أبو حيان والخليفة العباسي والحال اليوم

[صقر المشألي]

يحكي إن احد الخلفاء العباسين كان طاقية ضيق الخناق على الكتاب والشعراء والفلاسفة
إلى إن اضطر أبو حيان التوحيدي في عهد هذا الخليفة إن يحرق جميع ما كتبه. وفي يوما من الأيام
كان محتوم على أبو حيان إن يحضر جلسه من جلسات مجلس الخليفة فدخل أبو حيان إلى المجلس
فجلس صامت لم يتكلم بشي فبداء الحاضرون يمدحون الخليفة ويصفون مكارم أخلاقه وحكمته واحدا
واحد حتى أتى الدور على أبو حيان فتنحنح الخليفة وهز رأسه ليسمع من أبو حيان ما تجود بهي قريحته:
فرد أبو حيان بأنه أتى بنا على رغبة الخليفة وانه لا يمتلك شي ممكن إن يقوله في حضرته.
فاندهش الخليفة لما سمعه من أبو حيان فطلب منه إن يلاعبه الشطرنج وهذا اقل ما يمكن إن يقدمه
كاتب وفيلسوف يشهد له بحكمته.فرد أبو حيان بأنه موفق على إن يلعب معه الشطرنج
ولكن بشرط إن يلعبوا بأدوات أخرى غير الأدوات ألمعروفه
فندهش الخليفة وسأله عن الأدوات الأخرى التي ممكن إن يلعبون فيها.. فرد أبو حيان بان تلك الأدوات
موجودة داخل المجلس وما على الخليفة إلا إن يمنحه الإذن بتجهيز اللعبة فمنحه الإذن على الفور وهو
يتأمل بماذا يمكن إن يلعبوا،فطلب أبو حيان من الخليفة إن يأمر كل من بالمجلس بتنفيذ ما اطلب منهم
فأمر الخليفة بذلك فاشرع أبو حيان بتجهيز رقعة الشطرنج فاستخدم الكتاب والشعراء والفلاسفة
الحاضرين بالمجلس بيادق يلعب فيهم الخليفة بينما أبو حيان يلعب بقطع الشطرنج العادية.فستحسن
الخليفة الفكرة ولعبوا فُهزم أبو حيان...واليكم الحوار الذي دار بين الاثنين بعد انتهائهم من اللعبة:

الخليفة:::::::: هزمتك يا أبو حيان وأنت الذي لا يهزم
أبو حيان::::::ولما تستغرب يا مولانا الخليفة لعبة معك بالحجر
ولعبة معي بالبشر والفرق كبير بين اللعب بالأدوات وبين اللعب بالذوات.
الخليفة: :::::::ولكنك أنت من اختار أدوات اللعب وليس إنا.وما
كنت أمانع لو لعبت معي بنفس صنف البيادق الذي
لاعبتك فيها،فالمجلس يكتظ بالبشر.
أبو حيان::::::اللعب بالأوطان والشعوب والأمم ليست سمه من
سمات الفلاسفة والمفكرين وإنما سمة من سمات
الخلفاء النافذين المدعين بالمعرفة واليقين.. أمثالك يا
مولانا... ويا سيدنا أمير المؤمنين ..
الخليفة:::::::أتتهمني بالجهالة واللعب على عباد الله الصابرين؟
أبو حيان::::::::حاشا لله فأنت العالم ونحن المتعلمين ولكني أردة إن أقول؟
إن هذا الوطن الكبير صار بمثابة مربعات شطرنجية وأنت اللاعب الوحيد
على هذه المربعات لا مجال لغيرك بان يلعب...
هذا الوطن صار ملكك في كل شي كانك ورثته من إسلافك الأولين..
كل شي فيه طوع بنانك..لك الخير فيه ونحنا لنا كل ما يضمره من أنين...
هذا الوطن صار لعبة وعلى كل رقعه ترقع جلده بجوقة من المرجفين...
وتحركهم مثل البيادق وتلعب بهم كما كنت تلعب معي قبل قليل.
وهذا هوا الحال الذين نعيشه منذ سنين في هذا الوطن المنهوب..
الرازح بإحكام نظرية قاعدة الهرم المغلوب...فالناجي منا من بطشك مولانا مرعوب
والباحث منا عن حريته لعدالتكم مطلوب .......
والقاضي، والولي، واللاعب انته والوطن اللعبة والشعب الملعوب....

