من كان يحب الجنوب فالجنوب باق

[بنت الجنوب]

من كان يحب الجنوب فالجنوب باق
بقلم / صالح سعيد وبران - المكلا برس التاريخ: 22/12/2008
بعد مؤامرة القوات القبلية الاقطاعية بما يسمى قوات الشرعية في حرب صيف 94م ضد الجنوب و التي توجت باغتصاب الجنوب يوم 7\\7\\94م الذي تتفاخر به و بهزيمة الجنوب المسالم و الحاقة قسرا بالجمهورية العربية اليمنية منذ ذلك اليوم و الجنوب يعيش اهتزازات جماهيرية غاضبة يتخللها بعض العواصف التي سرعان ما يتم إخمادها بضربات قاسية ناجمة عن السيطرة الإرهابية الملتفة بسياط القهر و الجبروت على رقاب الكل ( الجنوب و أهله ) وحتى عام 2006م بداءت رياح الرفض تهب رافضة ذلك الضم و الالحاق القسريين لتندلع رياح الجنوب من حضرموت لتجتاح الجنوب باكمله بنضال سلمي بعيد عن رائحة الدم و رائحة الموت الذي ابت حكومة القبيلة الا ان تستحم في برك الدم و شم رائحة الموت لتكون حضرموت النموذج للنضال السلمي الذي اخل بالموازين الذي تزن بها حكومات القبيلة سياساتها لترتفع عندها الاصوات مطالبة باستحقاقات مهضومة و خيرات منهوبة والرفض القاطع للممارسات الفساد و الافساد لترد على تلك الطلبات من الاستحقاقات لحكومة القبيلة بالقتل و الارهاب والتشريد والمطاردات لابناء الجنوب لتتسع عندها المطالب بالاستحقاقات الانسانية و الاخلاقية لتستقر عند الطلب الاخير وهو المطلب الذي يطلبه كل ابناء الجنوب ( وهو الاستقلال ) حين راى الجنوبيون انه لا خير في حكومات الاحتلال التي لا تمتلك حق القرار في حين ان القرار تمتلكه الاسرة الحاكمة و التي هي اسرة حاكم صنعاء ومنذ ذلك اليوم من العام 97م و نوبات الهزات الارتدادية تتواصل ليسقط معها الشهداء و الجرحى و الاعتقالات و مداهمات البيوت وتشريعات حكم الغاب الخالي من الحقوق الادمية و حتى عام 2007م اتسعت دائرة الاهتزازات لتتحول الى زلزال يقض مضاجع الحاكم المستبد ليهز اركان عرشة المتهالك الايل للسقوط والانهيار بين لحظة واخرى بسبب السياسات الخاطئة و النوايا السيئة المبيته ضد الجنوب و ابنائه وحيث يعيش ابناء الجنوب حياة بائسة و ظالمة لتزداد حدة الغضب و الرفض مع اشتداد رياح الثورة العارمة و التي بداءت تهز الاوضاع المهترئة و تصدع اركان عرش حاكم ظالم مستبد حاكم جعل حكمه على الجنوب وكان الجنوب مزرعة عبيد و الذي فاق طغيان حكمه كل حد و بكل وحشية التي يمارسها الحكم في ارتكاب افضع الجرائم المعبرة عن سلوكيات الوحوش الضارية و التي نراها هذه الايام تتصاعد تصاعدا افقيا و سطحيا لتبلغ ضراوتها في العنف والبطش الذي يدل على عجز الحكم في التصرف الذي ساعد على الانفلات الامني مع ارتكاب الحكم جريمة القتل بمختلف انواع الاسلحة الفتاكة وكل ذلك الظلم الوحشي من اجل السيطرة والتحكم في امر الخلق دون وازع من ضمير و التجرد عن الاخلاق الانسانية و هنا نجد الحاكم اليوم يذكرنا بسلطانه القديم الذي اشتهر به من قبل قتل و نهب و قطع سبيل و هاهو الذي يمارس اليوم على ابناء الجنوب الذي يرفض و سائل الاذلال و الاخضاع الوحشية الذي يثقًل كاهله بسلاسلها و اغلالها و هنا يظهر لنا جليا من ان ما تمارسه السلطة ليس الا دليلا على ان الوحشية متاصلة في نفس الحكم كعامل و رثه من الاف السنين ليكون سما زعافا ينفثه في وسط البسطاء والضعفاء مستعينا في نفثه على ما يمتلكه من قوة السلاح الذي يوجهه الى تلك الصدور العارية دون رحمة او شفقة .
