يا زامكي صح النوم ..... لا لخلط الأوراق وبعثرتها.

[حادي العيس]

يا زامكي صح النوم ... لا لخلط الأوراق وبعثرتها.



أحييك عزيزي الزامكي على كل ما تطرحه من مواضيع بغض النظرعن إن كنا نوافقك الرأي أو نخالفك.

أخي الزامكي أنا أخالفك الرأي بخصوص محور عدن حضرموت شبوة وأتفق معك في جزئية واحدة من الناحية الإقتصادية .

الأحداث الدائرة في أبين دليل قاطع على أن هذه المحافظة هي محور الجنوب ومركزه من الناحية الأمنية والعسكرية بشكل عام هذا إذا اعتبرنا أن الجزئية هذه تعتبر الجزئية الثانية .إقتصادية _أمنية (عسكرية)على اعتبار أن أبين من خلال موقعها المتميز بحيث أنها تفصل بين المحافظات الجنوبية الغربية والمحافظات الجنوبية الشرقية بالإضافة إلى تواصلها من الناحية الشمالية بالمناطق الشمالية وهي بالتالي مركز إستراتيجي مهم ولكونها على مقربة من عدن .وعلى هذا الأساس فالسيطرة على المحافظات الأخرى ومن خلال تقسيمها إلى كنتونات لن يكون إلا بالسيطرة على محافظة أبين بإعتبارها منتصف قطر الدائرة الجنوبية .وكذلك سعي النظام إلى خلق صراع بين أبناء أبين الأبينية وأبناء أبين اليافعية من خلال زرع الفتنة وتنفيذ بعض الإغتبالات مثل إغتيال الشهيد الحدي اليافعي .

إن ما يدور في أبين من عمليات عسكرية وتجمع للمسلحين بشكل عام قد أراد النظام ذلك وخطط له منذ زمن بعيد وذلك حتى يجعل من أبين مركز صراع مسلح في قلب الجنوب وعلى أساس أن يتم تصدير المسلحين إلى كآفة المحافظات الأخرى بسهولة ويسر ونقل الصراع من محافظة إلى أخرى وجعل أبين مركز للقيادة والدعم والإمداد بسبب موقعها الإستراتيجي بين المحافظات الجنوبية وإرتباطها المباشر بالشمال .

بهذا فإن المرحلة الحالية من الصراع هي مرحلة صراع عسكري مسلح يدور داخل محافظة أبين تديرة السلطة بشقيه وتموله بشقيه من أجل إحداث إرباك وفوضى داخل الجنوب وإبعاد الجنوب تماماً عن ساحة الأحداث التي يدور رحاها في ساحات التغيير في شمال اليمن وكذلك إبعاد الجنوبيين عن تقديم أي مساعدة أو عون لإسقاط النظام والأهم من ذلك هو جعل صعوبة كبيرة وعقبة أمام الجنوبيين في حالة ما إذا أرادوا إعلان الإنفصال وبالتالي شغل الجنوبيين خلال تلك الفترة بما يدور من أحداث في أبين ومحاولة شل تفكيرهم وهم على ما يبدو لي قد نجحوا في ذلك وكان الدور الأكبر في إنجاح ذلك المخطط يعود للجنوبيين أنفسهم .

أخي الزامكي .. كان الشماليون خلال الفترة الماضية وبالتحديد في بداية ثورة الشباب كانوا يتوقعون أن الجنوبيين سوف يعلنون إستقلال الجنوب فوراً وأن هذه الفرصة التي منحت لهم من الله لن يضيعوها بل أنهم توقعوا أن كل المعسكرات داخل الجنوب سوف يتم السيطرة عليها بسهولة وسوف تكون جميع الإسلحة بيد الحنوبيين وسوف يكون الشمال تحت رحمتهم . إلا أن الأحداث قد أتت عكس توقعهم تماماً وأتت الرياح وهبت لصالحهم بإستثناء حدث واحد فقط أزعجهم كثيراً وعلى لسان رئيسهم وهو سقوط جبل العر (معسكر العر) حيث أنهم كانوا يتوقعون سقوط كل المعسكرات على غرار سقوط العر وبالتالي سقوط الجنوب .

ومن هنا فالسؤال المهم الذي يدور اليوم بعد كل هذه الأحداث والتطورات الجارية .. ما هو المصير المنتظر للجنوب هل سوف يتحقق مصيره على يد أبناءه ويتحقق الإستقلال ومتى . هل سيتحقق جزء من مطالب الجنوبيين ترضي جانباً منهم وذلك على يد شباب التغيير مثل الفدرالية وقيام دولة إتحادية أم أن الجنوب سوف يبقى على حاله وقد ربما يسوء أكثر .

وبحسب إعتقادي ان نظام صنعاء قد نجح نجاحاً كبيراً في البناء على أحداث الفترات الماضية والخلافات الماضية وقام بتأجيجها وتغذيتها وقد نجح من خلال ذلك بتفريق الصف الجنوبي عن طريق زرع عدم الثقة بين الجنوبيين بشكل عام وخلق كنتونات وهمية بينهم وقد سهل عليه ذلك إستمالتهم والأحداث والواقع الحالي خير شاهد على ذلك

وعليه فالجنوب يحتاج إلى ثورة شبابية خالية من غبار الماضي ورائحته النتنه التي أوقعتنا في ذلك الفخ الشائك ،ثورة خالية من المناطقية والجهل ثورة مسلحة بحب الوطن ثورة صريحة ليس بها لبس ثورة تكبر كل يوم ولا تغزم ثورة خالية من كل التوجهات الحالية .