البكاء على صدر الحبيب

[انا الجنوب]

البكاء على صدر الحبيب

أستميح القارئ الكريم عذراً، بأن أقبس هذا العنوان من رواية الأديب الفلسطيني الكبير، رشاد أبوشاور، لتكون عنوان لموضوعي هذا، والذي سوف أحاول فيه تسليط الأضواء على 27 إبريل المشؤوم.



1- بعد أيام قليلة سيكتمل (16) عاماً، على إعلان الرئيس اليمني علي عبدالله صالح، الحرب العدوانية الآثمة على الجنوب، في 27 إبريل 1994م، تحت شعار الوحدة أو الموت. فقد أطلق هذا الإعلان الحربي – كما يبدو- لأسباب لا علاقه لها بالوحدة أو الإنفصال، وإنما جاءت لغايات وأهداف ومصالح... (16) عاماً مرت ثقال كالجبال على شعبنا، طرزت سماء الجنوب بالسحب السوداء ولازالت، حملت كل مرارات التاريخ وضلالاته، وإمتلأت أرض الجنوب بأغزر دماء للشهداء في حرب صيف 1994م، كما أنها الأكثر سواداً وإهانة، ليس للجنوبيين - بالذات القيادات العسكرية والحزبية، التي ( قوطرت) في 7 يوليو 1994م، تجر أذيال الهزيمة المنكرة، وتركت الجنوب فريسة تلعب فيه الدبابير- فحسب، بل بكل العرب، خصوصاً وإن هذه الحرب مزقت جسد الجنوب الى أشلاء، سرقت الأرض والتاريخ، والآن يجري العمل على قدم وساق، لمحو الهوية الوطنية في الجنوب.



2- ففي هذا اليوم الأسود، نتوجه بالتحيات الحارة، المفعمة بكل مشاعر الإحترام والتقدير، الى شعبنا الجنوبي الأبي، الصامد في وجه العدوان والإحتلال، الذي رفض الحرب العدوانية، كما رفض نتائجها وما ترتب عليها من سياسات وإجراءات غير شرعية أو فانونية... إننا إذ نترحم على أروح الشهداء الأبرار، وندعوا الله لهم الرحمة والمغفرة، فإننا في الوقت الذي نعاهد الشهداء، الذين سقطوا في حرب 1994م، بأن تظل تضحياتهم أمانة في إعناق كل الرجال الشرفاء في الداخل والخارج، فإننا في نفس الوقت أيضاً نعاهد شهداء النضال السلمي ونقول لشعبنا، أن الدماء التي سالت على أرض الجنوب من المهرة الى ميون ومن سقطرى الى كرش، لا ولن تذهب هدراً، مهما كلفنا ذلك، وإن النضال سوف يستمر، طالما وجد على أرض أرضنا العدوان والإحتلال، حتى يتحقق الهدف السامي، الذي أستشهد من أجله الأبطال، وحتى ينال القتله والمجرمين جراء جرائمهم الجزاء العادل، ويعود الجنوب لأصحابه الشرعيين، جنوباً عربياً حراً ديمقراطياً مستقلاً وعاصمته عدن.



3- لقد تأسس يوم 27 إبريل 1994م، على جريمة حرب عسكرية وسياسة كبرى، تجمعت فيها الخيانة والقتل والسرقة والعنصرية، مما أدى الى إنقلاب على شرعية إعلان 22 مايو 1990م، وإحتلال الجنوب في 7 يوليو 1994م، الأمر الذي ترتب عليه ضياع وطننا وشعبنا وإسقاط الشراكة، كما إنقلبت كل المعايير الشرعية والإنسانية والأخلاقية رأساً على عقب، وتحولت عن مسارها الطبيعي، عكست أحقاداً تاريخية جاهلية دفينة، تمثلت في تصفيات حسابات سياسية وشخصية قديمة وجديدة، تنطوي على محو الحق التاريخي لوجودنا على أرضنا، وحرمانه بالتالي من حقوقه السياسية المشروعة.



