الترجمة الحرفية للتقرير الذي نشرته التايمز الامريكية وحديث للعميد السعدي وقاسم داؤد

[بسمل محضار]

هل جنوب اليمن يستعد لأعلان الاستقلال؟


ا


متظاهرين في عدن اليمن معارضين للحكومة يطالبون بتنحي الرئيس علي عبدالله صالح 26 ابريل وكالة فرانس برس


العلم اليمني مكون من ثلاثة الوان الاحمر والابيض والاسود ويقوم برفعه المتظاهرين المعارضين للحكومة او المؤيدين لها في انحاء البلاد على حد السوا ولكن في جنوب اليمن في عدن نادراً ما ترى العلم اليمني من دون المثلث الازرق والنجمة الحمراء التي ترمز الى الاشتراكية في الجهة اليسرى من العلم,مستعيدين علم جمهورية اليمن الديمقراطية التي كانت تحكم ثلثي البلاد


القوات العسكرية الموالية لصالح لا تتواجد بوضوح عكس العاصمة صنعاء حيث توجد لافتات معارضة للنظام بالقرب من جامعة صنعاء فقط . في مدينة الميناء كتبت شعارات مناهضة لصالح على الجدران والمحلات والمباني وحتى المقار الامنية والحكومية الخالية ويكتب عليها شعارات ارحل ياعلي يا كلب ويعيش الجنوب ويمكن ملاحظة هذه الشعارات على طول وعرض منطقة المعلا التي قام المحتجين بقطع الطريق الرئيسي بها في حين ان جنوبيين مازالوا يدعمون الوحدة في ظل حكومة لكن الاغلبية تطالب بالحرية وحكومة مستقلة الخرسانات الاسمنتية وصناديق القمامة الذي يلعب الاطفال بين ركامها تدل على المواجهات التي حصلت بين المحتجين والقوات الحكومية الشهر الماضي


نادراً ما تشاهد القوات الموالية لصالح ان لم تكن مختفية تماماً حيث ظهرت قوى معادية لملئ الفراغ من ظلال البركان القديم الشاهق فوق عدن, خرجت الحركة الجنوبية في جنوب اليمن المعروفة ب(الحراك) من اماكن اختبائها لتقف بفخر وتحدي ضد الرئيس صالح المريض الذي يتلقى علاج في السعودية نتيجة لهجوم على قصره في الشهر الماضي ونظامة الشمالي مطالبين بالسيادة لهذه المنظقة


اذا اعلن الحراك الاستقلال هل سينفذ الجنود الاوامر ويذهبون الى الجنوب لفرض الوحدة بالقوة؟


لا الجنود الذي يتم ارسالهم من صنعاء لمحاربة التمردات القبلية عددهم قليل لا يستطيعوا مواجهة الجنوب بأكمله (هكذا اجاب محسن بن فريد الامين العام لحزب رابطة ابناء اليمن اول حزب سياسي مستقل ) بالاضافة ان الجيش النظامي لا يواجه التمردات القبلية او الاسلامية او الحركة الجنوبية ولكنه يواجه بعضه بعض في العاصمة صنعاء بسبب الصراع الخطير على السلطة في صنعاء


ونتيجة للتطورات يتطلع الحراك الى اغتنام الفرصة في ظل ضعف الحكومة المركزية في صنعاء للتأكيد على مطلبه في الاستقلال وتقسيم البلاد مرة اخرى والتي تحصل على الدعم من الولايات المتحدة والغرب كحصن لمواجهة القاعدة. اليمن الجنوبي واليمن الشمالي اتحدا عام 90 بعد 40 سنة من الانفصال ولكن بعد اربع سنوات تمزقت الوحدة الهشة بسبب ما يعرف بالحرب الاهلية , صالح هو من ابتداء بالدم واعلان الحرب من خلال قصف جوي مكثف على عدن قبل استرداد الجنوب الى الوحدة بالقوة العسكرية


لأعضاء الحراك الجنوبي قضية الاستقلال ليست مجرد خلاف سياسي ولكن اقتضاها مايرونه الاختلافات الثقافية التي لا يمكن التوفيق بينهما, سكان عدن يطلقون على الشماليين كلمة (دحباسشي) تعني الهمج


