الوحدة اليمنية ........هل هي قدر ؟ أم تجربة وفشلت ؟ ( بقلم : نايف مسعود )

[انا الجنوب الحـر]

ليفربول – لندن " عدن برس " خاص : 17 – 7 – 2010
في الثاني والعشرين من مايو عام 1990 قامت القيادة السياسية بجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية في الجنوب بتوقيع اتفاقية الوحدة مع القيادة السياسية بالجمهورية العربية اليمنية , وعلى ضوء هذه الاتفاقية تغيرت كل معالم الدولتين حيث تم دمج تلك الدولة مع نظيرتها اندماجا كاملا من جميع النواحي , لتصبح هاتين الدولتين دولة واحدة تحت اسم الجمهورية اليمنية , هذا الاسم هو الأبن الذي انجبته اتفاقية مايو عام 1990 يعتبر هو الكيان الذي ضم دولة الشمال مع جنوبها.

لكن ما يثير السؤال والعجب والأستغراب عند الكثير من الناس ولا سيما من الأخوة العرب هو عن ماذا جرى للوحدة؟بالرغم من انها تمت بطرق سلمية وعن رضى وقناعة كاملة من قبل كل القيادات السياسية لتلك الدولتين أنذاك , ومن جانب اخر يتسأل الكثير من المحللين السياسيين ذوي الدهاء والذكاء والحذق السياسي , عن لماذا أصبحت الوحدة شئ مكروه ولا يطاق وغير مقبول عند الغالبية العظمى من أبناء الجنوب ؟ ويقول أيضا هؤلاء النقاد ويتسألون عن لماذا انبثقت الخلافات بين القيادات السياسية الجنوبية مع قرينتها الشمالية بعد وقت مبكر من قيام دولة الوحدة؟ وعن لماذا ازدادت حدة وتيرة هذه بعد الخلافات بعد حوالي عامين من قيام الجمهورية اليمنية .......وما يثير الاستغراب لدى أصحاب النظرات السياسية البعيدة المدى هو ان الخلافات كانت فقط محصورة نوعا ما بين القيادات التي كانت على رأس دولة الجنوب مع مثيلتها الشمالية ؟ بالرغم من ان كل هذه القيادات سواء الشمالية او الجنوبية هم الذين كانوا اكثر لهفة وحماس للوحدة , حيث ان هذه القيادات هي التي قامت بالتوقيع على اتفاقية الوحدة دون الرجوع الى شعوبهم .


هذه الخلافات التي لم تنتهي إلا بحرب صيف 1994 التي انتهت بأنتصار قوات الرئيس اليمني علي عبدالله صالح ومناصريه على قوات نائبه علي سالم البيض بعد حرب دامت حوالي سبعين يوما.


عن أسباب تلك الخلافات وحدوث حرب 1994 يرى المحللون أن القيادات الجنوبية اتهمت الشمالية بأنها لم تعطيهم اي صلاحيات أو بالأصح لم تشركهم في أداره امور الدولة .........على هذا الاساس يقول هؤلاء المحللون يا ترى هل تمت هناك اي اتفاقيات من وراء الكواليس بين تلك القيادات قبل اتفاقية الوحدة؟ أو هل قدمت القيادات الشمالية وعود والتزامات للجنوبيين قبل توقيع الاتفاقية ثم لم تفي بها فيما بعد ؟كل هذه الاشياء واردة.
من ناحية اخرى يرى أصحاب الحذق السياسي المهتمين والمتابعين لوحدة اليمن وما ألت اليه بأن هناك علامات استفهام على الكثير من الأمور , ليطرحون سؤالا ذكيا جدا هو لماذا لم يثور الشعب الجنوبي بمؤازرة جيش الجنوب في حرب 1994 الذي كان يقاتل من فك الجنوب عن الشمال ؟ لانهم يرون بأنه اذا كان الحراك الشعبي في الجنوب للمطالبة بفك الارتباط كان متواجدا في حرب 1994 ولو بنسبة 50% من ما هو عليه اليوم لأخذت الامور شكلا اخرا تماما.




ويستند هؤلاء النقاد على انه بمجرد ان انتهت حرب 1994 اصبحت الامور هادئة تماما في الجنوب لأكثر من عشرة اعوام وتحديدا حتى عام 2005 وذلك عندما شرع أبناء الجنوب بأحياء مهرجانات وملتقيات التصالح والتسامح فيما بينهم ليعلن الجنوبيين ولائهم لبعضهم البعض ونسيان كل المأسي والحروب الاستنزافية التي صارت في الجنوب ليتعاهدوا جميعا على استعادة وطنهم واعادة قيام دولة الجنوب الذين يعتبرونها محتلة من قبل دولة الشمال تحت مظلة الوحدة , هذا التصالح والتسامح يعتبره الكثيرون بأنه هو النواة الاولى بل انه هو الصرح المتين الذي انفلق منه حراك الجنوبيين منذ حوالي خمسة اعوام, أصبح يزداد هيجانه وغليانه وتتكاثر شعبيته يوما تلو الاخر ولا يستبعد بان هناك مالا يقل عن 90% من ابناء الجنوب يؤيدون ويناصرون ويطالبون بفك الارتباط عن الشمال والخروج من مأزق الوحدة الذين يعتبرونه غلطة تاريخية عليهم اصلاحها بأي ثمن من الاثمان.....هذا هو رأي الشارع الجنوبي اليوم.


