "السلمية" والتي تتناقض منطقا وعقلا مع هذا الأجراء العدواني
وانما سيعتبر اعتداء واضحا وسافرا يستوجب الردع والرد دفاعا عن النفس)

ولا نستبعد في هذه الحالة ان تقوم الجماهير المعتصمة في ساحة السبعين بالخروج في مسيرة اعتراضية لمسيرة الشباب
لتمنعهم من الزحف على رئيسهم الذي يعتبرونه رئيسا شرعيا بموجب الدستور والقانون سواء محليا او اقليميا او دوليا
( في مسيرات تحمل الزهور ايضا وتهتف سلمية سلمية)
ولانستبعد ايضا ان يقوم مناصروا رئيس النظام اليمني (والذين كونوا جدار بشري ودروع بشرية في ميدان السبعين)
ان يقوموا بالتهام جموع المتظاهرين من ساحات التغيير لتفوقهم العددي الهائل وقطع الطريق على تلك المسيرات الزاحفة باتجاه الطريق المؤدي الى القصر في حالة اصرارهم على الزحف لأخراج رئيسهم من قصره من اجل حماية الرئيس الشرعي للبلاد .


وفي كل الأحوال فإن الفشل الذريع لاحزاب اللقاء المشترك في ساحات التغيير لن ينتهي وانما سيتصاعد باتجاه واحد وهو إجبار شباب ساحات التغيير على الانصياع لأوامرهم
وفي حالة رفض الشباب الأنصياع لهم فأنهم سيذهبون الى المفاوضات مع الرئيس من دون الشباب كما حدث ذلك عدة مرات سابقا من اجل استلام حصتهم الكبيرة في الحكومة القادمة
وسيتركون شباب ساحات التغيير لوحدهم يكابدون الجوع والبرد وحينها سيكون الشباب مخيرين مابين امرين لا ثالث لهما :

إما الذهاب للتفاوض مع احزاب اللقاء المشترك بتمثيل هزيل جدا (ضمن مجموعة العشرة في المئة المخصصة للآخرين كالحوثيين والجنوبيين)
ليكونوا في ذيل القائمة في حكومة ستستأثر فيها احزاب اللقاء المشترك بنصيب الاسد وهو نصيب 40 في المئة من نسبة المقاعد ...
وهذا تمثيل لايرقى بكل تأكيد الى المستوى الذي يليق بالشباب كونهم هم الوقود والمحرك الرئيس لساحات التغيير وهم من حمل لوائها على اعناقهم
وهم وحدهم من قدم قوافل الشهداء لها وهم فقط من سالت دماؤهم من اجل التغيير....ومن ثم سيتم افراغ مطالبهم من مضمونها الحقيقي الذي قامت من اجله
(وهو اسقاط كل رموز الفساد سواءا في السلطة او المعارضة).


وإما الأستمرار في وضع بائس دون اي دعم من هوامير الفساد في احزاب اللقاء المشترك والتي قد تنقلب عليهم بعد تسلمها لأدارة البلاد في اية لحظة
حتى لاتستمر خسائرها المالية والاقتصادية بعد ان تضاعفت الديون الخارجية على الخزينة العامة واصبحت شبه خالية
وستقوم بقمع تظاهرات الشباب في جميع المحافظات دون استثناء ودون هوادة ولا رحمة على اساس انهم مجموعة من المخربين الذين يعرّضون امن وسلامة الوطن للخطر.


بقلم : فارس سيف

26-ابريل 2011