4- نتوجه بالتحيه النضالية، الى بعض المثقفين العرب الشرفاء في الوطن العربي، الذين تفهموا لمطالب شعبنا وقضيته العادلة في الجنوب، بحيث أدركوا أنها لا توجد في اليمن دولة، فضلاً عن وجود وحدة أو ديمقراطية، وإنما توجد قيادات عسكرية ومشائخ قبلية، تتحكم في مقدرات شعب الجنوب بالقوة والأكثرية... كما نحيي أجدادنا الأبطال، الذين سطروا في تاريخنا القديم والحديث، الملاحم البطولية والفداء في معارك الشرف والكرامة على طول الجنوب وعرضه، ثم طهروا بدمائهم الزكية أرض الجنوب، من رجس شذاذ الأفاق وكل الغزاة الطامعين.



أن النضال الوطني، الذي خاضه ويخوضه شعبنا العظيم ضد نظام صنعاء الغاشم، ضد أعمال القتل والسلب والنهب والمصادرة لحقوقنا ولحرياتنا، والزج بالنشطاء السياسيين في السجون ومحاكمتهم محاكمة غير قانونية وغير عادلة.. نقول أن ذلك النضال والتضحيات، قد جعلت شعبنا أكثر تلاحماً ووحدة، رغم أن قيادته في الداخل والخارج، كل طرف يغني على ليلاه. لكن شعبنا أكثر وعياً وإدراكاً من قيادته، فالأيام القادمات حبلى بالمفاجأت، ولن يستكين شعبنا وقيادته الميدانية المخلصة، التي ترى أن الوحدة الوطنية الجنوبية، ضرورة وطنية تاريخية، وسوف تتحقق اليوم أو غداً، في معمعان النضال.



5- لقد حان الوقت لإطلاق عملية الحوار الوطني الموضوعي الشامل، بعد لقاء التصالح والتسامح والتضامن في 13 يناير 2006م الذي رسخ عوامل اللحمة والثفة بين أبناء الجنوب ورأب الصدع وأغلاق ملفات الماضي، وبعد أن حدد شعبنا في الجنوب خياره الاستراتيجي يوم 7 يوليو 2007م، في ساحة الحرية بخور مكسر عدن وهو الاستقلال، وبعد النضال الشاق والمظاهرات والإعتصامات والقتل والإعتقال والمطاردة والحضار العسكري والتجويع، ليشمل كافة الطيف السياسي – دون إستثناء – حوار وطني جدي ومسؤول، على قاعدة الوحدة الوطنية الجنوبية، بإعتبارها السبيل الطبيعي الإستراتجي لتحرير الجنوب المحتل... حوار وطني يوفر القدرة على صياغة موقف موحد، خصوصاً وأن الظلام إنتشر ولم نجد ما تستضئ به في سماء الحاضر، فلا حيلة لنا إلا بالعودة الى الماضي، وكثيراً ما عدنا الى الماضي ونحن نناقش مسألة الوحدة الوطنية، ولكن العودة هذه المرة لا بد بالضرورة بمكان أن تقدم لنا نموذج مثالي، لمعرفة الأحداث التاريخية التي عصفت بشعبنا ووطننا، وهي لماذا بقايا قيادات الحزب الإشتراكي ترفض الإعتراف وبشجاعة عن حقائق تاريخية، يعرف عنها القاصي والداني، أو تتهرب من مناقشتها!!؟؟ وتتمثل في مايلي:



أ- لماذا لم تتفق وتتوحد قيادات الجبهة القومية بعد الإطاحة بالرئيس قحطان محمد الشعبي والشهيد فيصل عبداللطيف الشعبي وتيارهما في 22 مايو 1969م ؟



ب- لماذا لم تتفق وتتوحد قيادات الجبهة القومية بعد الإطاحة بالمناضل الشهيد سالم ربيع علي وتياره في 26 يونيو 1978؟



ج – لماذا لن تتفق وتتوحد قيادة الحزب الإشتراكي اليمني بعد الإطاحة بالمناضل الرئيس علي ناصر محمد وتياره في 13 يناير 1986م؟



د- لماذا لم تتفق وتتوحد قيادة الخزب الإشتراكي اليمني على إعلان الوحدة في 22 مايو 1990م؟



هـ - لماذا لم تتفق وتتوحد قيادة الحزب الإشتراكي اليمني بعد هزيمتها في 7 يوليو 1994م، التي أطاحت بوطن ودولة وثورة وشعب؟



ياترى متى – إذن – سنتفق ونتوحد؟؟ يوم البعث والنشور!!! اللهم لا شماته.



