الرافد الإعلامي والدبلوماسي لقضية الجنوب - بقلم: زهرة سليمان

[ذو رعين]

الرافد الإعلامي والدبلوماسي لقضية الجنوب
-بقلم: زهرة سليمان


في العشر سنوات الأخيرة شهد العالم بأسرة كثير من المتغيرات والثورات والمفاجآت والانتصارات لهذا الطرف أو ذاك في ظل متناقضات غريبة ولم يكن ليتحقق ذلك لولا عالم الفضائيات والانترنت وتطوير وسائل الإعلام المرئية والمسموعة وتحول العالم إلى أشبه بالقرية الصغيرة.

هذه الثورة المعلوماتية أثرت إيجابا في إسماع وتوصيل قضية الجنوب وكشفت كثير من الحقائق والمعلومات عن انتهاكات المحتل البغيض وكثير من الخفايا والفضائح كانت محرم حتى الحديث عنها والخوض فيها و نحن لسنا بصدد الحديث عن ما حدث للجنوب ولشعبة منذ رحيل الانجليز مرورا بمختلف المنعطفات والتقلبات السياسية لأن هذه المواضيع سبق وان تناولتها كثير من المقالات وقدمت باستفاضة في أكثر من مقال ولكن السؤال الذي يضع نفسه هنا لماذا هذا التجاهل لقضية شعب الجنوب العربي وعدم الاعتراف الدولي بمعاناته؟ ، خاصة إن بعض شعوب العالم تدعي نصرتها للحق ومواجهة الظلم ونصرة المظلومين وتدمير حصون الظالمين والطغاة.

هل هناك قصور وإخفاق في تأدية وتوصيل هذه الرسالة الإنسانية للعالم الخارجي إعلاميا ودبلوماسيا؟ حاليا التغطية الإعلامية لقضية الجنوب محليا وخارجيا ليس مرضيا و مشلولا جزئيا مع تقديرنا واحترامنا لقناة عدن الحرة والقائمين عليها فهي خطوة في الاتجاه السليم فهي تقوم بإيصال الرسالة وتوضيح قضية الجنوب ومعاناة شعبة ونتمنى التطوير في الأداء للأحسن والمزيد من الإبداع وذلك من خلال رفدها بكوادر جنوبية خالصة ومتخصصة ومؤهلة مهنيا قادرة على إيصال وتوضيح قضية الجنوب محليا ودوليا وتعرية نظام الحكم القبلي الدكتاتوري المتخلف المحتل لأرضنا وليرى العالم جميع جرائمه وفضائحه وتعريته والتشهير به بأشكال وصور مختلفة من خلال تقديم وإخراج مسلسلات وأفلام ومسرحيات ومناظرات شعرية ومقابلات وأغاني ثورية وحماسية هادفة وفيديو كليبات وغيرة وتناول تاريخ الجنوب الإيجابي وإبعاد كل المظاهر السلبية التي رافقت تجربة الجنوب السياسية التي كانت في السابق وإدخال التقنية الرقمية والتواصل عبر الانترنت والفيس بوك وإتاحة خدمة الاتصال بواسطة الجي ميل والياهو والسكايب والفويب شيب وغيرة التي لاتحتاج من مواطن الجنوب دفع تكاليف الاتصال والاهم من هذا كله رفع الرقابة عن اتصالاته وإبعاده عن المطاردات والملاحقات وتامين سلامتة والتنكيل غير القانوني به وإستضافة قيادات جنوبية والاستماع لرأي نماذج من أبناء الجنوب ونقل معاناتهم وتوضيح رؤية وأفكار بعض القيادات الجنوبية المتباينة وبشكل مناظرات ونقل المظاهرات والإعتصامات نقلا اكثر تاثيرا وبإخراج لائق هذة هي الرسالة الحقيقية الملقاة على عاتق الإعلام الجنوبي. العامل الإعلامي الآخر الرافد لقضية الجنوب وهو إطلاق محطة إذاعية ولو من خارج الجنوب مؤقتا على غرار قناة عدن بذبذبة عالية على اف ام وذلك كون الإذاعة يسهل سماعها في كل مكان وفي أي زمان.

إضافة إلى تقديم نشرة إخبارية وبرامج إذاعية وتلفزيونية ومواقع اليكترونية بغير اللغة العربية. وأما فيما يتعلق بصحيفة الأيام الموقرة فهي إلى اليوم للأسف موقوفة و صحيفة الايام متميزة واعادة تفعيل الموقع الاليكتروني للصحيفة سيدعم قضيتنا اعلاميا دون ادنى شك.

