ثقافة المؤامرة على القبيلة في اليمن-معالجة لنظرة ال-cia-القاصرة

[نبيل العوذلي]

ثقافة المؤامرة على القبيلة العربية في اليمن -معالجة لنظرة ال-CIA-القاصرة

سطر شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله كتابا اسماه—اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة اصحاب الجحيم –اسس فيه رحمه الله ما يمكن ان اسمية بثقافة المخالفة للمسلمين الذي يجهل الكثير منهم اهمية هذا النوع من الثقافات للامم وقوتها ومقاومتها لاعداءها.
الاستراتيجية بسيطة التي استند عليها شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله يؤكدها علم السلوك والنفس اليوم ويستعمل قواعده الاعداء من اجل الفتك بروح وجوهر بقاء الامة على حال يميزها من الاخرين يدفعها نحو المعارضة والمقاومة ويتيح لها السلامة من مرض خطير اسمه—الذوبان الثقافي—
ومن اجل ذلك استندت فكرة الكتاب على فكرة بسيطة هي
هناك يهود ونصارى
هناك فرس وروم
من الحديثين لتتبعن ولتركبن سنن الذين من قبلكم اليهود والنصارى والفرس والروم المشهورين في السياسات والمذاهب والطرق
فالسير على طريق الاستقامة للحفاظ على صفاء العقيدة والهوية الغير منحرفة نحو اليهودية او النصرانية او الفارسية او او الرومية يستقيم بمخالفتهم , ومن هنا يأتي دور ووجود القبيلة بعرفها الصحيح كأحد اهم العوامل في المحافظة على الهوية العربية ووجود ودور الدين الصحيح للحفاظ على الهوية الاسلامية من الذوبان الثقافي والاخلاقي الذي يضعف الامة ومقاومتها
ولهذا عرف اعداء الامة الشرقيين وعلى رأسهم الفرس والغربيون وعلى رأسهم الروم انه لايستقيم لهم النجاح في اضعاف الامة الاسلامية بمقومات قوتها
الدين الصحيح
العرف الصحيح
الا من خلال الاذابة ب
اولا الاستعمار
ثانيا الترويض

ان مؤامرة الاذابة الثقافية التي عمد اليها الغربيون من خلال سياساتهم الاستعمارية والثقافية بل وحتى العسكرية للقوميات الاخرى عامة والقومية العربية خاصة مسألة مشهورة , ومن هنا يأتي اهمية العوامل المعيقة لمنع سريان اسباب هذه الاذابة الثقافية للامة العربية الاسلامية في ثقافة الغرب والشرق وتتمثل كما قلنا في

