13 يناير و ولادة المارد الجنوبي الجبار

[مدفع الجنوب]

13 يناير و ولادة المارد الجنوبي الجبار
بقلم / صالح سعيد وبران - المكلا برس التاريخ: 4/1/2009
حين اعتقد الحاكم انه بسط يده على كل الامور الجنوبية وانه يحكم قبضته عليها واهما نفسه فرضه سياسة القبضة الحديدية تجاه الجنوب وابنائه الا ان السنوات الخوالي وايامها العجاف اظهرت و كشفت عن وهن عرش السلطة و قبضتها المرتجفة مع انكشاف زيف ادعائه من خلال استنهاض ابناء الجنوب وكسر قيود الخنوع و الاذلال المفروض عليها بقوة الآلة العسكرية لسلطة الاحتلال و الذي ادى بها الى ممارستها لاسلوب جديد في النضال الا وهو النضال السلمي الذي ادت بالحاكم الى ممارسة شن الحملات الارهابية ضد ابناء الجنوب من اعتقالات و اغتيالات و مطاردات وحتى في ذلك اظهرت سلطة الاحتلال فشلها لتعلن السلطة بالتهديد الفاضح و المكشوف المعلن جعل الايام الجنوبية القادمة اكثر دموية من ذي مضى .
في حين الايام الماضية كشفت عن الحال الجنوبي الذي عاشه في ظل السلطة العسكرية التي تحاول طمس الهوية الجنوبية المصاحب لنهب الثروة الجنوبية ووأد التاريخ الجنوبي مع ممارسة ارهاب الدولة ضد السكان في الجنوب وارتكاب المجازر الدموية الذي شهدها الجنوب الرافض لخيار العبودية و الاحتلال المفروض عليه لتعمل في المقابل سلطة الاحتلال على التمادي في حشد عسكره في المناطق التي تشهد تصادعا افقيا في نضالها السلمي و الذي يظهر للعالم كفاءة القيادة الجنوبية و المقاومة و قدرتها الفائقة على تخطي كل الصعوبات الناجمة عن المؤامرات التي يحيكها المحتل لتقطيع اوصال الترابط و الوحدة بين ابناء الجنوب ليدفع بابناء الجنوب قاطبة وبمختلف انتماءاتهم السياسية لتتواصل مسيرة نضالها في اصعب الظروف متصاعدة لاحباط سياسة المحتل الهابطة في كل مناحي الحياة و الهادف الى اخضاع ابناء الجنوب و قبولهم بالامر الواقع في التجويع و استباحة النهب و التمادي في السياسات التعسفية التي تحاول سلطة الاحتلال فرضها بالقوة و التي عكست تدهور حال ابناء الجنوب في اوضاعهم الحياتية لتنجم عنها عمق الحقد على تلك الممارسات الصلفة التي تمارسها عسكر الاحتلال للجمهورية العربية اليمنية و الذي ادى بالجماهير الجنوبية الى احتضان كل الاصوات المطالبة باستقلال الجنوب و استعادة دولته .( ج. ي. د.) المسلوبه .
ليتصاعد معها اصوات الرفض الذي اظهر على السطح عمق المازق الذي وقعت فيه السلطة و الذي لم يجديها نفعا حدة تعسفها المفرط من قتل و ارهاب ومداهمات و مطاردات في الجنوب مقابل ان حركة النضال السلمي اثبت للسلطة من انها قادرة على فرض تحقيق مطالب الجماهير الجنوبية دون قيد او شرط ليسجل التاريخ في انصع صفحاته سطورا مميزة في صفحاته له نكهة خاصة ومميزة حيث ارتفع الجنوب بقضيته التي لا مجال للمساومة حولها و الرفض القاطع لبقاء في ذل الخيبة و الانكسار التي صاحبته خلال اكثر من اربعة عشرة سنة لقد اختار الجنوب ان يكون رقما صعبا مستحيل الانجبار بالتحليل رافضا وقوعه في مربع المذلة و الخنوع و الاستسلام رقما صعبا في كل نظريات الحساب ...
و مهما عملت السلطة على عزل محافظات الجنوب عن بعضها البعض من خلال نشر روح الفتنة بين ابناء المحافظات الجنوبية و توزيع الاتهامات هنا و هناك و التي يهدف الى احياء روح الثار و التنافر ليسهل للسلطة ابتلاع الجنوب باكمله .... و بكل ما فيه و لكن مثل تلك السلوكيات لم تحقق للسلطة ما كانت ترجوه ليظهر لها الجنوب في لحظات متميزة في زمن الجنوب الحر... الرافض لكل ملفات الازمات التي تحاول السلطة فتحها مع ممارستها للتصعيد.
