صدامات عدن .. من المستفيد؟.

[أنيس صالح القاضي]

صدامات عدن .. من المستفيد؟.
بقلم : أنيس صالح القاضي (مستشار قانوني)



الإثنين, 28 أيار/مايو 2012 15:53

جدة – لندن " عدن برس " خاص -

تابعنا ما حدث مؤخرا في عدن من أحداث مؤسفة راح ضحيتها بعض الأبرياء من أبناء الجنوب، الذين نحسبهم شهداء عند الله سبحانه وتعالى، وتابعنا تقاذف المسؤولية بين طرفي الأحداث فبينما تتهم أطرافا في الحراك الجنوبي أتباع حزب الإصلاح بالتسبب في هذا الحادث الأليم نجد أن الطرف الآخر، الذي يصف نفسه بثوار ساحة التغيير يرد باتهام أطراف في الحراك الجنوبي بالمسؤولية.

وقبل الخوض في هذا الجانب نترحم على شهداء ذلك الحادث ونتمنى الشفاء العاجل للجرحى.

شخصيا لا أبرئ ولا أتهم أي طرف من الطرفين لأنني باختصار لست في موقع الحدث ولا أملك من الأدلة ما يدين طرف دون طرف، هذا من جهة ومن جهة أخرى لا ننسى أن الحادث هو سياسي بامتياز وليس جنائي حتى نستعرض أدلة النفي والإثبات، ومادام أن الحادث سياسي، كما قلنا، فإنه يجب أن ننظر إليه من منظور سياسي أكثر منه جنائي.

وبناء على ذلك فإن المتبادر إلى الذهن من الناحية السياسية وحتى من الناحية الجنائية، هو : من هو المستفيد من هذه الأحداث ؟. هل هو أحزاب اللقاء المشترك وعلى رأسها حزب الإصلاح ؟ أم الحراك الجنوبي بفصائله المتعددة؟.

بتقليب النظر في استفادة الجانبين من هذا الحادث نجد أن كلا الطرفين غير مستفيد من هذا الحادث ولا مصلحة له في افتعالها، لأنها تجلب له من الضرر أكثر من النفع .

فمن جهة أحزاب اللقاء المشترك وعلى رأسها الإصلاح، فهي في سعي حثيث للحفاظ على الوحدة ولو بحدها الأدنى (فيدرالية) وبالتالي فهي في أمس الحاجة إلى تحسين صورتها في المحافظات الجنوبية، وإعادة الثقة إلى أبناء تلك المحافظات التي فقدوها في عهد صالح، لذا فإن كل تصرفاتها سوف تكون محسوبة في منتهى الدقة، وخصوصا حزب الإصلاح المعروف بانضباط قواعده، كونه أكثر الأحزاب تنظيما في اليمن.

أما من جهة الحراك الجنوبي، فمنذ انطلاقه عام 2007م فقد كان ولا زال يرفع شعار السلمية مبدأ لتحقيق أهدافه، كما أنه في عهد صالح أستطاع وبكل جدارة تجاوز كثير من الفخاخ التي نصبت له لنزع هذه الصفة (السلمية) عنه وإلصاق تهمة العنف به، ووصل الحال إلى أن أطلق عليه إعلام صالح الحراك القاعدي، ولكن كل تلك المكائد والتلفيقات لم تجد نفعا، وإذا كان الحراك الجنوبي استطاع في عهد المخلوع تجاوز كل ذلك فإنه في هذه المرحلة أجدر وأقوى من أي وقت مضى على تجاوز هذه المكائد، خاصة وأنه أصبح تحت أنظار إقليمية ودولية.

وما دام أن كلا الطرفين، غير مستفيد من هذه الأحداث، فمن هو المستفيد منها؟، ويكون بالتالي هو المتسبب بها؟.

لا أستطيع أن أتهم طرف بعينه ولكنني أظن أن هناك طرف ثالث، يسعى إلى الزج بالطرفين إلى التصادم، لأجل أجندة خاصة، وهذا الطرف الثالث قد لا يكون طرفا مستقلا ومتميزا عن الطرفين، بل أنه قد يكون منتسب إلى أحدهما (أكرر منتسب إلى أحدهما) ومتخف تحت عبائة أحد الطرفين، وينفذ تلك الأجندة بصفته الظاهرة، ويقوم باستدراج الطرف الآخر إلى الصدام ليقوم بتجييش باقي الأطراف الأخرى على الطرف المستهدف، الذي لن يقبل ما يتعرض له.

لذا ينبغي على الطرفين أخذ أقصى درجات الحيطة والحذر، وحساب أي عمل أو تصرف حسابا دقيقا، وتفويت الفرصة على أي طرف ثالث يستهدف الوقيعة بينهما، لأن ذلك لا يخدم أيا من الطرفين، ولن يوصل أي طرف منهما إلى أهدافه أيا كانت تلك الأهداف.

ولا يفوتني التنويه إلى أن طرفي الاشتباك والضحايا، هم من أبناء الجنوب وتحديدا من أبناء عدن، ولا يستطيع أي طرف من الطر فين أن ينكر على الطرف الآخر جنوبيته، فكلنا جنوبيون أيا كانت توجهاتنا، أو أنتمائاتنا السياسية، ويفترض بنا التعايش جنبا إلى جنب رغم تلك الإختلافات الفكرية، كما يتعايش غيرنا رغم اختلافاتهم، وقبل ذلك كله فكلنا مسلمون نشهد ألا إله إلا الله وأن محمد رسول.

وأخيرا فإن : الحجر من الأرض والدم من الرأس.



http://adenpress.co.uk/index.php?opt...5-24&Itemid=55