مأساة الجنوب هي تناحر مشروع الاشتراكي مع مشروع السلاطين, فهل هذا قدرنا؟

[سميح اليزيدي]

اصبح واضح ان هناك مشروعان يتصارعان لتمثيل الجنوب ومن اجل الوصايه على الحراك الجنوبي وهما
مشروع الاشتراكي (ويمثله الشنفره والمعطري ووحدين) ومشروع السلاطين والشيوخ (ويمثله النقيب والفضلي والغريب وبنان)
فهل حكم على الجنوب ان يدفع مجددا ثمن تصارع هذين المشروعين؟
هل هو قدرنا ان نفشل في ايجاد بديل يكون لكل شعب الجنوب ضمن مقاييس حديثه لا ترتبط بالماضي؟
نحن لا نتجنا على احد ولكن من الواضح ان المشروعين يتناحران (برغم الظاهر الذي يقولانه عن بعضهم البعض)
ومن يعتقد ان بيان باعوم الاخير قد وحدهم فانه واهم فما نراه ان باعوم قرب الزيت والنار ليشتعلا
(رغم ان باعوم لا يقصد ذلك فهو يعتقد انه اطفا النار)
ولننظر بعين واعيه الى كلمات حسين زيد بن يحيى في مقاله (زحمه والطريق فاضيه) ولنسأل انفسنا
لماذا تخلى بن يحيى عن باعوم وتركه في يافع وعاد الى ابين؟
ومما يثير القلق هي الاخبار التي تقول ان كل من الطرفين يستلم نقود من جهات تدعم مشروعه لأن
ذلك يعني ان هناك طرفان غير جنوبيان سيتقاتلان على الجنوب باستخدام ابناء الجنوب كحطب للمعركه
ونلاحظ بين فتره واخرى اصوات تتحدث باسم كل طرف وتستجر ماضي يراد تصفية ثاراته
ولهذا فان حلول الترقيع لن تفيد هنا وسيزداد النار تحت الرماد وهناك من يغذي ذلك من السلطه الدحباشيه
وانا ادعو هنا كل من تعز عليه قضية الجنوب وشعبه ان يتحرك ليقول ان كلا المشروعين مرفوضين
ويكون الراي واضح ان الحل هو استقلال الجنوب واقامة دولة النظام والقانون والديمقراطيه
ويكون الراي هو تفعيل مبادئ التصالح والتسامح بشكلها الحقيقي والاخلاقي كما يجب ان تكون
وعلينا ان ننتبه لمن يكرروا وباصرار محاولة اقصاء اطراف لفرض انفسهم وبس
فمشروع الجنوب الحقيقي هو الذي يقبل جميع الاطراف الجنوبيه بغض النظر عن موقعها الحالي
ولهذا فرفض المشروعين لا يجب ان يعني اقصائهم او ممثليهم ولكن منعهم من جر الجنوب الى هاويه