سقوط سلطنة يافع بني قاصد

[جبل حقات]

بسم الله الرحمن الرحيم

في مثل هذا اليوم 7 يناير من عام 1968م كان سقوط السلطنة العفيفية على أيدي أفراد زمرة الجبهة القومية بعد حكم دام أكثر من 600سنة ,
وسلاطين تلك الأسرة بذلوا الغالي والرخيص بل الأنفس في سبيل دينهم كشوافع وايضا ليرتقوا باسم يافع عالياً وهو ما سعى إليه أول تولى أمور السلطنة قطب الحرم المكي العلامة/عفيف الدين ومن ثم أبنه السلطان/محمد بن عفيف ومن ثم السلطان الشجاع الكهل معوضة ثم يليه ابنه السطان قحطان فالسلطان سيف الملقب سيف الحنيفه إلى أخرهم السلطان لثائر محمد بن عيدروس بن محسن العفيفي غفر الله للجميع , القارة كانت حاضنة السلطنة العفيفية .
في مثل هذا اليوم كانت نهاية تلك السلطنة التي نتلهف بشقف الأنفس إلى تتبع ماضيها العريق , وكانت أخر سلطنات الجنوب العربي تسقط في ايدي رجال الجبهة القومية .
اذا نظرنا الى الاحداث التي وقعت قبيل الاستقلال والتي تلته مباشرة نجد انه في 9/07/1967م بدأ عناصر الجبهة القومية بقيادة مسيرات في بلاد العوذلي بحماية القوات البريطانية وبعد يومين كانت سقوط السلطنة العوذلية ,
وبتاريخ 20/9/1967م انفجرت سلسلة طويلة من المظاهرات في مدينة زنجبار حاضنة السلطنة الفضلية وكان المتظاهرون يخرجون في حراسة الدبابات البريطانية والهدف من هذه المظاهرات هو اقسار أمراء آل فضل على الخروج من الأمارة إلى عدن حيث يسهل على السلطات البريطانية أن تدعي بأن الجبهة القومية قد استولت على عاصمة السلطنة الفضلية وهو ما حصل فعلاً
ومن الجلي أن الشيء الوحيد الذي يبعث على الغرابة في هذه الواقعة هو وجود الدبابات البريطانية ترافق المتظاهرين وتحمي ظهورهم وهذا أفضل دليل يمكن تقديمه في ذلك الوقت لإثبات التواطؤ بين بريطانيا والجبهة القومية,
وفي يوم 27 اغسطس 1967م ومن امام مسجد زنجبار تم إعلان إسقاط السلطة الفضلية وكان الوقت بعد العصر ثم اتجه افراد الجبهة القومية الى جعار ووصلت المسيرة الى جعار
ومن امام فندق الذهب الأبيض والكائن في الجهة الغربية من مدينة جعار تم الإعلان عن إسقاط سلطنة يافع الساحل
وكان الوقت مع أذان صلاة المغرب وبذلك تم إسقاط السلطة في محافظة ابين كاملة ماعدا يافع الجبل بما فيها سلطنة العوالق السفلى احور والمحفد وفي ذلك نشير الى ان السلطان ناصر ابن السلطان عيدروس سلطان العوالق السفلى قد سلم نفسه للجبهة القومية واودع السجن في زنجبار بينما كان سلطان ال فضل في جنيف لعقد مباحثات الاستقلال .


سقطت جميع سلطانات وامارات ومشيخات الجنوب في ايدي الجبهة القومية ماعدا يافع الشموخ والعز ففي يافع الجبل تصدى رجال القبائل لإفراد الجبهة القومية وحصلت معارك عنيفة فيما بينهم خاصة بجبل اليزيدي وبعد ان اتجه السلطان الثائر محمد بن عيدروس العفيفي الى عدن بناء على دعوة من قيادة الجبهة القومية والظاهر بان الجبهة قامت باستدراج السلطان من يافع الى عدن وبرفقته مجموعة من وجهاء يافع يقدر عددهم بأكثر من (130) شخص اي الرؤوس انتهز أفراد الجبهة القومية الفرصة وأقاموا احتفال بمنطقة السعدي او ماكان يسمى قبُل الحجار البيض بقصد الاتجاه إلى القارة لإسقاطها بأيدهم كما فعلوا ببقية السلطنات المجاورة الا ان رجال القبائل كان لهم بالمرصاد بعد ان تمركزوا بجبل جار ووقعت اشتباك مسلح على أثرها قتل وأصيب مجموعة من المتجمعين المحسوبين على الجبهة القومية
وعندما شعر المحسوبين على الجبهة القومية بأنه لا طاقة لهم بمواجهة رجال القبائل طلبوا التفاوض مع القبائل وصعدوا الى جبل جار واتفق الطرفين على ان الجميع من أبناء يافع ولابد من حقن دمائهم طبعاً كانت مكيده من قبل الجبهة القومية

