رسالة عاجلة إلى المناضل الدكتور/ ياسين سعيد نعمان

[مكيراس ابين]

بسم الله الرحمن الرحيم

الأستاذ المناضل الدكتور/ ياسين سعيد نعمان

الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني رئيس تكتل أحزاب اللقاء المشترك المحترم

بعد التحية:

نود في البداية أن نعبر لكم عن شكرنا وتقديرنا للمواقف الوطنية الرائعة التي عبرتم بشأنها تجاع قضية شعبكم في الجنوب, والدفاع عنها بعقلية السياسي المحنك والمجرب والمدرك لأبعادها الداخلية والخارجية, دون عابئين بتلك الأصوات الجنوبية الخشبية وأصحابها المحنطين في بيوتهم داخل الوطن وخارجه. فقد كان موقفكم واضحا بان قضية شعب الجنوب هي القضية الأولى في حل الأزمة اليمنية, ولا يمكن تجاوزها, وان الوحدة الاندماجية في عام 1990م فشلت. بل أن الحرب التي شنها نظام الرئيس علي عبدالله صالح على الجنوب عام1994م قتلت كل مقومات الوحدة السلمية, ولهذا لا يمكن استمرار الوحدة بنفس النمط الذي تسير عليه اليوم, ولابد من شكل جديد لنظام الدولة الموحدة, بما يحفظ لأبناء الجنوب كرامتهم وحريتهم المهدورة, ويمكنهم من استعادة حقوقهم المغتصبة.

أخينا الكريم/ إن ما جعلنا نتقدم إليكم بهذه الرسالة هو: أولا باعتباركم جنوبيا وذقتم مرارة الظلم , وثانيا, سياسيا ومفكرا وتدركوا معاناة شعب الجنوب في العقدين الماضين من عمر الوحدة , وثالثا, أمينا عاما للحزب الاشتراكي اليمني ورئيسا لتكتل أحزاب اللقاء المشترك المعارض, ورابعا, في هذه الظروف الهامة برزت إشكاليتين حقيقيين في الشمال والجنوب:

1. في الشمال: منذ انطلاقة ثورة الشباب ضد حكم الرئيس صالح مطلع الشهر الماضي ساندها شباب وشعب الجنوب, باعتبار هذا الحكم مصدر الظلم والقهر والإذلال للجنوب قبل الشمال. لكن الذي حدث انه ساد اعتقاد شبه راسخ في أوساط هؤلاء الشباب والرأي العام في الشمال روجت له مع الأسف وسائل الإعلام مفاده أنه بمساندة الجنوب لهدف ثورة الشباب في الشمال المتمثل بإسقاط نظام صالح, أن القضية الجنوبية أصبحت محلولة, وأن حلها سيكون شاملا بأن يكون الرئيس القادم جنوبي, وهذا اعتقاد خاطئ وكارثتي وستكون له عواقب وخيمة في المستقبل. كما أن مبادرة الأشقاء في دول الخليج جاءت لترسخ هذا الاعتقاد بعدم ملامستها للقضية الجنوبية لا من قريب ولا من بعيد.

2. في الجنوب: منذ أربع سنوات يخوض شعب الجنوب ثورة سلمية عظيمة ضد حكم الرئيس صالح بهدف استعادة حقوقه المغتصبة, ودفع هذا الشعب تضحيات كبيرة أضعاف ما دفعها الشعب في الشمال.. هذه التضحيات مع الأسف جاءت بعض العناصر الجنوبية المتطرفة في الداخل والخارج, والتي كانت سبب المأساة لتركب موجة ثورة شعب الجنوب, وتحصرها في شعار واحد وهو الاستقلال دون غيره, ومن يخالفها الرأي هو خائن, فكل هدفها العودة إلى الحكم. وأوهمت شعب الجنوب أن كل دول الإقليم العربي وخاصة الخليجي وكذا الدول الكبرى مؤيدة لاستقلال الجنوب, فاتت مبادرة دول الخليج في 10 ابريل الحالي لتفضح زيفها, وتعبر عن نظرة أخرى, وتثبت أنه ليس لهذه المجموعة أي تأثير أو نشاط في هذه الدول, وإلا ما كان الموقف الخليجي بالصورة التي صدر بها. بل أن هذه المجموعة الجنوبية المتطرفة لم تستطع حتى التعامل بحكمة مع المبادرة الخليجية.

أخينا الفاضل/ في هذه اللحظات الفاصلة من التاريخ شاء القدر أن يكون شخصكم الكريم ليس أهم قيادي جنوبي في تحالف المعارضة لنظام الرئيس صالح, وإنما رئيسا لهذا التحالف, وهذا قد يكون رحمة من الله بشعب الجنوب المظلوم, وامتحان عسير لكم شخصيا, ونحن نثق بحنكتكم السياسية, وندعم خطواتكم الحكيمة, ولكننا أردنا أن نلفت عنايتكم إن أي موافقة لمشاركتكم في الحوار على هذه المبادرة دون مشاركة جنوبية فاعلة تمثل الداخل والخارج ستكون لها أضرار كبيرة على شعب الجنوب, أو لا تتضمن بنود المبادرة وبصورة واضحة لا تقبل التأويل حل القضية الجنوبية حلا عادلا, وأن توقيعكم على أي مبادرة كقيادي جنوبي لا تضمن حقوق شعب الجنوب سوف يصبح توقيعكم في المستقبل سوطا مسلطا على شعب الجنوب.

وفقكم الله لنصرة شعب الجنوب المظلوم.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

المواطن الجنوبي/ محمد عباس ناجي

14 ابريل 2011م