و ما اعلان كل الاطياف السياسية في اطار الحراك الجنوبي بضرورة المشاركة في فعالية الذكرى الثالثة ليوم التصالح و التسامح في 13 يناير 2009م و في ارض عدن و التي فيها يتم تثبيت الهوية الجنوبية و التاكيد على الانتماء الجنوبي الاصيل لابناء الجنوب قاطبة و بمختلف انتماءاتهم السياسية و هي كذلك دليلا قاطعا على عمق الوعي الذي امتلكته الجماهير الجنوبية و رغبتها العارمة في انتزاع وطنيتها المسلوبة منها من قبل سلطة الاحتلال ... و اني ارى ان الاحتفال بالذكرى 13 يناير 2009م في عدن ليس الا اعلانا عن ولادة قوة جبارة جنوبية الاصالة وموحدة الراي الهادف الى تحريرها من ربق الاحتلال و اما اختيار المكان كعدن لا يعبر الا الى الاعلان الصريح للجماهير بانه لا مجال للمساومة وان الجنوبيون هم على جهوزية تامة لمواجهة افراط الحاكم و المتعنت في عدم اعترافه بالقضية الجنوبية و الكشف للحاكم ان الجنوب بداء مرحلة جديدة في تصعيد نضاله السلمي طورا سياسيا و جماهيريا يختلف عن الاطوار السابقة .
بالرغم ان الحاكم يدرك المدى الذي يقصده ابناء الجنوب من هذه الفعالية التي اجمع عليها ابناء الجنوب على ان تكون اقامتها في عدن، و كم كان لابناء لحج السبق في اول احتفال في ذلك و الذي اعلنوا فيه التصالح والتسامح بين الفرقاء في الجنوب وطي صفحات الماضي الماساوي و البدء بصفحة جديدة في تاريخ الجنوب وفي هذا العام نرى ابناء زنجبار و جهوا الدعوة الى ابناء الجنوب ليكون احتفال هذا العام في زنجبار.
ولكن نزولا عند رغبة كل ابناء الجنوب بان تحتفي به عدن عاصمة دولة الجنوب وافق ابناء زنجبار على ان تقام هذه الفعالية في عدن و تاكيدهم على ضرورة المساهمة الفاعلة في احياء هذه الفعالية و في عدن و التي تمثل بمثابة الرسالة من ابناء الجنوب موجهة للسلطة و التي هي ليست بالامر الهين للسلطة حين يتحد ابناء الجنوب على اقامة الفعالية في عدن يعني ذلك اعلانا لتصعيد النضال بل هي رسالة بان الاستعمار البريطاني طرد من عدن ومن الجنوب وغدا سيطرد الاحتلال من كل الجنوب كما انه ليس بالامر الهين لدى السلطة نموء الوعي لدى ابناء الجنوب المتميز باليقضة والحذر والذي عمق فيه روح الوحدة و التحالف فيما بينها و هو الامر الذي يهدد السلطة بالتطور السريع والمتلاحق في التصعيد للنضال السلمي مع التصاعد الايجابي للجماهير كماً و نوعا و الذي يزداد يوما عن اخر قوة و متانة في تماسكه الوطني و المضاعف و الذي لن يرد على السلطة الا بمزيد من اعلان الرفض لسلطة ملتف سياطها على رقبته ورفضها لاطالة مدى جثومه على ارض الجنوب مهما سعت السلطة الى تفرقهم و شرذمتهم .
فعلا ان ابناء الجنوب اثبتوا اليوم وحدتهم و تماسكهم و تلاحمهم مع نبذهم لكل خلافات الماضي و عدم الاصغاء لما تقوله سلطة الاحتلال البارعة و بامتياز في اثارة الفتن و فتح ملفات الازمات فالجنوب هو لابناء الجنوب و الجنوب اهلا لابناء الجنوب فتقرير مصير الجنوب لن يحققه الا ابناء الجنوب انفسهم وما يثبت تلاحم ابناء الجنوب هو اصرارهم على ان يكون هذا العام عام الاتحاد الاكثر تلاحما و اكثر رصا للصف الجنوبي فبدون الوحدة فيما بينهم لن يستطيع ابناء الجنوب من تحقيق الهدف المنشود و هو تحقيق الاستقلال كذلك بدون التلاحم لن يستطيع الجنوبيون من تحقيق و لو الحد الادنى من مطالب الجماهير الجنوبية الجاثم على ارضها احتلال غاشم طيلة 18 سنة فبوحدة ابناء الجنوب هي الوسيلة الوحيده و الانضى لتحرير الجنوب فما على ابناء الجنوب الا تعزيز العمل على تنسيق امرهم و العمل على خلق روح الاتفاق للعمل سويا في اطار جبهة واحدة موحدة تحتضن كل الاراء المختلفة لتتفق عند الراي الموحد ... وهو الاستقلال ليكون بمثابة الرد الوطني الجنوبي على مراهنات السلطة الساعية الى خلق روح الفرقة و التباين و تعميق الصراع بين ابناء الجنوب و هي قمة المؤامرات التي اعتادت سلطة الاحتلال الرهان عليها لينتصر رهان الجماهير ويخسر رهان السلطة, ...
فبالوحدة و الاتفاق و نبذ الخلافات و طي صفحات الماضي و نشر روح التسامح و التصالح وما احياء فعالية 13يناير 2009م وبمشاركة كل ابناء الجنوب يثبت للعالم اجمع ان ابناء الجنوب شعب اصيل لا يمكنه الخنوع والاستسلام او التساوم على حقوقه المسلوبه وهو اليوم عقد العزم ليقف صفا واحدا و في خندق و احد لاستعادة ارضه و حريته التي سلبت منه قسرا في 7\\7\\94م .
و ليكن 13 يناير القادم يوم الانتصار على كل الاراء المهزومة و الضغائن الحاقدة التي يحملها اعداء الجنوب على ابناء الجنوب .