نداء إلى قيادة وقواعد الحراك السلمي الجنوبي ( بقلم : الدكتور حسين العاقل )

[طيف الجنوب]

نداء إلى قيادة وقواعد الحراك السلمي الجنوبي ( بقلم : الدكتور حسين العاقل )

شبكة الطيف - بقلم : د. حسين مثنى العاقل

الأخوة في قيادة الحراك السلمي الجنوبي في الداخل والخارج. المحترمون

الأبناء وكل المناضلون الشرفاء في قواعد الحراك الجنوبي الصامدون في ميدان المواجهات العدوانية.. الأكارم

الأحباء المهاجرون والمغتربون والمشردون في مختلف دول الاغتراب ومنافي وجه الكرة الأرضية.. الأجلاء

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
اسمحوا لي أيها الصابرون على محن وأهوال الانتكاسات الموجعة والمتلاحقة.. الرازحون تحت وطأة الهيمنة الاستبدادية .. والمستباحة أرضكم وخيراتها، والمنتهكة حقوقكم السياسية وكرامتكم الوطنية.. أن أناديكم من قلب يحمل لكم جميعا أسمى معاني الإجلال والاحترام.. أخاطبكم من عمق مشاعر وحواس الضمير الفخور بعزة الانتماء إلى الهوية الجنوبية التي تجمعنا وتوحد أرواحنا وقيم أخلاقياتنا وعاداتنا وتقاليدنا، والتي نتشرف بسعادة الانضواء لخصوصية وقائع تاريخها بكل ما اتصفت به هذه الهوية المقدسة، من أحداث ومميزات سواء كانت من صنع الذاتية الجنوبية، أو من مخططات أعدائنا وخصومنا، فهي وأن تنادمنا على عواقب مآسيها، فإنه لا مناص لنا من الاعتراف على أنها جزء لا يتجزءا من تاريخنا شئنا أم أبينا، مهما كانت حدتها وقسوة نتائجها علينا ؟..

أخاطبكم من على تربة خارطة وطنا الطاهرة ومن تحت سمائها الملبد بدخان القذائف وغبار ملوثات الجبروت العسكري المتوحش، والمتعجرف بنوازع الحقد والانتقام، والمتهور بعادة البغي والاستكبار. أناديكم وقد بلغ الجور أقصى مداه، وفاض الصبر وقدرة الاحتمال لما ابتلا به شعبنا ووطنا الحبيب من فوضوية جرائم القتل والتدمير وفرض الحصار العسكري على مدن وقرى الجنوب، من قبل أجهزة سلطة دموية انتزع الله من ضميرها وعقل تفكيرها مشاعر المودة الأخوية والأعراف الإنسانية، سلطة لا تستطيع الحياة إلا على بحيرات من الدماء وأشلاء الأبرياء..

فهل يعقل أيها الجنوبيون الأحرار: أن يطول بكم مزاج البحث عن خصومة أنفسكم وطعن نحوركم بخناجر أنتم من يمتشقها ويشحذ نصالها بلا شفقة أو رحمة ليغرزها في جسده ؟؟. هل يجوز أيها المكابدون عذاب الشتات ومظالم التهميش والاحتلال، أن تدوم فيكم هذه الضنون المريبة وشكوك التوصيفات المعيبة ضد بعضكم البعض، في مرحلة الشموخ النضالي وأصعب فترات عزمكم وتحديكم لنيل مطالب حراككم السلمي في الحرية واستعادة دولتكم المسلوبة منكم عنوة والمغدور بها باسم وحدة الكذب والخداع..

إلا يكفينا تخاذل وتوهيمات الخيانة والمؤامرات التي صارت سلوكا مريبا لاختراق صفوفنا، وعوارض تمنع لملمة شملنا المتناثر عند اشتداد العواصف !!. إلا تحسون بخجل يحرق عواطفكم وهناك من يستمتع بتشضي تناحركم ويرقص طربا لتباعد أهدافكم النضالية ؟؟. نعم نحن جميعا بدون استثناء نتحمل مسئولية ما يعيق مسيرة زحفنا نحو ميعاد النصر المحتوم لاستعادة نظام دولتنا ..