و هكذا منذ حرب صيف 94 م و بالذات بعد يوم 7/7/94م تم خلق روح الازمات المقصودة بهدف اخضاع واركاع ابناء الجنوب لينشاء معها نهضة رافضة لتلك الأزمات لتطالب بوضع الحلول و المعالجات بالرغم من انه بيد الحاكم يوم ذاك حلها لتتوسع( خرق) الرفض من قبل ابناء الجنوب مع اعلانهم برفضهم للحكم المغتصب للارض و الانسان و اليوم نرى هيجان الجماهير وتوقد نار غضبها ضد الحكم الاقطاعي القبلي لتتصاعد اكثر فاكثر و بحدة ضدها فبراكين الغضب الثائرة تطالب بضرورة الاعتراف بالقضية الجنوبية والتي هي ترفض وحدة 7\\7 \\94 لتكون بداية الطريق لنيل الجنوب استقلاله كما ان الجنوبيين قد اجمعوا على ان يكون ممثلهم الوحيد في كل الحوارات الخاصة بالقضية الجنوبية متمثلة في الهيئة الوطنية العليا لتحرير الجنوب التي يرأسها شيخ المناضلين اسد الجنوب حسن احمد با عوم و حين نسمع حاكم صنعاء وهو يطالب ( الخلايا النائمة بالحوار ) فالجنوبيين على استعداد تام للتحاور ولكن و بحسب وجهات نظر الجنوبيين و التي اجمعوا عليها جميعهم من ان الحوار لن يكون الا بشروط يجب على الحاكم تنفيذها و المتمثلة في انسحاب القوات الشمالية الى حدود ما قبل مايو 90م ، الاعتراف بالقضية الجنوبية لتكون المدخل الاساسي للحوار 3) الاعتراف بتحمل المسؤولية في حرب صيف94م و الاعتراف بخرقه لقراري الامم المتحدة رقمي( 931ــ 924 ) .
ان ابناء الجنوب لن يقبلوا باي حلول وسطية و لن يرضوا باقل من الحرية و الاتعتاق مع ممارستهم لنضالهم السلمي الذي كفل له ممارسته دستور و قوانين الحكم و هاهو الحاكم يرد على النضال السلمي بالقتل و جرح و تشريد و تعسف و اعتقالات واسعة اعتقاد منه ان بقوته العسكرية قادرا على ديمومة اخضاع الجنوب واهله و التلويح بشرا مستطيرا قادم للجنوبيين من خلال خطابه في أبين و اشارته بالعين الحمراء و هكذا يكشف حاكم صنعاء من ان المرحلة القادمة ستكون من احرج المراحل للجنوبيين و هنا ادرك الجنوبيون من ان المرحلة القادمة ستجبرهم على خوض معركة التحرير و بالاسلوب الذي يلوح به حاكم صنعاء لان ذلك ليس الا قدرا مكتوبا فرض على الرقاب التواقه للتحرير و مكتوبه على الرجال و لا مفر منها لانه لا مجال من التاخير في اعداد القوة الند لبطش الحاكم المستبد فالجنوبيون في هذه المرحلة ليس هم في حاجة الى بمرارات او فتاوى لمواجهة الحاكم طالما و ان الاقطاع القبلي الحاكم يصر على مواصلة تنفيذ مخططاته العداية للجنوب و اهله مع تمسك الاقطاع القبلي الحاكم بشعار الوحدة المقدس و التلاعب به ليتمكن من الحيلوله من استقلال الجنوب الرافض لوحدة الفيد و وحدة الضم