((( وتعودي يا عدن .. دولة )))

[بوعمر]

وتعودي يا عدن .. دولة










مقدمة :
الوفاء بالوعد من خلق الأنبياء والمرسلين












في الحادي والعشرين من مايو / أيار 2009م ظهر السيد علي سالم البيض للمرة الأولى بعد هزيمة صيف العام 1994م ولجوءه إلى سلطنة عمان التي استضافته حتى خروجه منها وإعلانه من النمسا أنه سيذهب بالجنوبيين إلى عدن بعد أن ذهب بهم في العام 1990م إلى صنعاء ، وإذا كان حديث السيد علي سالم البيض جاء في إطار خطابه التاريخي وعلى اعتبار أنه أي الخطاب أسس لهذه المرحلة السياسية الهامة من تاريخنا الوطني فأن علينا التفكير فيما يجب أن يكون ...

منذ أن انطلق الحراك السلمي من المكلا في العام 2006م كان إطار هذا الحراك بكل ما فيه من أفكار سياسية تحتمل قدرة التعاطي بين القيادة النضالية الميدانية التي مثلها المناضل الجسور حسن باعوم والذي نجح باقتدار في تأسيس الفكرة السياسية للحراك السلمي والجمع بين الفصائل الجنوبية العربية وبين توحيد الجماهير في الاصطفاف على مطالب محددة لتشكل إطاراً عاماً التزم به الجميع بمختلف التوجهات والأيدلوجيات السياسية تحت بند الاستقلال الوطني ، وعلى ذلك تشكلت الدوافع الرئيسية للحراك السلمي ...

وضوح الرؤية السياسية برغم التحفظات الكثيرة من جانب فصائل محدودة بقيت في إطار لم يستطع فصيل من الفصائل الجنوبية العربية النزول عن سقف مطلب الاستقلال الوطني تحت أي بند أو تفسير أو مفهوم أو اصطلاح كان ، فالهدف كان ومنذ ولد الحراك السلمي هو الاستقلال تحت رعاية الشعب ، لذا كانت كل الخطوات تحسب للشعب ، فبدأ الحراك من المكلا ومر على عدن وتواصل في ردفان ، وتمكن واشتعل في أبين والضالع ولحج حتى التحقت به شبوة والمهرة وكل مراحل الحراك السلمي بيد جماهير الشعب ...

( زمام المبادرة )
على مدار مراحل القضية الجنوبية العربية امتلكت جماهير الشعب زمام المبادرة بما في ذلك خروج السيد علي سالم البيض في الحادي والعشرين من مايو 2009م وإعلانه فك الارتباط عن الجمهورية العربية اليمنية واستعادة دولة اليمن الجنوبية وإعادة بناء الدولة في الجنوب العربي بموجب الرؤية الوطنية لجماهير الشعب ، هذه القدرة على امتلاك القرارات وفق الرؤى الوطنية الدقيقة شكلت فارقاً من أقوى الفوارق في الحركة الوطنية السياسية ، لم تستطع من خلالها قوة دولة الاحتلال اليمني وحتى المندسين والمتحالفين معها من اختراق القضية الجنوبية العربية ...

شكلت مرحلة انعقاد مؤتمر لندن للمانحين في نهاية يناير 2010م منعطفاً مهماً حيث أخضع اليمن للوصاية الدولية ( الغير معلنة ) ، وقد بدأت صنعاء في تنفيذ أوامر المجتمع الدولي بإعلانها هزيمتها في حرب صعده ، ومحاولتها في تصفية ملف تنظيم القاعدة أو إعادة خلط أوراقه بما يلائم توجهات الدولة اليمنية ، ولم يبقى غير ملف الجنوب العربي الذي لا تمتلك فيه صنعاء قدرة من قدرات امتلاك جزء من أجزاءه ولو اليسيرة منه ...

في نهاية فبراير 2010م ومع انعقاد مؤتمر الرياض وجه السيد علي سالم البيض رسالة إلى المجتمع الدولي عندما طالب الجماهير الجنوبية العربية للخروج بالرايات الخضراء ، الرسالة التي وصلت إلى عواصم دولية عديدة أدخلت الجنوب العربي في مرحلة سياسية متقدمة جداً أطرت لمفهوم سياسي لابد من التعاطي وفقاً لما يحتمله من أهمية مرحلية في نضال الجنوب العربي ومستقبله السياسي المقبل ...

