ورطة الانتخابات الأحادية (عادل أمين)

[الصريح 2]

ورطة الانتخابات الأحادية (عادل أمين)
9/1/2011 - الصحوة نت -خاص
في وقت سابق كتبت في هذه الزاوية من هذه الصحيفة عن ورطة المؤتمر المتمثلة في قراره المضي في انتخابات أحادية الجانب، وهو القرار الذي يبدو أنه بُني على قراءة متسرعة للوضع الداخلي، ومتفائلة- ربما- تجاه المحيط الخارجي وتأثيراته المحتملة.
بيد أن ورطة المؤتمر غدت اليوم مأزقاً سياسياً بإعلان الإدارة الأمريكية على نحو مفاجأ رفضها تلك الإجراءات الانفرادية من قبل الحاكم والتي كان آخرها محاولته تمرير تعديلات دستورية تقتلع عداد الرئاسة، وتؤسس لنظام حكم ملكي يُصادر مكتسبات الثورة والنظام الجمهوري، ويلغي مبدأ التداول السلمي للسلطة والتعددية السياسية التي يقوم عليها النظام السياسي في اليمن، الجانب الأمريكي وعبر الناطق باسم الخارجية الأمريكية دعا وبصورة عاجلة كافة الأطراف)سلطة ومعارضة)إلى إرجاء التحرك البرلماني والعودة إلى طاولة المفاوضات للتوصل إلى اتفاق يرحب به كل من الشعب اليمني وأصدقاء اليمن.
مصدر برلماني في كتلة الحزب الحاكم اعتبر البيان الأمريكي تدخلاً في الشئون الداخلية وانتقاصاً للسيادة الوطنية، ويبدو أن الصدمة (الأمريكية) أنست الحزب الحاكم بحكومته وأغلبيته البرلمانية أن السيادة الوطنية التي يتباكون عليها قد ُطمرت منذ أمد بعيد تحت الركام الذي خلفته الصواريخ الأمريكية وضربات طائراتهم في أبين وشبوة ومأرب وغيرها من مناطق اليمن، وما بقي من تلك السيادة المغدورة شيعتها حكومتنا الموقرة إلى مثواها الأخير ملفوفة بتقارير على أعلي مستوى تعهدت فيها لحليفها الوفي بالتغطية على عملياته والتستر على جرائمه، والكذب على الشعب وممثليه في البرلمان مقابل دراهم معدودات، وطمعاً في قليلاٍ من رضاه، بينما يتبارون اليوم بإظهار غضبهم وسخطهم عليه وكأنهم حقاً دولة ذات سيادة! وكأنهم يملكون قرارهم وهم مستعدون للتضحية بأرواحهم (وكراسيهم) ثمناً له!! إنها نكته سمجة وسخيفة تبعث على الرثاء والسخرية تلك التي تحاول التعلق بأسمال سيادة ممتهنة لا يُعيرها الأصدقاء ومن يسمون أنفسهم حلفاء وشركاء أي احترام، لا لشيء سوى أن أصحاب السيادة(والفخامة) وأدعياء الوطنية لا يحترمون أنفسهم بالقدر الذي يستحقون احترام الآخرين، وتلك مشكلتهم مع أنفسهم وشعوبهم وليست مع حلفائهم الذين يتصرفون وفقاً لما تُملي عليهم مصالحهم ومشاريعهم الإستراتيجية.
بيان الخارجية الأمريكية لا يمثل موقف الأمريكيين وحدهم بل وموقف شركائهم في مجموعة أصدقاء اليمن، وهذا ما أشار إليه البيان صراحة حينما أكد على أهمية التوصل إلى اتفاق مُرحب به من قبل الشعب اليمني وأصدقاء اليمن، وهو موقف ينسجم مع ما جاء في بيان مؤتمر نيويورك (24سبتمبر الماضي) بشأن اليمن، والذي أكد هو الآخر على أن الحوار الوطني يمثل السبيل الوحيد لحل أزمات اليمن، الأمر الذي يجعلنا نراهن على أن مؤتمر الرياض القادم ( مطلع مارس2011) سيبارك هذا التوجه، وسيحض أطراف العملية السياسية على العودة إلى طاولة الحوار للخروج برؤية موحدة بشأن الانتخابات المقبلة. وما يمكن أن نضيفه هنا أن الأمريكيين هم الأقدر ضمن مجموعة أصدقاء اليمن على فرض توجهات المجتمع الدولي على الحكومة اليمنية، ومن المؤكد أنهم تشاوروا مسبقاً- قبل صدور بيان الخارجية الأمريكية- مع شركائهم في « مجموعة أصدقاء اليمن»، وبالأخص دول مجلس التعاون الخليجي لإعلان هذا الموقف تجاه الأزمة السياسية اليمنية المحتدمة، وهو ما يحمل رسالة واضحة وقوية للحكومة اليمنية بأن عليها أن تسوي مشاكلها مع المعارضة بصورة مقبولة قبل مجيئها إلى مؤتمر الرياض، هذا إذا كانت حريصة بالطبع على دعم المجتمع الدولي ومساندته لها اقتصادياً وأمنياً، وحتى سياسياً بالقدر الذي يبقيها متماسكة.