اولا الدين الصحيح
(((اليوم اكملت لكم دينكم ورضيت لكم الاسلام دينا)))
وهو الدين الذي يستوعب كل الشعوب والامم تحقيقا لقوله تعالى (((وما ارسلناك الا رحمة للعاملين))) دون تفريق بين عربي واعجمي الا بالتقوى(((ان اكرمكم عند الله اتقاكم)))
وحينما نقول الدين الصحيح نقصد الدين الذي ليس فيه انحراف نحو شعبة من شعب دين اليهود او انحراف نحو شعبة من شعب دين النصارى ,ورائدة ذلك الهدي خلال المائة السنة المنصرمة بكل صدق هي المملكة العربية السعودية التي عملت وحرصت فيها مدرستها السلفية المشهورة بالوهابية نسبة للامام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله على تقرير دين المخالفة لليهود والنصارى بحنبليتهم المذهبية الدقيقة في توحيد الاتباع للدين والاثر الصحيح المخالف لادنى انحرافات دقيقة نحو شعب دين اليهو او نحو شعب دين النصارى
ثانيا العرف الصحيح
قال تعالى(((خذ العفو وامر بالعرف)))
وحينما نقول العرف الصحيح كي نميزه عن العرف الجاهلي او العرف المنحرف نحو شعبة من شعب أعراف الفرس او نحو شعبة من شعب أعراف الروم
ان العرف والعادات للمجتمعات تحفظ اساسا بالقبيلة والعشيرة . ومن هنا يأتي اهمية دور ووجود القبيلة في حفظ العرف العربي وعاداته المتميز عن العرف الفارسي والرومي,وعندئذ تبرز بلاد اليمن بمسماه المصطلح عليه تاريخيا انه ما يمن عن الكعبة ليشمل قبائل عربية باتت اليوم تحت حكم الخلافة الاسلامية في المملكة العربية السعودية وتحت حكم ما كان يسمى بالجنوب العربي واليمن السعيد
مع اهمية معرفة ان لذلك العرف عناصر اساسيه ابرزها القبيلة باعرافها وعاداتها وجودا ودورا
وقد حافظت المملكة العربية السعودية على وجود العرف القبلي دون ان يكون له دورا ليكون الدور للمؤسسة الحكومية المدنية والعسكرية بمؤسساتهما المتعددة ولكن ذلك يختلف في اليمن المسمى اليوم بالجمهورية اليمنية خاصة الجزء الشمالي الذي حافظت فيه القبائل العربية هناك على وجودها ودورها القوي والفعال وهذا هو مصدر القلق للغربيين عامة والامريكيين خاصة وبشكل اخص لوبيات محددة في الولايات المتحدة الامريكية كي لانعمم
ولذلك
شكلت التقارير التحليلية للشعوبيين اليمنيين مصدرا اساسيا مغلوطا للفكرة الخاطئة المتكونة لدى لوبيات استخبارية في امريكا تجعل من القبيلة السبب المعيق للتنمية بل والحاضن للارهاب , ومشكلة هؤلاء الشعوبيين تتكرر دائما من جنوب اليمن الى شماله...كيف؟
حينما دخل الاستعمار البريطاني جنوب الجزيرة العربية-عدن-ابين-حضرموت شبوة لحج المهرة عمد على تشجيع الاستيطان للعجم من الفرس والهنود والافارقة في عدن ليشكل بهم ثقافة متمازجة بين الشرق والغرب تذوب فيها ثقافة البدو العرب من القبائل المجاورة لمدينة عدن االذين ادركوا بعد هذه المؤامرة ونجحوا في التحرر منها بطرد الانجليز اولا ثم من خلال تعريب اللغة العدنية ومن ثم العرف والعادات العدنية لتصبح الثقافة العربية هي السائد والبارز اليوم بحمدالله, والدارس الفاحص للهجة المتداولة لاهل مدينة عدن يلحظ ثمة تحولا من اللهجة العدنية المنعجنة بأعجمية الشرق والغرب سابقا الى لهجة حاضرة اصبحت عجينتها يغلب عليها العربية.للهجة عرب الجنوب العربي والبعد الثاني لاستراتيجية الانجليز تمثل في ثقافة التغريب التي شجع عليها الشعوبيون اليمنيون لآهليتهم الطبعية في تقبل العرف الغربي كصفة لشخصياتهم الطبعية جبلة وتكوينا عرفت لدى الكثير من الجنوبيين فيما بعد –بمؤامرة اليمننة—ضد قبائل الجنوب العربي التي غلا فيها البعض حتى ظن انه ليس يمنيا وأخذ يفسر قصص تاريخية محاولا من خلالها ان ينفي عن نفسه اليمنية التي يؤكدها النبي صلى الله عليه وسلم في حديثين صحيحين لقبائل الجنوب العربي في
الحديث الاول
ففي صحيح مسلم عن حذيفة بن أسيد الغفاري رضي الله عنه قال
وآخر ذلك نارتخرجمناليمنتطردالناسإلى محشرهم .

وفي رواية عند مسلم :...نارتخرجمن قعر عدن ترحلالناس.
وعند أبي داود :وآخر ذلك نارتخرجمناليمنمن قعر عدنتسوقالناسإلىالمحشر.