هناك علامة استفهام اخرى يرى رجال السياسة بانه لابد من تفسيرها الا وهي لماذا تأخرت يقضة ابناء الجنوب حيث انها لم تأتي الا بعد سبات دام اكثر من عقد من السنين ....في هذا الجانب يختلف هؤلاء الساسة , فريق يقول ان القيادة الجنوبية او التي مثلت الجنوب منذ قيام الوحدة 1990 حتى حرب 1994 عجزت عن اقناع شعبها بالالتفاف حولها ومأزرتها , وفريق ثاني يقول بأن صحوة الجنوبين صحوة شعبية جأت بسبب وصول شعب الجنوب الى قناعة بان الوحدة هي السبب في كل ما يعانونه , اما الفريق الثالث فيقول بان هناك قيادات جنوبية معارضة تقيم في الخارج هي التي رسمت الخطط واعدت المناهج السياسية التي يسير عليها الحراك الجنوبي بل يقولون ان هذه القيادات السياسية تتمتع بذكاء سياسي غير عادي حيث انها استطاعت ان ترمي أحجارها السياسية في الوقت المناسب لتحرك المياه الجنوبية الراكدة..


في هذا الطرح الغير مفعل عن الوحدة واين كانت وما هي عليه اليوم نصل الى النقطة الحاسمة والحساسة عن ما يراه النقاد وما هي توقعاتهم للوحدة اليمنية ومستقبلها فهم يقولون ان الوحدة ليس عيبا بل انها شئ عظيم ولا يوجد هناك احلى واجمل من وحدة الشعوب والتعايش السلمي , شرط بان الوحدة يجب ان تكون نابعة عن رضى وقناعة طرفيها , لكنهم يقولون ايضا ان الوحدة تعتبر باطلة بل لا تستحق حتى ان تسمى وحدة اذا فرضها طرف على الاخر ..ء
فوحدة اليمن التي تمت في مايو 1990 لمن اراد من القراء ان يعرف تاريخها فهي انتهت باندلاع حرب 1994 فبهذه الحرب استطاع الشمال ان يفرض الوحدة على الجنوب . فما يقوم به اليوم ابناء شعب الجنوب ما هو الا دليل واضح على رفضهم للوحدة ويعتبرونها تجربة وفشلت وزوالها امر لا بد منه , ومن هذا المنطلق نتوجه للقيادة السياسية في صنعاء بان عليهم ان يؤخذوا ويتعاملوا مع قضية الوحدة بحكمة ودقة واكثر حنكة فكما قلنا بان الوحدة ليس عيبا ففشلها ايضا ليس عيبا ..
فعلى حكومة صنعاء ان تدرك هذا تماما فبقاء الوحدة في نطر خبراء السياسة سيكون له مردود سلبي وعواقب وخيمة لن يحمد عقباها , فيا هؤلاء اعترفوا بان الوحدة تجربة وفشلت , وهذا ليس عيبا فالوحدة اليمنية ليست اول تجربة فاشلة فهناك العديد من امثالها كانت تجاربها فاشلة .


ختاما نعلم ان الحقيقة قد تكون مرة احيانا لكن يجب علينا ان نقولها لانها الحقيقة , لان الحقيقة من عادتها مهما اختفت لابد من ظهورها . فالوحدة اليمنية جاءت باتفاق بين أناس من الشمال والجنوب اي انها من صنع البشر , وما يصنعه البشر ليس قدر بل انه قد يزول وقد يتغير , اما الاقدار فلا يصنعها الا الله جل جلاله وهذا امر مسلم به ولا خلاف فيه.
فمن هذا المنطلق وعلى هذا الاساس اظن ان من قال ان الوحدة اليمنية ليس قدر بل تجربة وفشلت لا أحد يستطيع ان يخالفه .

[العوذلي ج]

تجربه فاشله

[لسنا قطيع]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة انا الجنوب الحـر

ليفربول – لندن " عدن برس " خاص : 17 – 7 – 2010

في الثاني والعشرين من مايو عام 1990 قامت القيادة السياسية بجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية في الجنوب بتوقيع اتفاقية الوحدة مع القيادة السياسية بالجمهورية العربية اليمنية , وعلى ضوء هذه الاتفاقية تغيرت كل معالم الدولتين حيث تم دمج تلك الدولة مع نظيرتها اندماجا كاملا من جميع النواحي , لتصبح هاتين الدولتين دولة واحدة تحت اسم الجمهورية اليمنية , هذا الاسم هو الأبن الذي انجبته اتفاقية مايو عام 1990 يعتبر هو الكيان الذي ضم دولة الشمال مع جنوبها.

.

في التاريخ المذكور اعلاه لم توقع اي اتفاقيات ولكن وقعت فيه جريمه تاريخيه كبرى لاسابق لها تمثلت في تسليم دوله مساحتها لاتقل عن 330000 الف كيلو متر مربع بكل عناصرها ومقوماتها الى دوله متخلفه ومتوحشه مساحتها تزيد قليلا عن نصف مساحة الاولى تقريبا