وأما الجانب الدبلوماسي فهو الآخر واحد من أركان إنجاح وتوصيل أي رسالة مصيريه وحقوقيه للشعوب التواقة للحرية إلى العالم الخارجي وبالذات فيما يتعلق بمصير ومعاناة الشعوب التي ترزح تحت نير الاحتلال إن الإعلام الرسمي للمحتل والسلك الدبلوماسي الخاص به يراهن تماما على أن لا تبصر قضيتنا النور وإجهاضها وان لا تحقق أي هدف من أهدافها ويخترق نشاطنا ويشوة الحقائق بكل ما أوتي من قوة.

أن النشاط الدبلوماسي قاصرا وربما بطئ إلى حد ما وذلك من خلال متابعتنا لبعض المقابلات التلفزيونية والمقابلات الصحفية التي يتناولها بعض المسؤلين الغربيين والأوروبين وحتى الخليجين والذين لا يتناولون القضية الجنوبية في لقائاتهم واجتماعاتهم وكذلك نفس الحال الجهات المحايدة والشعبية وغير الرسمية في الوقت الذي تعتبر قضية الجنوب قضية شعب غني عن التعريف ويفخر بتاريخه العريق تم احتلال أرضة ونهبت ثرواته وتم قتل وتشريد واعتقال ومطاردة الكثير من الجنوبيين بحجة الدفاع عن الوحدة الفاشلة التي كانت نتاج وحدة اندماجية فورية غير متكافئة لم يستفتى عليها وبالتالي فاقدة الشرعية وانتهت باجتياح الجنوب عسكريا من قبل نظام الجمهورية العربية اليمنية في العام 1994ولم تكن تحت إشراف دولي وتنصل الطرف الآخر الذي يدعي الحسم والنصر العسكري و الغلبة وزيادة في الكثافة السكانية وناسيا الثروة والمساحة من كل التزاماته وألغى كل الاتفاقات التي أبرمت عشية الاعلان عنها. ان تجاهل بعض الجهات الرسمية والجهات المحايدة في الخارج قد يكون ناتج عن قصور في النشاط الدبلوماسي وعدم إيصال الرسالة وتوضيح الحقيقة والقضية إلى مواطن صنع القرار الدولي ففي الوقت الذي نشعر بالقصور والإخفاق الدبلوماسي لازال يحذونا الأمل في الكثير من الشرفاء الوطنيين الغيورين على جنوبهم الطاهر الذين يتوجب عليهم كحد أدنى فتح مكاتب ارتباط وفتح بعض القنوات الدبلوماسية والإعلامية في بعض الدول الغربية والأوروبية وبالذات دول مجلس الأمن الهدف منها إيصال القضية والسعي للإعتراف الدولي بها وبحقوق شعب الجنوب ودعمها وذلك من خلال إعادة فتح ملف الجنوب المدعوم بقراري مجلس الأمن الدولي 924 و 931 الذي ينص على عدم جواز فرض الوحدة بالقوة وحقه في تقرير مصيره استعادة دولته وننوه بان النشاط الدبلوماسي الفردي لايكفي فاضفاء الطابع الرسمي وفتح القنوات الدبلوماسية وتوضيح قضية الجنوب ضرورة ملحة في الوقت الحالي على الأقل في بعض العواصم فقضية الجنوب موجودة وان تجاهلها جاهل ولكن بحاجة لمن يخلص لها وينعشها أكثر وأكثر وذلك من خلال نشاط دبلوماسي محموم وساخن وحملة إعلامية واضحة وقوية كل هذا لا يلغي وليس بديلا عن أمر فرض الواقع على الأرض الذي بدوره يسلط الأنظار والإعلام الخارجي رغما عن انفه ويقلب موازين القوى .

http://www.adenpress.com/arab/index.php?option=com_content&view=article&id=2311: 2011-08-30-09-36-57&catid=37:2010-06-07-17-45-24&Itemid=55

[عمقيان]

الكاتبة تعرضت لموضوع في غاية الأهمية ، اذ انشغلت مكونات وتجمعات الخارج في الصراعات الداخلية على الزعامة والاستقطابات الفردية للاتباع ، ومن الواضح ان هناك فجوة كبيرة تتمثل بغياب اي نشاط سياسي خارجي منظم واذا تمت اي اجتهادات او محاولات فردية فهي لا تعطي ثمارها لان الغاية منها ليست قضية الشعب بل التلميع الفردي لتحسين وضع اصحابها امام الاسياد الجدد . مع الشكر لناقل الموضوع وكاتبته.