وهو يبين ان عدن من اليمن وليس كما يريد ان يقول البعض انها من الجنوب العربي الذين هم جنسا اخرا غير اليمنيين
والحديث الثاني
ان رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن سبأ ابلد ام رجل ام امرأة ؟ قال بل رجل ولدله عشرة من الولد فسكن منهم ستة اليمن والشام اربعة اما اليمانيون: فمذحج وكندة والأزد والاشعريون وانمار وحمير واما الشام: فلخم وجذام وغسان وعاملة

وهذا يبين ايضا ان قبائل حضرموت وجزء من شبوة هم ينحدرون مع قبائل اخرى سكنت الشمال والجنوب من اب واحد
ثم لما جاء الاباء في تجربتهم الشعوبية في الحزب الاشتراكي حملوا القبيلة بثقافتها الطبقية سلبا وايجابا اوزار الماضي والحاضر تطبيقا لمبادىء الماركسية النافية للطبقية لانهم يجعلون من الصراع الطبقي السبب المعيق للتطور فعمدوا الى ازالته بصورة بشعة ساعدهم على ذلك التعنت الطبقي المصاحب لثقافة القبيلة لدى اعيان ومشايخ الجنوب العربي ذلك الوقت الذي كان يقصي الاخرين لشعوبيتهم او لانحدارهم الطبقي بشكل استفزازي فكان الجزاء من جنس العمل بشعوبية تقصيهم بتاتا, ولهذا لابد من مراجعة الذات وعدم تكرار الخطأ خصوصا في دعوة اصحاب الجنوب العربي اليوم التي باتت تأخذ طابعا طبقيا صرفا--

اما القبائل اليمنية في شمال اليمن التي كانت خاضعة تحت حكم الامامة الزيدية لمئات السنين فقد استطاعت ولله الحمد ان تحتفظ بكينونتها العرفية وجودا ودورا في المسرح السياسي والاجتماعي ولم يضمحل وجودها ودورها كما حصل لاخواتها في الجنوب العربي من جنوب اليمن وشكلت هذه القبائل العربية الزيدية والشافعية==حاشد وبكيل ومذحج==جوهرا ورونقا رائعا يجسد الهوية العربية المخالفة في عرفيتها اليمنية لثقافات الشرق الغرب معتزة بثقافتها وهويتها التي تستمد من جذورها روح المقاومة للقبيلي اليمني العربي المعتز بحضارته واصالته
لقدكانت كلمات الشيخ صادق الاحمر حفظه الله واضحة ومعبرة عن هذه الهوية حينما قال بما معناه –السفير الامريكي يشتي يعين رئيسا لليمن في صنعاء ---ونحن معه بعون الله في ذلك لاننا نشعر ان هناك من يريد ان يتطاول على اعراف وثقافة وحضارة نلحظها في جدران حصون صنعاء واب ومارب والبيضاء ويافع وشبوة وحضرموت والضالع ...وفي اسوار مدننا التاريخية وفي ملابسنا التقليدية وفي خناجرنا اليمنية التي نتميز بها دون سائر القبائل العربية وفي وفي رقصاتنا الشعبية وهزلنا وجدنا الممتد جذور ذلك كله لالاف السنين منذ سبأ حمير وتبع وشمريهرعش واسعد الكامل واوسان .....الخ ويريدنا ان نترك ذلك الاثر العرفي الثقافي كله لاجل سواد عيون ثلاثين عاما حكم فيها الرئيس صالح بحسنه وقبحه وصلاحه وفساده وخيره شره ليخرج اخيرا عن هذه القواعد والاعراف التي هي بالنسبة لنا خطوطا حمراء مستعينا بنظرة قاصرة تمكن من ادخالها الى عقول بعض الامريكيين كتلك النظرة القاصرة التي ولجوا بها الى افغانستان والعراق مستندين الى تقارير استخبارية تمنحهم ثقة وجراءة غير محسوبة العواقب ويدفع ثمنها جنود ابرياء لاحولى لهم سوى انهم مأمورين بامر هذه الاجهزة الغبية الخاضعة لنظرة اللوبي الصهيومسيحي الظان انه بأمكانه ان يغير حتى كروموسومية وجينات المسلمين ليحولهم الى نمور واسود مستأنسة كالتي نلحظها في السيرك تسمع وتطيع اوامرهم
انني ادعوا الى مراجعة الادارة الامريكية الاوبامية والكلينتونية نظرتها تجاه اليمن ونحن على ثقة بأن هناك لوبيات امريكية منصفة وتحب العدالة والحرية للشعوب قبل فوات الاوان وتتحول اليمن الى بؤرة كافغانستان او العراق او الصومال