عيدكِ حزينٌ يا أمي يا عدن/محمد عباس ناجي

[ابن المعلا]

مقال في غاية الروعة وربما هو خواطر تنبع من القلب نلتمس فيه العشق الصادق والحب الصافي... انها رسالة حب الى المعشوقة الأولى والأم الرؤوم (عدن) آثرت أن يطلع عليها الجميع وان يلتمسوا صدق المشاعر الموجودة في كلماتها والمتدفقة بين سطورها

ملاحظة:
أتمنى ألا نترك المقال لنركز على السطر الأول

عيدكِ حزينٌ يا أمي يا عدن

تبا لمن باعكِ في العام 1990م ليكون نائبا, واليوم يقول أنه يريد تحريركِ. وهو لم يستطع أن يحرر نفسه من أخطاؤه الماضية.

تبا لمن باعكِ في العام 1994م ليكون نائبا, واليوم وصل إليكِ كرمز للاحتلال.. إنه لم يتعظ من أخطاء أسلافه.. تبا لمن يصلي معه على أرضكِ في يوم عيدكِ الحزين.. تبا لكل جنوبي يمثل الاحتلال على أرض الجنوب.

تبا لي أنها بمجرد أن اخترقت جسدي أربع طلقات رصاص وأنا أدافع عنكِ عام 1994م اعتقدت أنني أديت واجبي نحوكِ.. كان الأجدر بي أن الفظ أنفاسي الأخيرة قبل أن أرى حذاء جندي الاحتلال تدوس على ذرة من ترابكِ الطاهر.. كل ذرة من ترابكِ هي أغلى من حدقة عيني.

صحيح أني أحب كل ذرة تراب من أرض الجنوب, ولكن قداسة حبي لكِ أنت يا عدن.. إن تفاخرت أتفاخر بك.. وان ضحيت وأوصيت أولادي بالتضحية فمن أجلك أنت يا عدن.. إن آثرت على نفسي وسكان قريتي ومديريتي ومحافظتي آثر سكانك.. أنت رمز وطني وتاريخي .. أنت رمز هويتي وكرامتي وعزتي.

بالأمس القريب دفنت أمي في مثواها الأخير رحمها الله, فذرفت عيناي بضع دمعات مالحة حزنا عليها, مع أنها كانت المحببة إلى قلبي وأنا طفلها المدلل عن بقية أخواني .. أما أنتِ فعيني كل يوم تذرف دموعها المالحة حزنا على حزنك العميق.. تبا لعيني أنها لم تسمح لي بمواصلة التعبير عن مشاعري نحوك, وعن عيدك الحزين, فقد بللت الصفحات التي بين يدي.

لكن بشراك يا أمي يا عدن بالأمس القريب التقيت أحفاد بناة حضارة حضرموت وقتبان وأوسان واليزنيون.. أبناء من حرروكِ من جحافل الغزاة البريطانيين: قحطان, وفيصل الشعبي, ومدرم, وعباس, وعلي سالم يافعي, وعبود, وعبدالله باذيب, والحبيشي, وقائد صالح حسين, ومحمد ثابت سفيان, وعمر علي, وعلي مهدي الشنواح, وعلي شائع هادي, والبيحاني, واحمد صالح الشاعر, وسيف احمد الضالعي.. وفي طليعة هؤلاء كلهم يقف الرجال والنساء والشبان والشابات الذين تحتضنهم جبالك الشامخة ويتنفسون نسمات بحرك الباردة.. رأيت فيهم روح الاستعداد للتضحية من أجلك.. من أجل تطهير ترابك من دنس الغزاة البرابرة الجدد.. رأيتهم يصلون ويبتهلون لربهم العلي القدير لينالوا الشهادة في سبيل تحريرك يا عروسة المدائن.

آه يا أماه يا عدن.. لو تعلمين كم هي قداستك عندهم عظيمة.. لهذا أقول لك ثقي كثقتك بشروق الشمس بعد غروبها أن فجر تحريرك آت لا محالة.. أن عشاقك يعاهدونك أن يسيروا على درب أخوانهم من الشهداء والجرحى والأسرى في سجون الاحتلال.. فلن يطول حزنك كثيرا ما دامت قلبونا وقلوب أبنائنا تخفق بنبضات الحياة, ومادامت نساء الجنوب يلدن من ذكورا وإناثا يحملون لك بين جوانحهم حب خالص.

ابنك المخلص/ محمد عباس ناجي.

التاسع ذو الحجة 1431 هجرية ـ الموافق 15 نوفمبر 2010م