التدويل قادم ..قادم ../ عبد الله ناجي علي

[الصريح 2]

- ياما نصحنا وحذرنا حكامنا من أسلوب حكمهم القائم على الفساد ..وسوء الاداره ..وصناعة الأزمات ...ولكنهم للأسف كانوا يقابلون تلك النصائح بنعت الناصحين لهم أحيانا بالمتشائمين وأحيانا أخرى بلابسي النظارات السوداء لان الواقع اليمني في نظرهم صار مطرزا بالانجازات المذهلة (!!!).. ماحذرنا منه قبل سنوات خاصة في القضايا المتعلقة بالأمن والسلام الاجتماعيين نجدها اليوم حاضره على الأرض ... وكنا نحذر السلطة أيضا من التهوين للقضية الجنوبية ....ولكن إدمان معظم من هم في السلطة على شعار( كل شي تمام يافندم ) هوا الذي أوصل الوطن اليوم إلى هذا الخراب ....نعتقد أن النظام السياسي بشقية – سلطة ومعارضة يتحملون المسئولية التاريخية والأخلاقية لما وصل إليه الوطن اليوم من خراب شامل فالسلطة تتحمل 80% من هذا الفشل والمعارضة تتحمل 20% من الفشل نفسه...

بلادنا اليوم صارت تحتل المكانة الأولى في التناول الإعلامي للأخبار السيئة كما لو أننا مصدر كل الخراب والدمار للعالمين الإقليمي والدولي...! فالفشل صار العنوان البارز لليمن ((التعيس)) الذي كان يطلق عليه في الأزمنة الغابرة ((اليمن السعيد))... هذا المشهد المأساوي الذي تعيشه بلادنا يؤكد لنا وبما لا يدعوا مجالاً للشك إن نظامنا السياسي قد فشل فشلاً ذريعاً في إدارة شئون المجتمع... فالفشل طال كل شيء ابتداءً من الفشل في تحقيق تنمية حقيقية إلى فشل ((المشروع الوحدوي)) الذي تم تحقيقه بين الشمال والجنوب عام 90م... إلى فشل الديمقراطية الناشئة التي تعتبر حرية الصحافة أحد أعمدتها الأساسية إلى فشل نظامنا أيضاً في الحرب على الإرهاب وفشله في محاربة الفساد.. وأيضاً فشله في حل مشكلة صعده التي دخلت اليوم مربع التدويل ..!!! ومؤكد إن القضية الجنوبية في طريقها إلى مربع التدويل أيضا والمسالة هي فقط مسالة وقت ليس إلا ...... وحكامنا مازالوا متنحين في أماكنهم ...ومخدرين بشعار(كل شي تمام يافندم ).
ترى لماذا حكامنا يقودونا من فشل إلى فشل وبلدان العالم من حولنا تتقدم إلى الأمام وتحقق نجاحات متواصلة وحكامنا مازالوا راسبين في سنة أولى سياسة... ؟؟؟
كتبنا وحذرنا حكامنا من وصول بلادنا إلى هذه المرحلة من الفشل الشامل ولكن على ما يبدو أن حكامنا قد أصيبوا بعمى البصر والبصيرة الذي أصيب به قادة الاشتراكي عام 90م عندما أدخلونا الوحدة مع الشمال وهم يعرفون أن الشمال تحكمه ((دويلات المشايخ والعسكر )) حذرنا مراراً وتكراراً من عجز حكامنا في حل مشاكلنا الداخلية من خلال لغة الحوار ولكن المكابرة من قبل السلطة هي التي أفشلت كل جهد يصب في هذا الاتجاه... وتوقعنا إن الخارج سيتدخل في حل قضايانا الداخلية ليس حباً في سواد عيون اليمنيين ولكن لأن بلادنا تحتل موقع جغرافي هام وحساس يؤثر على مجمل العلاقات الإقليمية والدولية وما جرجرة حكامنا اليوم بين عواصم العالم ابتدأ من ( لندن) ثم (ابوظبي ) ثم (الرياض ) ثم (برلين) وصولا إلى( نيويورك) والعودة مره أخرى إلى (الرياض) في شهر فبراير من العام القادم كل هذه الجرجرة لحكامنا بين عواصم العالم تهدف إلى مساعدة بلادنا في حل مشاكله الداخلية ...بعد مافشلواحكامنا في حلها ... والقضايا التي تناقش في هذه الجولات المكوكية المشغولة بخراب اليمن ... هي الإرهاب – التنمية ... الفساد – الحراك الجنوبي –قضية صعده – العلاقة بين السلطة والمعارضة، ولكن الحلول ستأتي هذه المرة بما يتناسب ومصالح العالمين الإقليمي والدولي ومصالحنا ستكون في ألمؤخره. ....لان حكامنا فشلوا في بناء دولة المؤسسات دولة النظام والقانون ..لأنهم أدمنوا على إدارة الحكم بعقلة الجباية ...والطقم العسكري ...ومصلحة شئون القبائل....