لماذا يستحيل استضافة "خليجي-20"في جنوب اليمن؟

[عبدالله البلعسي]

الخضر الحسني

سبق أن أكدنا ، ونضيف في التأكيد ، أن الاوضاع المحتقنة سياسيا واجتماعيا ومعيشيا ، في محافظات الجنوب والتي افرزتها حرب صيف 94م هي السبب الرئيس والاول الذي يحول دون تحقق (امنية) استضافة المحفل الخليجي القادم ، في محافظتي ابين وعدن الجنوبيتين ، في الوقت المحدد له –حسب الاجندة التي خرج بها اجتماع الدوحة الاخير-

واذا ما تأملنا ، في تلك الاوضاع ، ودققنا في تفاصيلها وتشعباتها ودهاليزها ، سنجد أن ما توقعناهُ –حتى اللحظة- يشيرُ الى صحة تلك (الاستنتاجات) التي يؤكدها واقعٌ مأزوم وغير (مأمون) الجانب ، وخاصة فيما يتعلق بحدث رياضي كبير وهام ، بالنسبة للاشقاء الخليجيين الذين يتسابقون لاستضافته ، ويتحينون الفرصة لسحبه ، من تحت (اقدامنا) التي –للاسف- لا تقفُ اطلاقا على ارضية صُلبة .. وهذا بالذات ، ما فتح شهية (بعض) الاشقاء في مجلس التعاون الخليجي ، لإملاء شروط من نوع (ما ) ، على اليمن ، حتى تستكمل كافة متطلبات استضافة (آمنة) وناجحة ل(خليجي -20 ) ! ما لم فقد أعذر من انذر –حسب لسان اخواننا الخليجيين!

ان الاحداث السياسية والامنية الخطيرة والمتلاحقة التي تعيشها اليمن عموما والجنوب على وجه الخصوص ، ناهيكم عن التجاذبات والمراهقات التي افرزتها (بعض) محطات العمل الحزبي ، وخاصة ما يتعلق منها بحزبي السلطة والمعارضة اليمنية (المؤتمر الشعبي والمشترك)! اضافة الى اتساع نطاق النشاط القاعدي الارهابي في المحافظات الشرقية القريبة من الحدث الرياضي القادم..كل تلك وغيرها عوامل مفرملة وغير مشجعة لتأمين اجواء اكثر أمانا واستقرارا لمناسبة رياضية بحجم (خليجي -)20!!

وليعذرنا اشقاؤنا الخليجيون ، اذا ما خيبنا املهم ، في ما يتطلعون اليه ، من استضافة ، توفر لهم كل مستلزمات ومقومات وشروط وظروف الضيافة ( المتكاملة) من كافة النواحي!

ولهذا وذاك ، سبق الحديث حول (صعوبة ) تحقيق تلك الشروط والمقومات ، وقد قيل عنا –حينها- بأننا مشككون واصحاب مآرب شخصية و(خاصة) في مثل هكذا طرح ، نراهُ من جانبنا موضوعيا ، ومستندا على حقائق الارض والظروف السياسية المتأرجحة و(المأزومة) وبالذات في جنوب اليمن ، مسرح الحدث الرياضي (المنتظر)!

وما يؤسفنا ، أن نسمع تعليقات سمجة وغير مسؤولة ، يطلقها -عادة- بعض (المحسوبين) على رياضة كرة القدم اليمنية ، تزبدنا يقينا ، أنَّ فاقد الشيء لا يعطيه!

فالاخوة في اتحاد كرة قدم اليمن ، بياعو كلام ، من طراز نادر ونادر جدا ، و(مروجون) للاوهام فقط ، معتقدين ان الاخرين ، في دول الخليج ، يصدقونهم على تظاهرهم (الكاذب) و(الباهت) بأنهم جاهزون لاستضافة المحفل الخليجي (العشريني) في جنوب اليمن ، المشتعل الى ما شاء الله تعالى

فما لم تضع الحكومة اليمنية ، معالجات (عقلانية) حاسمة وشافية للاحتقان الشعبي ، في مناطق إقامة هذا المحفل الكروي الخليجي ، فإنه يصعبُ القول ، ان نطمئن الاشقاء الخليجيين أننا سنحميهم من الضربات (المحتملة)! ..والتي سببُها عدمُ توفير البيئة الملائمة والمشجعة لمهرجان رياضي -لا شك- يهمنا جميعا ، في المنطقة!

كاتب صحافي وناقد اعلامي رياضي من جنوب اليمن