لولاام كلثوم وعبد الحليم والضوء الساطع مادرينا بالشموخ

[اقبال]

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بعد ان وضعت الحرب اوزراها بين العراق من جهة وايران قوات الخميني من جهة اخرى والتي دامت ثماني سنوات ارادت منها النيل من سيادة وامن واستقلال العراق الا ان بفضل الله ثم بفضل القيادة الحكيمة انذاك دحر العدوان الصفوي ومن ورائه من صهاينة وتحطيم امالهم المريضة ولم يحصلو على مبتغاهم ،واثناء الحرب الثماني سنوات لم تتوقف عجلة البناء التي ارادو ايقافها من خلال اشعال الحرب ومن هذه المعالم التي دارتها عجلة البناء مشروع تفاجئنا به يوم افتتاحه حيث كان معظمنا من سكان بغداد نفضل النوم على السطوح صيفا لوفرة الامن انذاك حتى من الحشرات اذ كانت دورات المكافحة تعمل بنشاط ولفت نظرنا ذات يوم الضوء الساطع (بروجكتر)في اعالي المنطقة يضيء ليلا وبالامكان ملاحظته اكثر من النهار ثم ما ان يهدأ الشارع ويخلد الناس للنوم يتعالى صوت ام كلثوم وعبد الحليم بوتر عالي وهي من غير العادات المألوفة لدينا ،اذ من النادر جدا ان تجد من يضايق جاره في كل الاحوال فكيف اذا كانت اغاني وتتكرر الحالة يوميا وحينما تنظر للمكان المضيء وكأنه نهار بدأت تثار التساؤلات عن هذا المكان فتبين انه مشروع معوقي حرب قادسية صدام ومنا من شاهده كمشروع مسيج وداخل اسواره تتم عملية البناء وفي غضون فترة قصيرة خلال اشهر الصيف نفسها تم افتتاح المشروع وهو بناء مدينة سكنية مخصصة لمعوقي حرب قادسية صدام ومجهزة باحدث الاجهزة وكل حسب نسبة عجزه فالمعوقين بنسبة 100% تختلف بيوتهم عن المعوقين ذو العجز بنسبة 50% وهكذا مع بناء مركز صحي خاص بهم وملعب وغيرها من المسائل الترفيهية ولم يقتصر بناء المدينة لرعاية المعوقين بابعادها الاقتصادية والاجتماعية بل تعدت الى البعد الانساني فبعد تكريم المعوقين براتب تقاعدي وسكن خاص به تم تكريمهم بتسمية المدينة مدينة الشموخ وليست مدينة المعوقين لرعاية حالتهم النفسية وكسر حاجز الاعاقة بينهم وبين المجتمع وليكونو خير دليل على بطولتهم في التصدي لمشروع الصهيوني والصفوي في تدمير العراق وهذه المدينة التي انشات لم نسمع يوما صاح صدام حسين حزموني ولزموني اريد ابني مدينة الشموخ ولم نرى الاحذية تتطاير في البرلمان وتاجيل الجلسات لاقرار الموازنة كما يحدث اليوم فعشر سنوات من الاحتلال وعجلة البناء ليست توقفت فحسب بل اندثرت من طول المماطلة من حكام ليسو اهل فعل وقدرة وحكمة بل صياع وليسو صناع وكما مرت السنون بالعراق ستمر مثلها واكثر والعراق في انهيار وتخلف وخراب طالما ظل هؤلاء يحكوموننا وطالما كان البسطال الامريكي لازال يطأ ارضنا ويرأسهم ،فلم نكن نعرف ماهي الموازنة ولاعلاقة لنا كشعب بالموازنة ولاندري كيف تصرف الاموال وكيف تدار العقود ولكننا نرى بام اعيننا ان هناك بناء في كل مكان وفي كل وقت فلولا ام كلثوم وعبد الحليم والضوء الساطع مادرينا بالشموخ