مذكرات حجاج من الجنوب العربي

[نيران الثورة]

Hotmail طريقة عرض نشطة13 مرفق (الإجمالي 3.2 ميغا بايت)

تنزيلتنزيلتنزيلتنزيل
إجراء عرض الشرائح (13)|تنزيل الكل كمضغوط
مذكرات حاج من الجنوب العربي

بقلم : عوض صالح


زيارة الأراضي المقدسة وتأدية ركن الإسلام الخامس حج بيت الله الحرام أمنية لكل مسلم ومسلمة وقد راودتني هذه الفكرة منذ عدة سنوات .. ولكن حالت دون تحقيق ذلك الظروف وعدة عوامل أسرية ومادية قاهرة .. ولكن بالإصرار والعزيمة استطعنا وبعد جهد جهيد توفير المتطلبات المالية لتأدية هذه الفريضة الغالية والعظيمة وعقدنا العزم على ذلك وكان لنا ما أردنا , ففي بداية الأمر كانت الأمور تسير بشكل طيب وممتاز .. حتى حان موعد التحرك إلى الأراضي المقدسة فبدأت تتضارب المواعيد مما أثار قلق واستياء حجاج بيت الله إذ تأخرت بعض الجوازات ويبدو إن ذلك يعود لأسباب مالية وتصفية حسابات بين وكالات الحج وسماسرة المعاملات بوزارة الأوقاف والإرشاد لدولة الاحتلال .. وأنا هنا أتكلم عن وكالة ((نسك )) التي لم يكن لها من اسمها نصيب .. علماً إن الحاج يدفع ما بين ثمانية إلى عشرة ألف ريال سعودي نصيب الجهات السعودية منه (595) ريال فقط مقابل الخدمات المقدمة للحجاج وأجور الإقامة بمخيمات المشاعر المقدسة بمنى .. وهذا المبلغ مؤكد بقسيمة مالية من مكتب الوكلاء الموحد لموسم الحج .. بينما باقي المبالغ وهي بالتأكيد مبالغ كبير جداً بالنسبة للحاج اليمني ؟؟ ولم يعرف كيف صرفه وهذا ما يؤكد انه يتم التعامل مع الحجاج كمادة للجباية .. ويتم تضليل الحاج بنزع القسيمة المالية من دفتر بطاقة الإجراءات وأجور الخدمات حتى لا يعرف الحاج كيف صرفت هذه المبالغ الكبيرة وهذه واحده من مجالات النصب. وبعد تأخر يوم عن الوقت المحدد للسفر .. حان موعد الرحيل وكانت الوجهة إلى المدينة المنورة ليتم زيارتها قبل أداء فريضة الحج وكان من المقرر البقاء بالمدينة المنورة خمسة أيام حسب البطاقة التي نحملها وأصدرتها وزارة الأوقاف والإرشاد اليمنية ولكن تم اختزالها إلى يومين في عملية نصب واضحة من قبل الوكالة حيث تم حجز السكن لمدة يومين بدلاً من خمسة أيام ليتم احتساب يومين السفر التي قضيناها في الطريق من أيام الإقامة وإسقاط يوم آخر كل ذلك يتم دون علم الحجاج الذين تفاجئوا بعد انقضاء اليومين بإدارة الفندق تطالبهم بمغادرة الفندق مما أدى إلى ردود فعل غاضبة من قبل الحجاج الذين رفضوا المغادرة وطالبوا إدارة الفندق بالتفاهم مع مندوب الوكالة الذي بدوره أمرهم بكرش الحجاج وطردهم بالقوة .. وبالفعل تم تهديد الحجاج من قبل امن الفندق بالإخراج بالقوة ما لم تتم المغادرة .. أما مندوب الوكالة فقد اختفى بعد حالة الفوضى هذه .. مما اضطر الحجاج إلى نقل شكواهم إلى السلطات السعودية ممثلة بمندوب وزارة الحج السعودية الذي أداء دوراً مشرفاً وألزم الوكالة بوضع حل لهذه المشكلة وبعد حالة شد وجذب انقسم الحجاج إلى مجموعتين .. مجموعة تطالب بتوفير سكن وهي المجموعة التي لم تمضي سوى يوم واحد في المدينة المنورة بدلاً من خمسة أيام إذ تم تأخير موعد تحركهم يومين وهذا ما تم بالفعل ولكن في الواحدة بعد منتصف الليل وبعيد عن السكن الأول أجنحة طيبة السكني القريبة من الحرم النبوي وغادروه في صباح اليوم الثاني دون أن يتمكنوا من زيارة المزارات بالمدينة المنورة .

المجموعة الثانية تم الاتفاق على أن تدفع الوكالة لكل حاج مائة ريال سعودي ويغادرون إلى مكة وهو أهون الضررين بدلاً من البهذلة من الساعة الثانية ظهراً حتى الواحدة بعد منتصف الليل فغادرت المجموعة إلى الميقات على مضض خاصة وان بها نساء وكبار السن تم قضاء تلك الليلة في الميقات على أن يتم دفع مائة الريال لاحقاً في مكة .