6- نخشى أن يأتي يوم لا نستطيع أن نقدم لشعبنا غير الكلام... ونتقسم الى فصائل وشيع، وهات ياكلام، كحال إخواننا الفلسطينيين.. ليصبح نضالنا الوطني ليس ضد الإحتلال.. ولكن نضال الجنوبي ضد الجنوبي.. الأرض تستباح.. والكرامة تهتان.. والأرض تسرق.. والجنوبيين في محلك سر منتظرين معجزة تنزل من السماء.. هل نحتاج الى كارثة أخرى لكي نصحوا؟



بعضنا باع الجنوب ببيت جديد.. والبعض بسيارة، يا بلاشاه.. والبعض بقطعة أرض.. والبعض يالملايين.. وآخرين تعوذوا من الشيطان وسلموا أنفسهم وناخوا.. والبعض يتقارحون مثل الطماش في نضال مستميت على المواقع اللالكترونية..



أيها الأحرار الشرفاء من أبناء الجنوب في الداخل والخارج..

قولوا صح النوم، لمن يحاول أو يظن بعد اليوم، أنه قادر يوحدنا بشروطه، دون إتفاق وتوافق وطني.

قولوا صح النوم، لمن يحاول أو يرغب يوحدنا بأفكاره أو برامجه، دون وحدة وطنية جنوبية حقيقية على أرض الواقع وليس على الورق، دون الجلوس على طاولة الحوار.

قولوا صح النوم، لمن يحاول يوحدنا بزعيمه، كلنا عندنا زعامات (ولاحدى أحسن من حدى)، وكلنا زعامات وكل واحد شايف حاله ( وكل زبيبه في طيزها عود).

قولوا صح النوم، لمن يحاول أو يريد يوحدنا بفلوسه، الأجدر أولاً مساعدة أسر الشهداء والجرحى والمعتقليين، وبعد ذلك لكل حادث حديث.

قولوا صح النوم، لمن يحاول إعادة الماضي ولازال يعيش فيه، أن الوطن بيد علي عبدالله صالح فهو يتـفّـل علينا ويتحدانا نعود الى الوطن، لانه لن يخرج من جنوبنا الحبيب إلا بـ( المقبب).



قولوا لهؤلاء وأولئك إتقوا الله في الوطن.. في الشعب.. في التاريخ.. في الشهداء.. في الجرحى.. في المعتقليين.. في الثكالى والأرامل.. فالأمور وصلت الى الحلقوم، الى درجة حتى نسينا أو تناسينا أو تجاهلانا من كان لهم الفضل بعد الله والسبق في النضال في الميدان وهم على سبيل المثال لا الحصر: الدكتور أبوبكر السقاف، فقيد الوطن عمر الجاوي، الدكتور محمد حيدرة مسدوس، الأستاذ المناضل حسن أحمد باعوم، الفقيد الحاج صالح باقيس، الدكتور محمد علي السقاف، المحامي بدر باسنيد، صحيفة الأيام وناشريها ومن كتب في صحيفة الأيام من الداخل بشجاعة في ظروف صعبة، فلا داعي للمزايدات والكذب على بعضنا البعض.

عوض علي حيدرة

الولايات المتحدة الإمريكية

18 إبريل 2010

[بن عفرير]

قولوا صح النوم، لمن يحاول يوحدنا بزعيمه، كلنا عندنا زعامات (ولاحدى أحسن من حدى)، وكلنا زعامات وكل واحد شايف حاله ( وكل زبيبه في طيزها عود).





نعم نقول لهم صح النوم .. هل سيفهم الحوشيين وزعيمهم هذا الكلام . سلمت يابن علي .. لابد من فضحهم ومحاصرتهم حتى يتم القضاء على كل حوشي في الجنوب لأننا بدون ذلك لن نتحرر من جيوش علي عبدالله.