نحن لا نريد النظام القبلي الشمالي نريد سيادة القانون هكذا قال ( قاسم داؤد قيادي بالحزب الاشتراكي اليمني) مضيفاُ لقد خُدعنا بالوحدة ونحن الان على استعداد لأعادة اعلان دولتنا


احدهم قال ان الحرب بين الشمال والجنوب لم تنته بعد


العميد علي محمد السعدي من مواطني عدن واحد قياداة الحراك الجنوبي انشق من الجيش الموحد وقاد قوات جنوبية ضد نظام الرئيس صالح في حرب 1994(الجنوب كانت مُحتله من قبل البريطانيين ثم حُكمت بالقبضة الحديدية للحزب الاشتراكي اليمني ومنذ عام 94 نحن تحت الاحتلال الشمالي القبلي المتخلف ) هكذا تحدث العميد في منزله في عدن ومن حوله عدد من الاصدقاء والزملاء من الحراك


نضال العميد السعدي ضد الاستعمار الشمالي مزقت حياته في معركته معهم


في عام 2008 قوة من الامن القومي اقتحمت منزله واعتقلته (كسروا باب منزلي واطلقوا النار على اطفالي صرخت عليهم ان يهربوا قبل ان يعتقلوني وياخذوني الى سجن الامن السياسي بصنعاء حيث يوجد معتقلين من القاعدة في سجن طبيعي بينما انا ومن معي من قياداة الحراك تم وضعنا في غرف صغيرة تحت الارض


مكث في زنزانته الصغيرة 13 شهراً ليطلق سراحه بعدها دون اي تفسير


سيكون سعيداً بالبقاء في هذه الزنزانة اذا كان ابنه سيبقى على قيد الحياة


قبل اسبوعين فقط العميد السعدي وابنة الدكتور جياب (اب لطفلين) خرجا للمشاركة في تشييع جثمان احد شهداء الحراك والذي سقط على يد قوات الامن (اثناء التشييع اطلقت قوات الامن النار من الدبابات والرشاشات الثقيلة نحونا وقتلوا ابني الدكتور جياب الذي كان يقف بجانبي لينظم الى اكثر من 1300 من شهداء الحراك. "واستدار براسه ليقراء الصحيفة للخروج من الحديث"


منذ تاسيس الحراك عام 2007 كانت هناك خطط لتشكيل حكومة جديدة والى الان لم يتم وضع جدول زمني للوصول الى ذلك على غرار ما حصل في جنوب السودان والذي هوا الان على وشك الاستقلال من نظام الخرطوم وذلك يلهم اعضاء الحراك بأن هناك دولة افريقية قادمة لم تكن دوله ذات سيادة من قبل اقل من المزايا التي يتمتع بها جنوب اليمن من تاريخ وتراث لدينا خطط لتشكيل حكومة جديدة ونظام سياسي جديد يقول العميد السعدي النظام الجديد سيكون نظام ليبرالي ديمقراطي اشتراكي على غرار الاشتراكية الاوربية الحالية


ومع ذلك اي بنية عسكرية ستكون من اجل الدفاع عن استقلالهم ويجب على صالح ونظامة الموافقة لايزال لدى معظم اعضاء الحراك الشك ان لدى صالح ونظامة المقدرة على فعل ذلك


"اننا لا نشعر بالقلق إزاء استجابة من الشمال. لدينا البنية التحتية السياسية والحكومة بالفعل. كل ما علينا القيام به هو الابتداء من حيث توقفنا في عام 90" السعدي متحدثا


في صنعاء يمكنك مشاهدة الدبابات والعربات المدرعة المحملة بالرشاسات عند التقاطعات الرئيسية وفي الليل تلاحظ الجنود يحملون اسلحة كلاشنكوف يقومون بتفتيش السياراة المارة بحثاً عن اسلحة ومع ذلك في عدن النظام منتهي "انظر حولك" احد مواطني منظقة الميناء متحدثاُ " لو اعلنا الاستقلال من الذي سمنعنا؟"عاد بعد ذلك ليحتسي الشاي على جانب شارع المعلا ، تحت راية جنوب اليمن رسمت على جانب من مبنى سكني.

ملاحظة التاريخ اعلاة هو تاريخ التقاط الصورة لوكالة فرانس برس


ترجمة خاصة لمنتديات الضالع بوابة الجنوب