المدن الجنوبية قاعدة للحراك ام قاعدة الارهاب

[النعماني]

في صيف عام 1994 م شنت قوات الرئيس علي عبدالله صالح عدوانها على الجنوب وبدأت بمعسكرات الجيش الجنوبي في المحافظات اليمنيه ( عمران وصنعاء وذمار وغيرها ) , ثم زحفت نحو المدن الجنوبيه لتصليها بوابل النيران من شتى انواع الاسلحه , استندت هذه الحرب بشكل رئيسي على فتاوى دينيه اطلقها علماء دين سلفيين وزيديين أعطت لهذا العدوان انطباعا في نفوس اليمنيين (الشماليين) بأنها حرب مقدسه أعلنها ولي الامر امير المؤمنين وخليفة المسلمين
(علي عبدالله صالح ) ضد من وصفوهم بالملاحدة المرتدين (الحزب الاشتراكي اليمني) وأباحوا من خلالها قتل النساء والاطفال والشيوخ (كما جاء في فتوى الشيخ عبدالوهاب الديلمي) بحجة ان هؤلاء المرتدين يتترسون بالنساءوالاطفال والشيوخ فمن وجهت نظرهم الشرعيه فان دفع مفسدة اكبر وهي هزيمة المرتدين بفعل مفسدة اصغر وهي قتلهم للنساء والشيوخ والاطفال امر مباح بل وواجب ديني احله الشرع , انطلقت القوات العسكرية اليمنيه كما ذكرنا انفا مدعومة بجحافل من القبائل اليمنيه ومن المتشددين الاسلاميين او كما عرفوا في ذلك الوقت بالافغان العرب وهم المقاتلين الذين عادوا في اوائل التسعينات من افغانستان بعد ان انهوا مهمتهم الجهاديه ضد الاتحاد السوفيتي , بعد عودة الافغان العرب اليمنيين الى صنعاء استقبلوا استقبال الابطال من قبل علماء الدين وشيوخ القبائل وعمل بعضهم ائمة مساجد ومعلمين في الجامعات والمدارس الدينيه والتحق الكثير منهم بأجهزة الامن والجيش اليمني , في عام 1991 م نفذت تلك العصابات الارهابيه اولى عملياتها في الجنوب باستهدافها لقيادة القوات الامريكية المقيمه في فندق عدن والتي كانت تدير عملية حفظ السلام في الصومال , بعدها قامت هذه العصابات باستهداف القادة الجنوبيين في كل من صنعاء وتعز والمكلا وعدن وغيرها من المدن اليمنيه , ففي الاول من سبتمبر عام 91 تم اغتيال حسين الحريبي في صنعاء كما فشلت في نفس العام محاولة لاغتيال الاستاذ عمر الجاوي واصيب على اثرها باصابات طفيفه وفي العام الذي يليه وبالتحديد في الثاني من مارس اغتيل محمد لطف مسعود عضو الحزب الاشتراكي اليمني في مدينة تعز اليمنيه وفي ابريل من نفس العام جرت محاولة اغتيال عبدالواسع سلام وهو جنوبي كان يشغل منصب وزير العدل وفي نفس الشهر انفجرت قنبلة في منزل سالم صالح محمد عضو مجلس الرئاسة نائب رئيس الحزب الاشتراكي اليمني تلاها في يونيو من نفس العام اغتيال هاشم العطاس شقيق دولة رئيس مجلس الوزراء المهندس حيدر العطاس واغتيال ماجد مرشد سيف عضو اللجنة المركزيه للحزب الاشتراكي اليمني ومستشار وزير الدفاع وقد تمت عملية الاغتيال هذه بواسطة ملثمين يرتدون الزي العسكري بصنعاء كما افاد شهود عيان , وبعد احتلال الجنوب وانخراط هذه العصابات الارهابيه في مختلف ادارات الدوله استتب الامن نسبيا في البلاد , الا انه ومع مطلع الالفية الجديده عاود الارهابيون نشاطهم بتفجيرهم للمدمرة الامريكية كول في ميناء عدن وتحدث بعض المراقبين ان مسؤولين كبار في النظام اليمني كانوا يقفون خلف هذه العمليه لعدة اسباب منها عدم رغبة بعض المسؤولين في النظام اليمني المتعاطفين مع القاعده بان تتحول عدن الى ميناء لتزويد البوارج الحربيه الامريكية بالمواد التموينيه , بعدهذه الحادثة التي اسفرت عن مقتل وجرح العشرات من الجنود الامريكيين وبضغوط من واشنطن شن النظام اليمني حملة اعتقالات واسعه ضد حلفاء الامس من المتطرفين الاسلاميين وزج بهم في السجون , الا ان هذه الحملة لم تكن سوى غطاء يتستر خلفه النظام اليمني لتخفيف الضغوط الغربيه عليه , ففي شهرفبراير من العام 2006 م تمكن 23 سجينا ينتمون لتنظيم القاعده من الفرار من سجن الامن السياسي بصنعاء مما وضع علامات استفهام كثيره حول علاقة النظام اليمني بهذا الهروب الكبير, في عام 2007 م ظهرت الحركة الاحتجاجية للمتقاعدين العسكريين والمدنيين الجنوبيين جراء حرب 1994 م وتصاعدت وتيرة هذه الاحتجاجات في ظل تجاهل نطام صنعاء لهم حتى وصلت الى ذروتها عام 2009 م واصبحت تعرف بالحراك الجنوبي الذي ينادي بالاستقلال واستعادة دولة الجنوب مما جعل النظام اليمني يشعر بالخطر القادم من الجنوب , سيطر الحراك الجنوبي على معظم المدن والقرى الجنوبيه واستطاع ان يبني قاعدة شعبيه هائلة اقلقت النظام في صنعاء مما حدا به الى التفكير في تشويه صورة الحراك الجنوبي وايهام العالم ان ما يحدث في الجنوب ليست حركة وطنية جنوبيه لها قاعده شعبية تنادي بالاستقلال واستعادة الدولة المفقودة وانما هي مجموعات ارهابية تتبع تنظيم القاعده , فعمد النظام اليمني الى عسكرة المدن وقمع المظاهرات السلمية التي يقوم بها انصار الحراك , ودفع بالجماعات الارهابية الى القيام بعمليات ضد قواته في المحافظات الجنوبية ليبرر قمعه ومجازره ضد الشعب الجنوبي , لربما استطاع النظام اليمني في الوقت الحالي ان يكسب بعض التاييد من الدول المجاوره والدول الغربيه في حربه المزعومه على الارهاب لكنه يعلم جيدا ان هذه الدول تستطيع التمييز جيدا بين القاعده كمنظمة ارهابية دولية وبين القاعده الشعبية للحراك الجنوبي , ولذلك فان النظام اليمني يحاول بشتى الوسائل ضرب الحراك من الداخل عبر زرع الفتن بين الجنوبيين ومحاولات شراء الذمم واثارة النعرات القبلية والمناطقية , واني ادعوا الله من كل قلبي ان يصمد الحراك الجنوبي وتتماسك قاعدته الشعبية امام مؤامرات هذا النظام الخبيث .


http://www.sadaaden.com/blogs/17811/5 روابط المقال
http://www.yaatc.net/news.php?action=view&id=3531