لماذا هذا التناقض في تصريحات وزير خارجية النظام اليمني ؟؟؟؟

[طالب الحق]

تصريحات القربي و مبادرات الرئيس اليمني عبارة عن فقاعات إعلامية منتهية الصلاحية لا تنطلي على شعب الجنوب و نخبه المثقفة التي يقودها حراكه السلمي....
قبل أشهر قليلة معدودة كانت تصريحات القربي يعتبر فيها أن خيار الحل الفدرالي خيار مرفوض لأنه انفصال مبطن.. و اليوم يقول أن خيار الحل الفدرالي يمكن أن يكون حلا للمشكلة السياسية في الجنوب..
هذا يدل على مدى التخبط الذي أصاب سلطة صنعاء من جراء الزخم الهائل و التفاعل الجماهيري لشعب الجنوب مع حراكه المبارك ..

لماذا هذا التناقض في تصريحات وزير خارجية النظام اليمني ؟؟؟؟

أصبح العالم أجمع يعلم أن الحراك الجنوبي هو الصوت الحقيقي لشعب الجنوب و هو الحامل الوحيد للقضية الجنوبية .. و يكمن خوف سلطة صنعاء أنها فقدت السيطرة على مجريات الأمور في الجنوب بعد أن التف غالبية الجنوبيين حول قضيتهم (إلا القليل ممن هم في السلطة أو تربطهم مصالح مع السلطة) و شكلوا مكون جديد فرض نفسه بقوة و قلب موازيين القوى التي كانت يرعاها نظام صنعاء.. فحاولت هذه السلطة بكل السبل إيقاف هذا المد الجماهيري العارم و ثنيه عن الانضمام إلى الحراك السلمي و السير نحو الهدف المتثل في فك الارتباط و استعادة الدولة الجنوبية و عاصمتها عدن ... و تكللت مساعي نظام صنعاء بفشل تلو الآخر منذ اللحظة الأولى لميلاد الحراك الذي انتقل من طور الضعف إلى مرحلة جديدة تتسم بالفتوة و العنفوان تتكسر فيها كل الحواجز و تستمر بإنارة عقول الجنوبيين و توعيهم بتفاصيل قضيتهم و تزيل عنهم ما تبقى من شبه الوحدة الزائفة ...

وزير خارجية نظام صنعاء أراد بتريحاته هذه شيئين رئيسيين هما:

1. إيجاد شعرة معاوية بين نظام صنعاء و الجنوبيين الداعين إلى خيار الفدرالية (و هم طبعا قليل جدا بالمقارنة بالجنوبيين الذين يريدون فك الارتباط مع صنعاء).و التصريح هذا لا يعبر عن قناعة نظام صنعاء بجدوى الحل الفدرالي و لكن فقط لخوفه من انضمام هذه الشريحة من الجنوبيين للحراك السلمي و تبنيها لهدف فك الارتباط في حالة فقدت الأمل في نظام صنعاء و اكتشافها لعد م جديتيه لحل القضية الجنوبية وفق أسس ترضي الجنوبيين.
2. هي أيضا رسالة للخارج أن نظام صنعاء بيده مفتاح الحل للقضية الجنوبية المتصاعدة وأنه لديه شريحة كبيرة من أبناء الجنوب يوافقونه و يؤيدونه بالحل الفدرالي..

و الحقيقة التي سيكتشفها أبناء الجنوب الخدوعين بنظام صنعاء و كذلك الخارج أن هذا النظام قد أحرق جميع كروت الحل و ليس لديه ما يقدمه للقضية الجنوبية غير المزيد من الدماء و الأشلاء و الجرحى و المشردين.و لو أنه كان جادا في معالجة القضية الجنوبية لما رفض ورقة إصلاح مسار الوحدة التي قدمها قادة الحراك اليوم كأمثال باعوم و مسدسوس و الوالي و غيرهم خاصة أنها لم تطالب حتى بالحد الأدنى الذي يطالب به بعض الجنوبيين اليوم (كالفدرالية) و لماذا رفض رأس هذا النظام تقرير باصرة هلال و الذي أوضح أن هناك احتقان بالجنوب وكان رد رئيس النظام أن الاحتقان موجود في رؤوس من أعد هذا التقرير يعني باصرة و هلال...

مقتضيات المرحلة القادمة من الحراك أن تتوجه جميع النخب الجنوبية المنضوية تح لواء الحراك لتدعوا من تخلف عن الركب من الجنوبيين الذين لايزالون في سلطة صنعاء أو تربطهم مصالح معها لأنهم منا و نحن منهم و لا عذر لنا أن نتواصل معهم و نحاورهم و نبحث عن قنوات للتواصل معهم .. فمكانهم الطبيعي هم معنا و بيننا...وهذا واجبنا تجاههم قبل حوث الانفجار السياسي الذي تنبأ به الرئيس البيض..
فلنسخر أقلامنا و إعلامنا في المرحلة القادمة في حملة حراكية ثقافية أخلاقية عارمة موجهه لإخواننا الجنوبيين في سلطة صنعاء نكشف لهم فيها كل الأوراق التي أخفاها عنهم نظام صنعاء و نريهم قضيتهم بأعين جنوبية..