المعركة لم تنته بعد !!بقلم : فؤاد راشد

[عميد الحالمي]

المعركة لم تنته بعد !!
بقلم : فؤاد راشد

فشلت الحملة الاعلامية الممولة ، والشعبية المتحزبة ، والنفسية من النيل من الحراك الجنوبي المبارك خلال التسعة الأشهر الماضية ، وتقهقرت مثل الحملات العسكرية ، والأمنية التي لا زمت الحراك خلال الخمس السنوات الماضية ، وحصدت ارواح أبطال الجنوب في الميادين ، وساحات النضال السلمية .
وفي اعتقادي أن الحملة الاعلامية والشعبية والنفسية طيلة الاشهر الماضية كانت الأخطر على حراكنا ، وصمودنا ذلك لتوافر عناصر متعددة أرادت إيقاف عجلة الحراك تحت دعاوى غير سليمة وبغباء لا حدود له .
لم تكن الحملة بسيطة .. كانت جهنمية بشعاراتها ، وآمالها ، والأحلام المنثورة .. كانت مدججة بالأموال ، والترغيب ، والترهيب من أجل خاطر كسر الحراك ، وقتله ، وتسييح دمه .. كسر إرادة شعب بوهم مسعول بالكلام .. أي كلام ، والسلام !! .
أرادوا أن لا ترفع أعلام الجنوب في ساحات الجنوب التي عطرت بالدماء الجنوبية ، وضجت بأصوات الجنوب ، والحناجر الهادرة ، أرادوا استبدال أعلام الجنوب باعلام الجمهورية اليمنية المذبوحة بحرب 27 ابريل من ميدان السبعين ، وجنازير المصفحات ، والدبابات في يوليو المشئوم .. ارادوا نشطاء الحراك أن يهتفوا لليمن الجديد ، وعسى الله ان يجعل القادم المجهول خيرا ، وان جاء شرا فليتحمله الجميع .
يا سبحان الله .
ثورة الجنوب ، وشعاراتها على مدى خمس سنوات تضمخ الميادين بعرق الحق تموت في طرفة عين ، تنتحر لاسباب غامضة ، وتتحول بريموت كنترول الى ثورة اخرى ، ولماذا ؟ ومن أجل ماذا ؟ .
كانت المعركة بالنسبة للحراك ، وقادة الحراك بالمحافظات شديدة ، وقاسية ، وتحدي حقيقي .. إما أن نكون ، أو لا نكون أبد الآبدين .. وكان من نتائج المعركة الفورية القبض في فبراير على الزعيم الفذ حسن احمد باعوم في العاصمة عدن وأبنه المناضل فواز حسن باعوم .. الرجل الذي حمل جسده ، وهو مثقل بالمرض ، وطار من يافع الى قلب المعركة في عدن .
اتذكر كنا حينها في زيارته في يافع مع المناضلين رؤساء مجالس الحراك بالمحافظات ( الخبجي - شلال - حقيس - سعدان - حويدر - بامعلم ) ، والعديد من قيادات الحراك بينهم السفير قاسم عسكر والمحامي يحيى الشعيبي ، وعلي هيثم الغريب ، والعميد حسن البيشي ، والمهندس عبدالله الضالعي وآخرين .. كان الحديث عن ثورة الشباب في اليمن ، وكانت تصل الينا اخبار القتل في المعلا .
قال باعوم منهيا حديث طويل عن خلافات لا معنى لها (( لقاؤنا عدن والمكلا )) .
وطلعنا مع باعوم الى عدن ، وصدمنا بالشارع هناك .. لا توجد لنا شعارات ، ولا أعلام .. نسجل هذا للتاريخ .. المعركة كانت شديدة ، ومن بين أهدافها جر الحراك الى مربع اسقاطه بدعاوى ما أنزل الله بها من سلطان .
وفي المكلا جرت محاولة لجرها الى المربع ذاته .. ونسجل هذا للتاريخ لكن شباب الجنوب الأفذاذ بالمكلا كان لهم صوت اخر غير مجرى التاريخ كله في الجنوب .
تمسكوا بالشعارت التي سقط من أجلها أبن مدينة المكلا صلاح سعيد القحوم في 1 سبتمبر 2007م ، وهو أول شهيد يسقط منذ انلاع الحراك الجنوبي في هذه الفترة .
ونصبت خيمة الحرية والكرامة بشريان مدينة المكلا ، ورفعت فيها اعلام دولة الجنوب ، وخرجنا المسيرات الجماهيرية العارمة نرفع شعارات الاستقلال والتحرير ، وفك الارتباط .. وفي مسيرات واحدة جرح برصاص الامن 17 شابا من ابنائنا .. وقدمنا شهيدا للجنوب لتثبيت شعارات الجنوب واسقاط غيرها ، وهو التلميذ الطفل رامي بارميل .
وانفجر وادي حضرموت يصدح بصوت الجنوب كأن القدر خبأ لنا هذا الصوت طيلة السنوات الماضية لهذه اللحظة الفاصلة حين تكالبوا علينا .. انفجرت مدن وادي حضرموت عن بكرة ابيها كالسيل العرمرم الذي لا يوقفه حاجز .
وهاهي العاصمة عدن .. كريتر ، وساحة الشهداء بالمنصورة .. هاهم الشباب من يمسكون الان بيخط الطريق .
وفي ظل المتغيرات الايجابية للحراك منذ أشهر الازمة الاولى تواصلت المعركة بضراوة بين حملة وفر لها كل الامكانات المالية الهائلة والمدرارة ، والامكانات الاعلامية ، وحملة مدردحة بالأحمال الثقيلة من القهر ، والفقر ، والماضي الأليم لا تملك الا صوت الحق ، وتتلحف بدماء الشهداء ، وتستمد معنوياتها من آلام الجرحى ، وآهات المعتقلين .. وينتصر دائما صوت الحق وان تسيد لمرحلة ما طالت أم قصرت صوت الباطل لأن الباطل كان زهوقا .
سقطت محاولات اسقاط الحراك في معركة هي الأشد التي يتعرض لها الحراك منذ انطلاقته في نظري وتحطمت امام جبروت وصلابة شباب الجنوب ، ووعيهم بالقضية ، وابعادها الوطنية والسياسية لكن المعركة لم تنته حتى اللحظة .
صحيح أنتصر الحراك في أعنف محطاتها ، وخرج منها قويا بعد اذ كاد يغط في السبات ( ويودف ) ، وتعلم كيف يكون جاهزا للوثبات ، والطوارئ لكن المحاولات مستمرة لصرف الحراك عن مساره وأهدافه ، ولا شك ان نظام يوليو الاحتلالي بشقيه السلطة والمعارضة لن يتركوا شعب الجنوب يتماسك ، ويقوى عوده ، وستظل محاولات التسلسل الينا ، واختراقنا قائمة متعددة الألوان والاشكال .
--------------------
هبوا أيها الأبطال لاستقبال الذكرى الثامنة والأربعين لذكرى أكتوبر المجيدة التي سنحتفل بها معا في المكلا وردفان وعدن وكل عام وأنتم بخير