لا يصدق ما يجري في واقع نضالنا المتصاعد بكل قوة وعنفوان، أن يفتعل البعض منا شوشرة فقدان الثقة بين أنفسنا وداخل بيت كياننا السياسي وحامل قضيتنا السياسية (الحراك السلمي الجنوبي) أليس من العيب أن لم يكن من العار علينا أيها المؤمنون بمشروعية حقوقنا أن يطفح البعض بتوزيع صكوك النضال فيصدرون أحكام عبثية وتصنيفات وهمية تقلل وتحجم من دور ونشاط الآخرين .. فتحول قلة من هوات الدجل وسلوك التخوين إلى منابر جوالة توزع بضائع الترويج ونشر الحماقات لنخر جسد الحراك السلمي ، بينما هم يدركون بأن ما يقومون به يعد من العيوب القبيحة التي يسهمون بها بقصد أو بدونه في خيانة وطنهم وشعبهم..

إن روح التصالح والتسامح أيها المناضلون الذي صار عهدا وميثاقا وشرف كبير نتفاخر بتجسيده في حياتنا وسلوكنا السياسي والاجتماعي، يجعلنا في الداخل والخارج كجنوبيين أكثر تماسك وتنسيق في تفعيل مهماتنا التحررية، ويمنحنا معنوية العزيمة لمواصلة المسيرات والمهرجانات السلمية للمطالبة بسيادتنا على أرضنا وحماية مساحتها البالغة 337000 كيلو متر مربع، وذلك وفق القانون الدولي وقراري مجلس الأمن الدولي رقم (924 – 931) لسنة 1994والمتخذه أثناء جريمة إشعال فتيل الحرب الدموية لاحتلال أراضي المحافظات الجنوبية.

أنني يا من أضعكم تاجا من السمو والشموخ فوق هامة الاعتزاز الروحي والوطني ، ادعوكم باسم الشهداء والجرحى . باسم قدسية الأرض الجنوبية، بحق الهوية والتاريخ النضالي لشعب الجنوب، أن تصونوا وحدة ولحمة أبناء الجنوب، أن تترفعوا فوق جراح التخاذل، وتكفوا عن الوخزات الموجعة ضد بعضكم البعض سوا كنتم في الداخل أو في الخارج، فلا سبيل لنا ولا خيار أمامنا سوى التكاتف والتآلف والتنسيق نعم أحرصوا على التنسيق والتشاور فيما بينكم ، بروح نقية وصادقة ونزيهة ، لا تنجرفوا وراء الشطحات الذاتية في اتخاذ القرارات المصيرية والهامة بدون دراستها وتقدير إمكانية تطبيقها .. فأخطاء اليوم سترافق جهودكم في المستقبل.. فما أصابنا وتراكم حولنا من عيوب قاتلة عبر ماضي تاريخنا الجنوبي - تجعلنا أكثر استفادة من عدم الوقوع في حفر السقوط وأهوال الانتكاسات المريرة.. فالمرء كما قال رسولنا الأعظم (ص) لا يلدغ من الجحر مرتين.. فما بالكم إذا كنا قد لدغنا عدد من المرات.. فهي نعود إلى صواب الرشد ونجمع على قيادتنا الشرعية .. ولكم أن تتصوروا كم ستكون فرحتنا أن أجتمع قادتنا في الخارج مع بعضهم وشاهدنا علي سالم البيض وعلى ناصر والمهندس حيدر العطاس ومحمد على احمد وقادة تاج وكل الشرفاء المناضلون في الخارج وهم على طاولة واحدة يرسمون معالم دولتنا ومستقبل نظامنا السياسي الأتي لا ريب فيه.. فهل سيطول بنا الانتظار؟؟؟؟. ومعذرة أن جاز لي الاعتذار..