و الالحاق وحدة 7\\7\\94م التي اغتصب فيها الجنوب ان كل الجنوبيين على دراية من ان حاكم صنعاء لا يؤمن بالحوار ولكنه يؤمن بالقوة و التي هي الطريق التي سلكها عندما اغتصب السلطة في عام 78م بعد اغتيال الرئيس اليمني( الغشمي ) ومهما عملت الحكومة على اخفاء نواياه الخبيثة الا ان رائحة المكر و الخبث تفوح و تنتشر لتتسع معها دائرة الدهشة والاستنكار و الرفض لتلك السلوكيات و الممارسات التعسفية تجاه الجنوب و أبناؤه لتجابه بالقمع الوحشي من قبل الحكم المغتصب للارض و الثروة و الانسان مع فرض قانون القوة عليه و حرمانه من كل الحقوق الإنسانية العامة و الخاصة و بالرغم من خطورة المرحلة القادمة وجب على الجنوبيين رص الصفوف و تمتين وحدتهم و انماء الشعور بالحس الوطني لانقاذ الجنوب لإعادة هويته و كيانه الاخذ في الاندثار و العمل على انتزاعه من بين فكي الوحش المرعب ( الاقطاع القبلي ) الجاحد و تحريره من الاستبداد و الامتهان و فك اسره من قيود المحتل الغاصب و المتمثل في تلك الحفنة المغتصبة للجنوب واهله الفاقدة لكل الاخلاق و الميته الضمير و العديمة من الانسانية ولتكن هبة الشعب في الجنوب و وثبته بقيادة ممثله الشرعي والوحيد( الهيئة الوطنية العليا لتحرير الجنوب ) باعثا لعزيمته و وحدته في طرد الاحتلال و هدم ركائزه و تحقيق انتصاره و استقلاله .
و لنا هنا كلمة من ان لكل فعل ردات فعل و حتى لا تكون ردات الفعل مهددة وجب على الحكم سلوك جادة الطريق و الاعتراف بالأزمات المصطنعة و الاعتراف بقضية الجنوب و كذلك الافراج عن كافة المعتقلين من النشطاء السياسيين في اطار الحراك السلمي القابعين في سجون وزنازين الحاكم و سجون شيوخ القبائل الموالين للحكم و وقف المطاردات للاخرين و الغاء كافة القوانين التي بها تم استباحة الجنوب واهله و الغاء حالة الطوارى الغير معلنه و التاكيد الجازم على ضرورة محاكمة من قتل ومن جرح و من نهب وكل من يسعى في الجنوب فسادا و فتح الابواب للحوار الجاد لاحوار العميان في زفة الطرشان حتى لا يقع الفاس على الراس وعندها لا ينفع ندم النادمين على افعالهم ومكايدهم .
فابناء الجنوب قد اختاروا الطريق الخاص بهم بالتمسك بالنضال من اجل الاستقلال وهو طريق النضال السلمي والذي نريد بواسطته ان نحكم جنوبنا بالنهج الديمقراطي وتحقيق العدالة الاجتماعية و التوزيع العادل للثروة لابناء الجنوب و التمتع به نريد السلام مع الجميع نحن في الجنوب شعب حمل السلاح للتحرر من الاستعمار البريطاني واليوم نحمل سلاح الفكر والبندقية بغية التحرر من سيطرة جيش قبائل الجمهورية العربية اليمنية الذي طبع بطابع الفاشية والديكتاتورية جيش لا هم له الا الغنيمة و الفيد و اما متى ما اصر الحاكم على استخدام القوة و الحرب فحينها يكون لكل حادث حديث .
من كان يرفع شعار الوحدة لمصالحه الخاصة فالوحدة قد ماتت ومن كان يحب الجنوب فالجنوب حي باق الى الأزل لن يموت .

[مصلح ذات البين]

أنا أحبه موت

[معلاوي]

التحية لك
وللكاتب المبدع سالم وبران