مخاطر ازمة الوعي المعاصر على القضية الجنوبية (د / ابراهيم الفقي)

[علي المفلحي]

مخاطر ازمة الوعي المعاصر على القضية الجنوبية

احمد اليهري


ما تراه الان ليس الا انعكاساً لما فعلته في الماضي .! وما ستفعله في المستقبل ليس الا انعكاساً لما تفعله الآن.

د / ابراهيم الفقي

تسطيح الفكر وخلط المفاهيم (اظهر أزمة الوعي المعاصر):

ان طريقة التفكير في حل الكثير من المشاكل بوسائل وسلوك غير عقلانية من قبل النخبة المجتمعية والشباب, اظهر أزمة الوعي المعاصر الأكثر جلاء و خطورة تتجلى في اشكالية مزدوجة تتعلق بقلب الوسائل و الاهداف فضلا عن عكس ترتيب ماهو أساسي و ما هو ثانوي. ,,

لقد تم استبدال الوسائل بالغايات حتى ضاع جوهر الأعمال الكبرى للمشروع الوطني الجنوبي,واصبحنا نضخم بعض القضايا الثانوية و نتجاهل المقاصد الكبرى التي من الممكن ان تغير المعادلة السياسية الجنوبية بشكل جذري ,,

نجد ان الكثير من الشباب وقيادات الحركة الوطنية مشغولين في قضايا ثانوية, والحراك يواجه عواصف عاتيه داخلياً وخارجياً ,والواجب على النخب ان تقوم بتوجيه المجتمع على الأولويات في توحيد العمل السياسي والميداني ومحاولة مراجعة مسيرتنا الوطنية خلال 8 سنوات لكي ,نعرف مكامن قوتنا وما نملك ومكامن ضعفنا وما لا نملك , حتى نستطيع ان نتعامل بشكل فاعل مع الاستحقاقات القادمة ,وانتم تعرفون ان المؤامرات والمخاطر علينا كثيرة في الايام القادمة ستكون أشد وطأة , يجب ان نفكر بشكل مختلف وجيد ,, والهدف من ذلك توحيد الصف الجنوبي وتوحيد العمل الميدان تحت شعار التحرر والاستقلال الوطني ,, قبل ان نذهب مع الريح ..

مشكلة الكثير من الشباب اليوم هي عملية الخلط بين المفاهيم المتعددة وعدم القدرة على تفكيكها وتحليلها بشكل صحيح , وانعكاس مثل هذا الخلط يكون فهم قاصر غير مكتمل لكثير من القضايا على الصعيد الوطني والعالمي ,وممكن نقول ان نصف المعرفة أكثر خطورة من الجهل , وكل مشاكلنا في الماضي والحاضر والمستقبل هي بسبب امتلاكنا نصف المعرفة .

استخدام الشبكة المعلوماتية بشكل غير ايجابي جعل الشباب يتخبط فكرياً :

الانترنت بحر المعرفة :

الانترنت عبارة عن مخزن للبحث العلمي والمعرفي والهدف من ذلك نشر القيم الاخلاقية , وتكوين شبكة تواصل اجتماعية من اجل التعارف وتكوين الصدقات في اطار عالمي وتبادل الافكار والخبرات العالمية , وفي هذا الفضاء الواسع من الممكن ان تمارس جميع الهوايات في البحث والحديث بشكل مطلق بدون اي قيود فكرية او رقابية لبعض القضايا السياسية نموذج القضية الجنوبية , شبكة الانترنت هي من اجل تكوين عمل انساني ابداعي والتعريف بالقضية الجنوبية في وسائل التواصل العالمية بشكل ابداعي .

الفوائد من شكبة المعرفة (الانترنت ) :

ان يستفيد الشباب من المواد المتاحة لكي يحاول ان يعوض حالة الفقر الفكري , بتنمية فكرية وبحثية شاملة في كل المجالات بدل من اضاعة العمر والوقت في جدال عقيم والبحث عن مواضيع تضعف العقل وتقتل القلب , وهنا تتحول المعادلة وتكون كتالي :

بدل من ان تنمي العقل بشكل صحيح, تُبلد العقل بشكل سريع ..