وفي الصباح الباكر تم مواصلة رحلة الحجاج إلى مكة المكرمة التي قضى فيها الحجاج الفترة من 23 ذي القعدة حتى يوم التروية الثامن من ذي الحجة في وضع شبه مستقر مع حالة الهرج حول مبلغ التعويض (مائة ريال ) خوفاً من تتنكر الوكالة .. وفي السابع من ذي الحجة مساءً توجه الحجاج إلى منى بدلاً من صباح الثامن خوفاً من عدم توفر السكن بالمخيمات وهنا تبدأ المأساة الأخرى حين الوصول إلى المخيم اليمني الذي كان مكتظاً بالحجيج فعند الوصول إلى منى ابلغ الحجاج بان الخيمة مقرر لها (25 حاج) ولكن العدد الفعلي الموجود للخيمة الواحدة 32 حاجاً وبعد لحظات زيد العدد إلى 34 حاج وقيل إن للحاج مسافة 60 سم فقط وهذا قيل على لسان رئيس الوكالة (محمد شماخ ) أثناء صياحه في وجوه الحجاج .. مما أثار حفيظة الحجاج وكاد يتحول إلى عراك .. فكيف يمكن لشخص أن يمضي أربعة أيام في 60 سم بل ويمكن اقل من ذلك وتم حشو المخيمات حشواً .. بينما المقرر الصحيح لكل خيمة 20 حاجاً في حده الأعلى مع ملاحظة أن عرض الخيمة حوالي 3 أمتار وطولها 7 أمتار ..

المعاناة الأخرى التي عانى منها حجاج وكالة نسك كانت الغذاءات في منى وكنت لا أريد الكتابة عن ذلك ولكن ليعرف القاصي والداني كيف تتعامل الوكالات مع الحجاج الجنوبيين باعتبارهم مادة للجباية والفيد .. فتصوروا إن وجبة الفطور والعشاء التي يقدمها (محمد شماخ) وبيده المباركة والتي تتكون من حبة بيض واحدة وقطعة جبن 12 غرام وقرص عيش سعر (20) هلله .. لتكون هذه وجبة لاثنين من الحجاج .. فهل من المعقول أن نقسم حبة بيض على اثنين أو 12 غرام جبن .. ولكم الحكم على ما يلي : في يوم عرفة الساعة الواحدة والنصف ظهراً تقريباً تقدم هذا الشماخ للحجاج بالمضحك المبكي وجبة غذاء سفري لشخص واحد وطلب أن تكون لعدد 6 حجاج بحجة تأخر وجبة الغداء إلى الساعة الثالثة عصراً ويبدوا انه لم يستعد للحجاج بوجبة الغذاء ولكن قدم ذلك على طريق المرأة التي أوهمت أبناءها وهي تغلي الماء حتى ناموا .. فجاء وقت النفور من عرفات ولم يقدم الغذاء ليوم عرفة وقضى الحجاج يوم عرفة بدون غذاء وعشاء .. وتكررت المعاناة يوم العيد وأيام التشريق الثلاث .. مع إن الوكالة تأخذ ما يقارب من ألفين ريال سعودي من كل حاج مقابل ما تقدمه من خدمات ولكن للأسف كانت أسوا معاملة من هذه الوكالة وكالة نسك .

مشاهدات عامة :

- قيل إن المخيم له عشرين ألف حاج وعلى لسان المطوف بينما العدد الفعلي 32 حاج مما سبب ازدحاماً كبيراً وغير معقول في الخيام وفي دورات المياه التي ينقطع عنها الماء أكثر من مرة ويفتقد المخيم لخدمات النظافة فهو مليء بالأوساخ والقمامة والمخلفات ومياه المجاري .. خلاف المخيمات الأخرى .. فقد زرت المخيم الأردني وجدت النظافة وحسن الترتيب وقلة العدد في الخيام .. وزارة الحج والإرشاد اليمنية أجرت جزء من المخيم اليمني للأخوة العراقيين مما ضاعف المعاناة والازدحام .

- عند وصولك لمنفذ الوديعة السعودي تشعر بالفرق الكبير في النظافة والترتيب وسير العمل .. ففي المنفذ اليمني يستقبلك السماسرة وعدم وجود النظافة ولباقة الاستقبال .

- طوال الرحلة من منفذ الوديعة لم ألاحظ قطعة سلاح واحدة حتى الجنود لا يحملون سلاحهم الشخصي ولا حتى العصا .. وقطعنا آلاف الكيلومترات ولم تستوقفنا أي نقطة عسكرية عدا نقطة واحدة بعد مغادرة منطقة الشرورة ( طلبوا كشف بالحجاج ) وذلك يعبر بوضوح عن مستوى هيبة الدولة ومستوى احترام النظام والقانون .

بينما عند العودة تشاهد الأطقم العسكرية والعربات المصفحة والنقاط العسكرية المدججة بمختلف أنواع الأسلحة وعلى طول الطريق وهي لا تسمن ولا تغني من جوع !!!

- الأساس المادي للنمو والتطور الاقتصادي في المملكة على مستوى عال ( الكهرباء + شبكة الطرقات الإسفلتية الحديثة + الأمن والاستقرار ) مما انعكس على مستوى حياة الناس .

- ارتفاع عدد العاملين في المملكة من دول شرق اسياء وقلة العدد من الدول العربية خاصة في مجال أعمال الخدمات .

- دقة التنظيم والخدمة في الحرمين الشريفين وفي أداء المناسك وخاصة رمي الجمرات مع ملاحظة شدة الزحام عند النفور من عرفات إلى مزدلفة .

اسأل الله العلي القدير أن يكون عامنا الهجري الجديد عاماً للحرية والاستقلال الثاني لجنوبنا الحبيب حتى نتخلص من وكالات النصب والاحتيال اليمنية .

[متولي الضالعي]

تجارة حتى بالمناسك المقدسة لا حول ولا قوة الا بالله من هذا الشعب المتخلف المادي الذي باع القيم والدين مقابل حفنه من المال ذاهبة اللهم خلصنا منهم ومن علي عبدالله صالح وشعبه الزيدي الزلطي الكدمي السلتي الفارسي التركي