الرد المطلوب

[د.عيدروس صالح يافعي]

الرد المطلوب لقد انطلق الحراك السلمي الجنوبي في العام 2007م من قبل جمعية المتقاعدين العسكريين في ساحة العروض بخورمكسر وسرعان ما انتشر الى كل مناطق وقرى الجنوب مجتاز كل العوائق التي وضعت في طريق ابناء الجنوب العربي لمنعهم من مقاومة الاحتلال,حيث زج بالآلاف من ابناء شعبنا في غياهب السجون وقتل الآلاف من خيرة شبابنا وقطع رواتب الآلاف من نشطاء الحراك في محاولة من نظام الاحتلال للحد من انتشار الحراك ثم القضاء عليه ليبقاء الاحتلال جاثماً على صدورنا وناهباً لثرواتنا, الا ان صمود ووعي شعبنا افشل مخططات الاحتلال واذنابه, فبدلاً من تحجيم الحراك تم تحجيم ومحاصرة الاحتلال وتعريته امام الرأي العام المحلي والعالمي وهو ما اربك اركان النظام وتسبب في اختلال موازينهم, مما دفع الاحتلال الى البحث عن سبل وطرق اخرى لخلخلة الحراك وزرع بذور الشك والفتنه بين الجنوبيين مستغلاً الدعم والاهتمام الدولي والاقليمي بأمن واستقرار منطقتنا المهمه للمجتمع الدولي. حيث استخدم الجماعات الارهابيه التي تم تأهيلها وتجهيزها من قبل الاحتلال كورقه هامة في حربة ضد الجنوبيين المطالبين بالتحرير والاستقلال والضغط على المجتمع الدولي بهذه الورقه التي يهدد بها مصالحهم, وفي المقابل تم تجهيز قوى سياسيه جنوبيه منتميه للاحزاب السياسيه اليمنيه للقيام بالدور السياسي والحديث مع المجتمع الدولي باسم الجنوب للقبول بالحلول التي تبقي الاحتلال ولكن بصوره اخرى وتحت مسميات لم تعد تنطلي على شعبنا. كل هذا يدركه ويفهمه ابناء شعبنا ولكن ما لم ندركه ونفهمه هو ما يقوم به البعض من ابناء جلدتنا وشركاء لنا او على الاقل يقولون ذلك في خطاباتهم التي تتطالب باستعادة الدولة الجنوبيه كاملة السيادة ويتحدثون ان شعبنا تحت الاحتلال ورغم ذلك يتسابقون على اعلان موافقتهم المشاركه والحضور في مؤتمر الحوار اليمني وفقاً لشروط اللجنه التحضيريه لهذا المؤتمر المعروفه نتائجه بالنسبه لحل القضية الجنوبيه سلفاً, فيا ترى كيف يستعيدون الدولة الجنوبيه من خلال هذا المؤتمر ووفقاً للشروط وطريقة اختيار المندوبين والمرجعية المتفق عليها لاقرار الحلول لقضية الجنوب؟ هل يدرك الاخوان وبالذات الاخ المناضل محمد علي احمد وفصيلة المعلن اخيراً من خلال مؤتمره في عدن هذه الشروط ان كان ما زال مصراً على دخول الحوار؟ هل يدرك القادة الجنوبيين في الحراك في الداخل والخارج خطورة المرحلة وخطورة ما يخطط للقضية الجنوبية ولشعب الجنوب؟ هل يرتقي القادة الجنوبيين في الحراك في الداخل والخارج الى مستوى الشعب الذي رفض الانقسام واصر على وحدة الشارع الجنوبي لكي ينطلقوا في حوار جنوبي جنوبي لتشكيل قيادة موحده لهذا الشعب العظيم؟ هل القادة الجنوبيين فهموا واستوعبوا شعبهم الذي خرج في 30من نوفمبر والذي ابهر العالم عندما خرج اكثر من مليون متضاهر في ساحة واحدة من اصل ثلاثه مليون هم سكان المحافظات القريبه من عدن وهو ما لم يحدث ان شعب خرج نصف سكانه في مسيره واحدة ليهتفوا وبصوت واحد لا حوار لا حوار نحن اصحاب القرار؟ فمن هذا الذي يريد ان يحاور باسم الجنوب في مؤتمر الحوار اليمني بعد ان سمع هدير الجماهير في المعلا والمنصوره والمكلا وعتق وكل المدن الجنوبيه يوم 30 من نوفمبر؟ من الذي ما زال يعتقد انه بأمكانه الحديث نيابة عن شعب الجنوب؟ اننا نرفض التخوين وثقافة التخوين او احتكار الوطنيه ولكننا نرفض من ينصب من نفسه وصياً على الجنوب او يتحدث بأسمة حتى وان جاء عن طريق مؤتمر هنا او هناك. أننا نمر بمرحلة جد خطيرة ومازالت المؤامرات تحاك ضد نضال شعبنا وتنفق الملايين لرسم خطط هدفها الالتفاف على تضحيات شعبنا والقضاء على حراكنا وايجاد قيادة تملي الفراغ ويراد لها ان تمثل الجنوب طالما وقوى الحراك الحقيقيه لم تستطع سد هذا الفراغ ولم ترتقي الى المستوى المطلوب منها في هذه الضروف الحساسه. ان على ابناء شعبنا العمل والحشد للتحضير لمهرجان 13 يناير في عدن ولنجعل من هذا اليوم يوماً للتصالح والتسامح الحقيقي ترفع فيه صور الزعماء الجنوبيين منذ ما قبل الاستقلال وبعدة وصور شهداء وضحايا الصراعات الجنوبيه السابقه وكذا رفع اعلام الجنوب العربي كرمز لهويتنا الحقيقيه التي تم طمسها واستبدالها بهويه اخرى لاننتمني لها, كما ترفع لافتات تكتب باللغتين العربيه والانجليزيه تؤكد على التسامح والتصالح والتعايش في وطن الجنوب العربي الجديد, وطن لكل الجنوبيين. ان مليونيه جديدة في هذه المناسبه المأساويه كفيله بردع وافاقة من لازال غائباً عن الوعي, وهي الرد الحقيقي لكل من يحاول تجاوز شعب الجنوب وفرض عليه الحلول المنقوصه.