مفهوم الانترنت لدى بعض بني قومي :

البحث عن الاباحية ونشر الاكاذيب والسب والشتم واضاعة اوقات طويلة في نقاش قضايا لايفهمونها ويقومون بخلط جميع الاخبار الدولية والمواضيع السياسية التي تخص القضية الجنوبية بنوع من التحليل السطحي الذي يجعل منهم اشخاص بنظر الاخرين سذج لا يعون مايتحدثون,, وبسب الفهم القاصر لايستطيعون الفصل بين القضايا المختلفة ,,

حتى يستطيعوا ان يعطوا رؤية كاملة وصحيحة للحالة, مايجعلهم مدعاة للسخرية بنظر الاخرين , ولكن تجدهم ينشرون الاكاذيب والاشاعات بدون ان يفكرو حتى للحظة واحدة بنوع الخبر او الفكرة وتجدهم يتناقشون وينطلقون ويطرحون الافكار ايام, وفي نهاية المطاف يصل اليهم ان هذا الخبر عبارة عن اشاعة ,, تم اطلاقها من مطابخ اعلام صنعاء .

الموضوعية والتوازن :

المطلوب من جميع الاخوة عند التحليل ان تكون الموضوعية الفكرية والامانة الاخلاقية هي الاساس وليس الخصومة السياسية ,, ونجعل من الحق والحقيقة هما ركن الحياة الانسانية , وهذا المسار الحقيقي لبناء الدولة الجنوبية الحديثة بعد الاستقلال الوطني التام والناجز على كامل التراب الوطني .

تحصين العقل :

نحن في نهاية المطاف بحاجة لكي نقوم بعملية توعية شاملة ومحاربة كل الظواهر السلبية الدخيلة على مجتمع الجنوب ,,

ظاهرة انتشار ( الجهل ) والجهل هو العدو الرئيسي في هذه المرحلة الحرجة لشعب الجنوب ,, فنحن يجب ان نعمل ونكافح في نشر التوعية السياسية والفكرية لكي نوجه الشباب ونوقف التخبط الفكري الذي احدثه الفراق العلمي ,وحتى لايكون من السهل على الاعداء غزونا فكرياً فيجب ان نكون محصنين ومدركين لجميع المخاطر المحدقة بنا, ..

إن أزمة الوعي تبدو عميقة جدا و تتطلب صحوة تحمل نَفَسا تجديديا أو بالأحرى ثورة بالمعنى الحرفي للمفهوم.

لقد كشف هذا الإرتباك و هذه الأوضاع المعاكسة عن حالة ذهنية و وضعية سيكولوجية جماعية جعلت من الكثير يفكر بشكل مغلوب او معكوس لكثير من القضايا الوطنية وهذا ماجعل الجنوب يعاني منذ 1967 م الى 2014 م .

رسالة لمن يهمه الامر :

المطلوب اليوم من القيادات الجنوبية في الداخل والخارج وبدون تاخير ان تجتمع وتخرج بموقف موحد لوقف اي تداعيات سياسية قد تحدث في المستقبل على الجنوب , ونقول ان التاريخ لن يرحم تخاذلها وصراعها الطفولي الذي ارهق القضية الجنوبية وخدم اعداء الجنوب .

قال يحيى بن سعيد: ما برح المستفتون يسألون، فيجيب هذا بالتحريم، وهذا بالإباحة، فلا يعتقد المُبيحُ أن المحرِّم هلك، ولا يعتقد المُحَرِّمُ ان المبيح هلك.

وكان الإمام أحمد يقول: ما عبر الجسر إلينا أفضل من إسحاق، وإن كنا نختلف معه في أشياء، فانه لم يزل الناس يخالف بعضهم بعضا.

في اخر حديثي ادعو جميع الجنوبين ان يجعلو من الحوار والتفاهم بين ابناء الوطن والمصير اساس ثابت واساس الحوار اتفاق وطني واساس الاتفاق توحيد الصف الجنوبي واساس توحيد الصف الجنوبي انتصار للقضية الجنوبية وانتصارلمشروع التحرر والاستقلال الوطني التام والناجز على كامل التراب الوطني ,

العالم يتفاعل :

ولكي نعلم لن يتخاطب معنا العالم بغير هذا السلوك , بوحدة العمل الميداني والسياسي, وبهذا سوف يلتفت العالم الى قوة جنوبية مهيمنة على الارض , وبغير ذلك سيكون عمل جنوبي فردي عشوائي يجعل من الجنوب اضحوكة ومدعاة للسخرية بين دول العالم ,,

وسيتوه شعب الجنوب في الارض 40 سنة كما تاه بنو اسرائيل 40 عام, وكما تهنا في رحلة الضياع من عام 67 م الى اليوم بضياع الاستقلال الوطني وضياع الهوية الوطنية وضياع الدولة الوطنية ..

الرحمة والمجد لشهدائنا الابرار والشفاء العاجل لجرحانا والحرية ﻷسرانا و النصر لثورتنا التحررية أن شاء الله .