يعي نظام صنعاء أنه لابد وأن يواجه القضية الجنوبية العربية وفقاً لمقررات مؤتمر لندن ، لذا كان دفع نظام صنعاء بكتل أحزاب اللقاء المشترك للخروج والتضامن مع الحراك السلمي في الجنوب العربي بتاريخ 11/3/2010 في العاصمة اليمنية صنعاء وعدد من المدن اليمنية بمحاولة حقيقية لاختراق القضية الجنوبية العربية ، محاولة لاشك أنها تحتمل في غاياتها الكثير من الاحتمالات التي تضعنا في مواجهة مع ثوابتنا الوطنية لنحقق في هذه المرحلة نقلة نوعية في الدفع بالقضية الجنوبية العربية عبر التمسك بزمام المبادرة السياسية ...

في التاريخ السياسي المعاصر نتذكر إعلان الكويت لحكومة المنفى بمدينة الطائف السعودية في أعقاب غزو العراق فجر يوم الخميس الثاني من أغسطس 1990م وإعلان حكومة كويتية تابعة لما تبع الغزو العراقي في الدولة الكويتية المحتلة ، إلا أن الحكومة الشرعية جمعت نفسها وأعلنت حكومة المنفى ليس لشيء إلا لهدف واحد وهو إضفاء الشرعية السياسية على آل الصباح كمكون رئيسي للدولة الكويتية وليتم التعاطي السياسي مع حكومة المنفى ولا يتم تجاوزها بالمطلق ...

ندرك اليوم أن النظام اليمني المحتل يحاول جاهداً اختراق القضية الجنوبية العربية لينفذ مقررات لندن ولو بخل الأوراق كما هو يجيدها في الملفات الأخرى ، هذه النظرة الحريصة على تضحيات الشعب في الجنوب العربي هي محفز لابد وأن يستحضر في ذهن القيادة السياسية التي عليها أن تستثمر استجابة جماهير الشعب وفصائله السياسية المختلفة بإعلان حكومة المنفى ...

شرعية السيد علي سالم البيض قائمة ولن يختلف عليها حتى رئيس دولة اليمن المحتل ، فالشرعية السياسية على أساس تمثيله الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني الجنوبي في الثاني والعشرين من مايو 1990م وتوثيق دولة الوحدة اليمنية كممثل للجمهورية اليمنية الديمقراطية الشعبية وكشريك مؤسس لوثيقة إعلان دولة الوحدة المودعة في هيئة الأمم المتحدة والجامعة العربية ورابطة العالم الإسلامي تضفي شرعية لا جدال فيها بحال من الأحوال ، يضاف إلى ذلك استجابة الشعب في الصور والمشاهدات الثابتة التي تعزز من إضفاء الشرعية الوطنية للسيد علي سالم البيض ...

لا يشترط في إعلان حكومة المنفى تشكيل كامل الوزارات السيادية بل هي هدف لقطع الطرق الملتوية خشية مصادرة تضحيات الأمة الجنوبية العربية ، يستطيع السيد البيض إعلان حكومة منفى من وزارة خارجية ، ووزارة شئون الأسرى والمعتقلين والشهداء ، وزارتين أو ثلاث في حدها الأدنى لكنها تضفي الشرعية السياسية للجهات الإقليمية والدولية للتعاطي مع القضية الجنوبية العربية بما يحفظ الحقوق الوطنية الثابتة بما تمثله من سقفها السياسي الأعلى ألا وهو استقلال الوطن ...

لقد أجبرت إسرائيل على الجلوس مع الرئيس ياسر عرفات في مفاوضات مباشرة ومعلنة بموجب تفويض الشعب الفلسطيني على أهلية عرفات السياسية ، إضفاء الشرعية السياسية هي قاعدة لا يجب التخلي عنها بل هي إجبار العدو على التعاطي مع الشرعية الوطنية بكل درجاتها وبأشد ما فيها من الراديكالية أن صح ها هنا التوصيف السياسي ...

الخطر على الجنوب العربي ليس مجرداً فالأعداء يتربصون ، وأصحاب المصالح يتربصون ، والشعب في كل يوم يثبت أنه صامد على نهج هو به قانع ، فلابد وأن تستجيب عواصم الشرق والغرب لمطالب الشعب ، ولن تتحقق هذه المطالب إلا بذات المنهجية التي تأسس عليها الحراك السلمي وانطلق بها ، ثم اشتد عوده عليها ، لذلك على القيادة السياسية أن تمتلك الشجاعة السياسية وتفرض على الدول والمنظمات السياسية الدولية التعاطي معها وفقاً لشرعيتها السياسية الكاملة والمفوضة من الشعب في الجنوب العربي ...
















وبمن رفعهن سبعاً بلا عمد ..
ستعود عدن عاصمة .. الدولة