[بن مجمل المشألي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صقر المشألي

يحكي إن احد الخلفاء العباسين كان طاقية ضيق الخناق على الكتاب والشعراء والفلاسفة
إلى إن اضطر أبو حيان التوحيدي في عهد هذا الخليفة إن يحرق جميع ما كتبه. وفي يوما من الأيام
كان محتوم على أبو حيان إن يحضر جلسه من جلسات مجلس الخليفة فدخل أبو حيان إلى المجلس
فجلس صامت لم يتكلم بشي فبداء الحاضرون يمدحون الخليفة ويصفون مكارم أخلاقه وحكمته واحدا
واحد حتى أتى الدور على أبو حيان فتنحنح الخليفة وهز رأسه ليسمع من أبو حيان ما تجود بهي قريحته:
فرد أبو حيان بأنه أتى بنا على رغبة الخليفة وانه لا يمتلك شي ممكن إن يقوله في حضرته.
فاندهش الخليفة لما سمعه من أبو حيان فطلب منه إن يلاعبه الشطرنج وهذا اقل ما يمكن إن يقدمه
كاتب وفيلسوف يشهد له بحكمته.فرد أبو حيان بأنه موفق على إن يلعب معه الشطرنج
ولكن بشرط إن يلعبوا بأدوات أخرى غير الأدوات ألمعروفه
فندهش الخليفة وسأله عن الأدوات الأخرى التي ممكن إن يلعبون فيها.. فرد أبو حيان بان تلك الأدوات
موجودة داخل المجلس وما على الخليفة إلا إن يمنحه الإذن بتجهيز اللعبة فمنحه الإذن على الفور وهو
يتأمل بماذا يمكن إن يلعبوا،فطلب أبو حيان من الخليفة إن يأمر كل من بالمجلس بتنفيذ ما اطلب منهم
فأمر الخليفة بذلك فاشرع أبو حيان بتجهيز رقعة الشطرنج فاستخدم الكتاب والشعراء والفلاسفة
الحاضرين بالمجلس بيادق يلعب فيهم الخليفة بينما أبو حيان يلعب بقطع الشطرنج العادية.فستحسن
الخليفة الفكرة ولعبوا فُهزم أبو حيان...واليكم الحوار الذي دار بين الاثنين بعد انتهائهم من اللعبة:

الخليفة:::::::: هزمتك يا أبو حيان وأنت الذي لا يهزم
أبو حيان::::::ولما تستغرب يا مولانا الخليفة لعبة معك بالحجر
ولعبة معي بالبشر والفرق كبير بين اللعب بالأدوات وبين اللعب بالذوات.
الخليفة: :::::::ولكنك أنت من اختار أدوات اللعب وليس إنا.وما
كنت أمانع لو لعبت معي بنفس صنف البيادق الذي
لاعبتك فيها،فالمجلس يكتظ بالبشر.
أبو حيان::::::اللعب بالأوطان والشعوب والأمم ليست سمه من
سمات الفلاسفة والمفكرين وإنما سمة من سمات
الخلفاء النافذين المدعين بالمعرفة واليقين.. أمثالك يا
مولانا... ويا سيدنا أمير المؤمنين ..
الخليفة:::::::أتتهمني بالجهالة واللعب على عباد الله الصابرين؟
أبو حيان::::::::حاشا لله فأنت العالم ونحن المتعلمين ولكني أردة إن أقول؟
إن هذا الوطن الكبير صار بمثابة مربعات شطرنجية وأنت اللاعب الوحيد
على هذه المربعات لا مجال لغيرك بان يلعب...
هذا الوطن صار ملكك في كل شي كانك ورثته من إسلافك الأولين..
كل شي فيه طوع بنانك..لك الخير فيه ونحنا لنا كل ما يضمره من أنين...
هذا الوطن صار لعبة وعلى كل رقعه ترقع جلده بجوقة من المرجفين...
وتحركهم مثل البيادق وتلعب بهم كما كنت تلعب معي قبل قليل.
وهذا هوا الحال الذين نعيشه منذ سنين في هذا الوطن المنهوب..
الرازح بإحكام نظرية قاعدة الهرم المغلوب...فالناجي منا من بطشك مولانا مرعوب
والباحث منا عن حريته لعدالتكم مطلوب .......
والقاضي، والولي، واللاعب انته والوطن اللعبة والشعب الملعوب....

بارك الله فيك اخي صقر المشألي
لا عدمناك
منتضرين ابداعاتك الرائعه