قصتان وموقفان ... الشيخ عبدالرب النقيب والمدعو ياسر اليماني

[فادي عدن]

قصتان وموقفان ... الشيخ عبدالرب النقيب والمدعو ياسر اليماني

قبل عدة سنوات وقبل أن يبدأ الحراك السلمي وفي مرحلة الإعداد ، عندما بدأت حركة التصالح والتسامح في عقد اللقاءات في مختلف المحافظات ، في ذلك الوقت ومن أجل القضاء على مولود التصالح والتسامح في مهده ، أنبرى بعض الأزلام لمهاجمة المشروع وكتبوا في الصحافة المحلية المقالات المثيرة للفتنة ومنهم هذا المدعو ياسر اليماني ..
وقتها وفي أحد الأماكن وبالصدفة التقيت بالمدعو ياسر اليماني وكان قد كتب قبلها مقالاً يهاجم به الانفصاليين حسب زعمه ويثير الفتنة ، وقد نبش في قمامة صنعاء ومطبخها الإعلامي وأستخرج من هناك أكاذيباً وتلفيقاتاً وغلفها ببعض الحقائق من سلبيات الماضي ..
دخلنا في حوار طويل حول ما كتبه ورأيت فيه حقداً لو وزعناه على ألف لفاض عنهم . كان يسب بألفاظ سوقية من يرى أنهم وراء حركة التصالح والتسامح ، حاولت إقناعه بعدم صحة موقفه بحكم أنه جنوبي ، وحاول العديد من المتداخلين في الحديث معه ولكن رأسه كان مليئاً بأحاديث الفتنة والكراهية ... أخبرته بأنه استفاد من المرحلة التي يهاجمها الآن بالرغم من موقف والده السيئ أيام الثورة ، لكنه كان مصراً على موقفه ... بعد ذهابه أخبرني أحد المتواجدين أن المدعو ياسر اليماني قد أستلم لتوه بلغاً كبيراً من أحد الرؤوس الكبيرة في نظام الاحتلال وأن هذا دور يؤديه ولا بد أن يؤديه حتى يرضي أسياده الجدد ... عرفت أن الأصالة والقيم منعدمة عند أمثاله ..

قبل عامين تقريباً كنت بصحبة الزعيم حسن باعوم من ضمن مجموعة من القياديين والناشطين في يافع بعد إعلان المجلس الوطني بفترة وكانت يافع تستعد للإقامة مهرجانها التراثي في اليوم التالي وكان هناك إصرار النظام وأعوانه بمنع باعوم ومن معه من حضور المهرجان ... وكان هناك أيضا إصرار آخر لكنه غريب من قبل بعض الأخوة الناشطين بعدم حضور باعوم بحجة الخوف على حياته ... من ستطيع أن يؤذي باعوم في يافع التي احتضنته ومن معه ووضعته في حدقات العيون؟ ... هذا مصدر الغرابة !!!
كنا في المنطقة وتم توزيعنا على عدة منازل وكان نصيبنا أنا والعميد ركن حسن البيشي الاستضافة في منزل أحد الناشطين وأثناء مضي الأمر بين شد وجذب ... يحضر باعوم أو لا يحضر المهرجان ، أقترح أحد الناشطين من الرافضين لحضوره أن يضعوا باعوم في أحد المنازل المطلّة على ساحة المهرجان ليشاهده من داخل المنزل ورفضنا هذا المقترح وكان موقفنا إما أن يحضر المهرجان مع الناس أو لا يحضره ..
هنا وفي عز الشد والجذب جاءت مكالمة على الجوال للناشط الذي كنا أنا والبيشي في منزله ، وكانت المكالمة من الشيخ عبدالرب النقيب ، وكان الشيخ النقيب وقتها لم ينضم بعد للحراك ... أبلغ الشيخ عبدالرب النقيب الناشط الذي استضافنا أن يبلغوا باعوم ومن معه أننا جميعاً ضيوف يافع وإننا مرحب بنا في المهرجان كل الترحيب ..
وبقراره هذا أخرس كل الأصوات المعارضة لحضور باعوم المهرجان ... وحتى لا نتجنى على دور أي أحد ، أقول أن الكثير من ناشطي ومواطني يافع كانوا يضغطون من أجل حضور باعوم ومن معه ومهما يكن ..
حسيب علمي من بعض الناس أن الشيخ عبدالرب النقيب كان أحد المتضررين في الفترة السابقة ولكنه لم يكتب حرفاً ولم يذكر موقفاً تمت فيه الإساءة إليه ..

نقارن بين موقفين لنجد أن ذاك المدعو ياسر اليماني الذي استفاد من المرحلة الماضية وتقلب على كل الموائد ، وحباً في المال والنفوذ باع الماضي بذهب الحاضر وباع أهله وناسه ومعاناتهم من أجل عز زائل مضحياً في نفسه بحرية وطنه دون خجل وضارباً بكل القيم والمبادئ عرض الحائط ..
أما الشيخ عبدالرب النقيب الذي يقال أنه تضرر من بعض ممارسات الماضي ، نسي كل شيء وفتح الله عليه بالتصالح والتسامح ووقف مع الجميع من أجل حرية شعبه ووطنه وفي كثير من الاحتياجات الإنسانية ، دافعاً من حُر ماله للمساعدة..

هذا هو الفرق بين الرجلين الذي يظهر معدنيهما كما رأيته بنفسي ..