الأكيد أن الأمريكيين مدركون جيداً لطبيعة الخطوة التي أقدموا عليها وانعكاساتها على علاقة البلدين، إذ لا يمكن أن يُغامروا باتخاذ موقف كهذا ما لم يكونوا واثقين من قدرتهم على إمضائه، كما أن حكومة الرئيس صالح من الذكاء ما يجعلها تُجيل النظر وتفكر ألف مرة قبل الشروع في أي خطوة من شأنها إغضاب أصدقائها وشركائها في مجموعة أصدقاء اليمن، الذين يتهيئون لعقد مؤتمرهم (السادس) في الرياض وفي أيديهم ملفات متضخمة تحكي تفاصيل أزمات متفجرة في اليمن يخشون أن يصيبهم شررها المتطاير.
قد يقول البعض إن توتر العلاقات اليمنية الأمريكية بما في ذلك رفض الرئيس صالح استقبال مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية، ورفضه أيضاً – في وقت سابق- استقبال وفد عسكري أمريكي رفيع، كان وراء الموقف الأمريكي الأخير الذي انحاز بوضوح إلى صف المعارضة، معلناً رفضه استفراد الحزب الحاكم بالانتخابات ومحاولته إعادة إنتاج ذات السلطة بكل مساوئها وفشلها وفسادها، وهو وارد، لكن الشيء الأهم الذي يتعين استخلاصه مما حدث هو أن المجتمع الدولي ممثلاً بـمجموعة « أصدقاء اليمني» ضاق ذرعاً بسياسة النظام القائم، الذي أخذ يتحول إلى عبء ثقيل على شركاءه بأزماته المتراكمة التي يبدو أن لا نهاية لها، وهو- أي النظام- عوضاً من أن يعمل على التخفف من تلك الأزمات، يُصر على مضاعفتها مُلقياً في الوقت نفسه بأعباء وتكاليف معالجتها على المانحين والشركاء الدوليين. وثمة نقطة أخرى جديرة بالتمعن وهي: أن أوراق النظام- وفي صدارتها الورقة الأمنية- لم تعد تخال على شركاءه، وبالتالي لم تعد صالحة للعب بها مع الكبار الذين لا يحتكرون قواعد اللعبة وحسب، بل وأوراقها كذلك، لذا فحين يقرر هؤلاء التقدم خطوة صوب المعارضة فهم في الحقيقة يعملون بذات القدر على تغيير قواعد اللعبة، وبعبارة أكثر وضوحاً، هم يُلوحون للطرف الآخر أن يبادر إلى الإمساك بطرف الخيط ويشرع في الدخول إلى الحلبة على ضوء المعطيات الجديدة، وبما لديه من أوراق، وأن يكون شريكاً يمكن الوثوق به والتعاون معه كأحد الخيارات المستقبلية القادرة على التحدي والمنافسة وتقديم البديل الأفضل.
علاوة على ذلك، ثمة ثلاثة ملفات جنوبية قبلتها محكمة الجنايات الدولية متعلقة بانتهاكات مارستها السلطة في بعض المحافظات الجنوبية، وهي رسالة أخرى للسلطة من المجتمع الدولي بأن عليها أن تعي جيداً أنه لن يكون بوسعها على المدى المنظور مراوغة العالم والشركاء الدوليين والتملص من كل التزاماتها وتعهداتها لشركاء الداخل والخارج. وهذا ما تؤمله المعارضة التي أخذت تتوارد عليها اتصالات مكثفة من قبل السلطة تدعوها وعلى عجل لمعاودة حوارها معها، بناء على مقترحات جديدة، وحتماً سيقبل المشترك العودة إلى طاولة الحوار والتوافق مع المؤتمر على رؤية جديدة لإنجاز التعديلات الدستورية والعملية الانتخابية، لكن بالطبع لن يكون من مهمة المشترك البحث عن كيفية إخراج المؤتمر من مأزق التصعيد المتهور والحشد الإعلامي غير المسئول صوب تعديلات وانتخابات أحادية الجانب، هذه مشكلة المؤتمر، وعليه وحده أن يجد لنفسه المخرج المناسب، ربما يكون الحل بالإيعاز للشركاء الدوليين بوضع تصور لرؤية معقولة تحفظ ماء وجه المؤتمر، هذا شأنهم وتلك مشكلتهم، المهم أن يعود للمؤتمر رشده ويجنح للحوار، ويقبل بشركاء العملية السياسية، ويدرك أن الوطن أكبر من أن يحتويه فرد أو أسرة أو حزب فاشل منغمس في الفساد لا يجيد سوى صناعة الأزمات.

[جنوبي بلاحدود]

سيمررها الامريكان لصالح مثلما مرروها للبشير لكن هناك في السودان كان الثمن فصل الجنوب ترى ماهو الثمن هنا ؟؟هل هو فصل الجنوب ايضا ؟؟؟

[الفوهرر]

قراءة جيدة للموقف .... أشير هنا لنقطتين

الأولى فعلا أن المؤتمر والرئيس ارتكب خطأ فادح بإعلان الانتخابات من طرف واحد ,وسترتكب المعارضة خطأ أكبر وأفدح فيما لو قبلت الدخول بالعملية الانتخابية تحت أية ظروف.

الثانية التأكيد على افشال العملية الانتخابية أكانت من طرف واحد أو بطرفيها في المناطق الجنوبية وهو ما سيعود بمكاسب كبيرة للحراك الجنوبي على الصعيد السياسي ويقوي موقفة بشكل كبير على الساحة الخارجية وأمام المجتمع الدولي كمتحكم فعلي وومثل لإرادة الشارع الجنوبي .. وهذا ما يوجب على قادة الحراك أخذ هذا بعين الاعتبار.