ومع انسحاب رجال القبائل من قمة جبل جار إلى القارة طبعاً كان بحسن نيه حسب الاتفاق إلا أن غدر قيادة الجبهة القومية المحلية كان نهجهم
فمبجرد انسحاب رجال القبائل قام أفراد الجبهة مع مساء نفس اليوم بالسيطرة على قمة جبل جار ولم يكن بمقدورهم مهاجمة القارة وكانوا يقومون ببعض الاعمال المريضة مثل يتسلل بعض أفراد الجبهة إلى القرى المجاورة للقارة ليلاً ويطلقوا نيران بنادقهم باتجاه القارة حتى يوهموا آل عفيف بان قبائل تلك القرى خانوا المواثيق وحاشاهم ان يفعلوا ذلك

وعندما تبين لهم بان أبناء يافع سيستبسلون للدفاع عن قارتهم وسلاطينهم قام الرفيق المناضل (م , ع , القيرحي ) بإحضار قوة عسكرية مسلحة من أبين وذلك في ليلة السبت الموافق 6 يناير من عام 1968م وصل المذكور بالقوة وعسكر بها ليلاً بدهال الصعوه (سوق رصد حالياً)

وأرسل رسائل كتبها بخط يده إلى أفراد الجبهة بالقرى المجاورة للقارة (مازال بعضهم يحتفظ بتلك الرسائل) يحثهم فيها باليقظة والاستبسال من أجل سقوط القارة

بالرغم من أن القوة العسكرية وصلت ليلاً فقد كان أبناء عمومة السلطان محمد بن عيدروس خاصة نائب السلطان محسن حمود العفيفي على علم بذلك فقرر الانسحاب من القارة تجنباً لسفك الدماء اليافعية وحفظاً للأرواح والممتلكات وطلب من رجال القبائل مغادرة القارة وأنهم في حل من ذلك وغادرها هو ليلاً ,


وفي فجر اليوم التالي حشد القيرحي وأزلامه قواتهم حول سدة القارة واخذوا مواقع قتالية فنادي عليهم إحدى عبيد السلطان بان لا داعي لكل هذا وان بمقدورهم دخول القارة بعد أن غادرها أبناء عمومة السلطان ورجال القبائل حينها تدافع أفراد الجبهة إلى القارة عبر بوابتها التاريخية التي صمدت أكثر من حوالي 600سنة امام المحتلين وكأنها تقول لهم رويداً رويداً يا أبناء يافع فنحن منكم وفيكم ودم ومال المؤمن على المؤمن حرام ,


دخل رجال الجبهة القومية القارة وهنا كانت المصيبة التي لا تغتفر لهم انتهكوا دور وقصور آل عفيف واتلفوا واحرقوا واستولوا كل ماوصلت اليه ايديهم من الوثائق والسجول وتاريخ يافع الذي اكتنزه سلاطين آل عفيف لقرون عديده مديده ووصل الأمر إلى العواتق ووقع الخلاف فيما بينهم على سوء أعمالهم وحصل ما لم يكن يتوقعه عقل أي يافعي بل يستحي المرء أن يذكره


بهذا اليوم الأسود سقطت القارة وقع سلطانها محمد بن عيدروس العفيفي في ايدي الجبهة القومية اثناء تواجده في عدن اي مابين الاقامة الجبرية في منزله بمدينة الشعب وسجن المنصوره والبحرين
وهكذا يكون نهاية سلطان آل عفيف الأخيار فرحمة الله عليهم جميع وكم تحسرت الانفس أنفس ابناء يافع حزناً لذلك خاصة بعد التصفيته الجسدية لسلطانهم الاخير مع شقيقاه وبعض اعيان يافع بالحادثة المشهورة التي وقعت لهم في سيلة سُلب من قبل مجموعة تضم نفس الاشخاص الذين اسقطوا القارة ,
تأسف عليه الناس في يافع ومازالوا الى يومنا هذا يتأسفون ويترحمون عليه ولزم اكثر الناس المخلصين ليافع بيتهم خوفاً على انفسهم من زوار الليل وفرقة خرج ولم يعد ,
الا ان الناس لم يتناسوا تلك الحادثة الاليمة وكانوا يغردون ببعض الابيات في الشعاب عند البتاله وعلى ما اتذكر كانوا كان ايسطاء الناس ينشدون
( كانه السلطنة للقيرحي والجبجبي حاكم × يوم قبقب على راس الحنش لما قطع راسه )
الموضوع منقول من منتديات سما يافع